المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



ولادة الحسن و الحسين و ما يشتركان فيه و نقش خواتيمهما  
  
3526   01:44 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص76-87.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /

في كتاب المناقب: ولد الحسين (عليه السّلام) عام الخندق بالمدينة يوم الخميس أو يوم الثلاثاء لخمس خلون من شعبان سنة أربع الهجرة بعد أخيه بعشرة أشهر و عشرين يوما .

و في كتاب الأمالي و غيره عن عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) قال: لمّا ولد الحسن (عليه السّلام) قالت فاطمة لعليّ (عليهما السّلام): سمه، فقال: ما كنت لأسبق باسمه رسول اللّه، فجاء (صلّى اللّه عليه و اله) فأخرج إليه في خرقة صفراء فقال: ألم أنهكم أن تلفّوه في [خرقة]  صفراء، فرمى بها و لفّه في خرقة بيضاء، فقال لعليّ: هل سمّيته؟

قال: ما كنت لأسبقك باسمه.

فقال: و ما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّ و جلّ، فأوحى تبارك و تعالى إلى جبرئيل (عليه السّلام) إنّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط فاقرأه السلام و هنّه و قل له: إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمّه باسم ابن هارون شبّر، قال: لساني عربيّ. قال: سمه الحسن.

فلمّا ولد الحسين (عليه السّلام) أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى جبرئيل (عليه السّلام) انّه قد ولد لمحمّد ابن فاهبط إليه و هنّه و قل له: إنّ عليّا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون شبير قال: لساني عربيّ، قال: سمه الحسين فسمّاه به‏ .

أقول: في القاموس شبّر كبقم و شبير كقمير و مشبر كمحدث أبناء هارون (عليه السّلام)، قيل و بأسمائهم سمّى النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) الحسن و الحسين و المحسن.

و عن عليّ بن الحسين (عليه السّلام) إنّه (صلّى اللّه عليه و اله) عقّ عن الحسن يوم سابعه بكبشين أملحين و الملحة بياض يخالطه سواد، و أعطى القابلة فخذا و دينارا و حلق رأسه و تصدّق بوزن الشعر ورقا و طلى رأسه بالخلوق و هو طيب معروف مركّب يتّخذ من الزعفران و غيره تغلب عليه الحمرة أو الصفرة و قال: إنّ الدم فعل الجاهلية و كذلك فعل بالحسين (عليه السّلام)‏ .

و عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) كان نقش خاتم الحسن (عليه السّلام): العزّة للّه و كان نقش خاتم الحسين (عليه السّلام): إنّ اللّه بالغ أمره‏ .

و عن امّ الفضل زوجة العبّاس إنّها قالت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك رأيت في المنام كأنّ عضوا من أعضائك في حجري فقال (صلّى اللّه عليه و اله): تلد فاطمة غلاما إن شاء اللّه فتكفليه فوضعت فاطمة الحسن (عليه السّلام) فدفعه إليها النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) فأرضعته بلبن قثم بن العبّاس‏ .

و في كتاب الأمالي مسندا إلى الصادق (عليه السّلام) قال: أقبل حيران امّ أيمن إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) فقالوا؛ إنّ امّ أيمن لم تنم البارحة من البكاء فطلبها و قال لها: يا امّ أيمن لا أبكى اللّه عينك إنّ جيرانك أخبروني إنّك لم تزلي الليل تبكين،

قالت: يا رسول اللّه رأيت رؤيا عظيمة فبكيت رأيت كأنّ بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال: يا امّ أيمن تلد فاطمة الحسين فتربيّنه و تلينه فتكون بعض أعضائي في بيتك، فلمّا ولد الحسين و كان يوم السابع أقبلت به امّ أيمن إلى رسول اللّه فقال: مرحبا بالحامل و المحمول، يا امّ أيمن هذا تأويل رؤياك‏ .

