المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



أليس قوله تعالى : (ثم دنا فتدلى) ورواية عدم تمكن جبرائيل من التقدم انملة تعارض مسلمات الإمامية من أن الباري عز وجل لا يحدّه حد؟  
  
1324   07:40 صباحاً   التاريخ: 19-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج8 ، ص 17
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / التوحيد / التجسيم والتشبيه /

السؤال : لدي سؤال طالما كان يجول في خاطري يتعلق بالمقام الذي وصل إليه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله من قاب قوسين أو أدنى ومضمون الرواية التي تتكلم عن هذا الحدث وعن حديث الرسول مع جبرئيل، وقول جبرئيل: لو تقدمت قيد أنملة لاحترقت، نعم هذا المضمون يدل على أن المقام كان مقاماً مادياً وأن العروج في هذا الموقع كان عروجاً مادياً.

 

وسؤالي هنا: أليست الرواية تتعارض مع مسلمات الإمامية، من أن الباري عز وجل لا يحدّه حد؟

إذ إن القرب هنا ـ حسب الظاهر ـ يتحدث عن القرب المكاني للرسول من الله جل وعز فبذلك تكون الآية قد حددت الباري تبارك وتعالى.

 

الجواب: إن النبي صلى الله عليه وآله حين عرج به في السماوات، وبلغ تلك الدرجات، فإنما بلغها بما منَّ الله به عليه وأهَّله له، من رقي روحي، ومن سمو في حقيقة ذاته، ومن عمق معرفة بالله سبحانه، وبأسرار هذا الخلق والخليقة، وقد مكنته هذه المعرفة، وهيأ له ذلك السمو القدرة على التصرف المأذون له فيه، واستحق أن يسري به الله سبحانه في السماوات، حتى بلغ سدرة المنتهى ليريه من آياته الكبرى..

ولكن جبرئيل عليه السلام، لم يكن له من ذلك كله، ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله، لأنه لم يكن له علمه، ولا مقامه، بل هو كان يتشرف بخدمته، ويستفيد من علمه، ويكتسب المقامات من خلاله صلى الله عليه وآله..

فكان من الطبيعي أن لا يتمكن من الوصول إلا إلى المواقع التي أهلته إلى الوصول إليها ملكاته، وقدراته، وميزاته، وصفاته.. ولم يكن قادراً على ما هو أسمى، وأبعد من ذلك، ولا يطيق تحمل مسؤولياته، ولا أن يقوم بمهماته، فلو أنه إقتحم تلك المواقع العظيمة، فإنه سوف يواجه السقوط والتلاشي أمام عظمة ما يتصدى له من مهمات، وشدة ما يواجهه من مسؤوليات، تحتاج إلى نوع ومستوى أعلى وأعظم من الطاقات والملكات والقدرات..

ولأجل ذلك.. كان لا بد لجبرئيل من أن يقف عند حده الذي لو تجاوزه لاحترق وتلاشى، ثم يستمر رسول الله صلى الله عليه وآله في مسيرته التي هيأ لها زادها، وتوفرت لديه وسائلها، وأعد نفسه لتحملها، وأصبح قادراً على القيام بمسؤولياتها..

وهذا هو المراد بالقول: إن جبرئيل لو تقدم عن ذلك المقام لاحترق..

وليس المراد أن جبرئيل عليه السلام أو النبي صلى الله عليه وآله قد وصلا قريباً من الله تعالى، لكي يقال: كيف يصح ذلك؟ مع أن الله لا يحده مكان، ولا يحويه زمان؟!..

فالقرب من الله قرب معنوي وروحي، وليس قرباً مكانياً..

كما أن ما يقال من أنه صلى الله عليه وآله قد رأى الله في معراجه، فإنما يراد به أنه رآه بقلبه، ولم يره بعينه..

مع احتمال أن يكون النبي صلى الله عليه وآله إنما رأى جبرئيل على صورته الحقيقية عند سدرة المنتهى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى}[ الآية 16 من سورة النجم].

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله الطاهرين..

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.