أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2021
1662
التاريخ: 10-7-2019
1363
التاريخ: 27-1-2021
2160
التاريخ: 29-6-2019
1748
|
هنالك العديد من التعاريف الواردة في هذا المجال نذكر منها ما ورد في قانون تسجيل الوكالات الأجنبية في الولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٣٨ والقاضي بأنه : يتضمن لفظ الدعاية أي اتصال بالسماع أو الرؤيا أو الرسم أو الكتابة أو الصور أو أي اتصال آخر يقوم به أي شخص كان ضمن الشروط التالية :
أ - إذا كان هذا الشخص مدبراً له أو معتنقة أو يقصد نشره، أو مبشرا به، أو يغير او يقنع او يسعى إلى أي تأثير من أي نوع كان على من يلقى عليه سواء أكان شخصاً آخر أم قطاعاً معيناً من الشعب داخل الولايات المتحدة، أو يهدد المصالح السياسية أو العامة أو السياسات أو العلاقات المتبعة مع حكومة دولة أجنبية أو حزب سياسي أجنبي، أو السياسات التي تتبعها حكومة الولايات المتحدة مع الدول الأجنبية، أو ينشر روح الانقسام العنصري أو الديني أو الاجتماعي.
ب - أن يناصر القائم بهذا الاتصال أو يؤيد أو ينشر أي اضطراب عنصري أو اجتماعي أو سياسي أو ديني أو عصيان مدني أو مواجهة تستعمل فيها القوة والعنف، ويقعد بكملة نشر هنا : النقل أو التسبب في نقل الرسائل والمعلومات داخل الولايات المتحدة بأية وسيلة أو طريقة بين الولايات مع بعضها البعض وحتى في التجارة الخارجية .
إن هذا التعريف يبقى ضيقاً وقاصراً على جوانب معينة دون سواها ولذلك يعتبر المرسوم الأسباني الصادر في ٢٣ ديسمبر عام ١٩٤٤ والذي تم تعديله في عام ١٩٤٦ نموذجاً مثالياً لتصريف الدعاية، إذ تنص المادة رقم ٢٥١ منه على أنه : (( تعتبر دعاية كل طباعة لأي نوع من الكتب أو النشرات أو الإعلانات التي توزع باليد أو الصحف، أو أي نوع من النشرات الأخرى، وكذلك توزيعها وحيازتها بقصد توزيعها، أو الخطب أو الإذاعة اللاسلكية أو أي عمل آخر يساعد النشر)) .
ومما هو وراد أعلاه نلاحظ أن التعريف الأسباني أوسع وأشمل لأنه تعرض للدعاية والنشر، بينما التعريف الأمريكي فيعتبر أضيق بسبب تحديده لأوصاف الكلمات تحديداً من شأنه أن يقصر اللفظ على أنواع معينة من النشاط.
وتعد هذه التعاريف تعاريفاً قانونية للدعاية وامتداداً لنصوص قوانين الصحافة والمطبوعات المتداولة في أنحاء العالم . لأن كل هذه التعاريف تقف طويلا عند التعريف القانوني لكلمة نشر وكلمة مطبوع وغيرها من اجل تحديد مفهوم الدعاية تحديداً دقيقاً، وتحديد المسؤولية في أعمال الدعاية تجاه الدولة .
وهكذا نجد أنه اذا كانت جميع دول العالم تسن القوانين للصحافة والنشر، فإن هذه القوانين لا تقف عند كلمة دعاية، علماً أن التعريف الأسباني رغم اتساعه فقد خلط بين النشر والدعاية أي بين الوسيلة والأسلوب وبين الفكرة.
وبالتالي يتضح لنا أن التعارف القانونية للدعاية ما هي الإ نصائح لتلبية احتياجات معينة لبعض المجتمعات ولا يمكن ان تصل إلى الشمول الواسع الذي يقصده الفكر الإنساني، ولهذا لم تقتصر محاولة تعريف الدعاية على علماء اللغة والقانون بل تعداهما إلى علماء النفس والاجتماع والعلوم السياسية والصحفيون، ويتضح أنه من بين عشرات التعاريف التي تم بحثها قد تم الاتفاق على التعريف التالي :
((الدعاية هي فن التأثير والممارسة والسيطرة والإلحاح والتعبير والترغيب أو الضمان لقبول وجهات النظر أو الآراء أو الأعمال أو السلوك))، وفيما يلي نورد ما تيسر لنا من هذه التعاريف من أجل المقارنة .