و عنه (عليه السّلام) قال: إنّ الحسين لمّا ولد أمر اللّه عزّ و جلّ جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنّئ رسول اللّه من اللّه و من جبرئيل، فمرّ على جزيرة في البحر فيها ملك يقال له‏

قطرس كان من الحملة بعثه اللّه في شي‏ء فأبطأ عليه فكسر جناحه و ألقاه في تلك الجزيرة، فعبد اللّه تعالى في الجزيرة سبعمائة عام فقال لجبرئيل: احملني معك لعلّ محمّدا يدعو لي فحمله فلمّا دخل جبرئيل على النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) هنّأه و أخبره بحال قطرس فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله): قل له تمسّح بهذا المولود وعد إلى مكانك فتمسّح بالحسين (عليه السّلام) و ارتفع فقال: يا رسول اللّه امّا أنّ امّتك ستقتله و له علي مكافأة لا يزوره زائرا إلّا أبلغه عنه و لا يسلّم عليه مسلم إلّا أبلغه سلامه و لا يصلّ عليه مصلّ إلّا أبلغه صلاته ثمّ ارتفع‏ .

و في حديث آخر أنّه لمّا ارتفع قال: من مثلي و أنا عتاقة الحسين، يعني أنّه أعتقني من عذاب ذلك الذنب‏ .

و في كتاب الاحتجاج عن عبد الرحمن بن المثنّى الهاشمي قال: قلت لأبي عبد اللّه:

جعلت فداك من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن و هما مثلان؟

فقال: إنّ جبرئيل نزل على محمّد فقال: يولد لك غلام يقتله امّتك من بعدك فقال: يا جبرئيل لا حاجة لي فيه خاطبه ثلاثا ثمّ دعى عليّا فقال: إنّ جبرئيل أخبرني أنّه يولد لك غلام يقتله أمّتي قال: لا حاجة لي فيه ثلاثا ثمّ قال: إنّه يكون فيه و في ولده الإمامة و الوراثة و الخزانة، و كذلك قال لفاطمة بعد قولها: لا حاجة لي فيه، فقالت: رضيت عن اللّه عزّ و جلّ، فحملت بالحسين ستّة أشهر و لم يعش مولود قطّ ستّة أشهر غيره و غير عيسى ابن مريم فكفلته امّ سلمة، و كان (صلّى اللّه عليه و اله) يأتيه في كلّ يوم فيضع لسانه في فمه فيمصّه حتّى يروى فأنبت اللّه لحمه من لحم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و لم يرضع من فاطمة و لا من غيرها لبنا .

و في الأمالي عن الصادق (عليه السّلام) قال: كان للحسين بن علي خاتمان نقش أحدهما: لا إله إلّا اللّه عدّة للقاء و نقش الآخر: إنّ اللّه بالغ أمره. و كان نقش خاتم عليّ بن الحسين: خزي و شقي قاتل الحسين بن عليّ‏ .

و عن ابن عبّاس قال: سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) يقول: إنّ اللّه تبارك و تعالى ملكا يقال له دركائيل له ستّة عشر ألف جناح ما بين الجناح إلى الجناح كما بين السماء و الأرض فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربّنا جلّ جلاله شي‏ء، فعلم اللّه تبارك و تعالى ما قال فزاده أجنحة مثلها و قال أوحي له: طر فطار مقدار خمسمائة عام فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش، فلمّا علم اللّه عزّ و جلّ اتعابه أوحى إليه: عدّ إلى مكانك فأنا أعظم فوق كلّ عظيم، فسلبه اللّه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة.

