أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-29
312
التاريخ: 30-04-2015
2240
التاريخ: 18-11-2014
1844
التاريخ: 10-10-2014
1704
|
قال تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ } [ص : 29] التدبر في القرآن، وإمعان النظر فيه لا يكون إلّا بعد القراءة.
من المميزات التي تميز المؤمن عن غيره هو التدبر في القرآن الكريم، لأنه قد انفتح قلبه على القرآن، وغير المؤمن قد اقفل قلبه عن المعرفة والإيمان والعرفان.
كما ورد في تفسير أية { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24]
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : «فإقفال القلوب ثلاثة إقفال عن المعرفة وأخرى عن الإيمان بعد المعرفة وثالثة تقفل الإيمان العرفان عن التجلي في عمل الأركان وهو الأصل المعني بالتدبر».(1)
والتدبر نعني به التفكير في الجانب التطبيقي للقرآن، وتجسيد تلك الآيات في الواقع العملي، أو هو استقصاء وبحث عن الآيات لتطبيقها على أنفسنا.
وربما قد نقصد بالتدبر هو القراءة العميقة في مقابل القراءة السطحية لإعطائنا البصيرة والرؤية السليمة في الحياة، ولا يكون ذلك بالقراءة السطحية.
لان الغاية من نزوله هو التدبر في آياته { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد : 24]
فتدبر الإنسان بعد القراءة في هذا الكتاب مما يقوي الرابطة مع اللّه، ويشده اكثر إلى معرفة المزيد من الحقائق والعلوم، فكلما تدبّر في آية اكتشف انه لم يصل بعد إلى عمقها.
كما عن زين العابدين (عليه السلام) : «آيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها». (2)
«والتدبر أن نسير بأفكارنا إلى عاقبة الأمور أو دبرها. وحين نتدبر في القرآن فإننا نتفكر في تطبيقات الآيات الكريمة، وتجسّدها في الواقع العملي». (3)
وقد دعا القرآن المسلم إلى القراءة القرآنية، وحثه عليها مع التدبر في آياته.
فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر». (4)
وعنه أيضا (عليه السلام) قال : «تدبّروا آيات القرآن واعتبروا به فإنه أبلغ العبر» (5)
كما نهى أهل البيت (عليه السلام) عن القراءة السريعة التي ليس فيها تأنّي حيث لا تجدي نفعا، ولا توصل المؤمن إلى غاية القراءة وهي التدبر فيه،
قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) : «لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث» (6)
وعن محمّد بن عبد اللّه قال قلت لأبي عبد اللّه (عليه السلام) : «اقرأ القرآن في ليلة؟ قال : لا يعجبني أن تقرأه في أقل من شهر» (7)
وكل ذلك لأهمية التدبر الذي لا يختص بفئة معينة فهو كتاب اللّه الموجه إلى الإنسان، فآياته خطاب لكل المكلفين شريطة معرفة لغته، وإمعان النظر في معانيه، وبالتفكير فيه، وبالانفتاح عليه. وتتكرس هذه الأهمية في أن التدبر يجعل من المسلم يعيش جو الإيمان حينما يقف على الواقع الذي يعيشه، فتنعكس على شخصيته وسلوكه باعتباره الوسيلة إلى المعرفة، حيث أن اللّه أودع في كتابه كل ما يحتاجه البشر من برامج وعلوم ووسائل إلى يوم يبعثون.
والعمل بالقرآن وسيلة المعرفة الناتجة من التدبر في ظواهره والوقوف عند معانيه، ومحاولة معرفة خلفياتها،
فكان الإمام الصادق (عليه السلام) له دعاء خاص قبل أن يقرأ القرآن يبين فيه هذا المعنى فيقول حين يأخذ المصحف بيمينه : «اللهم إني نشرت عهدك وكتابك. اللهم فاجعل نظري فيه عبادة وقراءتي تفكرا وفكري اعتبارا. واجعلني ممن اتعظ بيان مواعظك فيه واجتنب معاصيك ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ولا على سمعي ولا تجعل على بصري غشاوة ولا تجعل قراءتي قراءة لا تدبر فيها بل اجعلني أتدبر آياته وأحكامه آخذا بشرائع دينك ولا تجعل نظري فيه غفلة ولا قراءتي هذرمة إنك أنت الرءوف الرحيم». (8)
فما علينا إلا أن نفتح هذه القلوب المقفلة حتى يتيسر لنا معرفة القرآن فيتحرك فينا العقل لنتدبر فيما نقرأ، ويتواتر التفكير لدينا بعيدا عن الهوى والشهوات، وضغوط الحياة، والأفكار المنحرفة، فتكون حينها نظرتنا استنباطية تجردية تحمل معها معاني آيات اللّه فقط دون أي آراء أخرى.
______________________
1. تفسير الفرقان ( ج 27) ص 122 .
2. بحار الأنوار ( ج 92) ص 316 .
3. من هدى القرآن ( ج 13) ص 258 .
4. بحار الأنوار ( ج 92) ص 211 .
5. غرر الحكم .
6. كنز العمال خطبة 2828 .
7. الكافي ( ج 2) ص 617 .
8. بحار الأنوار ( ج 98) ص ( 5- 6) .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|