المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اصناف الزيتون
2023-08-03
نمط إنتاج المواد النانوية بأسلوب من الأعلى إلى الأسفل
2023-11-23
اختيار اللقطات- الحركة Action
22-9-2021
Phonotactics
2024-04-29
الاغراء
21-10-2014
حديث رقية
3-2-2021


معاجز الرأس الشريف  
  
5974   01:08 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص559 و589.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016 3346
التاريخ: 2-04-2015 3540
التاريخ: 22-11-2017 2912
التاريخ: 16-3-2016 3490

روى القطب الراوندي عن منهال بن عمرو انّه قال : أنا و اللّه رأيت رأس الحسين حين حمل وأنا بدمشق و بين يديه رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله : { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا } [الكهف: 9] ...

فأنطق اللّه الرأس بلسان ذرب ذلق ، فقال : أعجب من أصحاب الكهف قتلي و حملي‏ .

حادثة دير الراهب التي رواها المؤرخون و المحدّثون من الشيعة و السنة في كتبهم باختلاف يسير في الالفاظ و ملخصها انّه لما نزل اصحاب ابن زياد لعنه اللّه جنب دير الراهب وضعوا الرأس الشريف في الصندوق (و على رواية الراوندي انّه كان مركوزا على الرمح و معه الحرس) فوضعوا الطعام و جلسوا للأكل و هم سكارى من كثرة شرب الخمر ، فاذا بكفّ في حائط الدير تكتب:

أترجو أمة قتلت حسينا                 شفاعة جده يوم الحساب‏   

فجزعوا جزعا شديدا و أهوى بعضهم الى الكف ليأخذها فغابت ، ثم عادوا الى الطعام فاذا الكف قد عادت تكتب:

فلا و اللّه ليس لهم شفيع‏                        وهم يوم القيامة في العذاب‏

فقاموا إليها ليأخذوها فغابت ثم عادوا الى الطعام و، فعادت تكتب:

وقد قتلوا الحسين بحكم جور         و خالف حكمهم حكم الكتاب‏

فامتنعوا من الاكل و ما هنأ لهم تلك الليلة فباتوا على تلك الهيئة.

وكان في الدير راهب فسمع صوت التسبيح و التقديس ، فقام و أخرج رأسه من الدير فرأى نورا ساطعا من الصندوق الذي فيه الرأس و الملائكة تنزل أفواجا عليه و تقول:

«السلام عليك يا ابن رسول اللّه السلام عليك يا أبا عبد اللّه صلوات اللّه و سلامه عليك».

فدهش الراهب و جزع جزعا شديدا و بقي حتى طلع الفجر، فخرج من الدير و جاء الى العسكر وسأل عن قائدهم؟.

قالوا : هو خولي الأصبحي .

فسأل عما في الصندوق؟ .

فقالوا : رأس خارجي خرج في العراق و قتله عبيد اللّه بن زياد.

قال : ما اسمه؟ .

قالوا : حسين بن عليّ بن أبي طالب.

قال : ما اسم أمّه؟ .

قالوا : فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى.

فقال : تبا لكم على ما فعلتم ، فقد صدق أحبارنا و علماؤنا حيث اخبروا بنزول الدم من السماء عند قتل هذا الرجل و ذلك لا يكون الّا عند قتل نبي أو وصي نبي ، ثم قال : أرجوا منكم أن تعطوني الرأس ساعة فأرده إليكم بعدها ، قالوا : لا نخرج الرأس من الصندوق الّا عند يزيد بن معاوية كي يعطينا الجوائز.

قال الراهب لقائدهم : كم هي جائزتك.

قال : بدرة فيها عشرة آلاف درهم.

فقال : عليّ ذلك فأحضر عشرة آلاف درهم و أعطاها لخولي ، فأخذها و وضعها في هميانين و مهرهما و اعطاهما الى خازنه ثم سلّم الرأس الشريف الى الراهب.

فأخذ الراهب الرأس الى الدير فغسله و نظفه و حشاه بمسك و كافور كان عنده ثم جعله على السجاد و بدأ بالبكاء و النحيب قائلا : يا أبا عبد اللّه يعزّ و اللّه عليّ ان لم أنصرك و لم أكن في كربلاء لنصرتك ، يا أبا عبد اللّه اشهد لي عند جدّك غدا انّي أسلمت عندك ثم قال :

اشهد أن لا إله الّا اللّه وحده لا شريك له و اشهد أنّ محمدا رسول اللّه و عليا وليّ اللّه‏ .

ثمّ ردّ الراهب الرأس وترك الدير و ظلّ يجول في الصحارى و البجال مشغولا بالزهد و العبادة حتى مات.

فلما قارب العسكر دمشق ، أرادوا قسمة الدراهم خوفا من أن يأخذها يزيد ، فأمر خولي باحضار الجرابين ، فأحضرت بين يديه فنظر الى خاتمه ثم أمر أن تفتح فاذا الدراهم تحولت خزفا و قد كتب على جانبها : {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم : 42] و على جانبها الآخر: { وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء : 227].

فقال خولي : استروا هذا الامر، ثم قال: انّا للّه و انّا إليه راجعون خسرت الدنيا و الآخرة، ثم أمر أن تطرح الدراهم في النهر فطرحت و رحل الى دمشق‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.