فلمّا ولد الحسين (عليه السّلام) و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة أوحى اللّه إلى ملك خازن النار: أن أخمد النيران على أهلها لكرامة مولود ولد لمحمّد (صلّى اللّه عليه و اله) و أوحى إلى رضوان خازن الجنّة أن زخرف الجنان و طيبها لكرامة مولود يولد لمحمّد في دار الدّنيا، و أوحى إلى الحور العين تزيّن و تزاورن لكرامة مولود ولد لمحمّد و أوحى إلى الملائكة: أن قوموا صفوفا بالتسبيح لكرامة مولود ولد لمحمّد و أوحى إلى جبرئيل: أن اهبط إلى محمّد في ألف قبيل في القبيل ألف ألف ملك على خيول بلق مسرّجة ملجمة عليها قباب الدرّ و الياقوت معهم ملائكة يقال لهم الروحانيّون يهنّئون محمّدا بمولود له يقال له: الحسين، فبينا جبرئيل يهبط من السماء إلى الأرض إذ مرّ دركائيل فقال له: يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء هل قامت القيامة على أهل الدّنيا؟

قال: لا، ولكن ولد لمحمّد مولود في الدّنيا بعثني اللّه لأهنّئه بمولوده.

فقال: يا جبرئيل اقرأه منّي السلام و قل له: بحقّ هذا المولود عليك إلّا ما سألت ربّك أن يرضى عنّي و يردّ عليّ أجنحتي و مقامي في صفوف الملائكة.

فلمّا هبط جبرئيل (عليه السّلام) و هنّأه و أخبره بقضية الملك فأخذ النبيّ الحسين (عليه السّلام) و هو ملهوف في خرق من صوف فأشار به إلى السماء و قال: اللّهمّ بحقّ هذا المولود عليك إن كان للحسين بن عليّ عندك حقّ فارض عن دركائيل وردّ عليه أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب اللّه دعاءه و غفر للملك، و الملك لا يعرف في الجنّة إلّا بأن يقال: هذا مولى الحسين بن عليّ بن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله)‏ .

أقول: لعلّ هذا مجرّد الخطرات التي تعتري أنواع الممكنات و أهل الزّلفى كالأنبياء و الملائكة يعاتبون عليها.

و في كتاب البشائر: كنية الحسن أبو محمّد ولد بالمدينة [ليلة] النصف من [شهر]  رمضان سنة ثلاث من الهجرة و الحسين (عليه السّلام) ولد بالمدينة خمس خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة .

و في مسند أحمد و أبي يعلا قال: لمّا ولد الحسن سمّاه حمزة، فلمّا ولد الحسين سمّاه جعفرا قال عليّ: فدعاني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) فقال: إنّي أمرت [أن‏] أغيّر اسم هذين فسمّاهما حسنا و حسينا .

و في كتاب المناقب قال: حكي أبو الحسين النسّابة: كان اللّه عزّ و جلّ حجب هذين الاسمين عن الخلق يعني حسنا و حسينا حتّى تسمّى بهما ابنا فاطمة (عليهم السّلام) فإنّه لا يعرف أنّ أحدا من العرب تسمّى بهما في قديم الأيّام إلى عصرهما، و إنّما يعرف فيهما «حسن» بسكون السين، و «حسين» بوزن حبيب، فأمّا حسن بفتح الحاء و السّين و لا نعرفه إلّا اسم جبل معروف‏ .

و في الكتاب عن برة الخزاعي قال: لمّا حملت فاطمة بالحسن خرج النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) في بعض وجوهه فقال لها: إنّك ستلدين غلاما فلا ترضعيه حتّى أصير إليك، فلمّا وضعته بقي ثلاثة أيّام ما أرضعته فأدركتها رقّة الامّهات فأرضعته.

فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله): أبى اللّه عزّ و جلّ إلّا ما أراد، فلمّا حملت بالحسين قال: إنّك ستلدين غلاما قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتّى أجي‏ء إليك و لو أقمت شهرا و خرج في بعض وجوهه فولدت الحسين (عليه السّلام)، فمّا أرضعته حتّى جاء رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) فأخذه فجعل يمصّ إبهامه و فيه غذاؤه، و يقال: بل كان يدخل لسانه في فيه فيزقّه كما يزقّ الطير فرخه و قال: إيها حسين إيها حسين أبا اللّه إلّا ما يريد بل هي فيك يعني الإمامة .

