أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2016
5841
التاريخ: 25-10-2020
1201
التاريخ: 23-10-2020
1398
التاريخ: 23-10-2020
3181
|
عمليات الخدمة الزراعية للطماطم
الترقيع
الترقيع هو إعادة زراعة الجور الغائبة، وهو يعد من أولى عمليات الخدمة. يجرى الترقيع بشتلات من الصنف المزروع نفسه، ويتم ذلك بعد نحو 7 - 14 يوما من الشتل بعد التأكد من موت الشتلات في الجور المراد ترقيعها . يتم الترقيع في وجود الماء أثناء الري، أو يضاف الماء إلى الجور التي أعيدت زراعتها، وذلك إذا كان عددها صغيرا، ولا يراد ري كل الحقل في موعد الترقيع. ويلاحظ كذلك أن التأخير في الترقيع يتسبب في حدوث تفاوت كبير في النمو بين النباتات، ومواعيد الإزهار، والإثمار، علما بأن عمليات الخدمة الأخرى ترتبط بهذه الأمور. هذا .. وليست هناك حاجة إلى إجراء الترقيع في حالة أصناف التصنيع الجديدة، مثل: يوسي 82، وبيتو 86، ويوسي 97 - 3، والتي تزرع بمعدل 3 نباتات في كل جورة في حالة غياب نبات واحد، أو نباتين منها ، وذلك لزيادة نمو النبات أو النباتين المتبقيين في الجورة بما يكفي لشغل الحيز الخاص بهما في المصطبة.
العزق
تكفي 3 عزقات عادة : الأولى بعد الشتل بنحو 3 أسابيع ، وتكون عزقة خفيفة ، أي خربشة وتتركز فائدتها في التخلص من الأعشاب الضارة ، و تنعيم ظهر المصطبة. والثانية بعد ۲ - ۳ أسابيع من الأولى . والثالثة بعد فترة مماثلة .. وتتركز فائدتها في التخلص من الحشائش ، وتغطية السماد ، والترديم على النباتات وتعديل وضعها ؛ فالأسمدة توضع في باطن المصطبة ، أو على جانبها بالقرب من النباتات ، ويتم أثناء العزق نقل جزء من تراب الريشة ( ناحية قناة المصطبة) البطالة (غير المزروعة) إلى الريشة العمالة (التي توجد فيها النباتات) ؛ وبذلك يزداد بعد قاعدة النباتات عن حافة قناة المصطبة بنحو ۲۰ سم بعد كل من العزقتين الثانية والثالثة. ويفيد ذلك في بقاء النمو الخضري والثمار على ظهر المصطبة ، وإبعادهما عن مياه الري ، فلا تتعرض الثمار للعفن والتلوث بالطين . ولا تجري عملية الترديم هذه في حالة اتباع طريقة الري بالرش أو بالتنقيط، إنما يكتفي بالعزق الخفيف (الخربشة) بين خطوط الزراعة. ويجب تقليل عدد مرات العزق عندما لا تدعو الحاجة إليه، كما يجب إيقافه عندما تغطى النباتات سطح المصطبة.
ويجب أن يكون عزق الطماطم سطحيا ، حتى لا تتضرر الجذور الكثيفة التي تتواجد في الطبقة السطحية من التربة ، كما يجب إجراء العزق بعد زوال الندى في فترة الضحى ؛ حتى لا يساعد تساقط قطرات الندى على انتشار الأمراض الفطرية والبكتيرية من النباتات المصابة إلى السليمة.
وقد يتم العزق يدويا ، أو آليا في المساحات الكبيرة . ويلزم التخلص من القلاقيل المتكونة أولا بأول ، وإبعادها عن النباتات عند عزق الحقول المعدة للحصاد الآلي ، حتى لا تدخل معها في آلة الحصاد.
