المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خـصائـص الخـدمـات
9/10/2022
يتوب فلا يحرق
29-8-2019
حكم الاذان والاقامة في صلاة العيدين
9-12-2015
ثواب صلة الرحم
8-8-2019
Plateau,s Problem
12-10-2018
Spouting Alligator
24-11-2016


ما هو الجواب على هذه الاسألة ؟  
  
1719   08:28 صباحاً   التاريخ: 6-12-2020
المؤلف : السيد جعفر مرتضى العاملي
الكتاب أو المصدر : مختصر مفيد أسئلة وأجوبة في الدين والعقيدة
الجزء والصفحة : ج8 ، ص 26- 37
القسم : العقائد الاسلامية / أسئلة وأجوبة عقائدية / اسئلة عامة / مواضيع مختلفة /

السؤال :

 

1ـ ما هي تعاريف ووظائف كلاً مما يلي:

 

أ : الرسول

ب : النبي

ج : الإمام الإلهي

د : أنبياء أولي العزم

هـ : الأوصياء

2 ـ هل كل أنبياء أولي العزم أئمة؟

3 ـ ما هو الفرق بين أنبياء أولي العزم وغيرهم من الأنبياء؟

4 ـ ما هي العلة من وجود أنبياء لأنفسهم, وهل كان في نفس زمن هؤلاء الأنبياء وجود لأنبياء أعلى منهم أي للأئمة؟

5 ـ معلوم أن الأرض لا تخلو من حجة فمن هو الحجة قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله؟

6 ـ ما هي مراتب الإمامة بالتفصيل لو تكرمتم؟

7 ـ لماذا لا تدخل الوصايا ـ أي من يأتي بعد الأنبياء ـ ضمن أصول الدين مثل الإمامة؟

8 ـ من هو الخضر الذي كان حجة على نبي الله موسى ومن المعلوم أن نبي الله موسى من أولي العزم؟

9 ـ هل لكم أن ترشدوني إلى كتب قيمة في مجال أصول الدين بحيث تصبح مرجعاً لي في كافة مسائل أصول الدين؟

 

الجواب : إن المفروض هو طرح سؤال واحد أو سؤالين على أبعد تقدير، لكي نتمكن من الإجابة على أسئلة الآخرين أيضاً.

كما أن تكثير الأسئلة يدعو إلى الاختصار الشديد في الجواب، وصرف النظر عن كثير من الأمور التي ربما يكون ذكرها مفيداً.. خصوصاً وأن هذه الأسئلة تمس أمور العقيدة والإيمان، التي يحتاج الإنسان لمزيد من الوضوح فيها، الأمر الذي يتطلب إيراد المزيد من الدلائل والشواهد المؤثرة في مجال الإقناع، وتحصيل اليقين..

ولأجل ذلك نجد أنفسنا مضطرين لأن نقتصر في أجوبتنا على أسئلتكم الكثيرة على إيراد بعض اللمحات اليسيرة، مع الاعتذار الشديد من جنابكم..

فنقول:

ألف ـ بالنسبة للسؤال عن معنى النبي نقول:

إن النبي هو من يوحي إليه الله سبحانه ببعض طرق الوحي، وفقاً لما ورد في الآية المباركة: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ}.

 

ب ـ وأما الهدف من جعله نبياً فلعله:

1 ـ إعلام الناس بأن ثمة إلهاً، وأن له أنبياء يأتون بالهدى من عنده، وأنه يحاسبهم على أعمالهم، فيثيب المحسن، ويعاقب المسيء، وأن عليهم أن يفكروا في هذا الأمر بجدية، ومسؤولية، فلا يجوز لهم الإصرار على الشرك، أو على اللامبالاة في مثل هذا الأمر، الذي هو الأهم والأخطر، لأنه يرتبط بمستقبلهم وبمصيرهم، وهذا هو التبشير والإنذار المشار إليهما في قوله تعالى: {فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ}[ الآية 213 من سورة البقرة].

2 ـ أن يكون نفس وجود هذا الإنسان الكامل الذي يهتدي بهدي الله سبحانه هو المطلوب، حيث يكون تجسيد الخير والهدى، والصلاح، والحق، والكمال، والتعامل معه بصورة حية مباشرة من أهم وسائل الدعوة، والهداية، إذ إن ذلك سوف يدعو الكثيرين للمقارنة بين هذا الطهر والفضيلة، والخلق الرضي، والاستقامة على جادة الحق، وبين ذلك الجو الموبوء الزاخر بالمظالم، وبالرذائل، وسوف يجدون أنفسهم بصورة عفوية إلى جانب الحق، والخير، محبين للهدى ومتشوقين للصلاح والإصلاح..

