• الفكر الاقتصادي الألماني 

لقد استخدمت الافكار الاقتصادية في المانيا كما في اوربا ولكن الافكار الالمانية أخذت خصوصية وقد سميت بالكامرائية كما واطلقوا على فكر مفكريهم الفكر الهلامي الجديد ⁽¹⁾ وهي تقابل المركنتالية في انكلترا وفرنسا ، واستمرت لفترة فاقت الثلاث عقود لم يتأثر بها احد وهي لم تتأثر بأحد ⁽²⁾ وهي مزيج من افكار قانونية وسياسية واقتصادية وقد كانت الصناعة في المانيا متخلفة ودولها ممزقة بالحروب الداخلية ولم يتمكنوا في حينها من ايجاد سبيل للتوحيد فقل عدد السكان وتراكمت الديون ودمرت الاراضي الزراعية ومن اجل الاصلاح ظهرت الكامرائية في القرن السادس عشر وظهر مجموعة من المفكرين بأفكار بسيطة وكان من اهمها افكار الكامرائي اسكندروف في كتابه دولة الأمراء الألمانية وكانت افكاره تتضمن فصل الاقتصاد عن السياسة وكذلك العلوم الادارية والمالية والمصرفية وعدم قناعته بظاهرة الاحتكار لنظام الطوائف والانتاج الحرفي ورأيه في تدخل الدولة في المسائل الاقتصادية .

حصل في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبالتحديد في الثمانينات منه أفكار اصلاحية لتعديل مسار النظام الرأسمالي والتخفيف من مظالم الرأسمالية ، والمحافظة على النظام الرأسمالي من التوجيهات المناهضة له ، فضلاً عن ان المانيا كانت تعطي للدولة دور اكبر في الحياة الاقتصادية ، والمدرسة التاريخية الألمانية لا تعترض على على دور الدولة في الحياة الاقتصادية ، ان هذه الامور دفعت بالقادة الالمان الى إجراء بعض الاصلاحات وبالذات بسمارك للتخفيف من مظالم الرأسمالية عبر اجراءات وتشريعات أصدرت من قبل جهة التشريع الالمانية (الرايخشتاغ الألماني) في الفترة (1884-1884) والي وفرت وبشكل اولي التأمين ضد الحوادث وإعطاء ضمان للمرض والشيخوخة والاعاقة واصدار قوانين يتم بموجبها تعويض البطالة وآخر للمتقاعدين وكبار السن والمعوقين ، وكانت تلك الاجراءات اصلاحات عملية تقلل من المعاناة وتعطي ضمانات محددة للعاملين لتقليل الحقد على النظام الرأسمالي وممارساته .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ وسام ملاك ، تطور الفكر الاقتصادي ، ج2 ، مصدر سابق ، ص40 .

2ـ ابراهيم كبة ، تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي ، الجزء الاول ، ص535 .