المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24

حلف النباش
21-2-2021
tonic (adj./n.)
2023-11-29
إشعاع مميز characteristic radiation
15-4-2018
مفهوم الاستشعار عن بعد وتطوره
11-1-2016
تأثير الثقافة المؤسسية على مستوى الأداء الإداري
1-8-2020
طرق تطبيق المكافحة الحيوية
4-11-2021


معرفة مفاتيح التعلم الثلاثة الأساسية  
  
2212   12:45 صباحاً   التاريخ: 21-10-2020
المؤلف : د. جانيت هول
الكتاب أو المصدر : أولادي يتشاجرون ماذا أفعل؟
الجزء والصفحة : ص32ـ53
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

المشاكل بين الأولاد أمر طبيعي في العائلات، ولكن ماذا بإمكان الأهل أن يفعلوا في هذه الحالة؟ مع أن من المفيد أن يتشاجر الأولاد، إلا أننا لا نحب الشجار وهو أمر مزعج لأي كان. الواقع أن السيطرة على الشجارات الأسرية أمر مزعج كثيراً للأهل. لماذا؟ لأن الأهل لا يتدربون على السيطرة على الشجارات أو على المفاتيح الأساسية لتعليم أنفسهم. يحتاج الأهل أن يتعلموا كيفية استعمال هذه المفاتيح من أجل تجنب الشجارات وكيفية التحكم بها وتعليم أولادهم كيف يحلون الصراع ..  بسرعة.

ثلاثة مفاتيح للتعلم :

1- التقليد : نتعلم من خلال مراقبة الآخرين وتقليدهم

2- الإشارات (القواعد، التعليمات، العادات الروتينية) : نتعلم عبر تنفيذ ما يُطلب منا وعبر اكتساب عادات جيدة نكررها عن وعي أو غير وعي وهذه العادات تنشطها الإشارات والأعمال الروتينية والاتفاقيات.

3- النتائج : السلوك الذي تتم مكافأته سيزيد والسلوك الذي نعاقب عليه سيقل.

الابوة والامومة أصعب عمل نقوم به. وهو إلى ذلك عمل لا يتدرب عليه الواحد منا قبل الانخراط فيه ما دمنا لا نتدرب على الأمومة أو الأبوة، فكيف نعرف كيف نكون أماً وأباً صالحين؟

كلما سألت جماعة من الأهالي كم مرة وعدوا أنفسهم عندما يصبحون آباء ألا يفعلوا ما فعله أهلهم بهم، كان جميعهم تقريباً يرفعون أياديهم. لكنهم الآن بعدما أصبحوا آباء وجدوا أنفسهم يفعلون بالضبط ما فعله آباؤهم بهم، علماً أنهم أقسموا ألا يفعلوا ذلك أبداً.

التقليد: أهلنا يقلدون ما فعله أهلهم أو ما تلقوه من التلفزيون والمجلات والكتب.

الإشارات: ننقل قواعدنا وطقوسنا من عائلاتنا ونصنع أشياء جديدة منها ونستخدمها منذ طفولتنا.

النتائج: نتعلم من النتائج الإيجابية والسلبية التي تنتج عن سلوكنا وتصرفاتنا.

قد تصبح الأبوة والأمومة أسهل كثيراً لنا إذا تعلمنا أن نطبق أوجه الأبوة الثلاث هذه.

سجل العائلة والأهل

لعل الوقت قد حان لتتوقف وتحلل وضع عائلتك. هل تقلد أسلوب أهلك؟ هل تأتي ردة فعلك تجاه تصرفات أولادك بالطريقة ذاتها التي كان يظهرها أهلك عندما كنت تطالب بشيء من الاستقلالية؟ هل تشعر بالسوء بالنسبة لما تسير عليه حياتك وتكبح شيئاً من الاستياء غابطاً إياهم على الفرص المتاحة لهم وجودة الحياة التي يحيونها؟ أو هل توقعاتك من أولادك عالية بحيث تستاء لأنهم لن ينجحوا كما فعلت؟

لقد حان وقت تحمل المسؤولية. لعلك ما زلت تريد أن تبقى على ما أنت عليه اليوم. ولا بأس بهذا شرط أن تكون بالشكل الذي اخترت أن تكون عليه لا أن تكون منساقاً بشكل لا واعي إلى الاستمرار على أسلوب أهلك في التعامل معك أو على التعرف بالطريقة المعاكسة لطريقة أهلك من أجل أن تثبت شيئاً ما لنفسك.

