x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
النحو
اقسام الكلام
الكلام وما يتالف منه
الجمل وانواعها
اقسام الفعل وعلاماته
المعرب والمبني
أنواع الإعراب
علامات الاسم
الأسماء الستة
النكرة والمعرفة
الأفعال الخمسة
المثنى
جمع المذكر السالم
جمع المؤنث السالم
العلم
الضمائر
اسم الإشارة
الاسم الموصول
المعرف بـ (ال)
المبتدا والخبر
كان وأخواتها
المشبهات بـ(ليس)
كاد واخواتها (أفعال المقاربة)
إن وأخواتها
لا النافية للجنس
ظن وأخواتها
الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل
الأفعال الناصبة لمفعولين
الفاعل
نائب الفاعل
تعدي الفعل ولزومه
العامل والمعمول واشتغالهما
التنازع والاشتغال
المفعول المطلق
المفعول فيه
المفعول لأجله
المفعول به
المفعول معه
الاستثناء
الحال
التمييز
الحروف وأنواعها
الإضافة
المصدر وانواعه
اسم الفاعل
اسم المفعول
صيغة المبالغة
الصفة المشبهة بالفعل
اسم التفضيل
التعجب
أفعال المدح والذم
النعت (الصفة)
التوكيد
العطف
البدل
النداء
الاستفهام
الاستغاثة
الندبة
الترخيم
الاختصاص
الإغراء والتحذير
أسماء الأفعال وأسماء الأصوات
نون التوكيد
الممنوع من الصرف
الفعل المضارع وأحواله
القسم
أدوات الجزم
العدد
الحكاية
الشرط وجوابه
الصرف
موضوع علم الصرف وميدانه
تعريف علم الصرف
بين الصرف والنحو
فائدة علم الصرف
الميزان الصرفي
الفعل المجرد وأبوابه
الفعل المزيد وأبوابه
أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)
اسناد الفعل الى الضمائر
توكيد الفعل
تصريف الاسماء
الفعل المبني للمجهول
المقصور والممدود والمنقوص
جمع التكسير
المصادر وابنيتها
اسم الفاعل
صيغة المبالغة
اسم المفعول
الصفة المشبهة
اسم التفضيل
اسما الزمان والمكان
اسم المرة
اسم الآلة
اسم الهيئة
المصدر الميمي
النسب
التصغير
الابدال
الاعلال
الفعل الصحيح والمعتل
الفعل الجامد والمتصرف
الإمالة
الوقف
الادغام
القلب المكاني
الحذف
المدارس النحوية
النحو ونشأته
دوافع نشأة النحو العربي
اراء حول النحو العربي واصالته
النحو العربي و واضعه
أوائل النحويين
المدرسة البصرية
بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في البصرة وطابعه
أهم نحاة المدرسة البصرية
جهود علماء المدرسة البصرية
كتاب سيبويه
جهود الخليل بن احمد الفراهيدي
كتاب المقتضب - للمبرد
المدرسة الكوفية
بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الكوفة وطابعه
أهم نحاة المدرسة الكوفية
جهود علماء المدرسة الكوفية
جهود الكسائي
الفراء وكتاب (معاني القرآن)
الخلاف بين البصريين والكوفيين
الخلاف اسبابه ونتائجه
الخلاف في المصطلح
الخلاف في المنهج
الخلاف في المسائل النحوية
المدرسة البغدادية
بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في بغداد وطابعه
أهم نحاة المدرسة البغدادية
جهود علماء المدرسة البغدادية
المفصل للزمخشري
شرح الرضي على الكافية
جهود الزجاجي
جهود السيرافي
جهود ابن جني
جهود ابو البركات ابن الانباري
المدرسة المصرية
بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو المصري وطابعه
أهم نحاة المدرسة المصرية
جهود علماء المدرسة المصرية
كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك
جهود ابن هشام الانصاري
جهود السيوطي
شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك
المدرسة الاندلسية
بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها
نشأة النحو في الاندلس وطابعه
أهم نحاة المدرسة الاندلسية
جهود علماء المدرسة الاندلسية
كتاب الرد على النحاة
جهود ابن مالك
اللغة العربية
لمحة عامة عن اللغة العربية
العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)
العربية الجنوبية (العربية اليمنية)
