أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2021
2168
التاريخ: 12-7-2020
1577
التاريخ: 29-11-2021
2006
التاريخ: 2024-08-28
270
|
النية غير داخلة تحت الاختيار، و ذلك لما عرفت من أنها انبعاث النفس و توجهها و ميلها إلى ملائم ظهر لها أن فيه غرضها إما عاجلا أو آجلا ، و هذا الميل إذا لم يكن حاصلا للنفس لم يكن اختراعه و اكتسابه بمجرد الاخطار بالبال و الاجراء على اللسان ، بل ذلك كقول الشبعان : نويت أن اشتهي الطعام و أميل إليه ، أو قول الفارغ : نويت أن أعشق فلانا و أحبه ، فلا طريق إلى اكتساب صرف القلب إلى الشيء و ميله إليه و توجهه نحوه ، إلا باكتساب أسبابه ، و ذلك مما قد يقدر عليه و قد لا يقدر عليه و إنما قد تنبعث النفس إلى الفعل إجابة للغرض الباعث الموافق المنفس الملائم لها ، و ما لم يعتقد الإنسان ان غرضه منوط بفعل من الافعال فلا يتوجه قصده نحوه ، و ذلك مما لا يقدر على اعتقاد دائما ، و إذا اعتقد فانما يتوجه القلب إذا كان فارغا غير مصروف عنه بغرض شاغل أقوى منه ، و ذلك لا يمكن في كل وقت ، و الدواعي و الصوارف لها أسباب كثيرة بها تجتمع و تختلف ذلك بالاشخاص و الأحوال و الاعمال ، فإذا غلبت شهوة النكاح و لم يعتقد غرضا صحيحا في الولد لم يمكنه أن يتزوج على نية الولد ، بل لا يمكن إلا على نية قضاء الشهوة ، إذ النية إجابة الباعث ، و لا باعث إلا الشهوة ، فكيف ينوي الولد ، و لذا كان أهل السلوك من السلف كثيرا ما يمتنعون عن جملة من الطاعات إذا لم تحضرهم النية ، و كانوا يقولون : ليس تحضرني نية ، و ذلك لعلمهم بأن النية روح الاعمال و قوامها ، و أن العمل بغير نية صادقة رياء و تكلف و سبب مقت لا سبب قرب.
وروى : «أنه أتى الصادق (عليه السلام) مولى له ، فسلم عليه و جلس ، فلما انصرف (عليه السلام) انصرف معه الرجل ، فلما انتهى إلى باب داره دخل و ترك الرجل ، فقال له ابنه إسماعيل : يا أبه! ألا كنت عرضت عليه الدخول؟ , فقال : لم يكن من شأني ادخاله ، قال : فهو لم يكن يدخل ، قال : يا بني! إني اكره أن يكتبني اللّه عراضا».
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|