المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05

وسائل التواصل الاجتماعي والوجه البشع
29-1-2023
لقاحات سبورية Spore Inocula
8-3-2020
البحث حول الأصول الرجاليّة / كتاب ابن الغضائريّ.
29-12-2022
التحول المتبادل لطاقتي الحركة والوضع
8-2-2016
الجغرافيا علم الاختلاف الإقليمي
30-10-2021
خطأ نحوي في القرآن
14-11-2016


الكذب عند الأطفال(1)  
  
3664   12:51 صباحاً   التاريخ: 13-12-2019
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص107ـ112
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

يندر من الأطفال من لا يكذب ظاهرة تنتشر واسعا بين الأطفال فهم ينكرون أعمالاً بالفعل ويختلقون أمورا ليس لها أساس من الواقع.

أما الآباء فينزعجون كثيرا من كذب أولادهم ويعتبرون ذلك بداية لعهد شرير ويرجعون هذه الظاهرة في أولادهم لأثر الوراثة او التربية السيئة من الطرف الآخر كأنه ليس لهم في هذا الأمر ولم يكونوا سببا فيه.

وقد يلجأ بعضهم للتعنيف أو الإذلال أو الضرب ظنا منهم أن هذا النوع من العلاج كفيل بالقضاء عليه، ولكنه في الواقع علاج ظاهري وطريقة سطحية لا تعالج أسبابه الدينية وعوامله الفعالة، وسرعان ما يعود الطفل للكذب من جديد لأن الدافع الأساسي للكذب لا يزال فعالاً في نفسه.

أما العيادات النفسية فلم يرد إليها حالة واحدة كانت الشكوى فيها من كذب الطفل وإنما يكون الكذب غالبا هو أحد العوامل الفعّالة في تلك الحالات.

والطفل ليس كاذباً بالفطرة وليس كما يزعم بعضهم من ان فلانا مفطور على الكذب ، لأن الكذب أسلوب خاص تتخذه الحياة ويكتسبه الطفل من البيئة المحيطة به ومن أساليب التربية التي يخضع لها في طفولته ولذا فهو محصلة لسبب معين أو مجموعة من الأسباب... والمهم أنه قبل معاقبة الطفل على كذبه يجب أن نبحث على الأسباب والدوافع النفسية التي حملته على الكذب... لأن القضاء على الجرثوم خير من معالجة أعراض المرض الظاهرية.

وليس للكذب سبب واحد ينتج دائما عنه ولكن له أسباب كثيرة نذكر منها:

1ـ القسوة والكبت(2):

وذلك إذا كانت تربية الطفل تقوم على أسلوب القسوة وكبت نزعاته وتحطيم شخصيته وعدم إتاحة الفرصة للتعبير عن هذه الشخصية وهنا يكبت الطفل كثيراً من رغباته ونزعاته ويعيش في قلق نفسي وضيق داخلي مما يجعله يلجأ للكذب كوسيلة يحظى عن طريقها بمنزلة مرموقة عند ابويه ينزع بها إعجابهم معبرا بذلك عما يشعر به من كبت نفسي وضغط اجتماعي ، كأن تدعي فتاة كثرة تحرش الشباب بها في الشارع نتيجة لما تشعر به من ضغط خارجي ممثل في الأبوين وكبت لنزعتها وميولها الجنسية.

وقد يكذب الطفل خوفا مما يقع عليه من عقوبة لأنه تعود أسلوب القسوة والعنف من أبويه ، وقد يكذب الولد لمجرد السرور الناشئ من تحدي السلطة القاسية خاصة حين تنطلي أكاذيبه على أبويه وينجح في صياغتها.

2ـ عدم إشباع حب التملك

فالطفل الذي لا يملك أشياء خاصة به ولا يحظى في حياته بالضروريات ويشعر إن البيئة  المحيطة به لا تشبع في نفسه الميل لحب التملك في الوقت الذي يرى فيه زملائه يمتلكون لعبا وأدوات كثيرة وهو محروم منها... هنا يلجأ للكذب.

فيصور للآخرين عن لعبه وأدواته وممتلكاته وليس عنده منها شيء في الواقع.

ومثل هذه الأكاذيب تجعل الطفل في جو فكري أُشبع فيه حب التملك وهو يجتر(3) من هذه المعنوية لذة عظيمة... إنها تحقق للطفل في الفكر ما حُرم منه في عالم الواقع.

3ـ حب الظهور:

يشعر بعض الأطفال بالنقص في بعض الأحيان سواء كان هذا النقص جسديا كعاهة من العاهات ، أو عقلياً كتفوق زملائه عليه أو اجتماعيا كفقرة وانخفاض مستوى أسرته الاقتصادي. ويزداد الشعور بالنقص عند الأطفال خاصة عندما تستغله البيئة كوسيلة للمزاح أو التشهير أو السخرية... وهنا قد يلجأ للكذب نتيجة للشعور بالنقص ورغبة في تعظيم الذات وحبا للظهور وفي هذا النوع من الأكاذيب يتحدث الطفل عن إعمال جبارة قام بها او مراكز اجتماعية وصل إليها إن وصلت إليها عائلته ، وفي كل الأساليب تشعر النفس بأنها تكمل نقصها وتعظم ذاتها.

4ـ الغيرة

فالطفل البكر الذي كان قد حظي بمنزلة خاصة من أبويه وبعطفهما ورعايتهما يثأر من أخيه الصغير الذي جاء لينافسه هذه المكانة وذلك الحب ، وهنا يلجأ الطفل للكذب مدفوعاً بالغيرة من أخيه الصغير المنافس فيدّعي المرض مثلاً ليجلب العطف والاهتمام اللذين فقدهما بمجيء أخيه الصغير ، ولدى فحصه عند الطبيب يتبين انه سليم الجسم ولس به أي مرض ، وانما يعتبر تمارضه دليلا على ما يعتلج في صدره من غيرة.