استعمال الأغطية البلاستيكية للتربة
يمكن الاستفادة من المزايا العديدة لأغطية التربة البلاستيكية plastic mulch في إنتاج الطماطم. ويشترط لذلك أن تكون الطماطم مرباة بالطريقة العادية على سطح التربة ، أي ليست على دعائم ، كما تستفيد منها الطماطم التي تنمو تحت الأنفاق البلاستيكية المنخفضة . ويمكن أن تكون الشرائح المستعملة شفافة ، أو سوداء ، أو صفراء ، أو سوداء من أحد الوجهين ، وبيضاء من الوجه الآخر . ويتوقف ذلك على الهدف الرئيسي من استعمال الأغطية ، والظروف البيئية السائدة خلال موسم الزراعة . وتصنع هذه الشرائح من البوليثيلين.
تعمل الأغطية البلاستيكية للتربة على زيادة تجانس الرطوبة الأرضية تحت الغطاء ، وتوفر الرطوبة للجذور في الطبقة السطحية للتربة ، وتوفر مياه الري ، خاصة في المناطق الحارة الجافة . وعند ارتفاع ملوحة التربة ، أو عند استعمال مياه مالحة نسبيا في الري ، فإن استعمال الأغطية البلاستيكية للتربة يجعل الأملاح تتحرك نحو حافتي الغطاء ، بعيدا عن جذور النباتات ؛ وذلك لأن التبخر يقل كثيرة تحت الغطاء ، وتتجمع الأملاح (حيث يزداد فقد الماء بالتبخر) على جانبي الغطاء.
يؤدي استعمال الأغطية الشفافة إلى رفع درجة الحرارة تحت الغطاء عندما تكون النباتات صغيرة ، ويكون معظم الغطاء معرضة للأشعة الشمسية . ويفيد ذلك في المناطق الباردة ، وفي الزراعات المبكرة في الربيع . كما تقضي الحرارة العالية المتولدة تحت الغطاء على الحشائش التي تنبت أولا بأول ، إلا أن ذلك يتطلب أن تكون الشمس قوية ، والبلاستيك مكشوفة تماما ، وهي ظروف لا يحبذ فيها استعمال البلاستيك الشفاف ؛ لذلك نجد أن الحشائش تنمو بقوة تحت الغطاء البلاستيكي الشفاف إذا لم تستعمل مبيدات الحشائش المناسبة في الحقل قبل تركيب الغطاء.
أما البلاستيك الأسود ، فإن درجة حرارته ترتفع بعض الشيء وينتقل جزء من هذه الحرارة إلى الطبقة السطحية من التربة بالتوصيل ، إلا أنه لا ينفذ الحرارة بالإشعاع، وبالتالي تنخفض درجة حرارة التربة تحت البلاستيك الأسود كثيرا عما تكون عليه تحت البلاستيك الشفاف . ويفيد البلاستيك الأسود في المناطق الحارة ، وفي المواسم التي تشتد فيها درجة الحرارة ، كما يمنع نمو الحشائش كلية . ويعاب عليه أنه يسخن ويشع حرارته إلى النباتات ، مما قد يضر في المناطق الشديدة الحرارة ، لذا .. يوصى في هذه الحالة باستعمال بلاستيك ذي لونين، يكون أحدهما أسود من الجهة المقابلة للتربة ، وذلك حتى يمنع نمو الحشائش ، ويكون الثاني أبيض من الجهة المواجهة للنباتات ليعكس الضوء ، فلا ترتفع درجة حرارته. ومن الممكن استعمال بلاستيك شفاف، على أن يطلى قبل الزراعة بطلاء بلاستيكي أبيض.
ويفيد استعمال البلاستيك الأصفر في تأخير وخفض شدة الإصابة بفيرس تجعد أوراق الطماطم الأصفر ، لأن الذبابة تنجذب نحو اللون الأصفر ، فتموت عند ملامستها للغشاء البلاستيكي الساخن . ويمكن أن يدوم هذا التأثير لمدة ۱۰ - ۱۲ يوما بعد الشتل ، أو لمدة 30 يوما بعد الزراعة بالبذور مباشرة ، كما يعمل البلاستيك الأصفر على زيادة فاعلية المبيدات المستخدمة في مكافحة الذبابة البيضاء .