تعريف جاك أيلول : يرى هذا العالم الفرنسي الكبير أن الدعاية هي :
" مجموعة من الطرق يتم استخدامها بواسطة مجموعة تبغي أن تحقق مشاركة إيجابية نشطة أو سلبية في أعمالها، على مجموعة كبيرة من الأفراد المتشابهين من الناحية النفسية وذلك عن طريق مراوغات نفسية تتم في نطاق تنظيمي ".
تعريف هارولد لاسويل : يعرف العالم الأمريكي السياسي لاسويل الدعاية بأنها : " التعبير عن الآراء أو الأفعال التي يقوم بها الأفراد ، أو الجماعات، عمداً على أساس أنها ستؤثر في آراء أو في أفعال أفراد آخرين أو جماعات أخرى لتحقيق أهدافاً محددة مسبقاً وذلك من خلال مراوغات نفسية " .
تعريف ليونارد دوب : يرى هذا العالم الأمريكي الشهير أن الدعاية هي : " محاولة للتاثير على الشخصية والتحكم في سلوك الأفراد، بالإشارة إلى الأهداف التي تعتبر غير علمية أو أن قيمتها في المجتمع العلمي مشكوك فيها، في فترة محددة .
تعريف انطونيو ميوتتو : ويرى هذا الكاتب الإيطالي أن الدعاية هي: (( وسيلة فنية للضغط الاجتماعي، تميل إلى تكوين مجموعات نفسية أو اجتماعية، لها بناء موحد أو متشابه، قائم في الحالات المؤثرة والذهنية للأفراد محل الاعتبار)) .
تعريف ج . س براون : يرى هذا الكاتب البريطاني بأن جوهر الدعاية هو: ((محاولة، التحكم في اتجاهات الناس، وغالباً في اتجاهات غير منطقية ودائماً بوسائل غير منطقية)) .
تعريف جوزيف جوبلز : وهو وزير الدعاية الألماني في عهد القائد الألماني هتلر، فيقول: ((أنه ليس للدعاية في حد ذاتها طريقة أساسية، بل أن لها فقط هدف وهو إخضاع الجمهور، وتعتبر كل الوسائل التي تخدم هذا الهدف وسائل جيدة واعتماداً على ذلك انه يرى أن الغاية تبرر الوسيلة)) .
تعريف مختار التهامي : هو : ((ان الدعاية الناجحة سواء في ميدان السياسة أم في ميدان التجارة هي الدعاية التي تدفع الشخص أو الجماعة المستقبلة لها إلى سلوك معين، فاذا انتهى تأثير الدعاية عند الاستقبال السلبي لمضمونها فهو الفشل بعينه)).
تعريف القاموس السياسي السوفيتي : ويعرف هذا القاموس الدعاية بأنها : ((شرح مركز لكتابات ماركس وانجلر وليتين وستالين وهي شرح ايضاً لتاريخ الحزب البلشفي ولأعماله)) .
تعريف سورمان جون باول: ((إن الدعاية هي نشر الآراء ووجهات النظر التي توثر على الأفكار والسلوك أو كلاهما معا
تعريف لاسويل : " إن الدعاية تتخذ شكل وسائل معينة قد تكون صوراً
كلامية أو خطية أو تصويرية أو موسيقية " أي أنه رأى ان الدعاية يجب أن تكون منسقة ومنظمة ومتعمدة أو مقصودة، ويفسر ذلك في كتابه الدعاية والنشاط الدعائي قائلا : ((ليست القنابل ولا الخبر بل الكلمات والصور والأغاني والاستعراضات والحيل الأخرى المتعددة هي الوسائل النموذجية للدعاية . وبذلك أعطى تعريقا موجزاً للدعاية قال فيه : ((إن الدعاية هي الاحتيال عن طريق الرموز " .
وهذا ما دفع الكثير من بعده للتحدث عن الرموز، وإضافتهم الإيحاء كأداة يمكن من خلالها نقل الدعاية ويتضح ذلك عند دوب في كتابه الدعاية وهنالك من أطلق على الدعاية تعريف آخر هو الاقناع، كما وأن البعض حدد وسائل الدعاية على أنها الكلمات وبديلاتها .
