المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

foot (n.) (Ft)
2023-09-01
تقسيم محاصيل العلف الاخضر
27-11-2016
Denaturants Stabilizers
1-1-2016
ائتلاف اللفظ مع الوزن
26-09-2015
تحضير المواد النانوية على طريقة أسفل إلى أعلى up) - Bottom) (التحضير بالطرق الكيميائية (Chemical methods))
2023-07-24
الحدث مبطل للصلاة عمدا أو سهوا .
18-1-2016


ولادة الإمام السجّاد (عليه السلام)  
  
3262   05:08 مساءً   التاريخ: 9-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الالهية
الجزء والصفحة : ص92-98
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / الولادة والنشأة /

النور السادس الامام الرابع ابو محمد عليّ بن الحسين زين العابدين سيّد الساجدين ومصباح المتهجّدين وقدوة المتقين (عليه السلام) ولد (عليه السلام) بالمدينة المعظمة، يوم النصف من جمادى الاولى سنة 36 هجري ست وثلاثين يوم فتح البصرة ونزول النصر على امير المؤمنين (عليه السلام) وغلبته على اصحاب الجمل وقيل في الخامس من شعبان سنة 38 ثمان وثلاثين وامه ذات العلى والمجد، شاه زنان بنت يزد جرد:

وهو ابن شهريار بن كسرى *** ذو سؤددٍ ليس يخاف كسرى

وقيل كان اسمها شهر بانويه وفيه يقول ابو الاسود:

وان غلاماً بين كسرى وهاشمٍ *** لأكرمُ من نيطتْ عليه التمائمُ

كان يقال له ذو الثفنات (جمع ثفنة بكسر الفاء) وهي من الانسان الركبة ومجتمع الساق والفخذ لان طول السجود اثر في ثفناته.

قال الزهري  : ما رأيت هاشمياً افضل من عليّ بن الحسين (عليه السلام).

وعن ابي جعفر (عليه السلام) قال  : كان عليّ بن الحسين (عليه السلام) يصلّي في اليوم والليلة الف ركعة.

 ورُويَ انه كان (عليه السلام) له خمسمئة نخلة وكان يصلّي عند كل نخلة ركعتين وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة، وكان اذا توضأ للصلاة يصفرّ لونه فيقول له اهله : ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء، فيقول : تدرون بين يدي من أريد أن اقوم.

 وعن ابن عائشة قال : سمعت اهل المدينة يقولون فقدنا صدقة السرّ حين مات علي بن الحسين (عليه السلام).

ولما مات وجردوه للغسل، جعلوا ينظرون الى آثار في ظهره، فقالوا ما هذا، قيل : كان يحمل جربان الدقيق على ظهره ليلاً ويوصلها الى فقراء المدينة سراً وكان يقول ان صدقة السرّ تطفئ غضب الرب.

وعن علي بن ابراهيم عن ابيه قال : حج عليُّ بن الحسين (عليه السلام) ماشياً فسار من المدينة الى مكة عشرين يوماً وليلة.

وعن زرارة بن اعين قال : سمع سائل في جوف الليل وهو يقول : اين الزاهدون في الدنيا، والراغبون في الآخرة، فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته ولا يرى شخصه، ذاك عليّ بن الحسين (عليه السلام).

وفي تذكرة السبط حكى الزهري عن عائشة قالت : رأيت عليّ بن الحسين (عليه السلام) ساجداً في الحجرّ وهو يقول : عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فما دعوت بها في كرب الا وفرّج عني.

وعن طاوس اني لفي الحِجز ليلة، اذ دخل علي بن الحسين (عليه السلام) فقلت : رجل صالح من اهل بيت النبوة لا سمعن دعاءه، فسمعته يقول : عبدك بفنائك، فقيرك بفنائك، قال : فما دعوت بهن في كرب الا فرّج عني.