كيف تكون بالشكل الذي تريد أن تكون عليه؟

تعلم تطبيق مبادئ التعلم الثلاثة التي وصفناها في هذا القسم.

1- التقليد

يتعلم الأولاد من خلال مراقبتك. فإذا تعلمت كيف تحل صراعاتك فتكون قادراً على أن تظهر لهم مهارات قيمة، نافعة وسيلتقط أولادك فطرياً هذه المهارات.

تعود أن تناقش البرامج التلفزيونية أو الأفلام التي تتناول أي نوع من الخلافات. أشر إلى نتائج الخلاف الذي لم يتم حبه أو نتائج حل الخلاف لمصلحة شخص وعلى حساب شخص اخر. تكلم عن تجربتك الشخصية عندما مريت بتجربة فاشلة أو تجربة ناجحة. شجع ابنك على التعاطف مع وجهي الصراع.

علمه، من خلال كونك القدوة له، قيمة فرض شخصيته تجاه ردود الفعل العدوانية أو الإيجابية. علمه قيمك، فهذه القيم قد تكون أهم ما يمكن أن تورثه لأبنائك.

التقليد

أنت أهم نموذج لابنك: كن الشخص الذي تريد أن يكون ابنك مثله يوما

اختر أصدقائك بحكمة

فليكن منزلك نظيفاً

حافظ على لياقتك البدنية وعافيتك

قل الحقيقة

كن منظماً في حياتك

تحلّ بروح مرحة

يقدر الأهل الحقيقيون أن يظهروا مشاعرهم. وقد يعترفون حتى أن من الصعب أحياناً التعامل مع مشاكل الأولاد لكنهم لا يحمّلون أولادهم مسؤوليات تفوق قدراتهم.

2- الإشارات:

يعرف الأهل الذين يتمتعون بحس المسؤولية أنهم يستطيعون تجنب الخلافات العائلية عبر التنبه لبيئتهم العائلية والإشارات التي من شأنها أن تسرع وقوع الخلاف.

الإشارات تدور حول القواعد، التعليمات والروتين

يمكن للأولاد أن يناقشوا قواعد الأهل ويتمردوا عليها لكنهم يحترمون نظام القواعد. يكفي أن تراقبوا الأطفال الصغار حين يبدؤون باللعب معاً. غالباً ما لا يسألون بعضهم البعض عن أسمائهم لكنهم يضعون قواعد ويختارون الأدوار.

القواعد هي خارطة الطريق نحو التواصل لأنها تؤسس لاتفاقات. يحتاج الأولاد لأن يدركوا الأهمية الجوهرية للحفاظ على الاتفاقات إذا ما أردنا منهم أن يصبحوا راشدين مسؤولين.

يجب أن تكون معايير الأهل واقعية

من المهم جداً أن يضع الأهل معايير واقعية لأولادهم. لا تبالغوا في طلب الكمال ... لا تعطوهم مثلا لا يستطيعون أن يحذو حذوه.

اعترفوا بحدودكم الشخصية. على سبيل المثال:

المعايير المثالية                            المعايير الواقعية

في العمل

أعمل دوماً إلى أقصى حد         أبذل قصارى جهدي في كل مرة

الكذب

لا أكذب أبداً                      أحيانا أضطر للكذب للضرورة فأقول مثلا إني سأخرج من المنزل بدلا من أن أعترف لشخص ما بأني لا أريد أن أراه.

هذا الكذب لا يهدف إلى إيذاء أي شخص.

المساعدة

أعطي دوماً كل شيء لأي شخص           أساعد دوماً عائلتي وأصدقائي  طالما أن الحياة تبقى متوازنة.

العائلة

تأتي عائلتي في المقام الأول                أحتل أنا المقام الأول أحيانا

ثمة خطوط عريضة هامة جداً لوضع القواعد:

1- لتكن القواعد قصيرة وبسيطة - حددوا شفهياً ما هو مطلوب ومتى ينبغي إتمامه.