ووجد كذلك أن أغطية التربة العاكسة للضوء تخفض حالات الإصابات الفيروسية التي ينقلها المن ، وتقل الإصابة بحشرات المن ، والتربس ، ونافقات الأوراق. وتخفض أغطية التربة الألومنيومية العاكسة للضوء حرارة التربة ، وتقلل الأثر الضار للحرارة المرتفعة على نباتات الطماطم الصغيرة بعد الشتل ؛ مما يقلل من حالات غياب الجور ، ويزيد من المحصول .
كما وجد أن الغطاء البلاستيكي الأحمر ساعد على إعطاء أعلى محصول من الطماطم مقارنة بالغطاء الأسود ، أو الأبيض ، أو الفضي . وعموما .. فإن اختيار لون الغطاء يتوقف على موسم الزراعة ، والظروف المناخية.
وتفيد أغطية التربة البلاستيكية كذلك في تحسين نوعية الثمار ، لأنها لا تلامس التربة ، وفي زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة الكلية في الثمار ، وتقليل إصابتها بالعفن ، وزيادة المحصول الكلى.
ويفضل أن يكون البلاستيك الشفاف أو الأسود بسمك ۳۰ ميكرونا، أما البلاستيك الأصفر ، فيجب أن يكون بسمك 40-50 ميكرونا، لأن الأغشية الأقل سمكا من ذلك لا يكون لونها الأصفر الداكن كافيا لجذب الذبابة البيضاء إليها. وتستعمل في الطماطم أغطية بعرض ۱۲۰ سم ، ويلزم نحو ۱۷۰ - ۲۰۰ كجم من البلاستيك الشفاف أو الأسود ، و 240-300 كجم من البلاستيك الأصفر للهكتار.
ويجب إعداد الحقل بصورة جيدة وإضافة الأسمدة اللازمة قبل تركيب البلاستيك. وفي حالة الري بالتنقيط لابد أن تمد خطوط الري أولا، ثم يوضع فوقها البلاستيك، بحيث يمد خط الري طوليا في منتصف الشريحة . ويركب البلاستيك بالة تثبت خلف جرار ، وتقوم بفتح خندقين صغيرين على جانبي شريحة البلاستيك ، توضع فيهما حافتا الشريحة ، ثم يغطى عليها بالتراب لمسافة 15 - 20 من كل جانب ، ويلى تثبيت البلاستيك عمل ثقوب بقطر 7-8 سم للزراعة . وتفضل زيادة قطر الثقوب إلى ۱۰ - ۱۲ سم في الجو الشديد الحرارة ، ويحسن في هذه الحالة عمل الثقوب قبل الزراعة بيوم أو يومين ؛ وذلك لكي تسمح بتسريب الهواء الساخن الذي يتجمع تحت الغطاء. وتستعمل هذه الفتحات في الشتل، أو في زراعة البذور مباشرة من خلالها. ويفضل في الزراعات المبكرة في الربيع أن تزرع البذور أولا ثم تغطى بالبلاستيك الشفاف، على أن يثقب الغطاء بمجرد ظهور البادرات، وإلا تضررت كثيرة من جراء الحرارة الشديدة التي قد تتولد تحته . ويحتاج عمل الثقوب إلى عامل لمدة يوم كامل لكل مساحة قدرها ۱۰۰۰ متر مربع ، وذلك عندما تكون الزراعة كثيفة ، كما في حالة أصناف التصنيع .
ومما تجدر ملاحظته أن درجة حرارة الهواء القريب من سطح التربة تكون أعلى - ليلا في الأرض المكشوفة - مما في الأرض المغطاة بالبلاستيك ، وذلك لأن البلاستيك يقلل من تسرب الحرارة بالإشعاع من التربة ليلا ، ولا تكون لهذا الأمر أهمية إلا عندما تكون درجة حرارة الهواء ليلا عند الصفر المئوي ، أو أقل من ذلك بدرجة أو درجتين ، ففي هذه الحالة يؤدي إشعاع الحرارة التي اكتسبتها التربة ، أثناء النهار ، إلى رفع درجة الحرارة قليلا حول النباتات ، مما قد يحميها من الإصابة بالصقيع ، بينما لا تتوفر هذه الحماية في حالة استعمال الأغطية البلاستيكية للتربة.
