تواجه مدن العالم والمدن العربية خاصة تحديات رئيسة تتمثل في التحديات السكانية المرتبطة بارتفاع معدلات النمو السكاني وازدياد الهجرة من الريف إلى المدينة وقصور برامج التنمية المتوازنة مما تسبب بمشاكل كبيرة تنذر بالخطر ومن أهمها:

مشاكل اقتصادية:

إن المكاسب الاقتصادية التي تتوقع أن تجنيها المدن والدول من خلال التقدم في التصنيع وتنويع الإنتاج وتطوير الأنشطة المختلفة وغير ذلك ستمتصها الزيادة السريعة في السكان والاستثمار في المجالات غير الإنتاجية، واستمرار ذلك يعني تدني في دخل الفرد السنوي، ناهيك عن تفشي ظاهرة البطالة وما يصاحبها من ظواهر التخلف المتمثلة بالترييف بفعل التحولات الكبيرة للسكان الريفيين نحو الاقتصاد الحضري المعاصر فينضمون إلى فئات العاطلين الهامشيين بسبب عدم توافر فرص عمل كافية لاستيعاب الأيدي العاملة المهاجرة إلى المدينة الرئيسة.

إن استمرار نمو المدن الكبرى قد يكون على أساس التوسع على مواقع ذات طبيعة خاصة ( مرتفعات وبحيرات وأنهار وغابات... ألخ ) التي تمثل معوقات طبيعية لنمو المدن وتوسعها فضلاً عن المعوقات غير الطبيعية المتمثلة ( بالأحزمة الخضراء والفضاءات المفتوحة، خطوط السكك الحديدية،....) وفي كلتا الحالتين من التوسع سواء على الأراضي الزراعية أو على المناطق ذات الطبيعة الخاصة فإن ذلك يتطلب استثمارات إضافية لتجاوز معوقات التوسع فيها.

مما تقدم نستنتج أن هذه المشاكل تمثل الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه ومحاولة إيجاد الحلول الكفيلة بالإسهام بعدم حدوثها من خلال التقليل من هيمنة هذه المدن والإسهام في إعادة التوازن التنموي بين المدن والمناطق الحضرية وحماية بيئة المدن من التلوث والتدهور الذي يصيبها وزيادته مستقبلا إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.