المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

النباتات والمواد السامة في أغذية الحيوان
29-9-2021
إرادة الله وأمره وكلمته التكوينية
2023-07-13
زراعة النعناع
2024-03-31
قصة اسلام الجن
2-06-2015
أركان الرياء / الركن الثالث / المراءى لأجله
16-8-2022
المنظور البيئي للصناعة
1-8-2021


احتجاج الامام في صبيحة يوم عاشوراء  
  
3666   03:47 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص483-485.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /

أصبح الحسين (عليه السلام) فصلّى بأصحابه الفجر ثم عبّأ أصحابه، و على رواية قال: ستستشهدون كلكم سوى عليّ بن الحسين، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا و أربعون راجلا، و في رواية اثنان و مائة راجل.

ونقل سبط ابن الجوزي في تذكرته : اثنين و عشرين وكان جيش عمر بن سعد ستة آلاف نفر و في بعض المقاتل ألف نفرا و على رواية ثلاثين ألف نفر.

وقد اضطربت آراء ارباب السير والمقاتل في عدد جنود الحسين (عليه السلام) وعمر بن سعد.

وجعل (عليه السلام) زهير بن القين في الميمنة و حبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه وأعطى رايته أخاه.

وفي رواية انّه ارسل مع زهير عشرين نفرا الى الميمنة ومع حبيب عشرين نفرا الى الميسرة و وقف هو وباقي الاصحاب في القلب وجعلوا البيوت في ظهورهم وأمر بحطب و قصب كان من وراء البيوت أن يترك في خندق كان قد حفر هناك وأن يحرق بالنار مخافة أن يأتوهم من ورائهم.

وعبأ عمر بن سعد أصحابه أيضا فجعل عمرو بن الحجاج على الميمنة و شمر بن ذي الجوشن على الميسرة و جعل عروة بن قيس على الخيالة، و جعل شبث بن ربعي على الرجالة و أعطى الراية دريدا مولاه‏ .

وروي انّ الحسين (عليه السلام) رفع يديه للدعاء فقال : «اللهم أنت ثقتي في كل كرب و أنت رجائي في كل شدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد و تقّل فيه الحلية، و يخذل فيه الصديق، و يشمت فيه العدو، أنزلته بك و شكوته إليك رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته عنّي و كشفته فأنت وليّ كل نعمة، و صاحب كل حسنة، و منتهى كل رغبة» .

وأقبل القوم يجولون حول بيوت الحسين (عليه السلام) فيرون الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب و القصب الذي كان القي فيه، فنادى شمر بن ذي الجوشن بأعلى صوته: يا حسين أ تعجلت النار قبل يوم القيامة؟.

فقال الحسين (عليه السلام): من هذا؟ كأنّه شمر بن ذي الجوشن.

فقالوا له : نعم.

فقال له : يا ابن راعية المعزى أنت أول بها صليّا، ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين (عليه السلام) من ذلك فقال له : دعني حتى ارميه فانّه الفاسق من اعداء اللّه و عظماء الجبارين و قد امكن اللّه منه، فقال له الحسين (عليه السلام): لا ترمه فانّي أكره أن أبدأهم.

ثم دعا الحسين (عليه السلام) براحلته فركبها و نادى بأعلى صوته يا أهل العراق، فقال : أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم عليّ وحتى اعذر إليكم فان أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد و ان لم تعطوني النصف من انفسكم فاجمعوا رأيكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إليّ و لا تنظرون‏ {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} [الأعراف: 196].

قال الراوي : فلما سمع اخواته كلامه هذا صحن و بكين و بكى بناته فارتفعت أصواتهن فأرسل إليهنّ أخاه العباس بن عليّ (عليهما السّلام) وعليا ابنه و قال لهما : اسكتاهنّ فلعمري ليكثرنّ بكاؤهنّ‏ .

فلما سكتن حمد اللّه و أثنى عليه و ذكر اللّه بما هو أهله و صلى على نبيه (صلى الله عليه واله) وعلى ملائكة اللّه و انبيائه فلم يسمع متكلم قط قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه، ثم قال:

اما بعد فانسبوني و انظروا من أنا ثم ارجعوا الى أنفسكم و عاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟, ألست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدّق لرسول اللّه بما جاء به من عند ربه؟ أ و ليس حمزة سيد الشهداء عمّي؟

أوليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمّي؟ أولم يبلغكم ما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) لي ولأخي : هذان سيدا شباب أهل الجنة، فان صدّقتموني بما أقول وهو الحق، واللّه وما تعمدت كذبا منذ علمت أنّ اللّه يمقت عليه أهله، و ان كذبتموني فانّ فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم.

سلوا جابر بن عبد اللّه الانصاري، و أبا سعيد الخدري و سهل بن سعد الساعدي، و زيد بن أرقم، و أنس بن مالك، يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول اللّه لي و لأخي، أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟.

فقال له شمر بن ذي الجوشن : هو  يعبد اللّه على حرف ان كان يدري ما تقول، فقال له حبيب بن مظاهر: و اللّه انّي لأراك تعبد اللّه على سبعين حرفا وأنا أشهد انّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع اللّه على قلبك.

ثم قال لهم الحسين (عليه السلام): فان كنتم في شك من هذا أ فتشكون انّي ابن بنت نبيكم، فو اللّه ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري فيكم و لا في غيركم، و يحكم أ تطلبوني بقتيل منكم قتلته، أو مال استهلكته، أو بقصاص جراحة؟.

فأخذوا لا يكلمونه فنادى : يا شبث بن ربعي، و يا حجّار بن أبجر، و يا قيس بن الاشعث و يا زيد بن الحارث، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار و اخضر الجناب و انما تقدم على جند لك مجند فأقبل، فقال له قيس بن الاشعث : ما ندري ما تقول و لكن انزل على حكم بني عمك (يزيد وعبيد اللّه) فانّهم لن يروك الّا ما تحب.

فقال له الحسين (عليه السلام): لا واللّه لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد، ثم نادى : يا عباد اللّه انّي عذت بربي و ربكم أن ترجمون، انّي أعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، ثم انّه أناخ راحلته و أمر عقبة بن سمعان فعقلها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.