التعفير بالكبريت
كانت عملية التعفير بالكبريت من عمليات الخدمة الروتينية التي تجرى في حقول الطماطم، ولكن قل شيوعها في السنوات الأخيرة . وهي تهدف إلى حماية النباتات من بعض الإصابات المرضية والحشرية ، وربما أفادت في التغذية المباشرة ، أو غير المباشرة من حيث التأثير على العناصر في التربة ، وذلك نتيجة لاحتمال انخفاض pH التربة قليلا في الطبقة السطحية حول النبات ، وهي المنطقة التي يتساقط فيها الكبريت ، وتكثر بها جذور النبات . كما يعتقد بعض المزارعين أن الكبريت يسرع من نضج الثمار أثناء انخفاض درجة الحرارة، إلا أن ذلك كله تعوزه الأدلة العلمية.
يتم التعفير بالكبريت ۲ - 3 مرات في الحقل الدائم ، ويجري في الصباح الباكر أثناء وجود الندى على النباتات بعد شهر ، وشهرين ، وثلاثة أشهر من الشتل بمعدل 10، 15، 20 كجم من زهر الكبريت الناعم للفدان على التوالي. وتؤدى المغالاة في التعفير عن الكميات الموصي بها إلى الإضرار بنباتات الطماطم.
الري
يختلف النظام المتبع في ري حقول الطماطم حسب طبيعة التربة، والظروف الجوية ، ونظام الري المستخدم ، والصنف المزروع، فمن البديهي أن الفترة بين الريات تقل كثيرة في الأراضي الرملية والخفيفة ، عما في الأراضي الثقيلة ، كما يزداد عدد مرات الري في الجو الحار الجاف عنه في الجو المعتدل ، أو البارد الرطب . وكقاعدة عامة .. يفضل الري الخفيف على فترات متقاربة في الجو الحار وفي الأراضي الخفيفة ، بينما يفضل الري الغزير على فترات متباعدة في الجو المعتدل ، والبارد ، وفي الأراضي الثقيلة ؛ لذا .. يفضل اتباع نظام الري بالتنقيط في الأراضي الرملية، ونظام الري السطحي في الأراضي الطينية بأنواعها ، كما يختلف نظام الري بصورة جوهرية في الأصناف التقليدية ذات النمو الخضري الممتد ، والتي تستمر في إزهارها لفترة طويلة ، عنه في الأصناف الحديثة ذات النمو الخضري المندمج ، والتي تعطي معظم أزهارها وثمارها خلال فترة زمنية قصيرة.
ففي الأراضي الثقيلة - التي يتبع فيها غالبا نظام الري السطحي - تروى الأصناف التقليدية من الطماطم مرة بعد الشتل بنحو ۲ – ۷ أيام حسب درجة الحرارة السائدة ، وتسمى هذه الرية باسم رية «التجرية» وتكون خفيفة ، تهدف إلى تسهيل امتصاص الشتلات للماء قبل أن تتكون جذورها الجديدة. وتكون الرية التالية عند إجراء عملية الترقيع، ثم يترك الحقل دون ري لفترة تصل إلى 2 - 3 أسابيع حسب درجة الحرارة السائدة .. ويطلق على هذه الفترة اسم فترة «التصويم» والتي تهدف إلى تشجيع النباتات على تكوين مجموع جذري متعمق في التربة. وتروي النباتات بعد ذلك كل ۱۰ - ۲۰ يوما حسب درجة الحرارة السائدة ، حيث تقصر الفترة في الجو الحار. وقد يحتاج الأمر إلى الري يوميا، أو كل يومين عند اتباع نظام الري بالتنقيط في الجو الحار في الأراضي الرملية.
