المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

معيار العمل التجاري في الفقه الضريبي
12-4-2016
القرينة اللبيّة
13-9-2016
عمليات خدمة الأرض قبل الزراعة
11-2-2022
بالصور اختراعات تتعلق بالمناخ ستغير المستقبل
5-10-2016
تصوير دعائي لشخص
29-12-2021
Salicylic Acid
27-12-2019


كيفية ولادته  
  
3980   09:20 صباحاً   التاريخ: 2-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1, ص394-396.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /

عن الامام الرضا (عليه السلام) قال : ... قالت أسماء : فلمّا ولدت فاطمة الحسين (عليهما السّلام) نفستها به فجاءني النبي (صلى الله عليه واله)فقال : هلمّ ابني يا أسماء ، فدفعته إليه في خرقة بيضاء ، ففعل به كما فعل بالحسن‏ ، قالت : و بكى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ثم قال : انّه سيكون لك حديث ، اللهم العن قاتله ، لا تعلمي فاطمة بذلك.

فقالت اسماء : فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبي (صلى الله عليه واله) فقال : هلمّي ابني فأتيته به ، فعقّ عنه كبشا أملح‏  و أعطى القابلة الورك و رجلا ، و حلق رأسه و تصدّق بوزن شعره ورقا (فضة) ، و خلّق رأسه بالخلوق‏ ، ثم وضعه في حجره ، ثم قال:

يا أبا عبد اللّه عزيز عليّ (مقتلك) ، ثم بكى ، فقلت : بأبي أنت و أمي فعلت في هذا اليوم و في اليوم الاول فما هو؟.

قال : أبكي على ابني تقتله فئة باغية كافرة من بني أميّة لعنهم اللّه لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة ، يقتله رجل يثلم الدين ، و يكفر باللّه العظيم.

ثم قال : اللهم انّي أسألك فيهما (الحسن و الحسين عليهما السّلام) ما سألك ابراهيم في ذريته ، اللهم أحبهما و أحبّ من يحبّهما و العن من يبغضهما ملء السماء و الارض‏ .

وروى الشيخ الصدوق و ابن قولويه و غيرهما عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : انّ الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) لمّا ولد أمر اللّه عز و جل جبرائيل أن يهبط في الف من الملائكة فيهنئ رسول اللّه (صلى الله عليه واله) من اللّه و من جبرئيل.

قال : فهبط جبرائيل فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له فطرس كان من الحملة (حملة العرش) بعثه اللّه عز و جل في شي‏ء فأبطأ عليه فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيرة فعبد اللّه تبارك و تعالى فيها سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن عليّ (عليهما السّلام)‏ .

فقال الملك لجبرائيل : يا جبرائيل أين تريد؟.

قال : انّ اللّه عز و جل أنعم على محمد بنعمة فبعثت أهنّئه من اللّه و منّي.

فقال : يا جبرائيل احملني معك لعل محمد (صلى الله عليه واله) يدعو لي.

قال : فحمله ، فلمّا دخل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه واله) هنّاه من اللّه و منه و أخبره بحال فطرس.

فقال النبي (صلّى اللّه عليه و آله) : قل له تمسّح بهذا المولود وعد الى مكانك ، فمسح فطرس (جناحه) بالحسين بن عليّ عليهما السّلام و ارتفع فقال يا رسول اللّه أما انّ امتك ستقتله و له عليّ مكافأة الّا يزوره زائر الّا أبلغته عنه ، و لا يسلم عليه مسلّم الّا أبلغته سلامه ، و لا يصلّي عليه مصلّ الّا أبلغته صلاته ، ثم ارتفع‏ .

وفي رواية : و عرج الى موضعه و هو يقول : من مثلي و أنا عتاقة الحسين بن عليّ و فاطمة ، و جدّه أحمد الحاشر .

وروى ابن شهرآشوب انّه : «اعتلت فاطمة (عليها السلام) لما ولدت الحسين و جف لبنها ، فطلب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) مرضعا فلم يجد فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصّها و يجعل اللّه له في ابهام رسول اللّه (صلى الله عليه واله) رزقا يغذوه و يقال : بل كان رسول اللّه يدخل لسانه في فيه فيغرّه‏  كما يغرّ الطير فرخه فيجعل اللّه في ذلك رزقا، ففعل ذلك اربعين يوما و ليلة فنبت لحمه من لحم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله»  و الروايات بهذا المضمون كثيرة.

وروي في علل الشرائع انّه : مضى الحسين (عليه السلام) على تلك الحال حتى نبت لحمه من لحم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام)و لا من غيرها.

وروى الكليني في الكافي عن الصادق (عليه السلام) انّه قال : لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام) و لا من أنثى ، كان يأتى به النبي (صلى الله عليه واله) فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين و ثلاثة فنبت لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول اللّه و دمه (صلّى اللّه عليه و آله) ، و لم يولد لستة أشهر الّا عيسى بن مريم (عليه السلام) و الحسين بن عليّ (عليه السلام)‏ .

قال السيد بحر العلوم:

للّه مرتضع لم يرتضع أبدا                  من ثدي أنثى و من طه مراضعه‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.