و في عيون المعجزات للمرتضى: روى أنّ فاطمة ولدت الحسن و الحسين من فخذها الأيسر.

و روى أنّ مريم ولدت المسيح من فخذها الأيمن و حديث هذه الحكاية في كتاب الأنوار و في كتب كثيرة .

و في الكافي عن الصادق (عليه السّلام): لمّا عرّج برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) نزل بالصلاة [عشر ركعات‏]  ركعتين ركعتين فلمّا ولد الحسن و الحسين زاد في الصلاة سبع ركعات شكرا للّه فأجاز اللّه له ذلك‏ .

و عنه (عليه السّلام): كان في خاتم الحسن و الحسين (عليهما السّلام) الحمد للّه، و عن الرضا (عليه السّلام): كان نقش خاتم الحسن (عليه السّلام): العزّة للّه، و خاتم الحسين (عليه السّلام): العزّة للّه‏ .

و في كتاب المناقب عن ابن عبّاس قال: كنت عند النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و على فخذه الأيسر ابنه إبراهيم و على الأيمن الحسين بن علي، و هو تارة يقبّل هذا و تارة يقبّل هذا إذ هبط جبرئيل فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرأ عليك السلام و يقول: لست أجمعها لك فافد أحدهما بصاحبه، فنظر إلى إبراهيم و بكى و نظر إلى الحسين و بكى و قال: إنّ إبراهيم امّه أمة و متى مات لم يحزن عليه غيري و امّ الحسين فاطمة و أبوه عليّ ابن عمّي لحمه لحمي و متى مات حزنت ابنتي و حزن ابن عمّي و حزنت أنا عليه و أنا أؤثر حزني على حزنهما.

يا جبرئيل يقبض إبراهيم فدية للحسين، فقبض بعد ثلاث فكان النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) إذا رأى الحسين مقبلا قبّله و ضمّه إلى صدره و رشف ثناياه و قال: فديت من فديته بابني إبراهيم‏ .

و في كتاب الأمالي عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله)؛ إذا كان يوم القيامة [زين‏ عرش ربّ العالمين بكل زينة، ثمّ‏]  يؤتى بمنبرين من نور طولهما مائة ميل فيوضع أحدهما عن يمين العرش و الاخرى عن يسار العرش فيؤتى بالحسن و الحسين (عليهما السّلام) فيقوم الحسن على أحدهما و الحسين على الآخر يزيّن الربّ تبارك و تعالى بهما عرشه كما يزيّن المرأة قرطاها .

و فيه أيضا عن أبي نعيم قال: شهدت ابن عمر و أتاه رجل فسأله عن دم البعوضة فقال:

ممّن أنت؟

قال: من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوّضة و قد قتلوا ابن رسول اللّه و سمعت رسول اللّه يقول: الحسن و الحسين ريحانتاي من الدّنيا .

و عن زينب بنت أبي رافع عن امّها قالت: قالت فاطمة (عليها السّلام): يا رسول اللّه هذان ابناك فورثهما شيئا.

قال: أمّا الحسن فإنّ له هيبتي و سؤددي، و أمّا الحسين فإنّ له شجاعتي وجودي و قد ورد هذا الحديث بأسانيد متكثّرة و يحمل على إرادة اعمال الشجاعة و استعمال الجود و بذل المال و إلّا فهما في أصل صفات الكمال سيّان‏ .

و في الكتب الكثيرة عن عليّ (عليه السّلام) قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله): الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، و في لفظ آخر ولداي هذان‏ .

يقول مؤلّف الكتاب أيّده اللّه تعالى: قد ذكرنا في كتاب زهر الربيع أنّ من جملة الأخبار المتواترة باللفظ هذا الحديث رواه الجمهور و رواه أصحابنا قدّس اللّه أرواحهم بما يزيد على حدّ التواتر و عارضوه بما وضعوه من قولهم: أبو بكر و عمر سيّدا كهول الجنّة، مع أنّهم رووا في موضع آخر أنّه ليس في الجنّة كهل إلّا إبراهيم (عليه السّلام).

