التلوث الصناعيIndustrial Pollution :

يعد التلوث الصناعي مشكلة بيئية تزامن بروزها مع بدأ ظهور الثورة الصناعية، إذ عُني بها المعنيون بالبيئة وأنصار حماية البيئة فقد عكس تأثيرها على الإنسان  والكائنات الحية، فضلا عن ما تعكسه تلك التأثيرات في اختلال التوازن البيئي، وان تزايد درجات التلوث الخطيرة التي رافقت التطور الصناعي دفعت بالمتخصصين إلى وضع معايير أساسية في تحديد الصناعات الملوثة لما يرافق تلك الصناعات من تطور صناعي وأنشطة مختلفة وما يرافق من نواتج أدت وتؤدي دائما إلى إدخال عدد من الصناعات في ضمن المسببات الرئيسية للتلوث، إذ إن مفهومنا للتلوث الصناعي، ووفق ما توصلت له الدراسة يعني:ـ   تغييراً كمياً أو كيفياً في مكونات البيئة والتي من خلاله لا تستطيع الأنظمة البيئية من تقلبها والذي يؤدي إلى حدوث خلل في توازنها البيئي، إذ إن التغير الكمي والذي يكون بزيادة عدد من العناصر والملوثات للبيئة سواء من خلال الحرائق، يسرب النفط، ارتفاع معدلات درجات الحرارة للمياه أم ذرات التربة، أما التغير النوعي فهو زيادة مركبات صناعية غريبة عن تركيب أو خصائص الأنظمة البيئية والتي تتراكم في الهواء والماء والتربة أو في مكونات الغذاء (1).

ويختلف تركز المواد الملوثة هذه من مكان لآخر وفقا لتركز المناطق الصناعية، مما أصبح اختيار مواقعها مهما جدا في واقع الحال، مما دفع ذلك بمخططي المدن والمسؤولين بمختلف الاختصاصات من وضع القوانين اللازمة والخاصة بالصناعة تبعا لنوع الصناعة القائمة وإنتاجها. 

ويشير جدول(1) نموذجا للصناعات التي ترافقها الملوثات والتي تكون بأشكال مختلفة سواء في أحجامها، أوزانها، نوعها، تأثيراتها، إذ يظهر من خلال الجدول صناعات الصلب تنتج ملوثات بشكل جسيمات وغازات منها أول أوكسيد الكربون، الفلوريدات، إما مصافي البترول فينتج عنها جسيمات بأحجام مختلفة والدخان والروائح والهيدروكربونات، اما بالنسبة لمصانع الاسمنت فينتج عنها جسيمات، مركبات الكبريت.

____________

(1) هيكل رياض رأفت .الإنسان والتلوث البيئي .مصدر سابق.ص110.