2- صيغوا القواعد بشكل إيجابي - قولوا للأولاد ما تريدون منهم أن يفعلوه وليس ما لا تريدونهم أن يفعلوه.

3- ضعوا القواعد باكراً لتتجنبوا الخلافات. إن المكان الأفضل والأنسب لتعليق القواعد هو غالباً باب الثلاجة - إنها أعظم صالة عرض في العالم !

4- ضعوا القواعد مع أولادكم - لا تفرضوها عليهم فرضاً !

يمكن للقواعد أن تساعد على الحؤول دون وقوع الخلافات والمشاكل إذا ما أظهرت مثلا :

* الجلوس في المقعد الأمامي، تشغيل التلفزيون ، الخ ...

* ما هو متوقع قبل الذهاب إلى المدرسة، قبل الخلود إلى النوم ، الخ ...

* كيف تكف عن العمل.

إذا ساوركم أي شك بشأن مدى ضرورة وضع قاعدة ما، فعودوا وحسب إلى لحظات الخلاف الاكثر عنفا ، فهذه هي الأوقات التي تحتاجون فيها إلى قواعد لمنع وقوع  الخلافات !

شرح القواعد الجديدة

بما أن القواعد تُطبق بشكل مختلف وفقاً لسن الأطفال ومدى نضجهم، لا بد للأهل من أن يعلموهم بتغيّر القواعد بشكل واضح. لعل الانتقال من مرحلة " مساعد ماما الصغير " إلى شخص ذي واجبات منزلية منتظمة لن يكون سهلا. وقد يظهر عارض " الفتى / الفتاة الصغيرة الصالح " (وهي مجموعة أعراض تتميز بغضب شديد عندما يطلب من الطفل القيام بعمل ما، فيدعي أن هذا غير عادل ، وأن الدور ليس دوره، ولماذا عليه أن يفعله وأنه لم يطلب أن يولد) .

نقترح على الأهل أن يقدموا للصغير " لائحة بالتغييرات التي طرأت على القواعد " مع حلول عيد ميلاده في كل سنة. يمكن أن تكون هذه اللائحة شهادة، وثيقة رسمية مطبوعة، ملفوفة ومربوطة بشريط أو مجرد لائحة مخطوطة باليد على قصاصة ورق. وكلما كانت الورقة مزخرفة ومميزة وجديدة كلما اعترف الولد أكثر بالقواعد التي تغيرت. يجب أن تعلق الوثيقة على باب غرفة الولد من الداخل أو على الثلاجة، فإذا ما حصل أي خلاف، يمكن العودة إلى الكلمات المطبوعة أو المكتوبة والتحقق منها. يمكن لهذا أن يستبق خلافاً طويلا حول ما يتوقعه الأهل فعلا من الولد. ومهما بلغ عمر أولادكم، ثمة مسألتان تتكرران عادة: دور من في... وفي أي وقت يتوقع منكم أن ...

لتكن القواعد واضحة ومحددة

يجب أن تكون القواعد والمتطلبات محددة جداً بحيث لا يقع أبداً أي خلاف بشأن المعايير المتوقعة. إلى أي مدى يجب إتمام هذا بإتقان؟ الأمور التي يجب التوجه لها:

* عند الطفل عبارة : " نظفت غرفتي " ، يعني ...  كومت جورباً متسخا ، ومنشفة مستعملة ، ومضربا ، عصا عليها مسامير ونصف تفاحة.

* عند المراهق عبارة : " نظفت غرفتي " ، تعني ... عدد الأشياء نفسه الذي يخلفه المراهق خلفه باستثناء إنها موضوعة هذه المرة تحت السرير.

ننصح بوضع لائحة تحدد المهام التي ينبغي القيام بها ، والمعايير، والمهل والمكافأة فمن شأن هذا أن يوفر على الأهل ضرورة تكرار التعليمات بشكل مستمر. سيتمكن الأولاد دوما من إيجاد أعذار إلا في حال وجود لوائح يمكن العودة إليها.

متى نحتاج قواعد :

* نعطي أوامر ونضع قواعد ونساعد عندما نعلم بشكل مؤكد أن أولادنا لا يستطيعون حل المسألة بأنفسهم.

* نعطي أوامر ونضع قواعد ونساعد عندما نشعر أن الحياة والطفل في خطر.

