أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016
3291
التاريخ: 2024-04-02
884
التاريخ: 22-10-2015
8321
التاريخ: 23-2-2019
2750
|
لما عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من تبوك إلى المدينة قدم اليه عمو بن معد بن يكرب فقال النبى(صلى الله عليه واله): أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الاكبر، قال: يا محمد (صلى الله عليه واله) وما الفزع الاكبر فأني لا أفزع؟ فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر، ولاحي إلا مات إلا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا، وتنشق السماء، وتهد الارض وتخر الجبال هدا، وترمى النار بمثل الجبال شررا، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه، وذكر ذنبه وشغل بنفسه إلا ما شاء الله، فأين أنت ياعمرو من هذا؟ قال: ألا انى أسمع أمرا عظيما فآمن بالله ورسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا الى قومهم، ثم ان عمرو بن معد بن يكرب نظر الى أبى بن عثمث الخثعمي فأخذ برقبته ثم جاء به إلى النبى (صلى الله عليه واله) فقال: أعدني على هذا الفاجر الذى قتل والدى؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): أهدر الاسلام ماكان في الجاهلية، فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بنى الحارث بن كعب ومضى إلى قومه فاستدعى رسول الله (صلى الله عليه واله) على بن أبى طالب (عليه السلام) وأمره على المهاجرين وأنفذه إلى بنى بيد وأرسل خالد بن الوليد في طائفة من الاعراب وأمره أن يعمد لجعفى، واذا التقيا فأمير الناس علي بن ابى طالب (عليه السلام) فسار أميرالمؤمنين (عليه السلام) واستعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص واستعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري، فأما جعفي فأنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين، فذهبت فرقة إلى اليمن وانضمت الفرقة الاخرى إلى بنى زبيد، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) فكتب إلى خالد بن الوليد: أن قف حيث أدركك رسولى، فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص تعرض له حتى تحبسه، فاعترض له خالد حتى حبسه وأدركه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فعنفه على خلافه، ثم سار حتى لقى بنى زبيد بواد يقال له كسر، فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو: كيف أنت يا أبا ثور اذا لقيك هذا الغلام القرشي، فأخذ منك الاتاوة قال: سيعلم إن لقيني ! قال: خرج عمرو فقال: من يبارز؟ فنهض اليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقام اليه خالد بن سعيد وقال له: دعني يا ابا الحسن بأبي أنت وأمي أبارزه، فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): ان كنت ترى ان لى عليك طاعة فقف في مكانك، فوقف ثم برز اليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فصاح به صيحة فانهزم عمرو وقتل اخوه وابن اخيه، وأخذت امرأته ركانة بنت سلامة وسبى منهم نسوان، وانصرف أميرالمؤمنين (عليه السلام) وخلف على بنى زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ويؤمن من عاد اليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معد بن يكرب واستأذن على خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الاسلام فكلمه في امرأته وولده، فوهبهم له وقد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت، فجمع قوائمها ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا وكان يسمى سيفه الصمصامة، فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده، وهب له عمرو الصمصامة.
وكان أميرالمؤمنين (عليه السلام) قد اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبى (صلى الله عليه واله) وقال له: تقدم الجيش اليه فأعلمه بما فعل على (عليه السلام) من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، وقع فيه، فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلقيه عمر بن الخطاب فسئله عن حال غزوتهم وعن الذى أقدمه؟ فأخبره انما جاء ليقع في علي(عليه السلام) وذكر له اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، فقال له عمر: امض لما جئت له، فانه سيغضب لا بنته مما صنع علي (عليه السلام).
فدخل بريدة على النبى (صلى الله عليه واله) ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة، فجعل يقرأه ووجه رسول الله (صلى الله عليه واله) يتغير، فقال بريدة: يارسول الله انك ان رخصت للناس في مثل هذا ذهبت فيئهم، فقال له النبى (صلى الله عليه واله): ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا !؟ ان علي بن أبى طالب (عليه السلام) حل له من الفيء ما يحل لى، ان علي بن أبى طالب (عليه السلام) خير الناس لك ولقومك وخير من اخلف بعدى لكافة امتى، يا بريدة ! احذر أن تبغض عليا (عليه السلام) فيبغضك الله ! قال بريد: فتمنيت ان الارض انشقت لى فسخت فيها، وقلت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله، يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن عليا (عليه السلام) أبدا ولا أقول فيه الا خيرا فاستغفر له النبى (صلى الله عليه واله).
وفي هذه الغزاة من المنقبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) مالا تماثلها منقبة لاحد سواه والفتح فيها كان على يديه (عليه السلام) خاصة، وظهر من فضله ومشاركته للنبي (صلى الله عليه واله) فيما أحل الله له من الفيء واختصاصه من ذلك بما لم يكن لغيره من الناس وبان من مودة رسول الله (صلى الله عليه واله) وتفضيله اياه ما كان خفيا على من لا علم له بذلك، وكان من تحذيره بريدة وغيره من بغضه وعداوته وحثه له على مودته وولايته ورد كيد أعدائه في نحورهم ما دل على انه أفضل البرية عند الله تعالى وعنده (صلى الله عليه واله) وأحقهم بمقامه من بعده وأخصهم به في نفسه وآثرهم عنده.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|