أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-03-2015
3923
التاريخ: 24-03-2015
3518
التاريخ: 24-03-2015
2478
التاريخ: 24-03-2015
2320
|
ليس عند العرب معرفة بشيء من هذه الحروف إلا بالروي وقد ذكره النابغة فقال:
بِحَسْبِكَ أنْ تُهَاضَ بِمُحْكَمَاتٍ ... يَمُرَّ بِهَا الرَّوِيُّ عَلَى لِسَانِي
وهو آخر أحرف الشعر المقيد، وما قبل الوصل في الشعر المطلق. فالروي في المقيد كالراء في قوله.
فَلاَ وَأَبِيْكِ ابنةَ العَامرِيِّ ... لا يَدَّعِي القَوْمَ أَنَّى أَفِرّْ
وفي المطلق كالميم في قوله:
وَلَنْ يَلْبَثَ المَصْرَانِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ... إذَا طَلَبَا أَنْ يُدْرِكا تَيَمَّمَا
وقيل إن الروي مأخوذ من الرواء الذي هو الجبل ومن روى الرجل على القوم بالرواء. قال الراجز:
إنِّي على ما كان من تَخَدُّدِي ... وَدِقَّةٍ في عَظْمِ سَاقِي وَيَدِي
أروِّي عَلَى ذِي العُكَنِ الضَّفْندَدِ
ويجوز أن يكون مأخوذاً من رويت الشعر إذا حفظته من أصحابه. فيكون فعيلاً بمعنى مفعول. ومن هذا قول الشاعر:
رَوَى فِيَّ عَمْروٌ مَا رواهُ بِجَهْلِهِ ... سَأتْرُكُ عَمْرَاً لا يَقُولُ ولا يَرْوى
وفي الروي من التمكن ما ليس في غيره من الحروف اللازمة لأننا قد نجد تارة شعراً خالياً من التأسيس، وتارة شعراً خالياً من الردف. ويوجد ما هو خال من لصلة والخروج. ولا يوجد شعر يخلو من الروي.
فلهذا المعنى -والله أعلم -خص بالإسم المشتق من الرواية، ووقع به التمييز، فقيل لامية امرئ القيس ودالية النابغة وميمية زهير.
فصل: وقد تكون حروف المعجم روياً إلا حروفاً ضعفت، منها ألف التثنية في الماضي والمستقبل نحو: قاما، ولم يقوما، وكذلك فتحة ألف الواحد إذا أشبعت للترنم، وتاء التأنيث في طلحة وشجرة، والتنوين جار هذا المجرى، وكذلك الألف التي تصير في الوصل نوناً نحو لنسفاً بالناصية والتنوين الذي يصير في الوقف ألفاً، وهو هذا المقدم ذكره، وقولك: رأيت زيداً، وكذلك الياء في قولك للمرأة: اضربي وكلي، والألف التي تبين بها الحركة نحو: أنا، وفي معنى الهاء التي يوقف عليها لتبيين الحركة نحو قولك: هد غلاميه. ومن ذلك الهاء في قولك: يا أبه، وينشد لبعض جواري العرب تسأل سخاناً أو ما أشبهه:
يَا بُنَى ويا أبَه ... حسنْتُ إلا الرَّقَيَه
فَزَيَّنتها يا أَبَه ... كَيْمَا يَجِئَ الخَطَبَه
بِإِبِلٍ مُقَرَّبَه ... لِلْفَحْلِ فِيهَا قَبْقَبَه
فلم تجعل الهاء رويا، ولزمت الباء.
فأما هاء المذكر المضمر فلها حالان: إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركاً. وإن كان ما قبلها ساكناً فهو روي كقوله:
أَيُّها القُلْبُ لا تَدَعْ ذِكْرَكَ المَ ... وْتَ وَأيْقِنْ بِمَا يَنُوبُكَ مِنْه
إنَّ في المَوْتِ عِبْرَةً واتِّعَاظاً ... فازجُرِ القَلْبَ عن هَواكَ وَدَعْهُ
فجعل الهاء رويا لا وصلا، وأتى قبلها تارة بنون وتارة بعين.
وإن كان ما قبلها متحركاً فهي صلة، كقول بعض النساء وهي تطوف:
اليومَ يَبْدُو بَعْضُهَ أَو كُلُّهُ ... وَمَا مِنْهُ فَلاَ أَحِلُّهُ
وكقول طرفة:
أشَجَاكَ الرَّبْعُ أَمْ قِدَمُه ... أَمْ رَمَادٌ دَارِسٌ حُمَمَهُ
وإنما تكون هذه الهاء -إذا سكن ما قبلها -روياً، لأن الساكن لا وصل له لوقوع السكت عليه.