اللغة المشتركة (الفصحى)
فقه اللغة
مصطلح فقه اللغة ومفهومه
اهداف فقه اللغة وموضوعاته
بين فقه اللغة وعلم اللغة
جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة
جهود القدامى
جهود المحدثين
اللغة ونظريات نشأتها
حول اللغة ونظريات نشأتها
نظرية التوقيف والإلهام
نظرية التواضع والاصطلاح
نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح
نظرية محاكات أصوات الطبيعة
نظرية الغريزة والانفعال
نظرية محاكات الاصوات معانيها
نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية
نظريات تقسيم اللغات
تقسيم ماكس مولر
تقسيم شليجل
فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)
لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية
موطن الساميين الاول
خصائص اللغات الجزرية المشتركة
اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية
تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)
اللغات الشرقية
اللغات الغربية
اللهجات العربية
معنى اللهجة
اهمية دراسة اللهجات العربية
أشهر اللهجات العربية وخصائصها
كيف تتكون اللهجات
اللهجات الشاذة والقابها
خصائص اللغة العربية
الترادف
الاشتراك اللفظي
التضاد
الاشتقاق
مقدمة حول الاشتقاق
الاشتقاق الصغير
الاشتقاق الكبير
الاشتقاق الاكبر
اشتقاق الكبار - النحت
التعرب - الدخيل
الإعراب
مناسبة الحروف لمعانيها
صيغ اوزان العربية
الخط العربي
الخط العربي وأصله، اعجامه
الكتابة قبل الاسلام
الكتابة بعد الاسلام
عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه
أصوات اللغة العربية
الأصوات اللغوية
جهود العرب القدامى في علم الصوت
اعضاء الجهاز النطقي
مخارج الاصوات العربية
صفات الاصوات العربية
المعاجم العربية
علم اللغة
مدخل إلى علم اللغة
ماهية علم اللغة
الجهود اللغوية عند العرب
الجهود اللغوية عند غير العرب
مناهج البحث في اللغة
المنهج الوصفي
المنهج التوليدي
المنهج النحوي
المنهج الصرفي
منهج الدلالة
منهج الدراسات الانسانية
منهج التشكيل الصوتي
علم اللغة والعلوم الأخرى
علم اللغة وعلم النفس
علم اللغة وعلم الاجتماع
علم اللغة والانثروبولوجيا
علم اللغة و الجغرافية
مستويات علم اللغة
المستوى الصوتي
المستوى الصرفي
المستوى الدلالي
المستوى النحوي
وظيفة اللغة
اللغة والكتابة
اللغة والكلام
تكون اللغات الانسانية
اللغة واللغات
اللهجات
اللغات المشتركة
القرابة اللغوية
احتكاك اللغات
قضايا لغوية أخرى
علم الدلالة
ماهية علم الدلالة وتعريفه
نشأة علم الدلالة
مفهوم الدلالة
جهود القدامى في الدراسات الدلالية
جهود الجاحظ
جهود الجرجاني
جهود الآمدي
جهود اخرى
جهود ابن جني
مقدمة حول جهود العرب
التطور الدلالي
ماهية التطور الدلالي
اسباب التطور الدلالي
تخصيص الدلالة
تعميم الدلالة
انتقال الدلالة
رقي الدلالة
انحطاط الدلالة
اسباب التغير الدلالي
التحول نحو المعاني المتضادة
الدال و المدلول
الدلالة والمجاز
تحليل المعنى
المشكلات الدلالية
ماهية المشكلات الدلالية
التضاد
المشترك اللفظي
غموض المعنى
تغير المعنى
قضايا دلالية اخرى
نظريات علم الدلالة الحديثة
نظرية السياق
نظرية الحقول الدلالية
النظرية التصورية
النظرية التحليلية
نظريات اخرى
النظرية الاشارية
مقدمة حول النظريات الدلالية
أخرى
بطلان القول بإنكار الإعراب
المؤلف: محمد بن ابراهيم الحمد
المصدر: فقه اللغة مفهومه – موضوعاته – قضايا
الجزء والصفحة: ص 433 - 442
21-7-2016
3074
القول بإنكار الإعراب واضح البطلان(1)، وقد مر أثناء إيراد حجج القائلين بذلك شيءٌ من أوجه بطلان ما ادعوه، وفيما يلي مزيد بيان لرد تلك الدعاوى الباطلة:
1_ وجود الإعراب كاملاً في بعض اللغات السامية: كالأكادية، وتشمل اللغتين البابلية والآشورية في عصورهما القديمة.