5ـ حب الانتقام(4) :

كأن يتضايق طفل من طفل آخر اكثر منه تفوقاً أو لحقه آذى منه أو أن ذلك الطفل قد سبب له إزعاجا في ناحية ما ، وهنا يلجأ الطفل الى الكذب... فيدعي أن ذلك الطفل قد قام بأعمال سيئة أو منافية للآداب أو شاذة بالنسبة للمعايير الاجتماعية وذلك ليوقع به الأبوان أو المعلمون العقاب مما يريح نفسه ويشفي غيظه. هذا وقد يقوم بعض الأطفال بمثل هذه الأكاذيب ويلفقون الحوادث على غيرهم وليس هناك من مبرر حقيقي معقول... وكل ما في الأمر أنهم يحملون استعدادا للانتقام أو رغبة في السيطرة على الآخرين أو حبا في التسلط.... الخ.

6ـ الكذب التخيلي:

وهناك نوع من الكذب مبعثه أن الأولاد في طفولتهم بين الخيال والواقع وهو الكذب التخيلي ، ويذكر الدكتور (أندره ارثوس) إن بعض الأكاذيب انعكاس لحياة تخيلية تظهر فيها الشخصية الحقيقية بصورة شخصية ثانية تختفي فيها الأولى أحيانا تمام الاختفاء. والحكايات التي يقصّها الراشدون تساهم في إيجاد هذه الشخصية الثانية عند الطفل. وهذا النوع التخيلي من الكذب لا خطر منه ، بل هو مفيد في حالات كثيرة خاصة وأنه عند أصحاب الخيال القوي والتصور العميق... ويمكن أن يوجه صاحب هذا الكذب نحو قراءة القصص الخيالية ومن ثم الكتابة فيفيد منه الناشئ اكبر فائدة.

أيها الآباء والمربون(5):

يجب أن تتبينوا إذا ما كذب الطفل أن كذبه نادرا أم متكرراً ، وإن كان متكررا فما الدافع إليه؟ وأن تمتنعوا عن علاج الكذب بالضرب أو التأنيب أو السخرية أو غير ذلك وإنما تعالجون الدوافع الأساسية التي دفعت إليه ويغلب أن يكون العامل المهم في تكوينها هو بيئة الطفل كالأبوين أو المعلمين.

ويجب ألا يعطى الطفل الكاذب فرصة الإفلات بكذبه دون أن نكشفه لأن النجاح في التخلص من الكذب له لذة خاصة تشجع على تثبيته واقترافه مرة أخرى. وإن أردت ألا يفلت الكاذب بكذبة فسلّح نفسك أولاً بالأدلة القاطعة ولا تلصق به التهمة وأنت في شك لمجرد انه تعثر في حديثه مثلاً.

كما يجب ألا توقع العقوبة بطفل كاذب بعد اعترافه بذنبه فللاعتراف قدسيته وحرمته والطفل الذي يعترف بذنبه يمكن إصلاحه (حيث إن الاعتراف بالخطأ فضيلة).

ويرى الدكتور عبد العزيز القوصي أنه لضمان الصدق والاعتراف يجب أن يحل التفاهم والأخذ والعطاء مقام القانون والعطف والمحبة محل السلطة والشدة. إن الطفل إذا نشأ في بيئة تحترم الصدق ووفي أفرادها دائما بوعودهم ، وإذا كان الأبوان والمعلمون لا يتجنبون بعض المواقف بأعذار واهية كإدعاء المرض والتغيب وبعبارة أخرى إذا نشأ الطفل في بيئة شعارها الصدق قولا وعملا فطبيعي جداً أن ينشأ أمينا في كل أقوله وأفعاله ، وهذا إذا توفرت له أيضاً عوامل تحقيق حاجاته النفسية الطبيعية من اطمئنان وحرية وتقدير وعطف وشعور بالنجاح واسترشاد بتوجيه معتدل ، إذا توفر هذا كله فإن الطفل لا يلجأ إلى التعويض عن نقص أو التغليف ضد قسوة أو الانتقام من ظلم أو غير ذلك من الاتجاهات التي تجد في أنواع الكذب صورا للتعبير عن نفسها.

وقد جاء في الحديث الشريف:

(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان)

ومن هذا نعلم أن الكذب هو أول علامات النفاق وهو أساس المساوئ ومفتاح كل رذيلة.

تحليل نفسي جيد وقد يدخل في صور الطب النفسي عندما تنشأ حالة من حالات إرضاء (الأنا) الداخلي لدى الطفل حيث إن عقله الظاهر غير راضٍ عن وضعيته وليس له لسان الاحتجاج في البيت أو المدرسة وليس هناك من يصغي لوضعه وحاجاته مما يجعله ينحرف نحو الكذب وبكل الأشكال والأساليب التي طرحها الأستاذ زريق وهذه حالة طبيعية ولكننا دائما نظن أن الطفل في مستوانا العقلي والفكري ونحاسبه على هذا الأساس.

_______________

(1) كيف نربي أبنائنا ونعالج مشاكلهم ـ معروف زريق ـ مدرس التربية وعلم النفس في دار المعلمين بدمشق ـ دار الفكر بدمشق ط1 1963 89. 

(2) نفس المصدر السابق 90.

(3) نفس المصدر السابق.

(4) نفس المصدر السابق.

(5) نفس المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.