أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2019
3179
التاريخ: 8-02-2015
3570
التاريخ: 12-02-2015
3240
التاريخ: 9-02-2015
3225
|
أمّا النصّ الذي يسمِّيه أصحابنا النصّ الخفيّ فهو ما لا يقطع على أنِّ سامعيه علموا النصّ عليه بالإمامة منه ضرورة، وإن كان لا يمتنع أن يكونوا يعلمونه كذلك أو علموه استدلالاً، من حيث اعتبار دلالة اللفظ ، وأمّا نحن فلا نعلم ثبوته ، والمراد به إلاّ استدلالاً، وهذا الضرب سن النصّ على ضربين : قرانيٌّ ، وأخباريٌّ .
فأمّا النصّ من القرآن : فقوله سبحانه وتعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] ووجه الاستدلال من هذه الآية : أنه قد ثبت أن المراد بلفظة وليكم المذكورة في الآية من كان المتحقق بتدبيركم والقيام بأموركم وتجب طاعته عليكم ، بدلالة أنّهم يقولون في السلطان: أنَه ولي أمر الرعية، وفيمن ترشح للخلافة : أنه وليّ عهد المسلمين ، وفي من يملك تدبير انكاح المرأة : أنه وليّها، وفي عصبة المقتول : أنّهم أولياء الدم، من حيث كانت إليهم المطالبة بالدم والعفو.
وقال المبرد في كتابه: الولي هو الأولى والأحق، ومثله المولى.
فإذا كان حقيقته في اللغة ذلك فالذي يدل على أنّه المراد في الآية : أنَه قد ثبت أنّ المراد بـالذين امنوا ليس هو جميعهم بل بعضهم، وهو من كانت له الصفة المخصوصة التي هي إيتاء الزكاة في حال الركوع .
وقد علمنا أنّ هذه الصفة لم تثبت لغير أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإذا ثبت توجّه الآية إلى بعض المؤمنين دون جميعهم ، ونفى سبحانه ما أثبته عمّن عدا المذكور بلفظة إنّما لأنها محققة لما ذكرنا فيه لما لم يذكره يبينه قولهم : إنّما الفصاحة في الشعر للجاهلية ، يريدون نفي الفصاحة عن غيرهم ، وإنّما النحاة المدققون البصريّون يريدون نفي التدقيق عن غيرهم ، وإنّما اكلت رغيفاً يريدون نفي أكل أكثر من رغيف - فيجب أن يكون المراد بلفظة وليّ في الآية ما يرجع إلى معنى الإمامة والاختصاص بالتدبير، لأنما تحمله هذه اللفظة من الموالاة في الدين والمحبّة لا تخصص في ذلك ، والمؤمنون كلهم مشتركون في معناه ، فقد قال الله سبحانه : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] فإذا ثبت ذلك فالذي يدلّ على توجه لفظة الذين امنوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أشياء : منها : قد ورد الخبر في ذلك بنقل طائفتين مختلفتين ومن طريق العامّة والخاصة نزول الآية في أمير المؤمنين عند تصدقه بخاتمه في حال ركوعه ، والقصة في ذلك مشهورة.
ومنها : أن الاُمة قد اجمعت على توجهها إليه (عليه السلام) ، لأنها بين قائلين : قائل يقول : ان المراد بها جميع المؤمنين الذين هو أحدهم ، وقائل يقول : إنه المختص بها .
ومنها : أن كلّ من ذهب إلى أن المراد بالآية ما ذكرناه من معنى الإمامة يذهب إلى أنه (عليه السلام) هو المراد بها والمقصود ، ويدل على أنه (عليه السلام) المختصّ بالآية هو دون غيره ،أن الإمامة إذا بطل ثبوتها لأكثر من واحد في الزمان ، واقتضت اللفظة الإمامة، وتوجّهت إليه (عليه السلام) بما قدّمناه ثبت أنّه (عليه السلام) المنفرد بها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|