أما الأصناف الجديدة التي تعطي معظم أزهارها وثمارها خلال فترة زمنية وجيزة، مثل، يوسي ۸۲، ويومي ۹۷ - ۳، أو بتيو 86، فإنها لا تعامل معاملة التصويم ، ولا تتأخر معها الفترة بين الريات - عند اتباع طريقة الري السطحي - عن 6 - 7 أيام في الجو الحار في الأراضي الثقيلة ، وعن 3 - 4 أيام في الأراضي الرملية ، لأن هذه الأصناف تعطى معظم أزهارها بعد نحو شهر من الشتل . ويؤدي نقص الرطوبة الأرضية خلال تلك الفترة إلى ضعف النمو الخضري قبل الإزهار، مما يؤدي إلى نقص عدد الأزهار والثمار، ونقص المحصول . كما يجب أن يكون ريها بطيئا ، حتى تتشبع التربة جيدا بالماء ، وأن تتم الرية التالية قبل أن تجف التربة أو تتشقق الطبقة السطحية ، كذلك يجب إيقاف الري قبل الحصاد بفترة يتوقف طولها على طريقة الحصاد ، ونوع التربة ، ودرجة الحرارة السائدة ، ففي حالة الحصاد الآلي مثلا لابد من إيقاف الري قبل الحصاد بنحو 6 - 8 أسابيع في الأراضي الثقيلة ، وفي الجو المعتدل ، حيث تكون الجذور متعمقة كثيرة في التربة ، وبنحو أسبوع واحد في الأراضي الرملية وفي الجو الحار ، حيث تكون الجذور سطحية غالبة ، أما في حالة إجراء الحصاد يدوية ، فيتم قطف هذه الأصناف من 2 - 4 مرات عادة ، ويلزم إيقاف الري قبل الموعد المتوقع للقطفة الأخيرة بالفترات المشار إليها آنفا.
درس تأثير الرطوبة الأرضية على كمية ونوعية محصول الطماطم الخاص بالتصنيع، ووجد أن الري الزائد أدى إلى نقص المحصول ، ونسبة الثمار ذات اللون الجيد، ونسبة المواد الصلبة الذائبة ، وتأخير النضج ، بينما أدى الجفاف الشديد إلى زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة ، ونسبة الثمار ذات اللون الجيد ، وإسراع النضج ، إلا أن ذلك أدى إلى نقص المحصول أيضا . وتبين هذه الدراسة أهمية الاعتدال في ري الطماطم. وفي دراسة أخرى وجد أن العلاقة طردية بين الكمية الإجمالية للماء التي تفقد بالنتح والتبخر السطحي معا evapotranspiration وبين المحصول الكلى في أربعة أصناف من طماطم التصنيع.
يجب عدم زراعة الطماطم في الأراضي الملحية إلا بعد غسل الأملاح من التربة. ويلزم لذلك نحو 200 -500 م3 للهكتار، على أن تكون التربة جيدة النفاذية. كذلك يجب عدم ري الطماطم بالماء الذي تزيد ملوحته على 1٫5 مللي موز Millimohs . ويفضل أن يكون الري بطريقة التنقيط في حالة ضرورة استخدام المياه المالحة، وأن يجرى مرة أو مرتين يوميا، وبكميات تكفي لغسل الأملاح أولا بأول، وترشيح الزائد إلى باطن التربة، لكن ذلك لا ينجح إلا في الأراضي الرملية ذات النفاذية العالية. ولا يجوز استعمال الماء ذي الملوحة العالية في الري بالرش، وذلك لاحتمال احتراق أوراق النباتات من جراء تراكم الأملاح عليها بعد تبخر الماء الذي قد يبقى عليها عقب الري.
