المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

الموجات الصوتيّة
2-8-2019
الفرق بين التنمية و التطور
28-11-2018
منشأ اختلاف اللغات‏ والدليل القرآني فيه
3-12-2015
Extranuclear Inheritance
15-4-2018
القرآن ودور الانسان في حركة التاريخ
22-04-2015
موقف زيد مع هشام بن عبد الملك
14-8-2016


عقبات الحياة الزوجية السبع  
  
2106   10:29 صباحاً   التاريخ: 17-9-2020
المؤلف : سماحة آية اللّه العظمى مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : المشاكل الجنسية للشباب
الجزء والصفحة : ص44-51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-1-2016 2764
التاريخ: 14-1-2016 2983
التاريخ: 7-6-2018 1754
التاريخ: 14-1-2016 1881

* إنّ كثيراً من القضايا التي نراها من الضرورات المؤلمة التي لا يمكن اجتنابها، إنّما هي إفرازات لأفعالنا التي تفتقر إلى المنطق، التي يمكن تفاديها واجتنابها.

* وكثير من المصائد التي نظن بأنّ يد التقدير قد ألقتها في طريقنا، إنّما هي سلاسل صنعنا حلقاتها بأيدينا.

* وأخيراً فإنّ أغلب مشاكل حياتنا إنّما هي حوادث خيالية ساذجة لا ترقى أبداً إلى مستوى المشاكل الواقعية.

يُقال انّ «رستم» بطل الاُسطورة الإيرانية أراد أن يفتح بعض المناطق الإيرانية التي لم يوفّق لفتحها غيره من الأبطال، فلما توجه إلى هذه المناطق واجه سبع عقبات خطيرة بحيث أن كل واحدة منها كانت أخطر من الاُخرى، فكان يصادف شيطاناً أبيض مرة ؛ وزماناً كان يلتقي بثعبان عظيم، وثالثة كان يواجه سحرة مخيفين ولكنه أخيراً فاز بمهارته وشجاعته وعبر هذه العقبات والموانع.

إنّ هذه الاُسطورة الشعرية الجميلة التي نظّمها فردوسي - شاعر الحماسة الإيراني المعروف - تجسم كثيراً من مشاكل البشر وتوضّح الطرق الصحيحة والسليمة للتغلّب عليها.

إنّ مسألة الزواج وعبور عقباته ليست بأهون من عبور رستم من تلك العقبات، إلاّ أنّ عدم استطاعة الشباب اجتياز عقبة الزواج، إما لأنّهم لا يملكون الشجاعة والقدرة التي كان يملكها رستم أو لأنّهم لم يصمموا على اجتيازها.

...ان هذه المسألة الإجتماعية قد خرجت من صورتها الأصلية الطبيعية المفيدة النافعة واتخذت لها شكلا آخر قبيحاً، فأكثر شكوى الشباب والآباء والاُمهات من الزواج إنّما يرجع إلى هذه الصورة القبيحة القاتمة، وإلاّ فإنّ أساس الزواج أسهل وأطهر وأقدس من أن تتقدمه هذه المشاكل أو تلتحق به.

إنّ حكم الزواج - بالنسبة إلى كثير من الشباب - مع الشروط الحالية كحكم الذهب المستخرج من المنجم المخلوط بمواد زائدة كثيرة بحيث ان استخراجه وتصفيته لا يكون مقروناً بالنفع والفائدة.

إنّ المواد الطارئة على الزواج هي الغيرة والقيم الزائفة والعادات الفاسدة والتقاليد البالية والحصول على الشخصية والشرف الخيالي.

لقد فقد الزواج في خضم هذه المشاكل صورته الحقيقية الناصعة ليتحول الى عفريت يخيف شبحه كلّ شيء والأسوء من ذلك هو ندرة الأشخاص الذين تتوفّر فيهم روح المقاومة ضد شروطه وهذه الندرة أقل بين المثقفين عنها بين الأميين، وأضعف بين المتمدنين عنها بين القدماء.

إنّ كثيراً من الأفراد الذين يقنعون أنفسهم بهذا الاستدلال وهو (أنه كم مرة يتزوج الإنسان في حياته حتى يتزوج بصورة بسيطة؟ دعنا نصل إلى آمالنا واُمنياتنا وأهدافنا...)، غفلوا عن أن هذا الإستدلال الفاسد يشكل أعظم سد في طريق سعادتهم وسعادة كثير من أمثالهم.