التوقيت هو الأهم

يمكن للأشخاص الذين قرأوا لائحة " الخلاف - أين ومتى؟ "

أن يخططوا مسبقاً لإدارة الأوقات الخطرة. ثمة أمور يقوم بها الأهل عن غير قصد فتأتي نتائجها عكس تلك المرجوة. فالآباء الذين يعودون متأخرين إلى المنزل مثلا ويرغبون في المصارعة عند الساعة السابعة مساء يعطون الإشارة لبدء الفوضى. أما الأمهات اللواتي عانين الأمرين ليهدأ الأطفال في مثل هذا الوقت، فهن يلوين أيديهن غير مصدقات هذا الصخب والحماس فيما الوالد يتصارع مع أولاده.

ثمة طرق أخرى يتسبب فيها الأهل العاملين ، ذوي النية الحسنة، بفوضى عارمة عندما يحين موعد النوم. فالبعض يحاول أن يعوض عن غيابه طيلة النهار فيبدي استعداداً للجلوس والاستماع إلى " أحاديث عميقة وطويلة " عند موعد النوم. هذه ليست بالفكرة الجيدة لأن الأولاد على استعداد لاختلاق أحاديث من هذا النوع حتى وقت متأخر كي يتمكنوا من البقاء مستيقظين.

ويمكن للإصرار على انجاز الواجبات المدرسية بعد الساعة الثامنة مساء أن يؤدي إلى كارثة. من الأفضل أن يكون النظام عملياً أكثر حيث يدرك الطفل أن عليه أن ينجز واجباته قبل الساعة الثامنة مساءً. ينطبق هذا على الأولاد حتى سن العاشرة؛ بعدئذ ، تصبح الواجبات المدرسية مشكلة الطفل حيث يقتصر المطلوب من الأهل على تأمين مكان هادئ في المنزل.

3- النتائج

تأتي سلطة الأهل من الاستخدام الحريص للنتائج. ثمة نوعا من النتائج: المكافأة والعقاب. يظن بعض الأهل أنهم يحسنون صنعاً بمكافأة الأطفال معظم الوقت. لا يرغب الأهل عادة في معاقبة أبنائهم ويحتفظون بالعقاب للسلوك الخطر أو السيئ جداً. لكن الكثيرين لا يفهمون جيداً كيف يعمل مبدأ الثواب والعقاب :

لكل سلوك ربحه

المكافأة تزيد السلوك

العقاب يقلل السلوك

إذا لم يخفف عقابكم السلوك فهذا يعني أنه ليس عقاباً ، وإذا لم تزد مكافأتكم السلوك فهي ليست مكافأة إذن. هذان المبدآن هما أهم ما تعلمته من دراسة علم النفس.

إذا ظننتم أنكم تعاقبون الأولاد لسرقتهم من محفظتكم بصفعهم صفعة قوية ، لكنهم لم يتوقفوا عن فعل هذا ، فمعنى هذا أن الصفع ليس بعقاب وعليكم التوقف عن اللجوء إليه.

إذا توقعتم أن تؤدي مكافأة أولادكم بالإطراء والمديح إلى إتمام واجباتهم المدرسية لكن الواجبات لم تنجز ... فقد حان الوقت كي تجدوا مكافأة أكثر فاعلية.

قاعدة المكافأة

يستمر الناس في فعل ما يجعلهم يشعرون أنهم بحال أفضل

قاعدة العقاب

يتوقف الناس عن فعل ما لا يجعلهم يشعرون بتحسن أو ما يزيد شعورهم بالسوء.

يجب الا تُستخدم المكافآت إلا إذا حققت الهدف !

تذكروا : المكافأة ليست مكافأة إلا إذا زادت السلوك الحسن.

اسألوا الأولاد عما هم مستعدون لأن يعملوا من أجله، ولأن يتعاونوا، وما هم مستعدون لأن يفعلوا وأن يتحملوا بغية الحصول على ما يريدونه . يمكنكم أن تحددوا على الفور ما إذا كانت المكافأة مكافأة فعلا . تكون المكافأة كذلك فعلا إذا ما زاد تكرار السلوك الذي نالوا المكافأة من أجله.

