المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06



مواعظ الامام الحسن (عليه السلام)  
  
3549   03:49 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص388-391.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

نقل الحافظ أبو نعيم في حليته أن أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) سأل ابنه الحسن (عليه السلام) عن أشياء من أمر المروة فقال: يا بني ما السداد فقال: يا أبتي السداد دفع المنكر بالمعروف .

قال: فما الشرف قال: اصطناع العشيرة و حمل الجريرة .

قال: فما المروة قال: العفاف و إصلاح المال قال: .

فما الرقة قال: النظر في اليسير و منع الحقير .

قال: فما اللؤم قال: إحراز المرء نفسه و بذله عرسه .

قال: فما السماح قال: البذل في العسر و اليسر .

قال: فما الشح قال: أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقته تلفا.

قال: فما الإخاء قال: المواساة في الشدة قال: فما الجبن .

قال: الجرأة على الصديق و النكول عن العدو .

قال: فما الغنيمة قال: الرغبة في التقوى و الزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة .

قال: فما الحلم قال: كظم الغيظ و ملك النفس .

قال: فما الغنى قال: رضا النفس بما قسم الله تعالى لها و إن قل و إنما الغنى غنى النفس .

قال: فما الفقر قال: شره النفس في كل شيء .

قال: فما المنعة قال: شدة البأس ومنازعة أعز الناس .

قال: فما الذل قال: الفزع عند المصدوفة.

قال: فما العي قال: العبث باللحية و كثرة النزق عند المخاطبة .

قال: فما الجرأة قال: مواقفة الأقران.

قال: فما الكلفة قال: كلامك .

فيما لا يعنيك قال: فما المجد قال: أن تعطي في الغرم و تعفو عن الجرم .

قال: فما العقل قال: حفظ القلب كلما استودعته .

قال: فما الخرق قال: معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك .

قال: فما السناء قال: إتيان الجميل و ترك القبيح .

قال: فما الحزم قال: طول الأناة والرفق بالولاة .

قال: فما السفه قال: اتباع الدناة و مصاحبة الغواة .

قال: فما الغفلة قال: تركك المسجد وطاعتك المفسد .

قال: فما الحرمان قال: تركك حظك وقد عرض عليك .

قال: فمن السيد قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه فيشتم فلا يجيب المتهم بأمر عشيرته هو السيد.

فهذه الأجوبة الصادرة عنه على البديهة من غير روية شاهدة له (عليه السلام) ببصيرة باصرة و بديهة حاضرة و مادة فضل وافرة و فكرة على استخراج الغوامض قادرة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.