وقد أورد الدكتور رمضان عبدالتواب في كتابه (فصول في فقه اللغة) نماذج لذلك.
2_ أن جميع لغات العالم تستخلص القواعد من اللغة؛ فالقواعد لا توضع ولا تخترع.
يقول د. علي عبدالواحد وافي: (خلق القواعد خلقاً لا يتصورها العقل، ولم يحدث لها نظير في التاريخ، ولا يمكن أن يفكر فيها عاقل، أو يتصور نجاحها؛ فمن الواضح أن قواعد اللغة ليست من الأمور التي تخترع، أو تفرض على الناس، بل تنشأ من تلقاء نفسها، وتتكون بالتدريج)(2).
ص433
3_ أن دقة القواعد وتشعبها لا يدلان مطلقاً على أنها مخترعة اختراعاً؛ فاليونانية واللاتينية _على سبيل المثال_ في العصور القديمة، والألمانية في العصر الحاضر _ تشتمل كل واحدة منها على قواعد لا تقل في دقتها وتشعبها عن قواعد العربية، ولم يؤثِّر هذا في انتقالها من جيل إلى جيل عن طريق التقليد، ولا في مراعاتها في الحديث، ولم يقل أحد: إنها من خلق علماء القواعد.
4_ أن اللغة لو كانت مصنوعة مفروضة على الناس لما قبلوها؛ إذ لا يتصور أن يكون للنحاة هذه السطوة على الناس حتى يلزموهم بهذه اللغة التي اخترعوها كما يزعم د. إبراهيم أنيس.
5_ أن الأمة لا يمكن أن تتواطئ على إخفاء شيء من الأخبار، ولو كان النحو مصنوعاً لوصلتنا الأخبار بذلك.
6_ أن القرآن الكريم الذي وصل إلينا متواتراً بالرواية الشفوية الموثوق بها جيلاً بعد جيل _ وصل معرباً.
ولا يمكن أن يدور في خلد أحد أن النبي " كان لا يحرك أواخر الكلمات في تلاوته لنص القرآن الكريم إلا إذا اقتضت ضرورة وصل الكلمات، أو بعبارة أخرى إذا أراد التخلص من التقاء الساكنين؛ فلا يتصور أبداً أن يُظن أن النبي " كان يتلو _على سبيل المثال_ قوله _تعالى_: [ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (3) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)](القلم) بتسكين أواخر الكلمات _ القلم _ بنعمة _ ربك _ وإنك _ خلق _.
ص434
فذلك لم يحدث قطعاً، ولو حدث لوصل إلينا روايات من ذلك.
ثم إن اتفاق القُرَّاء، ونصَّهم على مواضع الاختلاف دليل على وجود الإعراب، ولو كان مصنوعاً لوصلنا براوية واحدة.
وهذا وحده كافٍ في نفي كون النحو مصنوعاً.
7_ أن الرسم القرآني الذي نقل إلينا متواتراً يؤيد وجود الإعراب في الفصحى، وأنه ليس من اختراع النحاة؛ فالتفرقة واضحة بين المنصوب بالياء، والمرفوع بالألف أو الواو، والمنوَّن كل ذلك يؤكد بأن ظاهرة الإعراب موجودة.
ولا ريب أن المصحف العثماني قد دُوِّن في عصر سابق بأمدٍ غيرِ قصير لعهد علماء البصرة والكوفة الذين ينسب إليهم اختراع قواعد الإعراب.