اهتمام الأهل وانتباههم مكافأة عادة

يكافح الأطفال باستمرار للفت انتباه أهلهم. وبما أن الأولاد يتنافسون للفت الانتباه، سيسرهم أحياناً أن يثيروا انتباه الأهل سلباً على أن يتم تجاهلهم.

بعض الأهل يكافئون حين يظنون أنهم يعاقبون

إذا عاقبتم الطفل باستعمال شيء لا يحبه، فراقبوا لتروا ما إذا بدأ السلوك الذي تعاقبونه عليه يتراجع. إذا لم يفعل، فعقابكم ليس عقابا.

فعلى سبيل المثال، يظن الكثيرون أن تسديد صفعة قوية للطفل هي عقاب. إذا صفعتم الولد حين يتحدث إليكم بوقاحة أو بفظاظة لكنكم اكتشفتم أن أسلوبه هذا مستمر ولم يخف فلعل هذه الصفعة مكافأة في الواقع!

تذكروا أن كل ما يلفت النظر والانتباه إلى الطفل يمكن أن يكون مكافأة.

ما الذي يجعل المكافأة تنجح؟

تنجح المكافأة عندما تستخدم بشكل ثابت ومتناغم وعندما تلي على الفور السلوك الذي نرغب في أن يتكرر.

مكافآت تتناسب مع السن

الأطفال الصغار والمكافآت: يبقى الأهل حتى سن الحادية عشرة تقريباً المصدر الرئيسي للمكافآت بالنسبة للأولاد. فانتباه الأهل أي نظرة منهم أو ابتسامة أو ثناء أو عناق، مصدر إلهام وحافز ومكافأة للطفل الصغير.

المراهقون والمكافآت: تتغير النظرة إلى المكافأة مع بداية عمر المراهقة، فيسخر المراهقون مما يعتبرونه ثناء يتفضل به الأهل. وعادة ما ترتبط المكافأة الوحيدة التي يمكن للأهل أن يقدموها للمراهق بالمال والوقت الحر، وقت يمضونه مع رفاقهم طبعا!

دور " ما يفضلونه "

استخدموا أشياء يحب الأولاد أن يفعلوها كمكافأة لهم على أمور لا يحبون أن يفعلوها. عندما تفعلون هذا فأنتم تلعبون على أمنيات الاطفال.

فعلى سبيل المثال ، يفضل البعض أن يخرج من منزله ليسترخي في مكان ما عندما يكون الطقس حاراً بدلا من البقاء في الداخل والعمل على الحسابات. ولعلكم الآن تفضلون القيام بنشاط آخر بدلا من قراءة هذا الكتاب؟

تعمل مسألة " التفضيل " على النحو التالي: لا بد من تذكير ابن السنوات الثماني الذي يفضل مشاهدة التلفزيون أنه لا يستطيع أن يفعل هذا إلا إذا رتب غرفته. ويلعب التلفزيون (ما يفضله) دور المكافأة على ترتيبه غرفته (ما لا يحبه) .

مكافآت مسلية ومثيرة للاهتمام:

من المهم أن تكون المكافآت متنوعة ومثيرة للاهتمام .

فكرة ذكية - كيس الجوائز

كيس الجوائز هو عبارة عن كيس مليء بأغراض جديدة غير مكلفة ، وتحضيره أمر ممتع للجميع. عندما تخرجون للتسوق في المرة القادمة ، اقصدوا متجرا يبيع أشياء متنوعة. (قد تظنون أن هذه الأغراض تافهة ولا قيمة لها لكن أولادكم سيحبون هذه الأغراض المميزة والخاصة). امنحوا كل طفل خمس دقائق ليبحث عن خمسة أشياء يود الحصول عليها.

يمكن أن تحددوا موعدا لجائزة من الكيس إذا ما وعدتم بذلك أو أن تجعلوها مفاجأة غير متوقعة تقديرا لجهد بذلوه.