التسميد
يبين الجدول التالي تفاصيل مستويات عناصر النيتروجين ، والفوسفور ، والبوتاسيوم التي يجب توفرها في نباتات الطماطم خلال المراحل المختلفة للإزهار والإثمار ( بالنسبة للأصناف الجديدة التي لا يكون إزهارها ممتدة على مدى فترة زمنية طويلة). ويفيد التحليل المبكر والمستمر للنباتات في اكتشاف نقص العناصر مبكرة، وفي تصحيحه بالتسميد المناسب.
جدول يبين تركيز عناصر النيتروجين ، والفوسفور ، والبوتاسيوم في أصناف طماطم التصنيع خلال المراحل المختلفة للإزهار ، والإثمار عند نقص ، وكفاية ، ووفرة هذه العناصر (1)
(1) النسيج النباتي المستخدم في التحليل في جميع مراحل النمو هو عنق الورقة الرابعة من القمة النامية للنبات.
يضاف عنصر النيتروجين على دفعات طوال مراحل النمو النباتي، ومن الضروري أن يتوفر جزء كبير منه بالقرب من جذور النباتات خلال المرحلة الأولى من النمو ، والتي يكون النمو الجذري فيها محدودا ، بينما تكون النباتات بحاجة إلى الآزوت ؛ ليكون نموها الخضري قويا منذ البداية . وتستمر إضافة النيتروجين أثناء الإزهار ، والعقد ، ونمو الثمار حتى يصل قطر الثمار الأولى بالعنقود الأول إلى نحو ۲-۳ سم . وعندها يجب إيقاف التسميد الآزوتي في أصناف التصنيع الحديثة ، بينما يستمر بالنسبة للأصناف التقليدية التي يستمر نموها الخضري وإزهارها وإثمارها لفترة طويلة تمتد إلى بداية الحصاد . وفي حالة الزراعة في الأراضي الرملية ، فإنه ينصح باستمرار التسميد الآزوتي – بكميات صغيرة وعلى عدد أكبر من الدفعات - حتى منتصف موسم الحصاد.
ويلاحظ أن استمرار إضافة الأسمدة الآزوتية أثناء الحصاد في أصناف التصنيع الحديثة يدفع النباتات إلى تكوين نموات خضرية جديدة تحمل أزهاره بكثرة ، إلا أن الثمار المتكونة عليها نادرا ما تصل إلى حجم مناسب يصلح للتسويق قبل انقضاء الفترة المخصصة لمحصول الطماطم في الدورة ، وبذلك يكون العائد منها اقتصاديا . وفي حالة الحصاد الآلي .. تؤدى الإضافات المتأخرة من الآزوت إلى عدم تركيز نضج الثمار خلال فترة زمنية وجيزة، مما يؤثر على كفاءة عملية الحصاد.
يجب أن يكون هناك توازن بين الأسمدة النيتراتية، والأسمدة الأمونيومية المضافة ؛ وذلك لأن الإفراط في التسميد بالأخيرة يؤدي إلى ظهور أعراض التسمم بالأمونيا ، والتي تظهر في البداية على شكل انخفاضات طولية على سيقان النباتات لا تلبث أن تتحول إلى اللون البني ، تظهر بها نقر pits ، كما يزداد عددها لدرجة أنها قد تغطى ساق النبات تماما . وفي الحالات الشديدة تظهر الأعراض على أعناق الأوراق أيضا . وقد أدت إضافة البوتاسيوم بكميات كافية إلى وقف ظهور هذه الأعراض . وتعتبر نسبة الأمونيوم إلى البوتاسيوم (+K / +NH4 ) في النبات دليلا جيدا على مدى تمثيل الأمونيوم واحتمالات التسمم به. هذا.. وتختلف أصناف الطماطم كثيرة في حساسيتها للأمونيوم.
كذلك يؤدي الإفراط في التسميد بالأسمدة الأمونيومية - خلال مرحلة الإثمار - إلى الإسراع بظهور حالة تعفن الطرف الزهري وهو عيب فسيولوجي يجعل الثمار غير صالحة للتسويق . ويرجع ذلك إلى أن وفرة أيون الأمونيوم (NH4) تقلل من امتصاص النبات لأيون الكالسيوم.
