أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-7-2019
1919
التاريخ: 4-7-2019
4379
التاريخ: 2023-02-26
1399
التاريخ: 2023-02-20
1195
|
النقود في الفكر الاقتصادي في العـصور الـوسطى
ولبيان دور النقود في العصور الوسطى سيتم تناوله باتجاهين الاول في الفكر الاقتصادي الاوربي والثاني هو الفكر الاقتصادي الاسلامي الذي تزامن مع مرحلى العصور الوسطى ولكنه جاء بأفكار نيرة من القرآن الكريم حيث ان الفكر الاقتصادي الاوربي في تلك المرحلة تجسد في سيادة النظام الاقطاعي في أوربا والذي كان قائماً على الزراعة والاعتماد على رقيق الارض اما النشاط الاقتصادي فكان يعتمد على الاكتفاء الذاتي لكل اقطاعية فالمبادلات كانت محدودة وضئيلة وكانت في الغالب مبادلات عينية كما اشرنا سابقاً تتم باستبدال سلعة بسلعة اخرى دون الحاجة الكبيرة الى النقود ، فالنقود تروج وتزداد حينما تكون التجارة لا غير ، وتزداد المبادلات وهو مالم يكن موجوداً في النظام الاقطاعي فالفلاح ينتج ليأكل وغالباً ما لا يوجد لديه فائض بعدما يأخذ الاقطاعي حصته من الانتاج ، وان وجد الفائض فهو قليل ويُستبدل به ما يحتاجه من سلع او محصلات اخرى .
توما الاكويني لم يستطع التمييز بين النقود لغرض الاستهلاك والنقود المعدة للاستثمار (رأس المال النقدي) مثلما فعل من قبله ارسطو (1) ، والواقع ان هذه الظاهرة لم تكن موجودة او متداولة في حينها ، لقد كان ارسطو مختلف مع الاكويني في هذا الشأن لأن أرسطو يعمل وفق آرائه التي تستقي من الواقع وتوما الاكويني يستقي معلومته بالمقارنة بين تعليمات السماء وما يتجاوب منها بالتعليمات الدنيوية ، ففي العصر الذي عاشه ارسطو كانت القروض غالباً ما تؤخذ لأغراض استهلاكية ويكون اعادة السداد صعب ، ولكن ادت حاجة المجتمع الكثيرة والمتكررة للقروض في نهاية الامر الى تجاهل تحريم اخذ الفائدة معتمدة على بعض التبريرات ، وبالمقابل ولأغراض المقارنة فقد ظهر في حينها فكر تزامنت مع هذه الافكار في الشرق الاسلامي وهو الفكر الاقتصادي الشرقي والذي نظر الى النقود بأنها أداة اعتمدها الاجماع الانساني للخروج من نظام المقايضة الذي كان يعرقل عمليات المبادلة بقيوده المعروفة ، فالنقود كما يراها المفكرون الشرقيون هي وسيلة للتداول فقط ولها وظائف محددة تؤديها وليس فيها قدرة خارقة وانما وظيفتها الاساسية قياس القيم وتيسير التبادل من خلال توسطها في عمليات المبادلة وهكذا فالنقود وسيلة للمبادلة ومقياس لموضوعاتها وهاتان هما الوظيفتان الرئيستان فضلاً عن كونها مخزن للقيمة * .
ان للنقود صفة التكيف بالشكل الذي يرغب من حازها وهذا هو السبب في تفضيل النقود على كل اشكال الاصول الحقيقية والمالية الاخرة ، اما الوظيفة الاخرى فهي تسديد الديون اي كونها وسيلة للدفع الآجل وقد شُخص المقريزي كأحد المفكريين الشرقيين العرب فقال ان للنقود علاقة في ارتفاع الاسعار في حالة زيادة كميتها في المجتمع ، وقد طالب المقريزي سك النقود من المعادن النفيسة لكي يتم تحديد كميتها وبهذا العمل وضع المقريزي لمساته لكل من قاعدة الذهب وقاعدة كريشام حيث فسر اختفاء النقود الجيدة (الذهب) من خلال إحلال وجود النقود الرديئة محلها (العملات الفضية والنحاسية) وقد اكد المقريزي على ان في استعمال النقود سبيل لتشجيع القيادات الحاكمة وعمالهم على زيادة كميتها والاكثار منها كلما رغبوا في ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ باسل البستاني ، الفكر الاقتصادي من التناقض الى النضوج ، مصدر سابق ، ص18 .
* تعليمات الاسلام المترجمة من القرآن الكريم .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|