أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-10-2020
1904
التاريخ: 2023-02-15
899
التاريخ: 9-1-2020
5706
التاريخ: 11-7-2019
4622
|
الفصل السابع
الفقر والتخلف الاقتصادي
ان غالبية الباحثين لا يفرق بين الفقر والتخلف رغم وجود فوارق جوهرية بينهما ، اذ ان هناك بعض الدول المتقدمة يوجد بها فقراء وهو ما يعتبر دليلاً هاماً على سوء توزيع الدخل القومي ، ورغم هذا لا توصف بأنها دولة فقيرة او دولة متخلفة وبالمثل هناك دول الجنوب يوجد بها أغنياء كثيرون غير انه لا ينفي حقيقة كونها دولاً فقيرة ، ايضاً وجود فقر في دولة غنية لا تعتبر هذه الدولة متخلفة ، والعكس صحيح .
دراسة الفرق بين الفقر والتخلف مع التركيز على مقاييس التخلف مع عدم تجاهل مقاييس الفقر في الفكرالاقتصادي التقليدي ، يتم ذلك من خلال تعريف الفرق بين الفقر والتخلف في المنظور اللغوي ، ثم لمعرفة الفروق الجوهرية بين الفقر والتخلف ومقاييس التخلف في الاقتصاد التقليدي .
اولاً : الفرق بين الفقر والتخلف من المنظور اللغوي
يعرف ابن منظور في كتابه لسان العرب الفقر( وهو الحاجة وفعله هو الافتقار والفقير هو الذي نُزعت فقرة من ظهره فانقطع صلبه من شدة فقره أو الفقير المكسور الفقار يضرب مثلاً لكل ضعيف .
أما التخلف فيقول ابن منظور :
خلف الليث : الخلف ضد قدام وجلست خلف فلان اي بعده والتخلف التأخر وفي حديث سعد : فخلفنا فكنا آخر الأربع أي أخرنا ولم يقدمنا .
ثانياً : الفرق بين الفقر والتخلف وكيفية حساب التخلف في الاقتصاد التقليدي
ـ التخلف الاقتصادي ـ مفهومه ـ
في البداية يجب ان نشير الى ان التخلف الاقتصادي ظاهرة مركبة متعددة الابعاد ومعنى ذلك انها ظاهرة تتفاعل في ايجادها جميع جوانب المجتمع بدرجة او بأخرى حيث ان التخلف الاقتصادي لا يوجد في مجتمع ما بمفرده متعايشاً مع تقدم سياسي واجتماعي وانما يوجد وسط تخلف سياسي واجتماعي وثقافي ومن ثم فإن توفير نظام سياسي واجتماعي وثقافي رشيد يمكن ان يحقق مستوى اقتصادياً متقدماً .
والتنمية الاقتصادية وهي مطلب غالب الدول النامية لا تتم في صورة احادية حيث انها عملية انسانية شاملة تتطلب متغيرات اقتصادية وكذلك عوامل نفسية واجتماعية .
وبالتالي فإن الانصراف نحو التركيز على المتغيرات الاقتصادية وحدها دون الوضع في الاعتبار الأهمية النسبية لبافي المتغيرات الاخرى الثقافية والاجتماعية والسياسية هو تشويه لحقيقة ومعنى التخلف الاقتصادي .
مفهوم التخلف الاقتصادي
لفظ العالم الثالث يطلق على الدول المتخلفة والتي تتمثل في الدول التي يقل متوسط الاستهلاك والرفاهية المادية لسكانها عن البلاد المتقدمة وذلك على الرغم من إمكان تحسين الأوضاع الاقتصادية فيه بوسائل معروفة وواضحة .
ومن خلال هذا التعريف فإن مفهوم التخلف الاقتصادي يفترض وجود موارد كافية يمكن استغلالها والاستفادة منها ولكن لا يتم استغلالها وبالتالي هذا التعريف يميز بين الدول الفقيرة التي تقل فيها الموارد والثروات ، وقد تكون هذه الدول الفقيرة راغبة في التقدم ولكن لفقر امكانياتها المادية تقعدها عن النمو ، اما الدول المتخلفة فسبب تخلفها لا يرجع الى محدودية الموارد الانتاجية كما في الدول الفقيرة بقدر ما يرجع الى الاستخدام الرديء للموارد الاقتصادية ، وهذا الاستخدام الرديء قد يأتي في صورة اهمال الموارد تماماً أو الاستخدام الجزئي لها أو سوء استخدامها كأن تستخدم في نشاط صحيح بنسبة خاطئة أو تستخدم في نشاط خاطئ من الأصل ، هذا الى جانب أسباب اخرى قد تأتي من خارج العملية الانتاجية كالبيئة المحيطة بالعملية الانتاجية وآثار خصائصها السلبية عليها وكذلك الآثار السلبية للعلاقات الاقتصادية الدولية كالاستثمارات الأجنبية وطبيعة المنتجات المتبادلة .
والتخلف الاقتصادي ينشأ في بيئة مختلة اجتماعياً وحضارياً حيث ان الدول المتخلفة اقتصادياً متخلفة حضارياً ايضاً .
ومما سبق نخلص الى ان التخلف الاقتصادي ليس مرادفاً للفقر وانما هو خلل اقتصادي وحضاري واجتماعي ساعدت على نشوءه عوامل عديدة وتميزت الدول المتخلفة بوجود موارد ضخمة مع توافر امكانيات بشرية ومادية لازمة للارتفاع بمستوى المعيشة ومع وجود تخلف في طرائق الانتاج والتنظيم الاجتماعي والتطبيقات الاقتصادية لاستغلال هذه الموارد ومن ثم النهوض بالدولة المتخلفة والوصول بها الى درجات عالية من النمو الاقتصادي .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|