أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2019
2997
التاريخ: 20-6-2019
1942
التاريخ: 2023-05-25
927
التاريخ: 2023-05-23
1175
|
المقارنة بين الفكر المركنتالي والفكر الفيزيوقراطي
المذهب الفيزيوقراطي (الطبيعي) يستند الى قاعدة فلسفية (فلسفة النظام الطبيعي) ولعل السبب في ذلك يعود الى طبيعة الفكر المركنتالي في فرنسا والذي لم يعطي للزراعة اهمية تذكر ووجه كل الامكانيات للصناعة في فرنسا فكان ظهور الطبيعين ردود فعل ، اما المذهب المركنتالي فهو اقتراحات عملية لسياسة التنمية الاقتصادية وسياسة بناء الدولة .
ان المحتوى الاقتصادي ــ الاجتماعي لفكرة النظام الطبيعي هو ان المجتمع الاقتصادي تسوده قوانين ذاتية مطلقة ولها صفة العمومية ومحاولة الحد من عمل هذه القوانين ستكون بالضرورة على حساب الرفاه الاقتصادي للمجتمع ، لذا فان تدخل الدولة في شؤون الافراد الاقتصادية يجب ان يكون في ادنى مستوى ممكن .
اما الفكر المركنتالي فقد تدخل في جميع شؤون الحياة لغرض كسب المعدن النفيس ولم يترك الحرية للشخص في اقامة اي شيء حيث كل الامور بيد الدولة وخاصة ضمن سياسة كولبيرت الصناعية في فرنسا .
الافكار الطبيعية تنص على ان كل فرد من خلال تحقيق مصلحته الذاتية سيحقق المصلحة العامة اذ ان المصلحة العامة هي مجموع المصالح الفردية وهو بعملهم هذا يستندون الى الانسجام والتوافق الطبيعي ويتحقق ذلك من خلال تحقيق الحرية الاقتصادية وبذلك سيسير العالم بصورة عفوية .
اما الافكار المركنتتالية فان هدفهم الاستحواذ على اكبر كمية من الذهب والفضة من خلال تشغيل العمال بسعر زهيد او على حساب رفاهية المجتمع ، ويهدفون الى انانية الدولة بالاستيلاء على المعدن النفيس .
فلسفة الطبيعيين تنص على انسجام المصالح وتوافقها على المستوى الداخلي والخارجي فمصلحة بلد معين لا تعني بالضرورة ضرراً لمصلحة بلد آخر كما هو الحال في المنهج المركنتالي ، حيث ان تحقيق النظام الطبيعي يحقق الرفاه للجميع ، وهذا الرأي عكس رأي المركنتاليين الذين يضعون العراقيل بوجه التجارة وحددوا الطرق التي تسير فيها السفن الانكليزية فقط وضمن سياسة انكلترا التجارية ومن اجل احتكار التجارة لهم ، ونفس السياسة اتبعها كولبيرت في فرنسا .
المذهب الفيزيوقراطي جاء رد فعل على المذهب المركنتالي في فرنسا (سياسة كولبيرت) حيث ظهر نتيجة لاتخاذ اجراءات كثيرة ضد الفلاحين ونبذه للزراعة ولم يولي للطبيعة اي اهمية تذكر .
اما المذهب المركنتالي فقد جاء مساند لرجال الدولة لغرض بناء دولة قوية ، وقد جاء رد فعل لافكار الاقطاع ورجال الكنيسة في استغلال المزارعين والفلاحين في مجال الزراعة واصدار تعليمات تمثل قرارات الدولة دون اعطاء حرية تذكر لعامة الناس .
الفكر الطبيعي اولى كل الاهتمام للطبيعة وقسم المجتمع الى طبقة ملاك الاراضي وهو تقسيم منطقي وطبقة المنتجين اي عمال الارض ، ولكنه أخطأ في جعل طبقة التجار والصناعيين طبقة عقيمة .
اما الفكر المركنتالي فقد استخدم اللاعدالة في توزيع الدخل القومي على طبقات المجتمع المختلفة وتقسيم المجتمع الى طبقات دنيا محرومة وطبقة عليا متنعمة ، وان الفقر والحرمان في زمن كولبيرت كان سبب في ظهور المذهب الفيزيوقراطي ، حيث بدأ يعمق العداء السياسي والفكري لسياسة كولبيرت في فرنسا ، وكذلك عدم إعطاء الحرية الفردية للتجارة في التصنيع في انكلترا جعل الفكر المركنتالي غير مرغوب به .
واهم الافكار الاقتصادية السياسية التي جاء بها الطبيعيين نختصرها بالتالي :
• الفائض السلعي يعد باعتقاد الطبيعيين المنتج الصافي لان الفيزيوقراط لم يفرقوا بين الفائض السلعي وفائض القيمة(1) .
• الاعتقاد بوجود نظام طبيعي ترعاه العاية الالهية ولا دخل للانسان فيه ويعمل بشكل تلقائي .
• العمل التجاري قليل الجدوى اذا لم تدخل فيه تجارة المحاصيل الزراعية اي الأولوية في التجارة للقطاع الزراعي .
• دور الدولة الحامية والرعاية والقيام بالاعمال الخدمية التي لا تضفي ربح .
• مبدأ الضربية الواحدة والذي تجنى من القطاع الزراعي على اعتبار انه القطاع المنتج الوحيد .
• يتولد الناتج الصافي من القطاع الزراعي والصناعات الاستخراجية كالمعادن والحجر .
• توجد ثلاث طبقات في المجتمع ودوران الانتاج يتم بين هذه الطبقات الثلاث .
ومما تقدم يتوضح إلينا بأن هناك نظرية اقتصادية وهناك مؤيدين لهذه النظرية في فرنسا واهم آرائهم وافكارهم وسوف نأتي اليها تباعاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عمرو هشام محمد ، مدخل في مدارس الفكر الاقتصادي ، دار طلاس دمشق ، سوريا ، ص75 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|