يجب على الشباب أن يجتازوا هذه العقبات والموانع الموجودة في هذا الطريق الطويل بكل شجاعة وبطولة، وأن يفتحوا هذه الطلاسم التي تعترضهم، وليس من العجيب إذا قلنا إنّ مشاكل الزواج يمكن أن نجملها بهذه الاُمور السبعة:

1- المطالب (التوقعات) اللامحدودة التي تتوقعها البنات من الأولاد وبالعكس، والآباء من الاُمهات وبالعكس.

2- التفتيش عن الاعتراضات الكثيرة المصطنعة من قِبل الآباء والاُمّهات والأقرباء والأصدقاء.

3- المهر الباهض.

4- تشريفات مراسم الزواج الزائدة.

5- الإعتراضات التافهة حول مستوى شأن العائلتين وتكافؤهما في هذه الناحية.

6- العشق الملتهب الفض الذي لا يمكن السيطرة عليه.

7 - الوساوس الكثيرة عند الطرفين وعدم إيمان كل منهما بالآخر في أنه سوف لا يخونه في المستقبل.

عندما نفكّر وندقق في هذه المشاكل السبع المتقدمة نجد أنها لا ترتبط بأصل مسألة الزواج وإنّما ترتبط بمواده الخارجية الزائدة.

فمثلا لو نظرنا إلى العقبة الخامسة من هذه العقبات - وهو التكافؤ - الذي يشكل مانعاً مهماً في طريق زواج الكثيرين فإننا سوف لا نجده سوى شيء محرّف عن الحقيقة والواقع.

إنّ الشاب الذي عرّف نفسه بأنه في سن الثلاثين وأنه مهندس في النفط وأن له مرتباً كافياً، كان يشكو من أنه لحد الآن لم يوفّق في أن يتزوج، كان يقول : أنا لا أستطيع أن انتخب زوجة من أي عائلة مهما كانت، يجب أن أنتخب من عائلة محترمة تتمتع بالمستوى الذي أتمتع به، وعندما كنت أتردّد إلى هذا النوع من العوائل فإنها كانت تشترط عليّ شروطاً باهضة، ومراسم خاصة للزواج بحيث لا يستطيع أن يحسب مخارج هذه الشروط سوى آلة حاسبة الكترونية.

قلت : ما هو هدفك من «الشخصية والإحترام»؟ هل أنّ القراءة والكتابة والثقافة كافية؟

أنا أرشدك إلى عوائل كثيرة تحتضن بنات دارسات مثقفات، لائقات ومستعدات بأن يتزوجن من أمثالك.

أم أن هدفك من الشخصية وجود الصفات الإنسانية العالية والقيم الأخلاقية السامية أو التمتع بالمميزات الجسمية والبدنية الجذّابة؟

ومع ذلك فإنّ في وسط العوائل غير الثرية النجيبة تتوفر مثل هذه البنات بكثرة.

غير أني لا أظن أن هدفك أي من هذه الاُمور المذكورة، بل إنّ هدفك من عائلة ذات شخصية ومحترمة هو أن يكون عم البنت رئيساً لدائرة وابن عمها مديراً لاُخرى وأبوها وأُمها من الأثرياء يملكان سيارة و... أليس كذلك؟ لقد أدركت أنّ هذا هو مراده.

فقلت له : أنتم الذين ارتكبتم مثل هذا الإشتباه الكبير في الحياة ووزنتم شخصيتكم بهذه الاُمور ولم تزنوها على صعيد الواقع الإنساني، يجب أن تتحملوا هذا الألم والزجر.

المسألة المهمة التي تجلب نظرنا في الروايات الإسلامية هي أنّ هذا المفهوم الخاطئ الذي كان رائجاً بين القبائل والطبقات الإجتماعية في العصر الجاهلي، قد عارضه الإسلام معارضة شديدة ووصف عموم النساء والرجال، البنات والأولاد بالسواسية حيث جاء في الروايات «المؤمن كفؤ المؤمن» فكلّ فرد مؤمن مهما كانت قبيلته وعائلته كفؤ للمؤمن الآخر.

وعلى هذا الأساس فإنّه إذا ارتفعت قشور الزواج الخيالية المرتبطة بالمستويات العائلية والطبقات الاجتماعية فستحل عقدته مؤكداً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.