أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20
130
التاريخ: 16-10-2014
1950
التاريخ: 16-10-2014
1650
التاريخ: 16-10-2014
1886
|
إن دور القرآن الكريم هو بناء الإنسان والإنسانية مفتحا مختلف الآفاق الحياتية في النشأتين، كما أن له الدور الكبير المعجز المتحدي ليدل على أنه من لدن حكيم خبير.
فمما تطرق إليه القرآن الكريم موضوعات في علم الكلام، في الإلهيات والنبوات وحقيقة الإيمان والسمعيات والكونيات، وفي إقامة الأدلة والبراهين، والردّ على الأديان الأخرى والمذاهب الوضعية والمنحرفة وغيرها ! ولكن وكما عهدنا ممن ادعوا لأنفسهم أنهم أهل السنة والجماعة، ونظرهم الضيق من خلال ما ادعوه أنه الحق وأنه ما عليه السلف الصالح، ومن كونه صحاحا، مما جعلهم يتعصبون لأوهامهم وظنونهم، وذلك بالحجر على الفكر الإسلامي وصبغه بلونهم الجامد!
فتراهم يشنون الحملات الشديدة على المعتزلة والإمامية بل وعلى بعضهم البعض أيضا، يغلون ويكابرون بالرغم من تذكيرهم أنها وردت في الكتاب العزيز والسنة، هذا فضلا عن الثقة الكبيرة بالإسلام المتحدي لكل التيارات والايديولوجيات قديما وحديثا.
وهذا مما انعكس على الواقع المعاصر، فمثلا تجدهم اليوم في مجابهة العلمانية لا يملكون إلا الخطابات النارية الشديدة، ويحشدون الآيات والأحاديث كما هي غير عرضها وبلورتها الشكل الحضاري، بحيث يجد العلمانيون أنفسهم وقد غلبوا بأفكارهم وطروحاتهم بل ودحضوا الحجج الإسلامية، كما حصل في قضية حامد نص أبو زيد وغيره، بحيث تبقى القضية غير مشبعة بالرد لحجة الإسلام العظيم.
بل بالعكس لم نسمع سوى التكفير والاتهامات و... الخ! وهذا الموقف هو نفسه السالف من طروحات الجبر والتفويض مثلا، وخلق القرآن، والمحكم والمتشابه، وآيات الصفات وغيرها. فما أن يظهر عجزهم نتيجة جمودهم وتعصبهم على مدعياتهم كالصحاح الطافحة بالموضوعات والإسرائيليات وغيرها- حتى يرموا الآخرين بالكفر والزندقة والباطنية ويقصدون بذلك الشيعة والمعتزلة والجهمية وغيرهم! فلقد هاجم ابن قتيبة المعتزلة وانتقدهم انتقادا شديدا ولاذعا في كتابه «تأويل مختلف الحديث» (1).
ومنهم إمامهم «أبو الحسن الأشعري» فيمن حكم على تفاسير المعتزلة بأنه ضلال وزيغ! فيقول : «أما بعد، فإن أهل الزيغ والتضليل- السباب دليل العجز- تأولوا القرآن على آرائهم وفسروه على أهوائهم تفسيرا لم ينزل اللّه به سلطانا، ولا أوضح به برهانا- نتيجة جموده على النص مما أوقعه كما علمت بالتجسيم والتشبيه والنظر فلم يرو عن رسول ربّ العالمين من أحاديثهم الموضوعة والإسرائيلية الغالبة بكثرتها على غيرها ولا عن أهل بيته الطيبين (2) ؟! ولا عن السلف المتقدمين من الصحابة والتابعين- والواقع أنها سلف وعاظ السلاطين ومرتزقتهم المتخاذلين افتراء على اللّه، قد ضلوا وما كانوا مهتدين. وإنما أخذوا تفسيرهم عن أبي الهذيل بياع العلف ومتبعيه، وعن إبراهيم نظام الخرز ومقلديه، وعن القوطي وناصريه ... ورأيت الجبائي ألف في تفسير القرآن كتابا ، أوّله على خلاف ما أنزل اللّه عزّ وجلّ .. وإنما اعتمد على ما وسوس به صدره وشيطانه ..» (3).
وكذلك شيخ السباب وتميمة والبدع ابن تيمية مقدمة تفسيره (4). وكان اقذع سبابا وشتما تلميذه ابن القيم عن تفسير المعتزلة بأنه : «زبالة الأذهان ، ونخالة الأفكار، وعفار الآراء ، ووساوس الصدور ...» (5).
بل ولم يوفر ابن تيمية شتائمه حتى على من حسبوهم على أهل السنة والجماعة، كالفخر الرازي، والغزالي، وابن سينا وغيرهم، فوصفهم بأنهم :
«أفراخ الفلاسفة، وأتباع الهند واليونان، ووروثة المجوس والمشركين، وضلّال اليهود والنصارى والصابئين» (6)؟! وقد سئل تقي الدين ابن الصلاح (ت 643 هـ) عن المنطق والفلسفة، فقال: الفلسفة أسّس السفه والانحلال، ومادة الحيرة والضلال، ومثار الزيغ والزندقة، فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شرّ هؤلاء المياشيم، ويعرض من ظهر منه اعتقاد عقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام (7)؟!!
____________________
(1) ابن قتيبة، تأويل مختلف الحديث ص 80، التفسير والمفسرون 1/ 376.
(2) وكأنها فلتة لسان ! فلو أخذ هو عن أهل بيت النبوة عليهم السّلام لما وقع في هذه الانحرافات والضلالات ، ولكنه خالفهم ورفضهم وسنتهم، ليدعي أنه ومن معه أهل السنة والجماعة ، ورمى أهلها بالرفض والزندقة .. الخ.
(3) ابن عساكر، تبيين كذب المفتري ص 139.
(4) ابن تيمية ، أصول التفسير ص 22.
(5) ابن القيم ، أعلام الموقعين 1/ 78.
(6) ابن تيمية ، المحمدية الكبرى- العقود الدرية : 75.
(7) فتاوى ابن الصلاح : ص 34. ط القاهرة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|