3 ـ لربما يكون ذلك مفيداً جداً في تهيئة الأجواء لبعث الرسل الذين سوف تكون مسؤولياتهم أعظم، وسيكون عليهم ممارسة التعاطي المباشر مع الناس، في حياتهم العامة، والخاصة..

 

ج ـ وبالنسبة للسؤال عن معنى الرسول نقول:

المراد بالرسول هو من يكلفه الله تعالى بهداية، ورعاية قومه، وإقامة الحجة عليهم، وسوقهم إلى الالتزام بأحكامه تعالى، وإقامة حدوده، ونشر أعلام الهدى فيهم، وبسط العدل، ودفع الظلم..

قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[ الآية 2 من سورة الجمعة].

وقال: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[ الآية 25 من سورة الحديد].

ولا يشترط أن يكون كل رسول صاحب شريعة، بل يكفي أن يكون مكلفاً بهداية قومه وإنذارهم، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}[ الآية 15 من سورة الإسراء].

وقال تعالى: {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[ الآية 165 من سورة النساء].

 

د ـ وبالنسبة للسؤال عن الإمامة نقول:

إن معنى الإمامة أشبه بمعنى الرسول، الناطق عن الله تعالى، والمكلف بالهداية والرعاية للناس، وسوقهم إلى العمل بالحق، و.. و.. لكن الفرق بينهما هو أن الإمام لا يوحى إليه من قبل الله مباشرة.. وإن كان الملك يكلمه..

ويمكن إجمال القول في معنى الإمامة بأنها منصب إلهي، هو استمرار لوظائف النبوة والرسالة.. ويكون الحكم والحاكمية من بعض شؤون الإمام ووظائفه، واغتصاب هذا المقام منه، لا يضر بإمامته..

 

هـ ـ وبالنسبة للفرق بين الرسول، والنبي، والإمام:

إن الجواب قد ظهر مما ذكرناه آنفاً، غير أن الروايات قد أشارت إلى فرق من نوع آخر(1) فلاحظ ما يلي:

1 ـ روي عن الإمام الرضا عليه السلام: أن الفرق بين الرسول والنبي والإمام: أن الرسول هو الذي ينزل عليه جبرئيل عليه السلام، فيراه ويسمع كلامه، وينزل عليه الوحي، وربما رأى في منامه، نحو رؤيا النبي إبراهيم عليه السلام.

والنبي ربما سمع الكلام، وربما رأى الشخص، ولم يسمع.

والإمام هو الذي يسمع الكلام، ولا يرى الشخص(2).

وقريب من ذلك، ما رواه زرارة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام(3).

2 ـ ولكن هناك أخبار كثيرة تدل على أن الإمام أيضاً يسمع صوت الملك ويعاينه كالرسول، وقد ذكر في منهاج البراعة طائفة منها(4).

3 ـ ويمكن أن يكون المراد بالملك الذي لا يأتيهم، بل يسمعون صوته فقط، هو خصوص جبرئيل عليه السلام، كما صرحت به الرواية المتقدمة عن الإمام الرضا عليه السلام، ورواية الأحول عن أبي جعفر عليه السلام(5).

والمراد بالملك الذي يأتيهم ويحدثهم هو غير جبرئيل عليه السلام كما صرحت به روايات أخرى(6).

أو أن يكون المراد: أن الملك يحدث الإمام بما يعلمه من معارف يحصل عليها في عالمه العلوي، مما يقرؤه في لوح المحو والإثبات، أو مما يعلمه الله لملائكته، أو لبعضهم ممن لهم خصوصية وعظمة فيهم..

وأما النبي والرسول فيأتيه الملك برسالة من عند الله مباشرة، ويبلغه إياها، ولذلك سمي هذا وحياً دون ذاك..

 

و ـ وبالنسبة للسؤال عن المراد بأولي العزم، نقول:

إن أولي العزم من الأنبياء هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ونبينا محمد صلوات الله عليه وآله، وعليهم..

وقد بينت بعض الروايات السبب في تسميتهم بأولي العزم بما يلي:

1 ـ إن الثمالي سأل الإمام السجاد عليه السلام: لم سموا أولي العزم؟!..

قال: لأنهم بعثوا إلى شرقها، وغربها.. زاد في رواية أخرى قوله: وإنسها وجنها(7).