ويؤدي تيسر الفوسفور للنبات في بداية حياته إلى التبكير في النضج. وزيادة المحصول ، خاصة عندما يكون الجو باردا ؛ وذلك لأن امتصاص الفوسفور يقل كثيرة في درجات الحرارة الأقل من ۱۳ م، ويؤدي توفره بالقرب من جذور النباتات الصغيرة إلى زيادة الكمية الممتصة منه . لذا .. يضاف الفوسفور للشتلات بوفرة في صورة أسمدة بادئة عند الشتل ، كما يضاف في صورة حزام ضيق تحت البذور بنحو 5 سم عند الزراعة بالبذور مباشرة ، خاصة في الجو البارد.
وقد وجد أن استجابة نباتات الطماطم للتسميد الفوسفاتي كانت أكبر بكثير عندما كانت درجة حرارة التربة 13 م، عنها عندما كانت حرارتها ۲۱ أو ۲۹°م. وقد ازداد النمو طرديا مع زيادة كمية العنصر المضاف في درجة حرارة ۱۳ م، بينما تضاءلت الزيادة في معدل النمو ثم توقفت، مع ازدياد التسميد الفوسفاتي في درجة حرارة ۲۱ أو ۲۹° م.
ونظرا لانخفاض درجات الحرارة في الزراعات المبكرة في الربيع، حيث تظهر أعراض نقص الفوسفور على البادرات الصغيرة في صورة لون أزرق ضارب إلى الاحمرار ، أو القرمزي على الأوراق الحديثة ، والأوراق الفلقية ، والسيقان ؛ لذلك اهتم الباحثون بكيفية توفير الفوسفور لنباتات الطماطم في هذه المرحلة من النمو تحت هذه الظروف ؛ لذا .. أضيف السماد الفوسفاتي تحت البذور مباشرة ، وبذلك يمكن للجذر الأولى أن يبدأ في امتصاص الفوسفور مع بداية ظهور الورقتين الفلقيتين ؛ لأنه سيكون قد نما بمقدار 2٫5 سم حتى تلك المرحلة . أما إذا كان السماد بعيدا عن الجذور ، فلن يستطيع النبات امتصاصه حتى تصل إليه بعض التفرعات الجذرية.
أما عند الزراعة بطريقة الشتل، فقد وجد ما يلي:
1- إن إضافة السماد الفوسفاتي عميقا في التربة تحت مستوى الشتلات أكثر فاعلية من إضافته سطحية في خنادق بالقرب من الشتلات ، أو نثرا مع التغطية بالتربة .
2- أدى استعمال محاليل بادئة تحليلها 6 - 57 - 17 (لاحظ ارتفاع مستوى الفوسفور فيها) إلى إحداث زيادة جوهرية في المحصول.
3- أدى العمل على زيادة كمية الفوسفور التي امتصتها النباتات - مبكرا في بداية موسم النمو – إلى زيادة المحصول بمعدلات أكبر من معدلات الزيادة في كمية الفوسفور الكلية الممتصة ، كما لم يكن للفوسفور الممتص في أواخر موسم النمو أثر يذكر على المحصول.
لا توجد مشاكل خاصة بالتسميد البوتاسي، وإن كان من الضروري أن يتوفر العنصر النبات بطبيعة الحال. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض نقص البوتاسيوم تظهر على النباتات عند اقترابها من النضج في صورة اصفرار بالأوراق، وموت حوافها أحيانا . ولا يمكن التخلص من هذه الأعراض حتى مع استمرار التسميد البوتاسي عن طريق التربة ، أو بالرش طوال موسم النمو ، كما لم تؤد زيادة التسميد البوتاسي إلى زيادة المحصول . إلا أن الإفراط في التسميد بالبوتاسيوم يمكن أن يؤدي إلى إصابة الثمار بتعفن الطرف الزهري؛ نتيجة لمنافسة كاتيون البوتاسيوم الكاتيون الكالسيوم في الامتصاص.