وفيما يلي شرح مختصر ومبسط لنظرية دوب كما أوضحها هو :
" ليست الدعاية في الحقيقة إلا محاولة منسقة لفرد أو لمجموعة من الأفراد يهمهم الأمر للتحكم في وجهات النظر لفئات من الأفراد، عن طريق استعمال الإيحاء وبعد ذلك السيطرة على أعمالهم " . أو أنها هي : ((محاولة التأثير في الشخصيات وضبط سلوك الأفراد في اتجاه غايات تعتبر غير علمية أو مشكوك في قيمتها)).
تعريف جون هارجريف: (( إن الدعاية هي العرض والاصرار على وجهة نظر معينة))
أما علماء النفس الاجتماعي فإنهم يرون أن الدعاية تتضمن شيئاً خفيآ،
أو خداعاً، وسرى ذلك من خلال تعاريفهم.
تعريف ف.ي. لاملي: إن الدعاية هي الاحتيال بطريقة أو بأخرى)).
تعريف هندرسون : إن الدعاية كعملية تحاول عمداً عن طريق فتون الإقناع أن تضمن للداعية قبل أن يمارسها حرية التجاوب الذي يرجوه ناشرها)) .
تعريف بول لانيبارجر: يقول في كتابه الحرب النفسية ((إن الدعاية عبارة عن الاستعمال المقصود لأي وسيلة من وسائل البث والنشر والغرض منها التأثير على العقول والمشاعر والأعمال لمجموعة معينة ولغرض معين)).
تعريف بول كانتان : يقول في كتابه الدعاية السياسية ((أن الدعاية هي الجهد المبذول لنشر فكرة ما، وبصورة أعم هي الجهود المصروفة لتركيز عدد من الجهود المتوفرة لكسب الرأي العام للفكرة)) .
إن هذين التعريفين الأخيرين يعطيان صورة واسعة عن الدعاية، إذ أن دفع الناس لشراء سلعة معينة أو حثهم على اعتناق دعوة معينة أو حضهم على التطوع لعمل معين، كلها أفكار ممكن شملها بهذين التعريفين.
وأما من حيث المفهوم العلمي للدعاية يمكن تعريفها كما يلي :
((أنها عبارة عن الاستعمال المقرر لأي شكل من أشكال الاتصال المتأثر على العقول والأحاسيس لفرض مقاصدهم جميعها سواء أكانت اجتماعية أم سياسية أم تجارية أم عسكرية ولذلك يجب أن تكون الدعاية مقررة لغرض ما وإلا ضاع أثرها.
تعريف أولترليمان : ((إن الدعاية هي محاولة التأثير في عقول الجماهير ونفوسهم والسيطرة على سلوكهم لأغراض مشكوك فيها وذلك في مجتمع معين)).
فالدعاية في هذا التعريف نوع من الاستهواء وليست نوعاً من الإقناع، والاستهواء يؤثر تأثيراً كبيراً على الأطفال وفي الجماعات البدائية والطبقات التي لم تنل حظاً من العلم . فالدعاية هي إقناع وتأثير على العقول أو ما يسمى ((اللاوعي الجماعي)) مع وجود حس جماعي. والهدف من الدعاية هو التضييق على قوى العقل وتقصير مدى التردد من جانب الفرد، أو الوصول بهذه الطريقة إلى التأثير المباشر على الأفراد، لأن الدعاية عمل خاطف يستوجب السرعة .
تعريف قاموس اكسفورد : هي جماعة منظمة أو خطة منظمة لنشر معتقد ما أو ممارسة معينة، أو أنها جهود وخطط ومبادى هذا النشر)) .
