المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24

Viral Protein Synthesis
18-11-2015
Grouping atoms to form polyatomic ions
1-1-2017
معنى كملة لوح‌
15-12-2015
‏التصنيع مركبات الليثيوم
13-10-2016
Emil Klaus Julius Fuchs
26-11-2017
النقل و الحضارات القديمة
9-9-2021


مصابيح الدُّجى  
  
3470   11:04 صباحاً   التاريخ: 30-01-2015
المؤلف : ابي جعفر محمد بن ابي القاسم الطبري
الكتاب أو المصدر : بشارة المصطفى(صلى الله عليه واله)لشيعة المرتضى(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج4,ص277-280.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016 3650
التاريخ: 21-01-2015 3384
التاريخ: 10-02-2015 4130
التاريخ: 26-01-2015 3863

حدّثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه وعلى آله السلام ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله على منبره : يا علي ، إنّ الله عزّ وجلّ وهب لك  حبّ المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً ، فطوبى لمن أحبّك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي ، أنت العلم لهذه الأُمة ، مَن أحبّك فاز ومَن أبغضك هلك .

يا علي ، أنا المدينة وأنت بابها وهل تؤتى المدينة إلاّ من بابها ، يا علي ، أهل مودّتك كل أوّاب حفيظ وكل ذي طمر لو أقسم على الله لأبرّ قسمه ، يا علي ، إخوانك كل طاهر زكي  مجتهد يحبّ فيك ويبغض فيك محتقر عند الخلق عظيم المنزلة عند الله عزّ وجلّ .

يا علي ، محبّوك جيران الله في دار الفردوس لا يأسفون على ما فاتهم  من الدنيا ، يا علي ، أنا وليّ لمن واليت وأنا عدوّ لمن عاديت ، يا علي ، مَن أحبّك فقد أحبّني ومَن أبغضك فقد أبغضني ، يا علي ، إخوانك ذبل الشفاه تُعرف الرهبانية في وجوههم ، يا علي ، إخوانك يفرحون في ثلاث مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المسألة في قبورهم ، وعند العرض الأكبر ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا .

يا علي ، حربك حربي وسِلمك سِلمي ، وحربي حرب الله وسِلمي سِلم الله ، ومَن سالمك فقد سالمني ومَن سالمني فقد سالم الله عزّ وجلّ ، يا علي ، بشّر إخوانك فإنّ الله عزّ وجلّ قد رضي عنهم إذ رضيت لهم قائداً ورضوا بك ولياً .

يا علي ، أنت أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين ، يا علي ، شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عزّ وجلّ دين ، ولولا مَن في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ، يا علي ، لك كنز في الجنّة ، وأنت ذو قرنيها شيعتك تُعرف بحزب الله عزّ وجلّ ، يا علي ، أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه .

يا علي ، أنا أوّل مَن يُنفض التراب عن رأسه وأنت معي ثمّ سائر الخلق ، يا علي ، وشيعتك على الحوض تسقون مَن أحببتم وتمنعون مَن كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظلّ العرش يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء: 101] ، وفيكم نزلت : {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء: 103]. يا علي ، أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعّمون .

يا علي ، إنّ الملائكة والخزّان يشتاقون إليكم ، وإنّ حملة العرش والملائكة المقرّبون ليخصّونكم بالدعاء ويسألون الله لمحبّيكم ، ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغايب القادم بعد طول الغيبة ، يا علي ، شيعتك الذين يخافون الله في السرّ وينصحونه في العلانية ، يا علي ، شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ؛ لأنّهم يلقون الله عزّ وجلّ وما عليهم ذنب ، يا علي ، إنّ أعمال شيعتك ستُعرض عليَّ في كل جمعة فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم واستغفر لسيئاتهم . يا علي ، ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يُخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل  فسَل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن إليا  يخبرونك  مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله عزّ وجلّ من علم الكتاب ، وإنّ أهل الإنجيل ليتعاظمون إليا  وما يعرفونه شيعته وإنّما يعرفونهم بما يحدّثونهم في كتبهم ، يا علي ، إنّ أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهاداً . يا علي ، إنّ أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم فتنظر الملائكة إليه كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً إليهم ولما يرون من منزلتهم عند الله عزّ وجلّ ، يا علي ، قل لأصحابك العارفين بك يتنزّهون عن الأعمال التي يقارفها عدوّهم ، فما من يوم ولا ليلة إلاّ ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم فليجتنبوا الدنس . يا علي ، اشتدّ غضب الله عزّ وجلّ على مَن قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوّك وتركك وشيعتك واختار الضلال ونَصَب لك الحرب  ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت وأبغض مَن والاك ونصرك واختارك وبذل مهجته وماله فينا ، يا علي أقرئهم منّي السلام مَن رآني منهم ومَن لم يرني ، وأعلِمهم أنّهم إخواني الذين اشتاق إليهم فليلقوا علمي إلى مَن يبلغ القرون من بعدي ، وليتمسّكوا بحبل الله وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فإنّا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أنّ الله عزّ وجلّ راضٍ عنهم ، وأنّه يباهي بهم ملائكته وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم . يا علي ، لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أنّي أُحبّك فأحبّوك لحبّي إياك ودانوا الله عزّ وجلّ بذلك وأعطوك سفو المودّة من قلوبهم  ، واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد ، وسلكوا طريقك وقد حُملوا على المكاره فينا فأبوا إلاّ نصرنا وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول ، وما يقاسونه من مضاضة ذلك فكن بهم رحيماً واقنع بهم ، فإنّ الله عزّ وجلّ اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق ، وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرّنا وألزم قلوبهم معرفة حقّنا ، وشرح صدورهم وجعلهم متمسّكين  بحبلنا ، لا يؤثرون علينا مَن خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم ، أيّدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصَموا به ، والناس في غمّة الضلال متحيّرون في الأهواء ، عموا عن الحجّة وما جاء من عند الله عزّ وجلّ ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحقّ والاستقامة ، لا يستأنسون إلى مَن خالفهم وليست الدنيا منهم وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدُّجى أولئك مصابيح الدُّجى ، أولئك مصابيح الدُّجى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.