أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015
16806
التاريخ: 14-08-2015
2958
التاريخ: 4-6-2017
7076
التاريخ: 19-1-2020
1713
|
ومن الأبيات الحسنةِ الألفاظ المستعذبة الرائقة سماعاً، الواهيةِ تحصيلا ومعنى، وإِنما يستحسن منها اتفاق الحالات التي وضِعت فيها، وتذكر اللذات بمعانيها. والعبارة عما كان في الضمير منها، وحكايات ما جرى من حقائقها دون نسج الشعر وجودته، وإحكام وصفه وإتقان معناه قول جميل:
فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها وإذ هي تذري الدمع منها الأنامِلُ
عشية قالت في العتاب قتلتني وقتلي بما قالت هناك تحاولُ
وكقول جرير:
إن الذين غدوا بلبك غادروا وشلاً بعينك لا يزال معينا
غيضن من عبراتهِن وقلن لي ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وكقول الأعشى:
قالت هريرةُ لما جئت زائرها ويلي عليك وويلي منك يا رجلُ
ويلي الأولى تهدد، وويلي الثانية استكانه.
وكقول قيس بن ذريح:
خليلي هذِي زفرةٌ قد غلبتُها فمن لي بأخرى مثلها قد أطلُّت
69
وبي زفراتٌ لو يدمن قتلتني تسوق التي تأتي التي قد تولَّتِ
وكقول عمر بن أبي ربيعة:
غفلن عن الليل حتى بدا تباشير من واضحٍ أسفْراً
فممن يعفِّين آثارنا بأكسية الخز أن تُقْفِراً
فالمستحسن من هذه الأبيات حقائق معانيها الواقعة لأصحابها الواصفين لها دون صنعة الشعر وأحكامه، فأما قول القائل:
ولما قضينا من مِنى كلَّ حاجةٍ ومسح بالأركان من هو ماسح
وشُدت على حدبِ المهاري رحالُنا ولا ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطرافِ الأحاديث بيننا وسالت بأعناق المطي الأباطح
هذا الشعر هو استشعار قائِله لفرحةِ قفوله إلى بلده وسروره بالحاجة التي وصفها، من قضاء حجة وأنسه برفقائه، ومحادثتهم ووصفه سيل الأباطح بأعناق المطي كما تسيل بالمياه. فهو معنى مستوفى على قدر مراد الشاعر.
وأما المعرض الحسن الذي ابتذل على ما يشاكله من المعاني فكقول كثير.
فقلت لها يا عز كلُّ مصيبةٍ إذا وطِّنتْ يوما لها النفس ذلَّت
قد قالت العلماء لو أن كثيراً جعل هذا البيت في وصف حرب لكان أشعر الناس.
وكقول القطامي في وصف النوق: يمشين رهواً فلا الأعجاز خاذلةٌ ولا الصدور على الأعجاز تتكِلُ لو جعل هذا الوصف للنساء دون النوق كان أحسن. وكقول كثير أيضاً:
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومةً إلينا مقلية إذا ما تقلَّتِ
قالت العلماء لو قال: البيت في وصف الدنيا لكان أشعر الناس.
ومن الأبيات التي تخلب معانيها للطافة الكلام فيها قول زهير:
تراه إذا ما جئته متهلِلاً كأَنك تعطيه الذي أنت سائِلُه
أخى ثقةٍ ما تُهلك الخمر ماَله ولكنه قد يهلك المالَ نائِلُه
غدوتُ عليه غدوةً فرأيتُه قعوداً لديه بالصريم عواذلُه
يفدينه طوراً وطوراً يلمَنه وأعيا فما يدرين أين مخاتلُه
70
فأعرض منه عن كريمٍ مرزءٍ فعولٍ إذا ما وجد بالأمر فاعِلُه
وقول طفيل الغنوي:
جزى الله عنا جعفراً حين أزلفت بنا َفعلُنا في الواطئين فزلَّتِ
أبوا أن يملُّوتا ولو أن أُمنا تلاقي الذي لاقوه منا لملَّمتِ
وكقول كثير بن عبد الرحمن الخزاعي:
إذا ما أورد الغزو لم تثن همه حصان عليها نظم در يزينُها
نهتْه فلما لم تر النهي عاَقةُ بكت فبكى مما شجاها قطينُها
وقول ابن هرمة
إني نذرت لئن لقيتك سالماً أن لا أعالج بعدك الأسفارا
وقول حمزة بن بيض:
تقول لي والعيون هاجعةٌ أقم علينا يوماً فلم أقُمِ
أي الوجوهِ انتجعت قلت َلها وأي وجه إلاَّ إلى الحكم
متى يقلْ صاحبا سرادقة هذا ابن بيضٍ بالباب يبتسمِ
قد كنت أسلمت فيك مقتبلاً فهات إذا حلَّ أعطني سلمي
وقول الآخر:
نقلِّبه لِنبلُو حالَتيهِ فتخبر منهما كرماً ولينا
نميلُ على جوانبِه كأنَّا نميل إذا نميلُ على أبينا
وقول أبي العتاهية:
إن المطايا تشتكيك لأنها تفري إليك سباسباً ورمالا
فإذا أتين بنا أتين مخفَّةً وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|