و في الأمالي عن الصادق (عليه السّلام) قال: مرض النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة و معها الحسن و الحسين (عليهم السّلام) فقعد الحسن (عليه السّلام) على جانبه الأيمن و الحسين (عليه السّلام) على جانبه الأيسر، فأقبلا يغمزان بدن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله)، فلمّا أفاق عن نومه فقالت: ارجعا حتّى يفيق و ترجعان إليه فلم يقبلا فاضطجع الحسن على عضده الأيمن و الحسين على عضد النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) الأيسر فانتبها قبل أن ينتبه النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و قد كانت فاطمة لمّا ناما انصرفت إلى منزلها فقالا لعائشة: ما فعلت امّنا؟

قالت: رجعت إلى منزلها، فقاما و خرجا في ليلة ظلماء ذات رعد و برق فسطع لهما نور فمشيا حتّى أتيا حديقة بني النجّار فبقيا لا يعلمان أين يأخذان.

فقال الحسن: ننام حتّى نصبح فاضطجعا متعانقين فانتبه النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) من النوم فطلبهما في منزل فاطمة و افتقدهما فقال: إلهي و سيّدي هذان شبلاي خرجا من المجاعة، اللّهم أنت وكيلي عليهما، فسطع نور و مشى في ذلك النور إلى حديقة بني النجّار فإذا هما نائمان متعانقان و قد تقشّعت السماء فوقهما كطبق و هي تمطر و لم تمطر عليهما، و قد اكتنفتهما حية لها شعرات كأجام القصب و جناحان، جناح غطّت به الحسن و جناح غطّت به الحسين (عليهما السّلام)، فلمّا أن بصر بهما النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) تنحنح فانسابت الحيّة و هي تقول: اللّهمّ إنّي اشهدك إنّي قد حفظت شبلي نبيّك و دفعتهما إليه سالمين فقال لها: أيّتها الحيّة من أنت؟

قالت: أنا رسول الجنّ إليك نسينا آية من كتاب اللّه فبعثوني إليك لتعلّمنا ما نسينا، فلمّا بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي: أيّتها الحيّة هذان شبلا رسول اللّه فاحفظيهما فأخذت الآية و انصرفت، فوضع الحسن على عاتقه الأيمن و الحسين على الأيسر.

فقال أبو بكر: ادفع إليّ بأحد شبليك أخفّف عنك فقال: امض فقد سمع اللّه كلامك و عرف مقامك.

و قال لعمر مثل ما قال لأبي بكر، فتلقّاه عليّ (عليه السّلام) فقال: ادفع إليّ أحد شبليك أخفّف عنك فقال للحسن: هل تمض إلى كتف أبيك؟

فقال: يا جدّاه إنّ كتفك لأحبّ إليّ من كتف أبي، و قال له الحسين مثل قول أخيه فأقبل إلى منزل فاطمة و قد ادّخرت لهما تميرات فأكلا و شبعا و فرحا. فقال لهما النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله)؛ قوما الآن فاصطرعا فقال النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله): يا حسن شدّ على الحسين فاصرعه، فقالت فاطمة: يا أبه وا عجباه أتشجّع الكبير على الصغير، فقال: يا بنيّة هذا جبرئيل يقول: يا حسين شدّ على الحسن فاصرعه‏ .

و عنه (صلّى اللّه عليه و اله)؛ لقد أذهلني هذان الغلامان [يعني الحسن و الحسين‏]  أن أحبّ بعدهما أبدا، إنّ ربّي أمرني أن أحبّهما و أحبّ من يحبّهما .