تؤثر العناصر السمادية على بعضها البعض ، فتؤدى زيادة إحداها إلى ظهور أعراض نقص واحد أو أكثر من العناصر الأخرى . ومن أمثلة هذه التفاعلات ما يلي:
1- يؤدى الإفراط في التسميد الأزوتي ، أو الفوسفاتي ، أو البوتاسي إلى ظهور أعراض نقص عنصر المغنسيوم .
2- تؤدى زيادة الأزوت إلى ظهور أعراض نقص عنصر البوتاسيوم .
3- تؤدى زيادة الفوسفور إلى نقص واضح في امتصاص النبات لعناصر البورون والمنجنيز ، والزنك.
4- تؤدى زيادة عنصر المنجنيز إلى نقص امتصاص عنصر الحديد .
5- تؤدي زيادة الملوحة إلى زيادة تركيز الفوسفور ، ونقص تركيز النيتروجين النيتراتي ، والكالسيوم في الأوراق.
أما عن كميات الأسمدة ، ومواعيد وطرق إضافتها .. فيوصى في مصر بتسميد الطماطم بنحو ۲۰ – ۳۰ م3 من السماد العضوي للفدان ، تضاف عند إعداد الحقل للزراعة مع إضافة أسمدة كيميائية بواقع 300 - 400 كجم كبريتات أمونيوم (60 - 80 كجم نيتروجين ) و 300 كجم سوبر فوسفات أحادي (32- 48 كجم فو 2أ5) و ۱۰۰ - ۲۰۰ كجم كبريتات بوتاسيوم (48 - 96 كجم بو2أ) للفدان ، تضاف في ثلاثة مواعيد كالتالي : الموعد الأول بعد الشتل بنحو 2 - 3 أسابيع ، ويضاف فيه نصف الكميات الكلية المستعملة ، ويكون الموعدان الثاني والثالث بعد ذلك بنحو 3 و 6 أسابيع ، وتضاف فيهما الكميات المتبقية مناصفة . ومن الضروري إضافة هذه الأسمدة تكبيشا (أي على شكل كمية صغيرة إلى جانب كل نبات) في مراحل النمو الأولى، ثم سرة إلى جانب خط الزراعة في المراحل المتقدمة من النمو.
أما عند اتباع طريقة الري بالتنقيط .. فمن المستحسن أن تكون إضافة الأسمدة وهي مذابة في ماء الري ، حيث تصل إلى الجذور بالتركيز المناسب ، وبالقدر الذي يحتاج إليه النبات . ومن الضروري في هذه الحالة كذلك توزيع كمية السماد المخصصة للحقل على عدد كبير من الريات ؛ وذلك ليتحقق أكبر قدر من الاستفادة من جهة ، ولتجنب زيادة تركيز الأملاح إلى المستوى الضار للنبات من جهة أخرى.
وبالنسبة للتسميد بالرش .. نجد أنه لا يجدي في تزويد النباتات بكل احتياجاتها من العناصر الأولية ، وهي : النيتروجين ، والفوسفور ، والبوتاسيوم؛ وذلك لأن الأوراق لا تتمكن من امتصاص كل احتياجات النبات من هذه العناصر حتى مع تكرار الرش عدة مرات . ويفيد التسميد بالرش فقط في إمداد النباتات بحاجتها من العناصر النادرة ، خاصة تلك العناصر التي تثبت بسهولة في التربة ، مثل : الحديد ، والمنجنيز ، والزنك ، والنحاس . ويتوفر عديد من التحضيرات التجارية للأسمدة الورقية ، والتي تستخدم في رش النباتات الصغيرة بتركيز 0٫05 ٪ ، والنباتات الأكبر بتركيز 0٫1 ٪ ، ويزداد التركيز إلى 0.3% عند ظهور أعراض نقص العناصر . ويجري الرش 3 - 4 مرات على مدى ثلاثة أسابيع بين الرشة والأخرى. وكما سبق الذكر .. فإنه لا غنى عن التسميد عن طريق التربة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|