أو هي استخدام الرموز على نحو معتمد منظم ومخطط من خلال الإيحاء أساساً، وما يتصل به من تكتيكات نفسية بقصد تغيير وضبط الآراء والأفكار والقيم وتغيير الأفعال الظاهرة في نهاية الأمر عبر خطوط حددت سلفاً، قد تكون الدعاية واضحة الهدف والقصد منها معلن وقد تكون متخفية بمقاصدها)) . ومن خلال ما تقدم يمكن أن نضع تعريفاً عاماً للدعاية هو : أنها فن تعبئة القوى العاطفية والمصالح الفردية بقصد خلق حالة من التشتت الذهني أو الغموض الفكري التي تسمح بتسيير عملية الإقناع بفكرة معينة ربما كان من العسير أن يتوصل إليها الفرد فيما لو ترك لمنطقه الذاتي دون أي ضغط معنوي أو توجيه فكري)). أو بمعنى آخر:
((هي تلك العملية النفسية التي تقوم على أساس السعي إلى تغيير الرأي والسلوك أو تعديل أي منهما أو كليهما استناداً إلى الكذب أو إلى خلق نوع من الإثارة النفسية بحيث أنه ما كان يمكن أن يميل الفرد إلى ذلك الرأي لو لا خضوعه لعملية تشويه الوقائع أو المنطق أو الحقيقة)) ، وبذلك يتضح بأن الدعاية لا تكتفي بنقل الخبر وإنما تميل إلى الإقناع به بواسطة أساليب قد توصف بأنها غير نظيفة وهي أحياناً عبارة عن أحد مستويات التعامل النفسي بين الدولة والمواطن، وهذا ينطبق على الدعاية السياسية في أغلب الأحيان لذلك سنورد تعريفها في الموسوعة السياسية: ((هي نشر الأفكار ووجهات النظر والمواقف المرغوب في تبنيها من قبل الآخرون، والدعاية كالإعلان تستخدم أحدث وسائل الإعلام والاتصال بالناس من صحافة وإذاعة وتلفزيون وسينما ومنشورات، كما تعتمد أحدث فنون الإيحاء الذاتي المبنية على اكتشاف علم النفس)).
لذلك وعلى الرغم من فائدتها العامة فإنها بالمقابل تقوم بالميل إلى تبسيط الأمور وإبراز المزايا واخفاء العيوب، وهذا ما قد يقتل أية قدرة عند الفرد على النقد وعلى الحكم الموضوعي المستقل تجاه موضوعها .
أما الدعاية التجارية : فهي وسيلة من الوسائل التي يستخدمها المشروع المنتج لتصريف منتجاته ولوصول مبيعاته إلى الرقم المطلوب، يعني أنها:
((مجموعة الجهود الغير شخصية التي يقصد منها توجيه إنتباه الزبائن المرتقبين إلى سلع معيتة وحملهم على شرائها))، وبالتالي فهي أحد أساليب البتع؛ والدعاية كأسلوب من أساليب البيع تختلف عن الأسلوب الشخصي الذي يكون عن طريق حديث موظف المبيعات بالذات مع الزبون المشتري، لمحاولة إقناعه بالسلعة ومساعدته على الاختيار عن طريق ذكر ميزات السلعة التي يبيعها، ففي أسلوب الدعاية لا يكون هنالك اتصال مباشر بين المعلن البائع والمشتري المستهلك، فالأول يدعو الثاني للشراء ويعرض عليه بضاعته، لذلك فالدعاية التجارية وسيلة غير شخصية لبيع منتجات المشروع .
وهذا ما يجعل من شروط الدعاية التجارية أن يقصد من جهودها بيع منتجات السلعة المعلن عنها، واعتبار أي نوع من الجهود التي تقوم بها الجهات المعنية لتعريف جمهور المشترين بسلع ومواد، وتبيان ميزاتها أو إظهار عيوبها دون أن يكون لديهم القصد أو النية في المساعدة على بيعها، ليست دعاية تجارية بالمعنى المقصود .
وأخيراً إن أهم ما يمكن استنتاجه من التعاريف السابقة هو :
١- إن تعريفات علماء وكتاب الغرب تميل إلى إيجاد كيان للدعاية .
٢ - أما تعريفات علماء الدول الشرقية ((الاشتراكية)) والشيوعية فهي لا تهتم
بإيجاد كيان للدعاية وإنما فقط تهتم برجل الدعاية .
٣ - إن للدعاية أساليب فنية قد يمكن تحديدها، وإن كانت الأنظمة الشيوعية
تميل إلى اعتبارها مرتبطة برجل الدعاية.
٤ - إن للدعاية دوماً هدفاً خاصاً أو أهدافاً معينة قد تكون واضحة وقد تكون خفية.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|