أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2020
1744
التاريخ: 29-11-2021
2044
التاريخ: 2024-10-28
303
التاريخ: 11-10-2016
8908
|
قال (عليه السلام) : (صاحب السلطان كراكب الاسد يغبط (1) بموقعه وهو أعلم بموضعه).
الدعوة إلى الابتعاد عن مراكز النفوذ والسلطة ، لحساسية الموقع وما قد تستجلبه على الإنسان من متاعب دنيوية او أخروية، ولا يمكن لأحد الوثوق التام بولائه للسلطان لأنه يبعد ويقرب من تقتضي المصلحة والسياسة تقريبه وتبعيده ، وليس على ضوابط ثابتة بل تتغير بأدنى حالة او زلة ، فإن المطلع على أسرار السلطان لا يأمن على حياته ، لأنه لابد من السيطرة عليه لئلا يفشي شيئا منها.
وكذلك يكون – المطلع على أسرار السلطان – مغبوطا من الآخرين على أساس انه قريب من السلطان مما يعني تمكنه من تحقيق رغبات واماني الاخرين ولكنه يعرف أشياء توقفه دون السعي وراء تحقيق أماني الغير وقد يداري – أحيانا – وضعه ومنصبه وبقاءه على تلك الحالة فلو مشى قدما في طريق قضاء الحوائج او الشفاعة للمظلومين أو ... أو ... مما يتوقع من صاحب السلطان فسوف يجابه بالرد وتقليص الصلاحيات – إن وجدت – لئلا يتطور وضعه نحو الاحسن فيكسب من خلال منصبه أصدقاء ومعارف قد يهتفون باسمه في يوم ما وهذا مالا يروق للسلطان بطبيعة الحال.
فالحكمة تشير بوضوح إلى أن على العاقل أن لا يأمن من صحبة السلطان او إقباله على أحد ، وقد مثل لذلك بمن يتمكن من ركوب الاسد وهو الحيوان المفترس الذي يهاب شكله من البعد فضلا عن الاقتراب منه والركوب عليه وجعله مطية تمتطى ، الذي يعني اقصى حالات السيطرة والتمكن إلا انه – الراكب – يعرف حساسية موضعه وانه معرض في اية لحظة إلى ان ينفر به الاسد وينقض عليه ، مفترسا له ولا ينفعه وقتئذ إذا خسر عمره غبطة الناس وتمنيهم الحصول على موقعه وما يحمله من دلالات واشارات.
ومن المعلوم اكيدا ان صاحب السلطان إذا لم ينفذ امرا ، او عارض حالة ما ، أو ابدى خلاف ما يرغبه السلطان ، أو اتهم بالمعارضة لأفكاره ، او وشى به احد إلى السلطان أو ... أو ... فإنه يكون اقرب إلى الهلاك وأسرع إلى التشفي والانتقام منه.
مضافا إلى امر مهم جدا وهو ان السلطان معرض لنزول العذاب والبلاء بحكم ما يصدر منه من ظلم وغصب وانتهاك حرمات و ... و ... مما يحتم عليه موقعه لأجل التأديب وفرض السيطرة وإظهار القوة ، ولكن كل هذه التبريرات لا تكفي لدفع نزول العذاب عليه وعلى من حواليه والمنتسبين إليه ممن يشهدون الظلم والتعدي والانتهاك ولا يعترضون او يشفعون ، مما يعني الخذلان والخوف من التغير عليه او العقوبة فيكون مستحقا للعذاب لأنه لم ينتصر لله تعالى فيما امر به او نهى عنه مما يعني رضاءه بالواقع وما يجري من احداث.
فاللازم الابتعاد عن موقع الخطر وموضع البلاء لئلا يزج الانسان بنفسه في حالات غير مأمونة العاقبة شرعا.
ونحن مدعوون للمحافظة على الرابطة الشرعية وعدم التفلت منها وإلا لانطبق عنوان العصيان مما ينذر بالخطر في يوم القيامة.
إذن صحبة السلطان قد تورط الإنسان في علاقته مع ربه ومع الناس.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) الغبطة : تمني نعمة على ان لا تحول عن صاحبها. المنجد ص544 مادة (غبط).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|