المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



معاني المحو والاثبات في البداء  
  
689   09:38 صباحاً   التاريخ: 6-2-2020
المؤلف : السيد الخوئي والشيخ محمد جواد البلاغي وإعداد السيد محمد علي الحكيم
الكتاب أو المصدر : رسالتان في البداء
الجزء والصفحة : 17 - 20
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / البداء /

إن الله جل شأنه قد اقتضت حكمته ولطفه بعباده - في دلالتهم على مقام إلهيته في علمه و قدره وإرادته - أن يجعل نظام العالم - في أحواله وأدواره ومواليده - مبنيا - نوعا - على قوانين الأسباب والتسبيب في المسببات، المرتبطة بالغايات والحكم، والدالة على قصدها.

وهو الخالق للسبب والمسبب، والجاعل للتسبيب، وبيده الأسباب وتسبيباتها، في وجودها وبقائها وتأثيرها، وتحكيم بعضها على بعض، فقد يعدم السبب، وقد يبطل تأثيره، وقد يمنع تأثيره بسبب آخر، وقد يعدم ما يحسب الناس أنه موضوع القانون المقرر ويقيم غيره مقامه.

وهذا هو مقام البداء والمحو والإثبات، وهو - جل شأنه - عالم منذ الأزل بما تؤدي إليه مشيئته من المحو والإثبات، وهذا العلم هو " أم الكتاب " .

فالمحو إنما هو لما له نحو ثبوتي بتقدير الأسباب وتسبيباتها، وسيرها في التسبيب.

وعلى ذلك يجري ما روي في " أصول الكافي " في صحيفة هشام وحفص، عن أبي عبد الله عليه السلام: " هل يمحى إلا ما كان ثابتا؟!... " الرواية (1).

إذ لا يعقل محو ما هو ثابت الوقوع بعينه في علم الله وأم الكتاب.

وأما كون المراد من المحو هو إفناء الموجود، ومن الإثبات إيجاد المعدوم أو إبقاء الموجود - كما ذكر في صدر السؤال (2) -:

فيدفعه أولا: أنه خلاف ظاهر الآية الكريمة وسوقها، لأن استعمال المحو ومقابلته بأم الكتاب إنما يناسب مقام التسجيل والكتابة، التي هي كناية عن التقدير والتسجيل بسير الأسباب - وإن كان نوعيا -.

ولا يناسب في المقام إفناء العين الموجودة ، مضافا إلى أنه عند إرادة الإفناء لا يبقى لقوله تعالى: " وعنده أم الكتاب " معنى تأسيسي ترتبط به أطراف الكلام في الآية، و يناسب ذكر المحو والإثبات، كما لا ينبغي أن يخفى.

ويدفعه ثانيا: احتجاج الإمام عليه السلام بهذه الآية للبداء، وكذا الكثير من استشهادات الأئمة بهذه الآية.

وأما البداء فهو بمعنى الظهور. مأخوذ من : بدا يبدو بدوا وبدوا وبداءة وبداء و بدوء، فيقال: فلان بدا له في الرأي، أي ظهر له ما كان مخفيا عنه، وفلان برز فبدا له من الشجاعة ما كان مخفيا عن الناس (3).

فمعنى " بدا " في المثالين واحد، ولكن الاختلاف فيهما جاء من ناحية اللام وربطها للظهور.  فالبداء المنسوب إلى الله جل شأنه إنما هو بمعنى المثال الثاني. أي: ظهر لله من المشيئة ما هو مخفي على الناس، وعلى خلاف ما يحسبون.

هذا ما يقتضيه العقل.

ويشهد له من صريح الأحاديث ما رواه في " أصول الكافي " في صحيح عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام:

" ما بدا الله في شئ إلا كان في علمه قبل ى أن يبدو له " (4).

ورواية عمرو بن عثمان، عنه عليه السلام :

" إن الله لم يبد له من جهل " (5).

وصحيحة فضيل - الآتية - عن أبي جعفر عليه السلام.

وصحيفة منصور بن حازم: " سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالأمس؟

قال عليه السلام: لا من قال هذا فأخزاه الله.

قلت: أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، أليس في علم الله؟!

قال عليه السلام: بلى، قبل أن يخلق الخلق " (6).

______________________

(1) الكافي ١ / ١١٤ ح ٢، وتتمته: وهل يثبت إلا ما لم يكن؟!

(2) - يشير المؤلف - نور الله مرقده - إلى ورود سؤال عن " البداء " إليه، وإلى تحرير هذه الرسالة جوابا عن ذلك السؤال.

(3)- أنظر مادة " بدا " من: لسان العرب ١٤ / ٦٥ والصحاح ٦ / 2278.

(4) الكافي ١ / ١١٤ ح ٩.

(5) الكافي ١ / ١١٥ ح ١٠.

(6) الكافي ١ / 115 ح 11 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.