أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-6-2020
1268
التاريخ: 30-9-2020
39557
التاريخ: 8-7-2020
1876
التاريخ: 7-8-2020
3333
|
عمر يعزل المثنى في أوج انتصاراته !
كان عمر لا يطيق ظهور شخص ناجح قوي ، خاصة إذا كان يوالي غيره ، ولذلك كان يكره المثنى! فقد روى ابن عساكر (16/261) بسند صحيح عندهم عن ابن عباس أنه كان يقول في خلافة أبي بكر: «أما والله لئن صير الله هذا الأمر إليَّ ، لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق ، وخالد بن الوليد عن الشام ، حتى يعلما إنما نصر الله دينه ليس إياهما ما نصر»! وهو نص في أن المثنى هو الوالي على العراق !
وفي تاريخ خليفة/81: «بويع عمر بن الخطاب فعزل خالد بن الوليد عن الشام ، والمثنى بن حارثة عن ناحية السواد سواد الكوفة » !
وفي الإصابة:5/569: «وللمثنى أخبار كثيرة في الفتوح ساقها سيف والطبري والبلاذري وغيرهم . وذكر ثابت في الدلائل أن عمر كان يسميه: مُؤَمِّرُ نَفْسِهِ».
يقصد عمر أن المثنى بادر الى تحرير العراق دون أن يأخذ إجازة من الخليفة، لكن أبا بكر كان معجباً بعمل المثنى ، وقد اعتمده ونصبه والياً وقائداً . وقد يكون سبب كره عمر للمثنى موالاة المثنى لعلي(عليه السلام) . والسبب الذي ذكره عمر غير مقنع وهو أن المثنى وخالداً قد أعجبا بنفسيهما وأخذهما الغرور بما حققاه من انتصارات فيجب تأديبهما !
لكن المثنى كان يباشر الحرب بنفسه ، ولم يكن مغروراً . أما خالد فكان يستعمل الخديعة والغدر ولا يقاتل بنفسه، بل يفر من المعركة كما بيناه في حرب طليحة وحرب اليمامة ، ثم ينسب انتصارات المسلمين الى نفسه .
والصحيح أن عزلهما لأسباب أخرى، وقد ذكروا أن السبب الحقيقي لعزل عمر لخالد عداوتهما من شبابهما!
قال ابن كثير في النهاية (7/ 131): «اصطرع عمر وخالد وهما غلامان، وكان خالد ابن خال عمر (نفى خالد ذلك) فكسر خالد ساق عمر فعولجت وجبرت، وكان ذلك سبب العداوة بينهما».
ويضاف اليه أن خالداً كان يسخر من حنتمة أم عمر ويسميها أم شملة وينكر قول عمر إنها من بني مخزوم ! كما كان يسخر من عمر ويسميه الأعيسر!
قال الطبري (2/608) وابن حبان في الثقات (2/185): «فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد يأمره أن يمد أهل الشام فيمن معه من أهل القوة ، ويستخلف على بقية الناس رجلاً منهم، فلما أتاه كتاب أبى بكر قال خالد: هذا عمل الأعيسر بن أم شملة ، يعنى عمر بن الخطاب ، حسدني أن يكون فتح العراق على يدي» !
وفي تاريخ اليعقوبي:2/139: «وكتب عمر إلى أبي عبيدة إن أكذب خالد نفسه فيما كان قاله فله عمله، وإلا فانزع عمامته وشاطره ماله. فشاور خالد أخته فقالت: والله ما أراد ابن حنتمة إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك من عملك، فلا تفعلن! فلم يكذب نفسه، فقام بلال فنزع عمامته، وشاطره أبو عبيدة ماله حتى نعله فأفرد واحدة عن الأخرى » !
أي أخذ فردة من نعليه! وحنتمة أم عمر. وأم شملة: أي تلبس إزاراً واحداً !
ومهما يكن، فقد اتفقت هذه الأسباب مع نظرية عمر في خفض رؤوس شخصيات المجتمع وإذلالهم، وقد طبقها مع أبي سفيان، ومع رئيس بني تميم، ورئيس الأنصار أبيّ بن كعب، وحتى مع طفله الصغير الذي كان فرحاً بثيابه، فضربه حتى تذل نفسه! «دخل ابن لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجل(تمشط) ولبس ثياباً فضربه عمر بالدرة حتى أبكاه فقالت له حفصة: لم ضربته؟ قال: رأيته قد أعجبته نفسه فأحببت أن أصغرها إليه»!(كنز العمال: 12/ 668).
واعترف عمر بأنه عزل المثنى ثم خالداً بسبب بروزهما! فقال كما في الطبري (3/98): «إني لم أعزلهما عن ريبة، ولكن الناس عظموهما، فخشيت أن يوكلوا إليهما ».
لكن المثنى لم ينعزل بعزل عمر إياه، فقد سلم المناصب والأموال لخلفه ، وهو عتبة بن غزوان في البصرة ، وجرير البجلي في الكوفة ، لكنه واصل جهاده بحكم إسلامه ، وبحكم أن العراق بلده ، وهو الذي بنى فيه الوجود القوي للمسلمين . ثم لا ننسى مكانته في قبيلته وقبائل العرب.
جاءت موجةٌ فارسية مقدمةً لمعركة القادسية، فاستعاد الفرس المسالح فقد استمر تفوق المسلمين العسكري على الفرس سنة وأكثر، وجعل المثنى فيها مقر قيادته في ألِّيس في وسط العراق، ووصلت غاراته الى البصرة جنوباً ، والى صفين وسوريا غرباً ، وكانت هزيمة الفرس في معركة البويب قاسية عليهم ، فأخذوا يستعدون لمعركة فاصلة بقوات أكبر .
قال خليفة/92: «وعاد جيش المسلمين الى ما كان عليه قبل يوم الجسر من الإغارة على القرى الواقعة تحت سلطان الفرس».
ثم بدأت موجة الفرس بإعادة مسالحهم وتقويتها، فكتب المثنى الى عمر يخبره بالوضع ، ففاجأه عمر بأمره أن يسحب المسلمين الى أطراف العراق !
قال الطبري:3/3: «كتب المثنى إلى عمر باجتماع فارس على يزدجرد وببعوثهم وبحال أهل الذمة، فكتب إليه عمر أن تَنَحَّ إلى البَرِّ وادع من يليك ، وأقم منهم قريباً على حدود أرضك وأرضهم ، حتى يأتيك أمري !
وعاجلتهم الأعاجم فزاحفتهم الزحوف وثار بهم أهل الذمة، فخرج المثنى بالناس حتى ينزل العراق ففرقهم فيه من أوله إلى آخره، فأقاموا ما بين غضى إلى القطقطانة مسالحه، وعادت مسالح كسرى وثغوره واستقر أمر فارس ، وهم في ذلك هائبون مشفقون والمسلمون متدفقون ، قد ضَرَوْا بهم كالأسَد ينازع فريسته ، ثم يعاود الكر . وأمراؤهم يكفكفونهم لكتاب عمر ».
أقول: معناه أن أمْر عمر بسحب المسلمين الى أطراف العراق من جهة الحجاز كان مفاجئاً للمثنى وقادة جيشه ، وثقيلاً عليهم على كل المسلمين !
ولا أرى له سبباً إلا الخوف أو الإنتقام من المثنى ! وقد فرح الفرس بذلك فحركوا عليهم الفلاحين وأهل الدساكر، فنقض أكثرهم عهود صلحهم مع المسلمين !
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|