المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06



كلامه (عليه السلام) في قتلى الجمل  
  
3410   02:01 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : 194-196.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

[قال امير المؤمنين:]هذه قريش جدعت أنفي وشفيت نفسي لقد تقدمت اليكم: احذركم عض السيف وكنتم أحداثا لا علم لكم بما ترون، ولكنه الحين وسوء المصرع وأعوذ بالله من سوء المصرع.

 ثم مر على معبد بن المقداد فقال: رحم الله ابا هذا لو كان حيا لكان رأيه أحسن من رأي هذا، فقال عمار بن ياسر: الحمد لله الذى أوقعه وجعل خده الاسفل انا والله يا أميرالمؤمنين لا نبالي من عنُد عن الحق من والد وولد فقال اميرالمؤمنين (عليه السلام): رحمك الله وجزاك عن الحق خيرا، قال: ومر بعبد الله بن ربيعة بن دراج وهو في القتلى فقال: هذا اليائس ما كان أخرجه؟ أدين أخرجه ام نصر لعثمان؟ والله ماكان رأي عثمان فيه ولا في أبيه بحسن، ثم مر بمعبد بن زهير بن أبى امية فقال: لو كانت الفتنة برأس الثريا لتناولها هذا الغلام، والله وما كان فيها بذي نخيره ولقد أخبرني من أدركه وانه ليولول فرقا من السيف، ثم مر بمسلم بن قرظه فقال: البر اخرج هذا، والله لقد كلمني ان اكلم عثمان في شيء كان يدعيه قبله بمكة، فأعطاه عثمان وقال:

لولا انت ما أعطيته ان هذا ما علمت بئس أخو العشيرة، ثم جاء المشؤم للحين ينصر عثمان ثم مر بعبد الله بن حميد بن زهير، فقال: هذا ايضا ممن أوضع في قتالنا زعم يطلب الله بذلك، ولقد كتب إلي كتبا يؤذي عثمان فيها فأعطاه شيئا فرضى عنه ثم مر بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال: هذا خالف أباه في الخروج وأبوه حين لم ينصرنا قد أحسن في بيعته لنا وان كان قد كف وجلس حين شك في القتال ما ألوم اليوم من كف عنا وعن غيرنا، ولكن المليم الذى يقاتلنا، ثم مر بعبد الله بن المغيرة بن الاخنس فقال: أما هذا فقتل أبوه يوم قتل عثمان في الدار، فخرج مغضبا لقتل أبيه وهو غلام حدث جبن لقتله، ثم مر بعبد الله بن أبى عثمان بن الا خنس بن شريق فقال: اما هذا فكأنى أنظر اليه وقد أخذ القوم السيوف هاربا يعدو من الصف، فنهنهت عنه فلم يسمع من نهنهته حتى قتله، وكان هذا مما خفى على فتيان قريش أغمار لا علم لهم بالحرب، خدعوا واستزلوا فلما وقفوا لحجوا فقتلوا، ثم مشى قليلا فمر بكعب بن سور فقال: هذا الذى خرج علينا في عنقه المصحف يزعم انه ناصر امه يدعو الناس إلى ما فيه وهو لايعلم ما فيه، ثم استفتح فخاب كل جبار عنيد، أما انه دعى الله ان يقتلني فقتله الله اجلسوا كعب بن سور فاجلس فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): يا كعب لقد وجدت ما وعدني ربى حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا، ثم قال: اضجعوا كعبا، ومر على طلحة بن عبيد الله فقال: هذا الناكث بيعتى والمنشئ الفتنة في الامة، والمجلب علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي اجلسوا طلحة بن عبيد الله فأجلس فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربى حقا فهل وجدت ما وعدك ربك حقا؟ ثم قال: اضجعوا طلحة وسار، فقال له بعض من كان معه: يا أمير المؤمنين أتكلم كعبا وطلحة بعد قتلهما؟ فقال: أم والله لقد سمعا كلامى كما سمع أهل القليب كلام رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم بدر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.