2 ـ عن سماعة: قال: قلت: (أي للإمام الصادق عليه السلام): كيف صاروا أولي العزم؟.

قال: لأن نوحاً بعث بكتاب وشريعة، ومن جاء بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته، ومنهاجه، حتى جاء إبراهيم عليه السلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفراً به، فكل نبي جاء بعد إبراهيم عليه السلام أخذ بشريعة إبراهيم ومنهاجه، وبالصحف، حتى جاء موسى عليه السلام بالتوراة، وشريعته ومنهاجه، وبعزيمة ترك الصحف، وكل نبي جاء بعد موسى عليه السلام أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه، حتى جاء المسيح عليه السلام بالإنجيل، وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه. فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وآله فجاء بالقرآن، وشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة.. الخ..(8).

3 ـ وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر عليه السلام: وإنما سمي أولو العزم، أولي العزم، لأنهم عُهِدَ إليهم في محمد، والأوصياء من بعده، والمهدي وسيرته، فأجمع عزمهم أن ذلك كذلك، والإقرار به(9).

4 ـ وعن الإمام الرضا عليه السلام: إنما سمي أولو العزم، أولي العزم. لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع، وذلك أن كل نبي كان بعد نوح.. الخ..(10).

وبعد، فإنه لا حاجة إلى التذكير بأن كونهم أصحاب شرائع عظيمة، وكون شريعتهم تعني البشر جميعاً، يوجب أن يتحسس طواغيت الأرض منهم، وأن يواجهوهم بكل ما يقدرون عليه من أجل شل حركتهم وإضعافهم، والقضاء على دعوتهم.. وذلك يحتاج من أولئك الأنبياء إلى المزيد من العزم والتحمل والصبر في مواقع التحدي.

وقد أظهرت سيرتهم ومواقفهم أنهم كانوا أقوى من جميع التحديات، وأن عزمهم لا يلين، وأن صبرهم أعظم، وأرسخ من أن يتزعزع..

ز ـ وحول السؤال عن الأوصياء نقول:

الأوصياء هم من يعيِّنهم الأنبياء لحفظ ودائع النبوة، وحمل مسؤوليات معينة بعد موتهم صلوات الله عليهم، وربما يكون لهؤلاء الأوصياء مقام الأئمة أيضاً، فتكون لهم مهمات نفس الرسل، وقد لا يبلغون هذه الدرجة.

وما من نبي إلا وله وصي..

وقد كان أئمتنا عليهم السلام أئمة وأوصياء أيضاً..

 

ح ـ وحول السؤال عن إمامة أولي العزم، نقول:

قد دلت بعض الروايات على إمامة أولي العزم، وإمامة عدد آخر من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أيضاً، ونذكر منها:

1 ـ روي عن الإمام الصادق عليه السلام: الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه، لا يعدو غيرها.

ونبي يرى في النوم، ويسمع الصوت، ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد، وعليه إمام، مثل ما كان النبي إبراهيم على النبي لوط عليه السلام.

ونبي يرى في منامه، ويسمع الصوت، ويعاين الملك، وقد أرسل إلى طائفة، قلوا أو كثروا، كيونس، قال الله تعالى ليونس: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مائة أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}[ الآية 147 من سورة الصافات] قال: يزيدون ثلاثين ألفاً، وعليه إمام.

والذي يرى في نومه، ويسمع الصوت، ويعاين في اليقظة، وهو إمام، مثل أولي العزم..

وقد كان إبراهيم نبياً وليس بإمام، حتى قال الله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}[ الآية 124 من سورة البقرة] من عبد صنماً، أو وثناً، لا يكون إماماً(11).

2 ـ وقال تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}[ الآيتان 72 و 73 من سورة الأنبياء].

3 ـ روي عن الإمام الرضا عليه السلام، حديث طويل جاء فيه: «إن الإمامة خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام، بعد النبوة، والخلة، مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه الله بها، وأشاد بها ذكره، فقال: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً}..

فقال الخليل سروراً: {وَمِن ذُرِّيَّتِي}؟..

قال الله تبارك وتعالى: {لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}..

فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة..

ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته، أهل الصفوة والطهارة، فقال: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ، وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}..

فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض، قرناً فقرناً، حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله، فقال جل وتعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[ الآية 68 من سورة آل عمران].

فكانت له خاصة، فقلدها صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام بأمر الله تعالى، الخ..(12).

ط ـ وأما السؤال عن وجود أنبياء لأنفسهم..

