إن واضعي ومخططي الاستراتيجية والسياسات الإعلامية ينبغي لهم أن يجعلوا أساس استراتيجيتهم وسياساتهم هو توفر المعلومات وجعلها في متناول الإعلاميين جميعا، فإنه لكي أعلم [بضم الالف) ينبغي أن أعلم [بفتح الالف]، بل إن هذه المعلومات ذاتها هي أساس التخطيط الإعلامي السليم، وأساس وضع أي خطة برامجية فعالة، إذ يجب أن يبق وضع الاستراتيجية ووضع السياسة، ووضع الخطة توافر المعلومات. وتحديد الاهداف والجمهور المستهدف Target Audience  ودراسة رجع الصدى، وعمليات أخرى عديدة مثل: التقييم، والتصحيح، والتعديل. والإبدال من أجل العودة دائما إلى المسار الصحيح، فنحن عندما نريد من شخص أن يغير من اتجاهاته، وأن يتبنى أفكارا متحدثة Innovations لا بد أن تزوده بمعلومات عن تلك الافكار المستحدثة، فإذا أردنا من المزارعين (على سبيل المثال) أن يزرعوا محصولا معينا، أو يستخدموا طرقا متحدثة في الري، لا بد أن نمدهم بالمعلومات اللازمة عن المحصول، والبذور المنتقاة ومقاومة الآفات، وطرق الري المستحدثة، وتجارب الآخرين أيضا .

وعندما تكون الدعوة لمواجهة أزمة أو خطر معين، لا بد أن يتوفر القدر الكافي من المعلومات عن تلك الازمة أو ذلك الخطر، إن المعلومات هي سلاح الشعوب من أجل البقاء، ومن أجل التقدم ايضا. ومن أجل الدفاع عن نفسها ومصالحها. وأن مجرد حرمان أي شعب من المعلومات هو حكم عليه بالفناء.

إن حق كل مواطن في أن يعلم، حق ينبغي أن يكون مكفولا للكافة، حقه في أن يعلم الحقائق كاملة، وعلى أجهزة الإعلام أن تمده بتلك الحقائق لا مجرد آراء أو انطباعات يراها الآخرون، إن حجب المعلومات أو ما يطلق عليه [التعتيم لإعلامي] على الاحداث الهامة المؤثرة، إنما هي في حقيقتها تسليم بلا قيد أو شرط، تسليم الجماهير لكل إعلام معاد، ولاصحاب المصلحة في إبقاء الحال على ما هو عليه، أملأ في بقاء الجماهير مخدرة أهام التليفزيون أو محلقة في الاوهام التي يبيعها لهم إعلام فقد كل محتوى إيجابي، وتبقى المعلومات المتاحة هي [البيانات الرسمية]، أو ما يدور حول تلك البيانات الرسمية؛ والبيان الرسمي للدولة، لا يؤدي إلى إقدام الناس على تبني فكرة مستحدثة ولا يؤدي إلى التغيير المطلوب.