المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05



خطبة العقيلة زينب في الكوفة  
  
3281   12:12 مساءً   التاريخ: 7-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص570-571.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 4138
التاريخ: 7-04-2015 3511
التاريخ: 7-04-2015 3190
التاريخ: 19-3-2016 3410

روى الشيخ المفيد و الشيخ الطوسي عن حذلم بن ستير انّه قال : قدمت الكوفة في المحرم سنة احدى و ستين عند منصرف عليّ بن الحسين (عليه السلام) بالنسوة من كربلاء و معهم الاجناد يحيطون بهم و قد خرج الناس للنظر إليهم ، فلما أقبل بهم على الجمال بغير وطأ ، جعل نساء أهل الكوفة يبكين و يندبن ، فسمعت عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) و هو يقول بصوت ضئيل و قد نهكته العلة و في عنقه الجامعة و يده مغلولة الى عنقه : ألا انّ هؤلاء النسوة يبكين ، فمن قتلنا؟.

قال : و رأيت زينب بنت عليّ (عليه السلام) و لم أر خفرة  قط أنطق منها كأنّها تفرغ عن لسان امير المؤمنين (عليه السلام) ، قال : و قد أومأت الى الناس أن اسكتوا فارتدت الانفاس و سكنت الاصوات‏ ، فقالت : الحمد للّه و الصلاة على أبي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختر و الخذل ، فلا رقأت‏  العبرة و لا هدأت الرنة ، فما مثلكم الّا كالتي نقضت غزلها من بعد قوّة انكاثا ، تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ، الا و هل فيكم الّا الصلف النطف‏  و الصدر الشنف‏  خوارون في اللقاء عاجزون عن الاعداء ، ناكثون للبيعة ، مضيّعون للذمة ، فبئس ما قدمت‏ لكم أنفسكم أن سخط اللّه عليكم و في العذاب انتم خالدون.

أتبكون اي و اللّه فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا ، فلقد فزتم بعارها و شنارها و لن تغسلوا دنسها عنكم ابدا ، فبسليل خاتم الرسالة و سيد شباب أهل الجنة و ملاذ خيرتكم ومفزع نازلتكم و امارة محجتكم و مدرجة حجتكم خذلتم وله قتلتم ، ألا ساء ما تزرون ، فتعسا ونكسا ، فلقد خاب السعي ، و تربت الايدي ، و خسرت الصفقة ، و بؤتم بغضب من اللّه ، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة.

ويلكم أ تدرون أيّ كبد لمحمد فريتم ، و أي دم له سفكتم ، و أيّ كريمة له أصبتم لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخرّ الجبال هدا.

ولقد أتيتم بها خرماء  شوهاء  طلاع الارض‏  و السماء ، أفعجبتم أن قطرت السماء دما ، و لعذاب الآخرة أخزى فلا يستخفنكم المهل فانّه لا يحفزه البدار و لا يخاف عليه فوت الثار، كلّا انّ ربك لبالمرصاد.

قال : ثم سكتت ، فرأيت الناس حيارى قد ردوا أيديهم في أفواههم و رأيت شيخا كبيرا قد اخضلت لحيته و هو يقول:

كهولهم خير الكهول و نسلهم‏             اذا عدّ نسل لا يخيب و لا يخزى‏

وفي رواية الاحتجاج : فقال عليّ بن الحسين (عليه السلام) : يا عمة اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار وأنت بحمد اللّه عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة ، انّ البكاء و الحنين لا يردان من قد أباده الدهر ، فسكنت‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.