و عن يعلى العامري قال: خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) إلى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين يلعب مع الصبيان فبسط له يديه فطفر هاهنا مرّة و هاهنا مرّة و جعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) يضاحكه حتّى أخذه فوضع فاه على فيه و قبّله و قال: حسين منّي و أنا منه أحبّ اللّه من أحبّ حسينا، حسين سبط من الأسباط .

و روي عن أبي الحسن الكاظم (عليه السّلام) قال: أخذ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) بيد الحسن و الحسين فقال: من أحبّ هذين الغلامين و أباهما و امّهما فهو معي في درجتي يوم القيامة .

و عن امّ سلمة قالت؛ رأيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) يلبس ولده الحسين حلّة ليست من ثياب الدّنيا فقلت: يا رسول اللّه ما هذه الحلّة؟

فقال: هذه هدية أهداها إلي ربّي للحسين و إنّ لحمتها من زغبة جناح جبرئيل، و ها أنا ألبسه إيّاها و أزيّنه بها فإنّ اليوم يوم الزينة و إنّي أحبّه‏ .

و في كتاب بشائر المصطفى: كان الحسن بن عليّ (عليهما السّلام) يشبه النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) من صدره إلى رأسه و الحسين يشبهه من صدره إلى رجليه‏ .

و فيه أيضا عن الرافعي عن أبيه عن جدّه قال: رأيت الحسن و الحسين (عليهما السّلام) يمشيان‏

ص: 84

إلى الحجّ فلم يمرا براكب إلّا نزل يمشي فثقل ذلك على بعضهم، فقالوا لسعد بن أبي وقّاص:

قد ثقل علينا المشي و لا نستحسن أن نركب و هذان السيّدان يمشيان فقال سعد للحسن: يا أبا محمّد إنّ المشي قد ثقل على جماعة ممّن معك و الناس إذا رأوكما تمشيان لم تطلب أنفسهم أن يركبوا فلو ركبتما.

فقال الحسن (عليه السّلام): لا نركب قد جعلنا على أنفسنا المشي إلى بيت اللّه الحرام [على أقدامنا]  ولكنّا نتنكّب الطريق فأخذا جانبا من الناس‏ .

و عن جابر الأنصاري قال: خرج علينا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) آخذا بيد الحسن و الحسين (عليهما السّلام) فقال: إنّ ابني هذين سألت اللّه لهما ثلاثا فأعطاني اثنتين و منعني واحدة سألت اللّه أن يجعلهما طاهرين مطهّرين زكيّين فأجابني إلى ذلك، و سألت اللّه أن يقيهما و ذريّتهما و شيعتهما النّار فأعطاني ذلك و سألت اللّه أن يجمع اللّه الامّة على محبّتهما فقال؛ يا محمّد إنّي قضيت قضاء و قدّرت قدرا، و إنّ طائفة من امّتك ستفي لك بذمّتك في اليهود و النصارى و المجوس و سيخفرون ذمّتك في ولدك، فإنّي أوجبت إلى نفسي لمن فعل ذلك إلّا أنظر إليه بعين رحمتي يوم القيامة .

و روي عن عليّ (عليه السّلام) قال: عطش المسلمون عطشا شديدا فجاءت فاطمة بالحسن و الحسين إلى النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) فقالت؛ يا رسول اللّه إنّهما صغيران لا يحتملان العطش، فدعى الحسن فأعطاه لسانه فمصّه حتّى ارتوى، ثمّ دعى الحسين فأعطاه لسانه فمصّه حتّى ارتوى.

و عنه (عليه السّلام) قال؛ استسقى الحسن (عليه السّلام) فوثب النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) إلى شاة لنا فمصّ من ضرعها فجعل في قدح ثمّ وضعه في يد الحسن فجعل الحسين يثب عليه و رسول اللّه يمنعه.

فقالت فاطمة: كأنّه أحبّهما إليك يا رسول اللّه.

قال: ما هو بأحبّهما إليّ ولكنّه استسقى أوّل مرّة.