فقد ظهرت الإجابة عنه في الروايات التي نقلناها آنفاً، حيث قد صرح بعضها بوجود أمثال هؤلاء، وأشرنا إلى بعض فوائد ذلك، فإن وجود هذا النوع من الناس له أثر عظيم في النفوس، وترويضها على الحق، وتقريب الناس إلى الفضائل، وإثارة كوامن الحب والشوق إليها، وتعريف الناس بالحق.. كما أنهم هم الأصلاب الشامخة التي تحمل نور النبوة عبر الأحقاب، والأزمان، وفقاً لما جاء في الحديث الشريف حول آباء النبي صلى الله عليه وآله..

ي ـ وأما السؤال عن الحجة التي كانت قبل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله..

فجوابه: أن الروايات الكثيرة قد ذكرت: أن الأرض لا تخلو من حجة لله، إما ظاهر مشهور، أو غائب مستور، وقد دلت الروايات أيضاً: أنه يوجد في كل زمان إمام من لدن النبي آدم عليه السلام، إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وإلى أن تقوم الساعة..

ومنها ما روي عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله ما ترك الله أرضاً منذ قبض آدم عليه السلام إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجته على عباده، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة لله على عباده(13).

وعن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: تبقى الأرض بغير إمام؟

قال عليه السلام: لا..(14).

وبمعناه غيره..

وقد ورد في الروايات: أن أبا طالب عليه السلام كان من أوصياء النبي عيسى عليه السلام، وأن عبد المطلب عليه السلام قد سلم الوصايا إلى أبي طالب عليه السلام، ثم سلمها أبو طالب عليه السلام، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله..

بل قد ورد: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لم يزل الله ينقلني من صلب نبي إلى صلب نبي، إلى أن أخرجني من صلب عبد الله..(15).

قال المجلسي عن آباء النبي صلى الله عليه وآله :

«بل كانوا من الصديقين، إما أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين»(16).

ك ـ وأما السؤال عن مراتب الإمامة:

فيمكن أن يجاب عنه: بأن إمامة كل نبي بحسبه، وإمامة الأوصياء أيضاً بحسب النبوة التي تنبثق عنها وترتبط بها تلك الوصاية والإمامة، فإذا نظرنا إلى إمامة الأنبياء، فإن مراتبها تكون بحسبهم صلى الله على نبينا وآله وعليهم، ولذلك تكون إمامة النبي الخاتم أعظم، وأسمى، وأفضل، وأعلى مراتب الإمامة..

تليها إمامة النبي إبراهيم، لأنه أفضل الأنبياء بعده صلى الله عليه وآله، ثم إمامة أولي العزم من الأنبياء، ثم إمامة من عداهم، مثل إمامة النبي إسحاق، والنبي يعقوب..

وأما إمامة الأوصياء، فهي منحصرة في الإمام علي والأئمة من ذريته عليهم السلام، وهي أيضاً مرتبطة من جهة بمرتبة النبوة التي تنبثق عنها وترتبط بها..

ومن جهة أخرى بمراتب الأئمة الاثني عشر الأطهار فيما بينهم..

فالإمامة لعلي لكونها ترتبط مباشرة بنبوة وبإمامة أعظم خلق الله، فإنها تكون أعظم فضلاً، وأشرف شرفاً، من أية إمامة لسوى علي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، سواء في ذلك من سبق ومن لحق، ولذلك فإن شرفها على إمامة الأئمة من ولده ظاهر لا يخفى..

كما أنها إذا قيست بنبوة وإمامة الأنبياء السابقين على رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنها أعظم من نبوتهم ومن إمامتهم معاً..

ولكنها إذا قيست بنبوة وإمامة رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنها لا تصل إليها، وإن كانت إمامة علي عليه السلام أقرب إليها من إمامة كل من عداه..

ل ـ وأما السؤال عن عدم دخول الوصاية للأنبياء ضمن أصول الدين، كما دخلت الإمامة..

فيمكن أن يجاب عنه: بأن المراد بما هو من أصول الدين، ما لابد من تحصيل العلم والاعتقاد به على كل حال.. بحيث يكون الجهل به مهما كان سببه، سبباً في الهلاك الأخروي للإنسان، بسبب حبط أعماله، أو عدم الإتيان بها على وجهها..

وقد صرح القرآن بأن جميع حقائق الدين الاعتقادية، والإيمانية، وجميع الشرائع والأحكام، إذا لم تكن متمازجة بولاية الإمام علي والأئمة عليهم السلام، فإنها لا تكون هي التي أمر الله تعالى بها، ولأجل ذلك قال الله تعالى: {وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}[ الآية 67 من سورة المائدة].