وإنما يكون تولد الوصل من حركة الروي، وكذلك هاء ضمير المؤنث تعتبر بما قبلها، فتكون وصلاً في قوله:
مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... لِلمَوْتِ كَاسٌ وَالمَرْءُ ذَايِقُهَا
وكذلك تكون وصلاً في قوله:
وَهْيَ على البُعْدِ تُلِّوي خَدَّهَا ... تُرِيغ شَدِّي وَأُرِيغُ شَدَّهَا
وَكُلَّمَا جَدَّت تَرَانى عِنْدَهَا ... كَيْفَ تَرَى عَدْوَ غُلاَمٍ رَدَّهَا
قيل: سبب هذا الرجز، أن ظبية كانت ترتع في روضة فنظر إليها رجل، فقال له أعرابي: أتحب أن تكون هذه الظبية لك؟ قال: نعم قال: أفتعطيني أربعة دراهم إن جئتك بها؟ قال: نعم.
فشد عليها فلم يزل وراءها حتى لحقها وجاء بها يقودها بقرنها، وهو يرتجز هذه الأبيات.
وتكون هذه الهاء روياً إذا سكن ما قبلها في مثل قوله:
أَمْوَالُنَا لِذَوِي المِيرَاثِ نُجْمَعُها ... وَدُورُنا لِخَرَابِ الدَّهْرِ نَبْنِيها
وقد أجمع على أن الواو يجوز أن تعاقب الياء هاهنا، فلو كانت الياء رويا لما جاز تغييرها وقد ذهب إلى أنها الروي بعض أهل العلم. والأصح ما ذكرت لك.
فأما الألف التي في ضمير المؤنث نحو قولك: لها، وكلها، وعندها فلا تكون رويا. وقد رخص بعض أهل العلم في كونها رويا، وقد أورد أبو المنهال عيينة بن المنهال في كتاب الأمثال المنظومة أبياتاً رويها على هذه الألف منها:
وقَدْ يُعْجِبُ المَرْءَ طُولُ البَقَا ... وَلَمَّا يَزال يَخُوطُ الحَيَا
وَيَلْحَقُ أَبناؤُهُ كُلُّهم ... وَيُدْرِكُ حَاجَتَه كُلُّهَا
وسألت أبا العلاء -رحمه الله تعالى -على هذا الألف فقال: لا تكون رويا وذكر ما أورده أبو المنهال، فقال: إنه على سبيل الشذوذ.
فأما ألف ذا فإنها تكون رويا، لأنها منقلبة، ألا تراك تقول في التصغير ذيا.
فأما التاء التي لضمير المؤنث نحو: مرت وحجت المرأة، والكاف التي للخطاب في المذكر والمؤنث، فإنهما وإن كانا في الإضمار بمنزلة هاء أكرمه وشتمه فإنهما قويان، وتستعملان في الروي استعمال الميم والنون، ولا يلتفت إلى قصيدة كثير وما لزمه فيها من اللام قبل التاء، فإن ذلك غير لازم له. وإنما يستحسب للشاعر ليدل به على قوة منته.
ألا ترى إلى قول الشاعر:
وَلو شَهِدَت أُمُّ القُدَيْدِ طِعَانَنا ... بِمَرْعَشَ خَيْلَ الأرْمَنِّي أَرَنَّتِ
ثم قال فيها:
وَلاَحِقَةِ الأبطَالِ أَسْنَدْتُ صَفّهَا ... إلى صَفِّ أُخْرَى مِن عِدَيّ فاقشعرَّتِ
وقد فعل ذلك الشنفرى وغيره من الفصحاء. على أن كثيرا قد غير منهجه في اللام فقال:
أَصَابَ الرَّدَى مَن كَانَ يَهْوَى لَكِ الرَّدَى وَجُنَّ اللواتي قُلْنَ: عَزَّةُ جُنّتِ
وكذلك حكم تاء النفس تكون رويا نحو قولك: أكلت وشربت.
وقد زعم بعضهم أن كاف الخطاب في مثل قولك: حمدك وشكرك لا تكون رويا إلا أن تشاركها كاف أصلية، واحتج بأن هذا اللفظ لو رد إلى الغائب لتغيرت الكاف وصارت هاء، فالكاف في موضع ما لا تكون رويا.
