ثالثاً

صيغ التحالفات الاستراتيجية

Strategic Alliances Forms

لما كانت التحالفات الاستراتيجية هي علاقة تعاونية بين منظمتين او اكثر فان هذه العلاقة ستأخذ عدة صيغ نتيجة اختلاف القطاع الصناعي وكذلك درجة التزام كل طرف بالعلاقة وطبيعة المنافسة بينهما بالاضافة الى حجم و مقدرات المنظمات المتحالفة ناهيك عن درجة تفاعل (Interaction) المنظمات فيا بينهما ولهذا فان محصلة ذلك ستكون وجود اكثر من صيغة تحالف استراتيجية يمكن ان تنشأ بين المنظمات المتحالفة ، وانها ممكن ان تتباين من الاتفاقية البسيطة الى الاندماج الكلي و من الامتياز الى المشاركة بالملكية اما جهاتها فممكن ان تكون مع الزبائن او المجهزين او من المنافسين، ويمكن تقسيم صيغ التحالفات الاستراتيجية الى الاني:

١ - الترخيص (Licensing) :

يقصد بالترخيص هنا اتفاقية تجارية او انتاجية والتي بموجبها تمنح المنظمة المسمات بالمرخِّص (Licensor) حقوق لمنظمة اخرى تسمى بالمرخَّص لها (Licensee) في استخدام اسم المنظمة ومنتجاتها وبراءات الاختراع فيها وعلاماتها التجارية و مواردها واحياناً عملياتها الانتاجية ولكن كل ذلك يكون مقابل اما اجور او حصولها على جزء من العوائد وفق الاتفاق ويفضل استخدام التراخيص على استخدام الاستثمار المباشر في العديد من البلدان خصوصا تلك التي لا تملك استقراراً سياسيا او ان الموارد لا تكفي هناك كما وتستخدمها كثيرا المنظمات الانتاجية الصغيرة لكي تظفر بالخبرة والدخول السريع للاسواق العالمية.

2ـ Supplier Relations :

ان العديد من الشركات تنشأ علاقات متينة مع مجهزيها و حتى ان لم تكن تعلم بذلك فيمكن ان تعتبر تحالف استراتيجي غير رسمي وغالباً ما تظهر اثراً كبيراً في زيادة الفوائد الناجمة من ادارة تكاليف المنظمة والمجهز والذي قد تتحقق من خلال:

أ . تعديل عمليات التجهيز وجعلها وفق اسلوب الانتاج فإن ذلك سيخفض كلفة المنتج.

ب. تقليل نفقات البحث والتطوير من خلال المعلومات التي يتم الحصول عليها من المجهزين.

ج. تحسين سير العملية الانتاجية من خلال تنسيق انسياب المواد الاولية وفق الطلب على المنتجات.

د. تقليل التكاليف الادارية من خلال تكامل نظم المعلومات.

٣- المشاريع المشتركة (Joint Ventures) :

يقصد بالمشاريع المشركة قيام منظمتين او أكثر بانشاء وحدة جديدة منفصلة قانونياً عن المنظمات المكونة لها و التي تعمل على المشاركة في ملكيتها و ادارتها وتشتهر اليوم المشاريع المشتركة بصيغة (50/50) اي انها تمتلك وتدار بالتساوي بين منظمتين و تشتهر المشاريع المشتركة بنوعين فقد تكون محلية (Domestic) مثل قيام منظمتين من بلد ما بالاشتراك معاً في انشاء وحدة داخل البلد الواحد او قد تكون دولية او خارجة (Foreign) بموجبها تقوم المنظمة في داخل البلد بعقد مشروع مشارك مع منظمة من بلد اخر لغرض انشاء وحدة جديدة خارج بلد المنظمة الاولى و يعود السبب هنا في اغلب الاحيان لتقليل تكاليف الدخول الى الاسواق الدولية ومن اجل الحصول على معرفة قيمة الا انه قد تقرض بعض الدول الاجنبية على المنظمات القادمة من الخارج ان تمتلك حصة تساوي على الاقل (51./') من قيمة الوحدة الجديدة.