يوم الأم أو الأب

لعل إحدى أثمن المكافآت التي يمكن أن تمنحوها للطفل هي وقتكم. يمكن ليوم خاص يمضيه الأب أو الأم برفقة الطفل أن يشكل مصدر متعة مميزة له. كما أنكم ستستمتعون بيومكم فأنتم لستم مضطرين لأن تمارسوا نشاطات خاصة بالأولاد فقط. يمكنكم أن تمارسوا نشاطاتكم اليومية المعتادة كالعمل في الحديقة أو التسوق (لكن من الممتع أيضاً أن تتناولوا الأيس كريم معا أو أن تتنزهوا لتشموا أريج الزهور أو أن تتأرجحوا في الحديقة). إن شعور الطفل بأن والده أو والدته متفرغ له وحده في هذا اليوم هي المسألة الأهم بالنسبة إليه. العمل على بناء علاقة ثقة مع الاولاد. عليكم أن تفعلوا هذا بشكل متكرر.

مكافآت ظاهرة للعيان

تختلف نظرة الأطفال إلى ما يعتبر مكافأة من طفل إلى آخر، لكن معظم الأطفال الصغار يستمتعون بالمكافآت التي يستطيعون الاستمتاع برؤيتها مثل تلوين جزء من صورة أو إلصاق قطع ملونة منها لإكمالها. فالأولاد الذين يتابعون في عيادتنا برنامج " من يمكن أن يسيطر على المثانة " يشعرون بحافز أكبر لإبقاء الفراش جافا عبر تلوين قطعة من صورة ديناصور أو وضع ملصق عليها كلما مضت ليلة من دون أن يبللوا السرير . تشكل القطع المضافة إلى الصورة الملونة محركاً ومحفزاً للطفل كما تعتبر مكافأة في حد ذاتها .

(يمكن للأهل أن يتبعوا هذه الاستراتيجية لتشجيع الأولاد على أن يمضوا يوماً خالياً من الشجار ومن الصراخ. ويمكن للأهل أن يتحدوا أنفسهم وينضموا إلى هذه اللعبة فيحددون رسمتهم الخاصة ويضعون ملصقاً لكل يوم يمر من دون تذمر وشكوى. الملصقات أمر ممتع!)

إناء الحلويات الزجاجي

هذه استراتيجية تبعث الدفء في قلب كل فرد، إنه إناء الحلويات الزجاجي!

1- اعثروا على إناء زجاجي كبير

2- أعطوا كل فرد مربعات من الورق الملون ، على أن يحصل كل منهم على لون مختلف عن الآخر.

3- اسألوا كل شخص عن كافة الأمور الايجابية أو الجميلة التي يود أن يحصل عليها أو أن يفعلها واطلبوا منه أن يكتب ما ذكره على الأوراق الملونة على أن تكون كل أمنية على ورقة منفصلة.

4- لفوا الأوراق لتبدو وكأنها قطعة سكاكر ثم ضعوها في الوعاء.

خضوا الوعاء كي تختلط السكاكر.

5- كل يوم، يقوم شخص باختيار ورقة من الأوراق (باستثناء ورقته الخاصة) فيقرأ الأمنية المكتوبة عليها ويعيدها إلى الوعاء. بعدئذ، يبذل قصارى جهده ليحقق للشخص المعني أمنيته.

6- ينبغي ألا يسأل المشاركون عمن منحهم ما يريدونه فهذه الطريقة تنجح أكثر إذا ما أحيطت المسألة بالغموض. سينتشر أثر الهالة في المنزل كله... فلن يعرف الشخص من حقق أمنيته فيتعامل بلطف على الأرجح مع كافة أفراد الأسرة!

(ننصح بهذه الطريقة خصيصاً للزيجات التي تمر بمشاكل إذ يمكنها أن تحث الثنائي على اتخاذ خطوات مودة تجاه بعضهما البعض!)

ماذا عن العقاب؟

تذكروا القاعدة: العقاب ليس عقابا إلا إذا نجح في تحقيق الغاية منه.

يظن الأهل الذين لا ينفكون يصرخون ويتذمرون ويصفعون، أن العقاب ناجح لأنهم يجعلون الطفل يكف عن هذا السلوك أو ذاك بشكل مؤقت. لكن إذا ما راقبوا الوضع لبعض الوقت فسيلاحظون أن السلوك السيئ لم يتراجع. إن تأثير العقاب وفاعليته مؤقتان.

ما نوع المكافآت / النتائج الايجابية التي تتناسب مع كل سن؟

الأطفال حتى سن العاشرة ما يفضلونه

* السهر

* اختيار ما يرغبون في تناوله

* اختيار برنامج على التلفزيون والنشاطات.