 وعن ربيع الابرار للزمخشري انه قال : لما وجه يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة لاستباحة اهل المدينة ضم عليّ بن الحسين (عليه السلام) الى نفسه أربعمائة منانيه كذا بحشمهن يعولهن الى أن تقوض جيش مسلم فقالت امرأة منهن : ما عشت واللّه بين ابويّ بمثل ذلك الشريف.

وكان يقال له آدم بني حسين لأنه الذي تشعبت منه افنانهم وتفرعت عنه اغصانهم.

وكان (عليه السلام) اذا حضرت الصلاة اقشعر جلده واصفر لونه وارتعد كالسعفة، وكان اذا قام في صلاته غشيَ لونه لون آخر وكان في قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت اعضاؤه ترتعد من خشية اللّه وكان يصلي صلاة مودّع.

وكان في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء الا ما حركت الريح منه، واذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفضّ عَرَقاً، واذا كان شهر رمضان لم يتكلم الا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، وكان له خريطة فيها تربة الحسين (عليه السلام)، وكان لا يسجد الا على التراب. وكان (عليه السلام) يقول : لو مات من بين المشرق والمغرب لَمَا استوحشت بعد ان يكون القرآن معي. وكان اذا قرأ (مالك يوم الدين) يكررها حتى كاد أن يموت.

وكان اذا صلى يبرز الى موضع خشن فيصلّي فيه ويسجد على الارض فأتى الجبان يوماً، ثم قام على حجارة خشنة محرقة، فأقبل يصلي وكان كثير البكاء، فرفع رأسه من السجود وكأنما غمس في الماء من كثرة دموعه. وكانت شدة اجتهاده (عليه السلام) في العبادة، بحيث اتت فاطمة بنت عليّ (عليه السلام) الى جابر الانصاري وقالت له : ان لنا عليكم حقوقاً من حقنا عليكم اذا رأيتم احدنا يهلك نفسه اجتهاداً، ان تذكروه وتدعوه الى البقيا على نفسه، وهذا عليّ بن الحسين بقية ابيه قد انحزم انفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه أدأب نفسه في العبادة، فأتى جابر الى بابه واستأْذن، فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أضنته العبادة، فدعاه الى البقيا على نفسه فقال : يا جابر لا ازال على منهاج ابويّ متأسياً بهما حتى ألقاهما.

ورُويَ انه (عليه السلام) كان اذا وقف في الصلاة لم يسمع شيئاً لشغله بالصلاة، فسقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده فصاح اهل الدار، واتاهم الجيران وجيء بالمجبر فجبر الصبي وهو يصيح من الالم وكل ذلك لا يسمعه فلما اصبح راي الصبي يده مربوطة الى عنقه فقال : ما هذا فاخبروه.

ووقع حريق في بيت هو فيه ساجد، فجعلوا يقولون يا ابن رسول اللّه النار النار، فما رفع رأسه حتى اطفئت، فقيل له بعد قعوده ما الذي ألهاك عنها، قال ألهتني عنها النار الكبرى.

ورُوي انه (عليه السلام) كان في الصلاة فسقط محمد ابنه (عليه السلام) في البئر فلم يثن عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما فرغ من صلاته مدَّ يده الى قعر البئر، فأخرج ابنه وقال  : كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني، وكان حضور قلبه في العبادة بحيث تمثل ابليس بصورة افعى ليشغله فما شغله.

