أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-7-2019
1356
التاريخ: 22-8-2019
1923
التاريخ: 21-9-2019
6410
التاريخ: 23-8-2019
1948
|
الفرق بين الفقر والتخلف في المفهوم الاسلامي
1ـ المفهوم الاسلامي للفقر
يرى انه (عدم القدرة على الحصول على الاحتياجات الضرورية لعدم توافر أسباب العيش الكريم الرغد وهو ما يعني العوز والتعرض للجوع والحرمان والإملاق) .
ومن ثم فجهود التنمية وعمارة الارض في الاسلام تهدف الى رفع مستوى المعيشة وتحسينه بانتظام بما يكفل توفير حد الكفاية لجميع الافراد أي اغناء كل فرد بحيث يكون قادراً على الانفاق على نفسه وعلى من يعول وذلك تمييزاً له عن حد الكفاف الذي يعد الحد الأدنى للمعيشة .
ولا يقتصر توفير حد الكفاية على ضرورات الحياة اليومية من مأكل ومشرب وملبس ومسكن بل يمتد الى ما يلزم لتهيئة حياة كريمة للفرد مثل توفير الرعاية الطبية والتعليم الاساسي وسبل الزواج اي كل ما يجعل الفرد يلحق بالمستوى المعيشي السائد في المجتمع .
والفقير في المفهوم الاسلامي هو من لا يملك قوت يومه وليله لقول الرسول (ص) : (من سأل وعنده ما يغنيه فانما يستكثر من النار فقيل وما حد الغنى يا رسول الله ؟ ـ قال شبع يوم وليلة) ـ رواه ابو داوود .
2ـ المفهوم الاسلامي للتخلف الاقتصادي
ان الناظر للقرآن الكريم والسنة النبوية ليدرك ان الاسلام ينظر الى التخلف على انه تراخ عن العمل والسعي في طلب الرزق وعمارة الارض بشكل فعال فإن الله قد اعطى للإنسان العديد من الثروات والنعم التي لا تحصى وطالبه بعمارة الارض يقول تعالى (هو أنشأكم من الارض واستعمركم فيها) (هود61) وأن الاسلام يساعد الفقراء من مال الصدقة ولا يساعد المتخلفين اوالقاعدين عن العمل بغير عذر وحديث الرسول (ص) مع الرجل الذي يريد المسألة وباع له الرسول ما يملكه في بيته عن طريق المزاد وقال له اذهب واحتطب وبع ولا ارينك الا بعد خمسة عشر يوماً لهو دليل بين على مقت الرسول للقاعدين والمتخلفين .
وهكذا فرق الاسلام بين الفقر والتخلف واعتبر الفقير له حق معلوم في الزكاة وموارد بيت المال اما المتخلف عن ركب التقدم فقد لعنه وتوعده اذا سأل وهو قادر على الكسب .
وعمارة الارض وهي مطلب شرعي غير مقصور على البعد المادي المتمثل في انتاج ما من المنتجات بل يشمل ابعاداً أخر اجتماعية وثقافية واخلاقية حيث تهدف عمارة الارض اقامة مجتمع المتقين الذي يتمتع بمستوى معيشي طيب يصل اليه بزيادة الانتاج الى اقصى حد مع استشعار تقوى الله في ذلك فاذا أصيب المجتمع بمصيبة التخلف ومن ثم فإن هناك ثلاثة معايير يمكن النظر اليها على انها تفرقة بين الدول المتخلفة والدول المتقدمة وذلك في المفهوم الاسلامي :
1ـ وجود الموارد الطبيعية الملائمة .
2ـ وجود الجهد البشري الفعال الذي يتعامل مع تلك الموارد او يحيلها الى منتجات نافعة .
3ـ وجود القيم الذي تضمن بصورة مستمرة تفاعل الجهد البشري مع الموارد ومن ثم دوام عملية الاشباع المتزايد للحاجات .
اذا تواجدت تلك العناصر مجتمعة يعتبر المجتمع مجتمعاً متقدماً او بالتعبير القرآني مجتمعاً يحيا حياة طيبة تجمع بين رغد العيش واطمئنان النفس يقول تعالى (من عمل صالحاً من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (النحل97) .
وتعد عمارة الارض من اهم الأعمال الصالحة .
واذا تخلف فيه عنصر من العناصر السابقة فقد المجتمع طيب الحياة فاذا خلا من الموارد الطبيعية المناسبة فعليه أن يبذل قصارى جهده في تعويضها والا كان فقيراً وليس متخلفاً ما دامت بقية العناصر قائمة .
واذا فقد الجهد البشري في عمليات الانتاج مع توافرالموارد فإنه في تلك الحالة يعتبر متخلفاً ففي امكانه التقدم ولم يفعله واذا فقد مجموعة القيم الصالحة التي تضمن دوام التلاحم ونمو الانتاج وعدالة توزيعه فإن ضخامة انتاجه الاقتصادي لن تستمر طويلاً واذا كان متقدماً فهو تقدم وقتي سرعان ما يزول يقول تعالى (ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع و الخوف بما كانوا يصنعون) (النحل -112) .
ومما سبق نخلص الى ان الاسلام ربط مشكلة الانسان وبما هو عليه من قيم اي ربط المشكلة بجذورها الثقافية والاجتماعية العميقة مع عدم تجاهل عنصر المال ولا عنصر النشاط الاقتصادي للإنسان اي العنصر المادي في التقدم .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|