* مشاهدة التلفزيون مدة اطول

* الطبخ

الأشخاص

* وقت الماما / البابا

* اللعب مع الأصدقاء

الأماكن والنشاطات

* نزهة في الهواء الطلق

* الحديقة العامة

* السينما

الأشياء

* ألعاب

* دمى

* وجبات خفيفة

* كمبيوتر وألعاب الكترونية

المراهقون

من الصعب على الأهل أحيانا أن يعرفوا بالضبط نوع المكافأة التي يفضلها المراهق على مستوى الأشخاص والأشياء والأماكن وفي هذه الحالة، تبقى المقاربة الأفضل أن نسأل المراهق مباشرة عما يريده.

هل العقاب نموذج جيد؟

ثمة برنامج رسوم متحركة كلاسيكي حيث يضرب الوالد ابنه الصغير ويصرخ به قائلا: "سأعلمك كيف تضرب أخاك". كلما أنزل الأهل القصاص بأولادهم يعطونهم مثالا يحتذون به ويتعلمون منه. هل تريدون من أطفالكم أن يضربوا أولادهم في المستقبل؟

يمكن للعقاب أن يفضي إلى الخوف والاستياء والفرار.

لا بد أنكم تتذكرون موقفاً قام فيه شخص راشد بمعاقبتكم على جرم لم تقترفوه. لا بد أن مشاعر الاستنكار والإحباط والعجز اعتملت في داخلكم حينذاك وهي لا تزال تطفو كلما تذكرتم ما جرى.

يُرجح أن يخشى الأطفال الشخص الراشد الذي يعاقبهم بشكل متكرر. ومع تزايد الخوف، يتزايد الشعور بالاستياء في أعماق الطفل فيصبح في المستقبل إما متمرداً جداً وإما انطوائياً يعيش في عالمه الداخلي.

أنواع العقاب التقليدية

تتضمن هذه اللائحة أنواع السلوك الذي يعتبر تقليدياً كقصاص.

تذكروا: أولاً، لا ينصح باستخدام القصاص وثانيا لا يعتبر القصاص قصاصا إلا إذا أدى إلى تراجع السلوك السيئ!

العقاب الجسدي

يتضمن كل ما يؤلم جسدياً: صفع ، خدش ، عض ، ضرب ، جلد بالسوط ، هز .

حرمان من شيء يحبه الولد يتضمن :

* حرمان من مشاهدة التلفزيون

* الخلود الى النوم باكراً

* المعاقبة بالبقاء في الغرفة

* منع الطفل من رؤية أصدقائه

* عدم إعطائه الحلوى

* عدم الخروج من المنزل

العقاب الشفهي أو الكلامي

يتضمن :

* الانتقاد : "لِمَ لم تستطع أن تفعل هذا كما يجب، هل أنت غبي؟ "

* التصنيف: ((نعم أنت غبي وأبله))

* تكرار الطلب: ((هل ستفعل؟)) ((قلت لك هل ستفعل؟)) ((قلت لك، هل ستفعل؟ "

* السخرية: ((لن تتمكن أبداً من فعل هذا))

ملاحظة: يمكن لنبرة الصوت أن تشكل عقاباً كالصراخ والتذمر والتهديد والانتقاد وإلقاء المحاضرات والشتائم.

متى يمكن للعقاب ان ينجح (إن كان مبرراً) ؟

لعلكم ستفكرون مرتين قبل استخدام العقاب بعد هذه التحذيرات من آثاره السلبية. وقد لا تشعرون حتى في الرغبة باستخدام العقاب عندما تعرفون الشروط المثالية لاعتماده.

يرى العلماء النفسيون أن العقاب لا ينجح إلا في حال اجتمعت هذه الشروط الخمسة عند استخدامه.

1- إذا تم فور حصول الخطأ

2- إذا كان العقاب واضحاً

3- إذا تم من قبل شخص هادئ ومتماسك

4- إذا تم من دون إفساح المجال للولد بأن يفلت من العقاب

5- إذا كان العقاب مؤثراً

دعونا نواجه الحقيقة، يمكننا إيجاد هذه الشروط في مختبر يجرى فيه التجارب، لكن كيف يمكن هذا في وضع عائلي معين؟ في الواقع، من المعيب جداً على الأهل أن يلتزموا بهذه الشروط الخمسة.