وأما الواو التي تكون للجميع، مثل واو فعلوا فلا تكون رويا، وقد وردت أبيات شاذة رويها الواو مثل شقوا، وحيوا فأما إذا انفتح ما قبلها فهي روي، مثل عصوا، ورموا فإن سكن ما قبل الواو فهي روي لا غير، مثل واو دلو، وشأو، وشلو، وعضو. فأما الواو التي في الفعل، وهي من الأصل مثل واو يغزو، ويرجو فتكون رويا. وليست بأضعف من ألف يخشى.
وأما الياء فكل مكان تحركت فيه فهي روي، وكذلك إذا سكن ما قبلها تحركت هي أو سكنت وأنشد المبرد:
رَمَيْتِيه فَأَقْصَدْتِ ... فَمَا أَخْطَأْتِ الرَّمْيَه
بِسَهْمَيْنِ مَلِيحَيْنِ ... أَعَارَتْكِهُمَا الظَّبْيَة
فأما ياء يرمي ويقضي فالأحسن أن تكون وصلا. وكذلك ياء الإضافة، ومما استعملت فيه رويا قوله:
إنِّي امرؤٌ أَحْمِي ذِمَارَ إِخْوَتي ... إذا يَرونِي مُنْكِراً، يَرْمُونَ بي
وقال آخر:
إذا تُغَدَّيْتُ وطَابَتْ نَفْسِي ... فَلَيْسَ في الحَيِّ غُلاَمُ مِلْى
إلا غُلاَمٌ قَد تَغَدَّى قَبْلي
وأما الياء الأولى من ياء فعيل فيجوز أن يكون رويا، قال الراجز:
أَلَمْ تَكُنْ أَقْسَمْتَ بِاللهِ العَلِيَّ ... أنَّ مَطَاياكَ لِمَن خَيْرِ المَطِيِّ
وقال رؤبة:
إنَّ سُليمانَ استَلانَا ابنَ عَلِي ... بِسُنَّةِ اللهِ وَمَسْعَاهِ الغَّبِي
استلانا: دعانا وكذلك الياء المخففة في النسب كقول المرجز:
إن تُنْكِرُونِي فَأنَا ابنُ اليَثْرِبيِّ ... فَتَلْتُ عَلْيَاءَ وَهِنْدَ الجَمَلِي
وَإبناً لِصَوْحَانَ عَلَى دِينِ عَلِي
والأحسن في كل ما وقع فيه اختلاف أن يجعل وصلا.
فصل: والهمزة تكون رويا. وهي في ذلك بمنزلة الباء، والدال، وتعرب بوجوه الإعراب، وقد تكون رويا في الشعر المقيد. ورأى الخليل أن تجعل ما قبلها على وجه واحد من الإعراب مثل قول ابن هرمة:
إنَّ سُلَيْمَى واللهُ يَكْلَؤُهَا ... ضَنَّتْ بِشَئٍ مَا كانَ يَرْزَؤُهَا
فجل ما قبل الهمزة فتحة وألزم نفسه ذلك. والغرض فيه أن الهمزة يجتزأ عليها بالتخفيف. ويرى ذلك قوم: وربما خففت باختلاف الحركات التي قبلها فتصير دفعة واواً، ودفعة ياء، ودفعة ألفاً.
وإذا لزم الشاعر حركة واحدة، لم يدخل هذا الاختلاف. ألا تراه لو خففت همزة يكلؤها لقال يكلاها وكذلك يرزاها فعادت الهمزة في الموضعين ألفاً بالإعلال.
ولو أن مع هذه القوافي، صئصئها لجاز إلا أنه لو خفف لقال صيصيها بالياء، وكذلك لو أن معها جؤجؤها جاز إلا أنه لو خفف قال جوجوها بالواو، واعتباراً بالحركة التي قبل الهمزة.
قال سعيد بن مسعدة: قد ناقض الخليل بهذا القول نفسه، لأنه أجاز رأس مع ملس، ولو خففت هذه الهمزة لصارت هذه الهمزة ألفا تصلح للردف. ومن مذهب الخليل أنه لا يجيز يجئ مع يسوء لئلا يخفف فيختلف فأما القصائد التي تسميها العامة معدودة، فهي مهموزة مردفة، مثل قوله:
آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أَسْماءُ
وقد يجوز للشاعر أن يجئ تارة بالروي مخففا وتارة مشدداً، مثل عني وابني.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|