ويكون كل من التوحيد، والنبوة، والحج، والصيام، والصلاة، والزكاة، و.. و.. إذا خلا من ولاية الإمام علي عليه السلام بمثابة جسد بلا روح، فإذا جاءت ولاية الإمام علي عليه السلام فإنها تبعث في ذلك الجسد الحياة، والحركة، والقوة، والنشاط، و.. و..

وليس الأمر في موضوع الإيمان بالأوصياء السابقين على نبينا صلى الله عليه وآله من هذا القبيل، بل المطلوب هو مجرد الإيمان بالأنبياء، وبالأوصياء، تحقيقاً لتصديق النبي صلى الله عليه وآله فيما أخبر به. وليس لمعرفة أشخاص أولئك الأوصياء أي تأثير في نفس الأحكام والشرائع، والاعتقادات، وسائر قضايا الإيمان.. ولا يوجب الجهل بأسمائهم أي نقص أو حبط في تلك الأعمال.

ولو كان الأمر كذلك للزم أن نعرف أسماء مائة وعشرين ألف نبي، وربما أسماء أضعاف هذا العدد للأوصياء لكي تصح صلاتنا، وصومنا، واعتقاداتنا وسائر أحكام وحقائق ديننا، وليمكننا الإتيان بها على وجهها المطلوب. مع أن هذا ليس صحيحاً كما هو معلوم..

 

م ـ وأما بالنسبة للسؤال عن الخضر عليه السلام..

فنقول في جوابه: إن الروايات الواردة عن أهل بيت النبوة عليهم السلام تثبت أنه نبي، ولكنه ليس من أولي العزم قطعاً، لأن الروايات عنهم صلوات الله وسلامه عليهم، قد حصرت أولي العزم بخمسة هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وآله وعليهم..

 

ن ـ وأما بالنسبة للكتب القيِّمة في أصول الدين:

فنقول: إن جميع كتب علمائنا قيِّمة وهامة، وجليلة، ولكل وردة رائحة، وفي كل كتاب جهد مشكور، وإشارات ولطائف، ودقائق وطرائف.. لا ينبغي الزهد بها، والإعراض عنها..

غير أنني لست مطَّلعاً على كتب تشتمل على كافة المسائل، لكنني أورد أسماء كتب معروفة ومتداولة ومفيدة، مثل كتاب دلائل الصدق، وكتب السيد عبد الحسين شرف الدين، وكتاب الغدير، وشرح التجريد، والإيضاح لابن شاذان، وأوائل المقالات، وعقائد الإمامية، والشافي للسيد المرتضى، وتلخيص الشافي للشيخ الطوسي، وإحقاق الحق، وغير ذلك كثير جداً، فإن جميع هذه الكتب مفيدة إن شاء الله..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

________________

(1) راجع: البحار ج26 ص 66ـ84.

(2) الكافي ج1 ص176 وراجع البحار ج11 ص41.

(3) الكافي ج1 ص176 والبحار ج11 ص41.

(4) منهاج البراعة ج12 ص80 ـ 82.

(5) راجع الكافي ج1 ص176 ومنهاج البراعة ج12 ص81. والبحار ج11 ص54 عن بصائر الدرجات ص107 ـ 108.

(6) راجع: منهاج البراعة ج12 ص80 ـ 82.

(7) البحار ج11 ص58 و33 عن إقبال الأعمال ص710 وكامل الزيارات ص333.

(8) راجع: الكافي ج2 ص17 والبحار ج16 ص353 و354 وج65 ص326 وج11 ص56 عن المحاسن ص269 و270.

(9) البحار ج11 ص35 عن علل الشرائع ص52 وراجع: الكافي ج1 ص416 وج2 ص8 .

(10) البحار ج11 ص34 وراجع ج26 ص278 و279 عن عيون أخبار الرضا ص234 و235 وراجع بصائر الدرجات ص21.

(11) الكافي ج1 ص174 و175.

(12) الكافي ج1 ص199 و200 ونور الثقلين ج3 ص440 وكنز الدقائق ج8 ص441 وعيون أخبار الرضا ج1 ص172.

(13) الكافي ج1 ص179.

(14) الكافي ج1 ص178.

(15) راجع: تاريخ الخميس ج1 ص234 و235 وتفسير البحر المحيط ج7 ص47.

(16) البحار ج15 ص117.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.