كم مرة يمكنكم ان تعاقبوا " على الفور، وبشكل واضح، ومن دون إمكانية ان يفلت الولد عن العقاب " (1، 2، 4)؟

يكاد يكون مستحيلا أن ننزل العقاب على الفور وبشكل واضح كما أن الأطفال أسياد في لعبة التملص. وحتى لو أمسكنا بهم فغالباً ما يهربون من النتائج.

فكر قليلا: كم من المحرج أن يراك الناس وأنت تطارد طفلا سيء السلوك في الشارع؟ كم مرة يمكنك ان تعاقب وتبقى هادئاً ومتماسكاً (3)؟

هل يستطيع الوالد المرهق والمنهك أن يحافظ على هدوئه وتماسكه؟ يمكن لبعض التصرفات أن تستفز أكثر الأهل هدوءاً.

هل يمكنكم أن تبقوا هادئين ومتماسكين إذا ما سكب ولدكم الطلاء على السجادة، لاسيما إذا ما كنتم قد حذرتم الطفل من الاقتراب من الطلاء الذي وضعتموه في مكان ظننتم أنه بعيد عن متناول يده؟

وحدهم الأهل القساة يمكنهم أن ينزلوا بالطفل عقاباً مؤلماً (5)

يشكل هذا الشرط عائقاً كبيراً أمام الأهل الذين يرغبون في تطبيق العقاب بشكل فاعل. لينجح العقاب لا بد من أن يكون مؤلماً، ما يعني أن على الأهل أن يصرخوا بصوت عال جداً أو أن يصفعوا الطفل بقوة عند بداية السلوك السيئ.

يبدأ معظم الأهل بشكل معاكس بدافع اللطف، فيبدؤون بصفعات خفيفة وبأصوات ليست عالية جداً. وترتفع أصواتهم تدريجياً وتصبح الصفعات أقوى. يزيد الأهل من حدة العقاب ظناً منهم أن الولد سيشعر هذه المرة بالألم ويتعلم الدرس.

في الواقع هذا التدرج في الحدة يسمح للولد وحسب بأن يتكيف فلا يشعر بالألم. وقد يجد الوالد أو الوالدة الغاضب أن الطفل أضحى عند طرف حذائه أو مقذوفاً عبر الغرفة. هذا والد يلحق الأذى بأطفاله ومن منا يرغب في أن يكون كذلك؟

ملخص وتوصيات بشأن العقاب

نشير باختصار إلى أن شروط العقاب الفاعل متطلبة جداً. فتنفيذ العقاب يعرض الأهل والطفل معاً للخطر، خطر الايذاء والتعرض للأذى. وقد لا تحققون الغاية التي تسعون إليها.

ولهذه الأسباب كلها، تبقى دوماً المكافآت جذابة أكثر من العقاب. إذا استخدمتم العقاب فكونوا واقعيين وحذرين وواعين. حددوا معادلة المكافأة / العقاب الخاصة بكم.

ثمة قاعدة جيدة للسلطة وهي أن تعاملوا أولادكم كما كنتم تعاملون أولاد الجيران. هل تعاقبونهم؟

إذا اضطررتم لفرض عقاب:

* حذروا الطفل مسبقاً.

* اشرحوا الوضع بشكل ايجابي: " عندما ترتب غرفتك يمكنك أن تشاهد التلفزيون " وليس " إذا لم ترتب غرفتك فلن أدعك تشاهد التلفزيون".

* احرصوا على أن يتناسب العقاب مع السلوك ومع الشخص الذي سيتلقاه.

* احرصوا على أن يأتي العقاب إثر السلوك السيء مباشرة. امضوا قدما بعد الانذار والتحذير.

* أصروا على الفعل من الطفل وليس الوعد (لن أكرر فعلتي)

* لا تدخلوا في جدال مع الطفل

متى يكون العقاب ضرورياً؟

يبدو العقاب ضرورياً ومناسباً في بعض الأوقات. ومن بين هذه الأوقات:

* عندما يهدد السلوك الحياة .

* عندما يعجز الطرفان عن تسجيل أي انتصار. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.