٤ - الدعم او المساندة (بدون مشروع مشترك) (Collatoration Non-Joint Venture):

تظهر هذه الاساليب كتحالفات استراتيجية عندما لا توجد وحدة جديدة ناتجة عن مشروع مشترك و انما فقط اتفاقية تعاونية و ان السبب وراء استخدامها هو لكونها تعطي المنظمات المتحالفة وقت اطول ومرونة اكثر في تغيير طبيعة الالتزام مع انها تعطي فوائد متعددة مع امكانية عمل هذا التعاون لفترة اطول.

5 - تحالفات البحث والتطوير (research and development consortia) :

يقصد باتفاقيات او تحالفات البحث والتطوير هو تنسيق مشترك بين مجموعة من المنظمات من اجل ادخال تحسينات او تغييرات في جوهر اعمالهم من خلال البحث العلمي المشترك والهدف منه هو تقاسم الكلفة و المخاطرة و الخبرات و بالتالي نتائج البحث و ما يتحقق منها و قد ازدادت هذه التحالفات على الصعيد الدولي من اجل اكتساب مهارات جديدة و تنويع أساليب البحث العلمي في كل صناعة حسب بيئتها و تشمل البحوث جيع المجالات مثل المبيعات والتوزيع والانتاج وغيرها و غالباً ما يكون البحث و التطوير هنا بصيغة برنامج زمني.

٦. التجمعات الصناعية (industry clusters) :

نعني بالتجمعات الصناعية (العناقيد الصناعية) هي تجمعات جغرافية في منطقة واحدة بين منظمات الصناعة الواحدة مثل المجهزين لقطاع معين او مزودي الخدمات او المؤسسات المتحدة في حقل صناعي معين لدولة معينة وهذا التجمع يكسبها الفارق عن الشبكات الابداعية (Innovation Network) .

وان هذه التجمعات تدعمها الدولة بسبب امكانياتها في زيادة الانتاج من خلال طريقة ادائها وما تبعثه من استقرار في الاقتصاد على المستوى الكلي و التحول نحو الخصخصة وانفتاح السوق وتقليل تكاليف الاعمال. ويكون للموقع اهمية تنافسية كبيرة، ولذلك فان تجمع الصناعات و المنظمات في مكان واحد و ترابطها معاً يمكن ان يحقق نجاحاً تنافسيا غير مسبوق في مجال الاختصاص مثال ذلك وداي السيلكون (Silicon Valley) و هوليوود (Hollywood) في الولايات المتحدة و يوضح (Porter) اثر التجمعات في تعزيز المنافسة في ثلاث اوجه هي:

ا. زيادة الانتاجية.

ب. قيادة وتوجيه الابداع.

ج. سهولة ابتكار اعمال جديدة.

٧- شبكات الابداع (Innovation Networks) :

ازدادت في الآونة الاخيرة شبكات الابداع بحيث اصبحت شائعة جداً و خصوصاً تلك المسماة بالمنظمات الافتراضية (virtual organizations) مثل منظمات شبكة الانترنت و تجمع الصناعة و ان الشبكات الابداعية او المنظمات الافتراضية هي شبكة مكونة من مجموعة من المجهزين و الاسواق مثل شركة (Nike) فهي لا تمتلك مصانع في جميع انحاء العالم و لا متاجر تجزئة و انما هي تقوم باعداد البحوث و التصميم و التطوير ومن ثم تحويلها الى شبكات في انحاء العالم للانتاج و التوزيع و التي هي عبارة عن مصانع تتعامل معه (Nike) لانتاج منتجاتها في اسيا والهند و امريكا الجنوبية؛ وقد يرى البعض ان الشبكات لا تعدو كونها عن سلسلة علاقة بين المجهزين والزبائن او قد يراها البعض على انها مجموعة من المنظمات المستقلة التي تشترك في العمل و خدماتها فيما يخص الرقابة و السيطرة او انها شبكات مؤقتة تتجمع حول شركة او فرصة عمل.