ورُوي عن حماد بن حبيب العطار الكوفي قال  : خرجنا حجاجاً فرحلنا من زبالة ليلاً فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة، فتقطعت القافلة فتهت في تلك الصحارى والبراري، فانتهيت الى واد قفر فلما ان جن الليل أويت الى شجرة عادية، فلما ان اختلط الظلام، اذا أنا بشاب قد اقبل عليه اطمار بيض، تفوح منه رائحة المسك، فقلت في نفسي هذا وليّ من اولياء اللّه، متى ما احسن بحركتي خشيت نفاره، وأن امنعه عن كثير مما يريد فعاله فاخفيت نفسي ما استطعت فدنا الى الموضع فتهيأ للصلاة ثم وثب قائماً وهو يقول، يا من حاز كل شيء ملكوتاً وقهر كل شيء جبروتاً أولج قلبي فرح الاقبال عليك، والحقني بميدان المطيعين لك، قال ثم دخل في الصلاة فلما ان رأيته قد هدأت أعضاؤه وسكنت حركاته قمت الى الموضع الذي تهيأ للصلاة فاذا بعين تفيض بماء ابيض فتهيأْ للصلاة ثم قمت خلفه، فاذا انا بمحراب كأَنه مثل في ذلك الوقت، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يرددها بأشجان الحنين، فلما أن تقشع الظلام وثب قائماً وهو يقول  : يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشداً، وأَمَّه الخائفون فوجدوه متفضلاً، ولجأ اليه العابدون فوجدوه موئلاً، متى راحة من نصب لغيرك بدنه، ومتى فرج من قصد سواك بنيته، إلهي قد تقشع الظلام ولم اقض من خدمتك وَطَرا، ولا من حياض مناجاتك صدرا، صلّ على محمد وآله وافعل بي اولى الامرين بك، يا ارحم الراحمين، فخفت ان يفوتني شخصه، وان يخفى عليَّ اثره، فتعلقت به فقلت له  : بالذي اسقط عنك ملال التعب ومنحك شدة شوق لذيذ الرغب الا لحقتني منك جناح رحمة، وكنف رقة، فإني ضال وبغيتي كلما صنعت، ومناي كلما نطقت، فقال لو صدق توكلك ما كنت ضالاً، ولكن اتبعني واقفُ اثري فلما ان صار بجنب الشجرة اخذ بيدي فخيل الى ان الارض تمد من تحت قدمي، فلما انفجر عمود الصبح، قال لي : ابشر فهذه مكة، قال فسمعت الضجة، ورأيت المحجة، فقلت بالذي ترجوه يوم الآزفة ويوم الفاقة، من انت فقال  : اما اذا قسمت، فأنا عليّ بن الحسين بن عليّ بن ابي طالب (عليه السلام).

وفي اثبات الوصية رُويَ عن سعيد بن المسيب قال  : قحط الناس يميناً وشمالاً، فمددت عيني فرأيت شخصاً اسود على تل قد انفرد، فقصدت نحوه فرأيته يحرك شفتيه، فلم يتم دعاءه حتى اقبلت غمامة، فلما نظر اليها حمد اللّه وانصرف وادركنا المطر حتى ظنناه الغرق، فاتبعته حتى دخل دار عليّ بن الحسين (عليه السلام) فدخلت اليه (عليه السلام) فقلت له (عليه السلام) يا سيدي في دارك غلام اسود تفضل عليَّ ببيعه، فقال : يا سعيد ولم لا يوهب لك، ثم أمر القيم على غلمانه يعرض كل من في الدار عليه فجمعوا فلم ارَ صاحب بينهم، فقلت  : فلم أَره، فقال : انه لم يبق الا فلان السائس فأمر به، فاحضر فاذا هو صاحبي، فقلت له (عليه السلام) هذا هو فقال له  : يا غلام ان سعيداً قد ملكك فامض معه، فقال لي الاسود ما حملك عليَّ ان فرقت بيني وبين مولايَ، فقلت له انّي رأيت ما كان منك على التل، فرفع يده الى السماء مبتهلاً، ثم قال  : ان كانت سريرة بينك وبيني فأذن قد اذعتها عليّ فاقبضني اليك، فبكى عليّ بن الحسين (عليه السلام) وبكى من حضره، وخرجت باكياً فلما صرت الى منزلي وافاني رسوله فقال لي  : ان اردت ان تحضر جنازة صاحبك فافعل فرجعت معه ووجدت العبد قد مات بحضرته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.