المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22

مراتب التوحيد
8-4-2018
الفروق الحضرية الريفية بيئة السكن
2024-06-23
Pairing and Synaptonemal Complex Formation Are Independent
15-4-2021
التفسير والسياق القرآني
24-04-2015
قاعدة « التجاوز »
18-9-2016
Explaining the trends in thermal stability
10-3-2019


الطاغية يطلب البيعة من الحسين(عليه السلام)  
  
4012   02:56 مساءً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص421-423.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

اعلم انّه لمّا استشهد الحسن (عليه السلام) وارتحل الى رياض القدس تحركت الشيعة بالعراق وكتبوا الى الحسين (عليه السلام) في خلع معاوية والبيعة له، فامتنع (عليه السلام) عليهم لعدم المصلحة و امرهم بالصبر حتى موت معاوية.

فلما مات معاوية عليه اللعنة في النصف من رجب سنة ستين من الهجرة، جلس يزيد عليه اللعنة مجلس ابيه وبدأ بتقوية سلطانه فكتب الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان- و كان واليا على المدينة من قبل معاوية- فقال:

اما بعد فخذ حسينا وعبد اللّه بن عمرو ابن الزبير وعبد الرحمن بن ابي بكر ، بالبيعة أخذا ليس فيه رخصة حتى يبايعوا ومن امتنع عليك فاضرب عنقه وابعث برأسه إليّ.

فلمّا وصل الرسول الى الوليد دعا مروان وشاوره في هذا الامر، فقال مروان : أرى أن تدعوهم الساعة و تأمرهم بالبيعة فان فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم و ان أبوا ضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية.

فأرسل الوليد إليهم في تلك الليلة ودعاهم وكانوا آنذاك مجتمعين في المسجد النبوي فقال الحسين (عليه السلام): سوف أذهب إليه بعد ذهابي الى البيت، فرجع عمرو بن عثمان رسول الوليد.

فقال عبد اللّه بن الزبير: ما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها؟

فقال الحسين (عليه السلام) أظنّ أنّ طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة ليزيد.

فلما علموا بمكنون خاطر الوليد قال عبد اللّه بن عمر و عبد الرحمن بن أبي بكر:

نذهب الى بيوتنا ولا نفعل شيئا، وقال ابن الزبير: انّي لا أبايع يزيد قط، فقال الحسين (عليه السلام): لا حيلة لنا الّا الذهاب.

فذهب (عليه السلام) الى داره و جمع ثلاثين من أهل بيته ومواليه وأمرهم بحمل السلاح و جاء بهم الى دار الامارة و قال لهم : ان سمعتم صوتي قد علا فادخلوا الدار.

فلما دخل الحسين (عليه السلام) على الوليد وجد عنده مروان بن الحكم، فجلس (عليه السلام) فنعى الوليد معاوية فاسترجع الحسين (عليه السلام) ثم قرأ عليه كتاب يزيد وما أمره فيه من أخذ البيعة منه، فقال له الحسين (عليه السلام):

انّي لا أراك تقنع ببيعتي ليزيد سرّا حتى أبايعه جهرا فيعرف ذلك الناس، فقال له الوليد:

أجل، فقال الحسين (عليه السلام): فتصبح وترى رأيك في ذلك، فقال الوليد : انصرف اذا شئت على اسم اللّه حتى تأتينا مع جماعة الناس.

فقال له مروان : و اللّه لئن فارقك الحسين (عليه السلام) ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم و بينه، احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه.

فوثب عند ذلك الحسين (عليه السلام) و قال : يا ابن الزرقاء ويل لك أأنت تأمر بضرب عنقي و قتلي أم هو؟ كذبت واللّه ولؤمت، ثم أقبل على الوليد، فقال: ايّها الامير انّا أهل بيت النبوة و معدن الرسالة و مختلف الملائكة و بنا فتح اللّه و بنا يختم، و يزيد رجل فاسق شارب الخمر

قاتل النفس المحرّمة معلن بالفسق و مثلي لا يبايع بمثله و لكن نصبح و تصبحون و ننظر و تنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة، ثم خرج (عليه السلام) مع اصحابه و مواليه.

وكانت هذه الواقعة ليلة السبت قبل انتهاء شهر رجب بثلاثة ايام، فلمّا خرج (عليه السلام) قال مروان للوليد: عصيتني لا واللّه لا يمكنك من نفسه أبدا، فقال : ويحك انّك أشرت إليّ بذهاب ديني ودنياي و اللّه ما أحبّ انّ املك الدنيا بأسرها لي وانني قتلت حسينا، سبحان اللّه أقتل حسينا ان قال لا أبايع، و اللّه ما أظنّ أحدا يلقي اللّه بدم الحسين (عليه السلام) الّا و هو خفيف الميزان لا ينظر اللّه إليه و لا يزكيه وله عذاب أليم.

فقال له مروان : فاذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت، يقول هذا وهو غير حامد له على رأيه.

وبالغ الوليد تلك الليلة في أخذ البيعة من ابن الزبير، و كان يمتنع أشد الامتناع حتى هرب الى مكة تلك الليلة، فلما بلغ ذلك الوليد أرسل خلفه رجلا من بني أميّة في ثمانين رجل، فلم يجدوه لذهابه من الطريق غير المعهود.

وخرج الحسين صباحا من منزله يستمع الاخبار فلقيه مروان فقال له : يا أبا عبد اللّه انّي لك ناصح فاطعني ترشد، فقال الحسين (عليه السلام): و ما ذاك قل حتى اسمع، فقال مروان : انّي آمرك ببيعة يزيد بن معاوية فانّه خير لك في دينك و دنياك.

فقال الحسين (عليه السلام): انّا للّه و انّا إليه راجعون و على الاسلام السلام اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد ولقد سمعت جدّي رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يقول : الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان، و طال الحديث بينه و بين مروان حتى انصرف مروان و هو غضبان.

فلمّا كان آخر النهار بعث الوليد الرجال الى الحسين (عليه السلام) ليحضر فيبايع، فقال لهم الحسين (عليه السلام): أصبحوا ثم ترون و نرى، فكفوا تلك الليلة عنه ولم يلحوا عليه فخرج (عليه السلام) في ليلته وهي ليلة الاحد ليومين بقيا من رجب متوجها نحو مكة ومعه بنوه و اخوته وبنو أخيه‏ وجلّ أهل بيته الّا محمد بن الحنفية.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.