وبالاضافة الى المجموعة اعلاه نجد ان هناك من يضيف اشكال وصيغ اخرى الى صيغ التحالفات الاستراتيجية مثل:-

١ - حق الامتياز (Franchise) :

تتشابه حقوق الامتياز الى حد كبير مع التراخيص (licensing) فهي تعني قيام المنظمة المرخصة (franchiser) بقبول تزويد المنظمة المرخص لها حق الامتياز باستخدام ما للمنظمة الاولى من الاسم التجاري و الشعار و اساليب الانتاج و الاعلان و الدعاية و غيرها من الاعمال و لكن الفرق عن اساليب الترخيص هنا هو كون المنظمة المرخص لها عليها ان تلتزم بكافة معايير ومواصفات المنظمة مانحة حق الامتياز.

٢ - العقود الثانوية او التصنيع المشترك (Joint Production or Subcontracting):

تعد هذه الطريقة اسلوب مثالي وقد بدأ بالانتشار عالمياً حيث يتم تدعيم سلسلة القيمة داخل المنظمة من خلال عقود ثانوية للتصنيع في منظمات اخرى و من اهم هذه العقود هي التصنيع لدى الغير فقد كانت شركة (Nike) للوازم الرياضة تصنع في السابق حوالي 80% والباقي تصنعه بمصانع اخرى وتوزعه تحت اسم (Nike) و على نفس الشاكلة شركة (Motorola)الامريكية فهي تصنع من منتجاتها وفق عقد ثانوي لدى شركة (Flextronics.intemational.Ltd) السنغافورية و تزداد ظاهرة التصنيع لدى الغير دولياً من خلال نقل بعض الصناعات الى البلدان ذات تكاليف الانتاج المنخفضة كالهند و المكسيك و الفلبين و ماليزيا و مثل ذلك قيام مصرف اميركا (Bank of America) بفتح فرع في الهند من اجل التعاقد مع الف موظف هناك و قد استعان ايضا بعدة شركات هندية لتصميم البرمجيات وغيرها من اساليب الاعمال و يرى الخبراء ان اثنان من كل ثلاث مصارف امريكية تعمل بهذه الصيغة في الصين و الهند وروسيا.

اما (Griffin and Pustay) يضيفان صيفتان اخرى لها متمثلة:-

١ - التحالفات التسوقية Marketing Alliances :

وهو تحالف وظيفي حسب (Griffin and Pustay) حيث بموجب هذا التحالف تتشارك منظمتان او اكثر في تسويق خبراتها او خدماتها التسويقية و في اغلب مظاهر هذا التحالف تقوم منظمة بادخال خدماتها و منتجاتها الى السوق التي تتواجد فيه المنظمة الحليفة و دور الاخيرة هنا يكون بالترويج و الاعلان والتوزيع لمنتجات و خدمات الاولى بمقابل نسبة من عوائد تلك الخدمات والمنتجات او بالمقابلة بالمثل في ترويج وتوزيع خدماتها.

2- Financial Alliances :

يعرف هذا النوع من التحالفات على انه قيام منظمتين او اكثر في التحالف لأجل المشاركة بالمخاطرة المالية المرتبطة بمشرع معين او تقليلها فقد يتشارك الشركاء هنا بشكل مناصفة بالموارد المالية او قد يقدم احدهما رأس المال اللازم مقابل قيام المقابل بتقديم خبراته و امكاناته الفنية المتخصصة و يعتبر مثال عملاق صناعة الطائرات الامريكي Boeing وشركائه المتمثلين بثلاث شركات طيران يابانية خير مثال لذلك حيث كان هدف Boeing هو تغطية المخاطرة المالية والتكاليف في البحث و التطوير و التصنيع مقابل حصول الشركات اليابانية على الخبرات القيمة في صناعة الطائرات التجارية فضلاً عن الارباح و كذلك مثال تحالف شركة(20^th Century Fox  ) و (  Paramount Picture) من اجل انتاج (Titanic) الفيلم الاكثر شهرة في العالم.