أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-12-2019
![]()
التاريخ: 16-12-2019
![]()
التاريخ: 2024-05-24
![]()
التاريخ: 9-4-2021
![]() |
ازدهر إنتاج الحرير الطبيعي في مصر منذ قرن تقريبا لفترة قصيرة ثم سرعان ما تدهور حتى كاد يتلاشى. وقد أدرك الكثيرون ما لهذا النوع من الإنتاج من الأهمية الاقتصادية ولا سيما والبلاد تستورد كل عام من خامات الحرير منسوجاته ما تزيد قيمته عن مليون من الجنيهات في الإمكان توفيرها عند زيادة الإنتاج. كذلك يمكن تطوير هذا الفرع من الإنتاج تطويرا يسمح بتصدير الفائض منه إلى البلاد الأجنبية ولكي نتوصل إلى تطوير الإنتاج تطويرا مرضا يجب أن نستعرض الأسباب التي أدت في الماضي إلى تدهور الإنتاج وقامت عقبة في سبيل النهوض به وهذه الأسباب يمكن ايجازها فيما يلي:
1- قطع أشجار التوت المزروعة على حواف الترع وجوانب الطرق منذ مدة طويلة لبيع أخشابها، وقد ساعد على ذلك ارتفاع أسعار الخشب ارتفاعا كبيرا خصوصا خلال فترة الحرب العالمية الثانية. لعدم ورود الأخشاب من الخارج، كذلك أغرى المكسب الضخم الذي يجنيه منتجو الفحم النباتي الكثير من الزراع على استئصال أشجار التوت وبيعها لهم بأسعار فاحشة وقد أدى هذا إلى حرمان ديدان القز من غذاءها الرئيسي وبالتالي إحجام المربين عن التربية.
وقد تنبه المسئولون حديثا إلى هذه الظاهرة الخطيرة. فقامت وزارة الزراعة بإنشاء مشتل ضخم لأشجار التوت في القناطر الخيرية. وتتولى توزيع نحو 18 ألف شتلة من أشجار التوت سنويا على الزراع. ومع هذا لم تحل هذه المشكلة للآن وذلك لعدم اقتناع الزراع بزراعة أشجار التوت في أرض مخصصة لذلك بل يقومون بزراعتها على حواف الترع وجوانب الطرق فتتعرض للموت والجفاف أو تقطع عند رصف الطرق الزراعية. وزيادة على ذلك زادت إصابة أوراق التوت في السنوات الأخيرة بالآفات مثل البق الدقيق وغيره. وزاد الطين بلة لجوء الفلاحين إلى معاملة أشجار التوت بالمبيدات الكيماوية أثناء مقاومتهم لدودة ورق القطن حتى لا تتربى الدودة عليها وتنتقل منها لزراعة القطن - والمعاملة بالمبيدات تجعل أوراق التوت غير صالحة بالمرة لتربية ديدان القز عليها.
2- بذور ديدان الحرير وتبذيرها : كانت بذور ديدان الحرير تستورد في الماضي من المنتجين في الخارج بواسطة كبار منتجي الحرير في مصر مباشرة - والآن يقوم قسم إنتاج الحرير بوزارة الزراعة وحده بعملية الاستيراد وتوزيع البذور على المزارعين كذلك يقوم هذا القسم الآن بإنتاج قدرا كبيرة من البذور محليا ويعبأها في علب زنة 25 جراما أو 12٫5 جراما وبيعها للمزارعين ومع هذا فقد يتأخر توزيع هذه العلب لسبب أو لآخر مما يفوت الفرصة على بعض المزارعين خصوصا في الأماكن البعيدة عن العاصمة والصعبة المواصلات وبعد استلام المربي لحصته من البذور تبرز أمامه مشكلة تحضين هذه البذور فالكثيرين منهم لا يملكون حضانات التبذير مما يؤدي إلى عدم انتظام الفقس وبالتالي اضطراب التربية.
3- صعوبة تسويق الشرانق: وتنشأ هذه الصعوبة من عدم تركيز التربية في مناطق خاصة مما يجعل المربى فريسة لتجار الشرانق الذين يشترون منه إنتاجه بثمن بخس - ولو أنه في السنين الأخيرة قامت وزارة الزراعة بتخصيص مناطق خاصة في محافظة المنوفية لإنتاج الحرير وقد وجد الآن جيل من المربين في هذه المناطق عنده الوعي والخبرة اللازمة للتربية الصحيحة.
4- ارتفاع مستوى الأجور: بعد دخول البلاد في مضمار الإنتاج الصناعي تحول الكثير من العمال الزراعيين إلى عمال في المصانع والمعامل الجديدة، وهاجر من الريف أعداد ضخمة من الفلاحين متجهين حيث توجد المصانع. وقد تأثرت تربية ديدان الحرير ولا شك تأثرا كبيرا بهذه الظاهرة. وينتظر أن تتوالى الزيادة في مستوى أجر العامل الزراعي بازدياد المشاريع الصناعية خصوصا بعد استكمال المصانع التي تعتمد في تشغيلها على الطاقة الكهربائية الرخيصة المستمدة من السد العالي.
وسائل تطوير إنتاج الحرير الطبيعي
لتطوير هذا النوع من الإنتاج لابد من إيجاد حل لكل من المشكلات السابق ذكرها واستعمال الأساليب العلمية الحديثة في دفع عجلة الإنتاج ولذلك نقترح اتباع ما يلي:
1- الاهتمام بزراعة أشجار التوت وإجراء البحوث لإنتاج سلالات جديدة من الأشجار سريعة النمو غزيرة الإنتاج لها القدرة على تحمل ظروف الطقس والأمراض الحشرية والفطرية. كذلك يجب تشجيع الفلاحين على زراعة شتلات التوت بمنحهم مكافآت تشجيعية وسن قانون يحرم قطع أشجار التوت إلا عن طريق المهندس الزراعي المختص وبترخيص سابق من مديرية الزراعة في الإقليم - كذلك نقترح تخصص مساحات خاصة من الأراضي الزراعية في مناطق تربية الديدان لزراعتها بأشجار التوت وذلك لتوفير الأوراق اللازمة لتغذية الديدان.
2- إقامة مراكز تدريبا يدرب فيها المزارعين على وسائل التربية الحديثة وتنشر الوعي بين الفلاحين لتشجيعهم وإرشادهم إلى أحدث طرق التربية وحفظ الشرانق. ويلزم القيام بحملات إرشادية دورية بجميع وسائل الإعلام الريفي حتي يتزايد عدد المربين والمنتجين.
3- قيام الجمعيات التعاونية بالمساهمة في جمع الشرانق من المربين وتسويقها تسويقا تعاونيا حتى لا يترك المربي فريسة لجشع التجار واحتكاراتهم.
4- تشجيع مراكز البحوث للقيام بإجراء الأبحاث العلمية بغرض إيجاد سلالات ممتازة من ديدان الحرير وتوفير نفقات التربية وتحسين مستوى الإنتاج.
5- التأمين ضد الأمراض: نشأ في معظم الدول المهتمة بإنتاج الحرير الطبيعي نظام التأمين على ديدان الحرير من الأمراض - فيجب الاطلاع على هذه النظم لاختبار ما يصلح منها للتطبيق في بلادنا حتي يقبل المزارعون على تربية الديدان وزيادة الإنتاج.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
ضمن مؤتمر ذاكرة الألم في العراق باحث يتطرّق إلى استراتيجية كرسي اليونسكو في دراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي
|
|
|