المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

معنى كلمة نكس‌
10-1-2016
أنواع جريمة التنمر
19-7-2021
علي بن ابي طالب (عليه السلام)
14-10-2015
ماذا تعني المصطلحات LD50 و الـ LC50؟
2023-10-13
تعريف التخطيط الإعلامي كوظيفة
2023-02-16
مدينة اور
3-11-2016


ما تحتاجه الثورة  
  
3852   12:23 مساءً   التاريخ: 3-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص164-165.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

كلّ ثورة وانتفاضة تتشكّل من عنصرين أساسيين هما : الدم ، والرسالة ويراد من عنصر الدم هو الكفاح الدامي والمسلح الذي يقتضي القتل والاستشهاد والتضحية في سبيل المبادئ والقيم المقدسة.

والمراد من العنصر الرسالي أيضاً هو إيصال وبث رسالة الثورة وتبيين مبادئها وأهدافها.

ولا يقل العنصر الثاني في نجاح ثورة من الثورات أهمية عن العنصر الأوّل، لأنّه إذا لم يتم تبيين وتوضيح أهدافها ومبادئها للمجتمع فقدت الثورة دعمها الشعبي وانصهرت في بوتقة النسيان وصارت عرضة للتغيير والتحريف على يد أعدائها.

وعندما نلقي نظرة فاحصة على ثورة الإمام الحسين (عليه السَّلام) المقدسة نجد انّ هذين العنصرين متوفران فيها بشكل تام، إذ كانت ثورته (عليه السَّلام) حتى عصر يوم عاشوراء رمزاً للعنصر الأوّل، أعني: عنصر الدم والشهادة والتضحية، وقد تسلم لواءه الحسين (عليه السَّلام) بنفسه; بينما بدأ يأخذ العنصر الثاني في الظهور من عصر ذلك اليوم، وقد حمل لواء هذا كلٌ من الإمام زين العابدين (عليه السَّلام) والحوراء زينب الكبرى (عليها السَّلام) ، فقد نشرا رسالة الثورة والشهادة الدامية للحسين وأصحابه بخطبهما الساخنة بين الناس والرأي العام، ونقرا ناقوس فضيحة الطغمة الأموية.

ونظراً للدعاية المضلّلة والكبيرة والواسعة التي استخدمها الحكم الأموي منذ عهد معاوية ضدّ أهل البيت خصوصاً في الشام، فلو لم يبادر بقية أهل بيت الحسين (عليه السَّلام) إلى فضح الأعداء وبث الوعي بين الرأي العام لكان أعداء الإسلام ومرتزقتهم الطغاة يحرّفون ثورة الإمام الكبيرة الخالدة في التاريخ ويشوّهونها أيّما تشويه، كما حاول بعض أُولئك أن يحرّف حقيقة قتل الإمام الحسن (عليه السَّلام) و قال مات الحسن مسلولاً، أو كان يدّعي بعض آخر بأنّ الحسين مات بالسرطان، ولكن الإعلام والدعاية الواسعة النطاق التي استخدمها كلّ من السجاد والحوراء زينب عليمها السَّلام في فترة الأسر ـ وهي الفرصة التي هيّأتها أحقاد يزيد التافهة لهما ـ أحبطت محاولة التضليل والتعتيم فيما يتعلق بحقيقة ثورة الإمام (عليه السَّلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.