و في كتاب المناقب عن أبي عبد اللّه بن بريدة قال: سمعت أبي يقول كان رسول‏

اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) يخطب على المنبر فجاء الحسن و الحسين و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران، فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه ثمّ قال: إنّما أموالكم و أولادكم ...، لقد قمت إليهما و ما معي عقلي.

و عن جابر قال: دخلت على النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و الحسن و الحسين على ظهره و هو يحثو بهما و يقول: نعم الجمل جملكما و نعم العدلان أنتما.

و عن ابن نجيح: كان الحسن و الحسين يركبان ظهر النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و يقولان: خل خل و يقول: نعم الجمل جملكما.

و عن عمر بن الخطّاب قال: رأيت الحسن و الحسين على عاتقي رسول اللّه فقلت: نعم الفرس لكما، فقال رسول اللّه: نعم الفارسان هما.

و روي أنّه برك للحسن و الحسين و حملهما و خالف بين أيديهما و أرجلهما و قال: نعم الجمل جملكما.

و روي أنّ فاطمة (عليها السّلام) كانت ترقّص ابنها حسنا و تقول شعر:

اشبه أباك يا حسن‏                  و اخلع عن الحقّ الرّسن‏

و اعبد إلها ذا منن‏                  و لا توال ذا الإحن‏      

 

و قالت للحسين (عليه السّلام): أنت شبيه بأبي لست شبيها بعليّ.

و روى المفيد عن الرضا (عليه السّلام) قال: عرى الحسن و الحسين (عليهما السّلام) و أدركهما العيد فقالا لامّهما: قد زيّنوا صبيان المدينة إلّا نحن فما لك [أن‏]  تزيّنينا؟

فقال: إنّ ثيابكما عند الخيّاط [فإذا أتاني زينتكما] ، فلمّا كانت ليلة العيد أعادا القول على امّهما فبكت و رحمتهما، فلمّا أخذ الظلام قرع الباب قارع فقال: يا بنت رسول اللّه أنا الخيّاط جئت بالثياب، ففتحت الباب فإذا رجل و معه من لباس العيد فناولها منديلا مشدودا فإذا فيه قميصان و دراعتان و سراويلان ورداءان و عمامتان و خفّان أسودان معقبان بحمرة، فألبستهما و دخل رسول اللّه و هما مزيّنان فحملهما و قبّلهما ثمّ قال: رأيت الخيّاط؟

قالت: نعم يا رسول اللّه قال: يا بنيّة ما هو خيّاط إنّما هو رضوان خازن الجنان ما عرج حتّى جاءني و أخبرني‏ .

و روى الحسن البصري و امّ سلمة: إنّ الحسن و الحسين دخلا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و بين يديه جبرئيل فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي فتناول جبرئيل تفّاحة و سفرجلة و رمّانة فناولهما ففرحا و سعيا إلى جدّهما فشمّهما و قال: صيرا إلى امّكما و أبيكما، فلم يأكلوا حتّى صار النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) إليهم فأكلوا جميعا فلم يزل كلّما أكل منه عاد إلى مكان حتّى قبض رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله). قال الحسين (عليه السّلام): فلم يلحقه التغيير حتّى توفّيت فاطمة ففقدنا الرمّان، فلمّا توفّى أمير المؤمنين فقدنا السفرجل و بقي التفاحة إلى الوقت الذي حوصرت من الماء، فكنت أشمّها إذا عطشت فيسكن لهب عطشي، فلمّا اشتدّ عليّ العطش عضضتها و أيقنت بالفناء.

قال عليّ بن الحسين (عليه السّلام): سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلمّا قضى نحبه وجد ريحها في مصرعه فالتمست فلم ير لها أثر و بقي ريحها بعد الحسين (عليه السّلام) و لقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره فمن أراد بذلك من شيعتنا الزائرين ليعتبر فليلتمس ذلك أوقات السحر فإنّه يجده إذا كان مخلصا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.