8_ تَنَبُّهُ العلماءِ في الصدر الأول لحركات الإعراب، وإدراكُهم لمدلولها، وعيبُهم من يحيد عنها ممن فسدت ألسنتهم بمخالطتهم للأعاجم؛ فذلك يدل دلالة صادقة على وجود الإعراب في الكلام، وشعورِ أولئك القوم به قبل أن يخرج النحاة بقواعدهم على الناس.
والأخبار الواردة عن أهل الصدر الأول في هذا الصدد كثيرة جداً، وإن كان بعضها لا يخلو من مسحة التكلف، والصنعة، لكنها _في الجملة_ تدل على ذلك _كما مر_.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
أ_ (كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب : (من أبو موسى) فكتب إليه عمر: (سلام عليك أما بعد: فاضرب كاتبك سوطاً
ص435
واحداً، وأخِّر عطاءه سنة)(3).
ب_ (ويروى عن أبي الأسود الدؤلي أنه سمع رجلاً يقرأ: [أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ] بكسر اللام من (رسوله).
فقال: لا أظنه يسعني إلا أن أصنع شيئاً أصلح به نحو هذا)(4).
ج_ ويروى أن ابنة أبي الأسود قالت لأبيها يوماً: يا أبت ما أحسنُ السماءِ.
قال: يا بنية! نجومها قالت: إني لم أرد أي شيء منها أحسن، وإنما تعجبت من حسنها.
قال: إذاً فقولي: ما أحسنَ السماءَ!)(5)
د_ (وقال رجل للحسن البصريرحمه الله يا أبو سعيد!
فقال: كَسْبُ الدوانيق شغلك عن أن تقول: يا أبا سعيد)(6).
هـ_ واستأذن رجل على إبراهيم النخعي فقال: أبا عمران في الدار؟ فلم يجبه، فقال: أبي عمران في الدار؟ فناداه، وقال: قل الثالثة وادخل(7).
فهذه الروايات، وأضعاف أضعافها مما لم يذكر تدلنا على وجود الإعراب كما يعرفه النحويون في العربية الفصحى.
ص436
كما تدلنا من جانب آخر على أنه لم يكن لغةً سليقةً لكل من تكلم العربية، بدليل وقوع اللحن من كلام هؤلاء ومعظمهم من الموالي.
9_ أن الشعر العربي بموازينه وبحوره لا يقبل نظرية د. إبراهيم أنيس بحال من الأحوال؛ فأوزان الشعر، وقواعده وجَرْسُه يقوم على ملاحظة نظام الإعراب، وبدون ذلك تختل أوزانه، ويضطرب جرسه.
(ومما لا شك أن هذه الأوزان سابقة لعلماء البصرة والكوفة، وأن شعراً عربياً كثيراً قد قيل على غرارها قبل الإسلام، ومن بعده قبل أن يخلق هؤلاء العلماء؛ فإنكار هذا الشعر لا سبيل إليه، ولا يمكن أن يكون قد أُلِّف غير معرب الكلمات؛ لأن عدم إعرابها يترتب عليه اضطراب أوزانه، واختلال موسيقاه)(8).
10_ النقوش العربية؛ فهي _على قلتها_ تدل على أن الإعراب كان موجوداً عند العرب؛ حيث يظهر فيها التزام الإعراب.
11_ قضية السماع من العرب؛ فهذا من أعظم ما يؤكد أن النحو ليس مصنوعاً.
فالعلماء في عهد هارون الرشيد كانوا يسمعون الكلام بكل دقائقه من الأعراب الذين كانوا يلقونهم.
ومن أعظم ما يمثل قضية السماع كتاب سيبويه رحمه الله حيث يمثل صورة تقعيد النحو؛ فالقواعد عنده سماعيه؛ ولهذا نراه كثيراً ما يقول: سمعنا عن فلان، أو
ص437
حدثنا فلان.
وإليك بعض الأمثلة مما جاء في كتابه رحمه الله:
أ_ قال: هذا كله سمع من العرب... 1/ 147.
ب_ وقال: وسمعنا من العرب من يقول:... 1/ 243.
ج_ وقال: ومن العرب من يقول: اليوم يومك. 1/ 419.
د_ وقال: وقد سمعنا من العرب من يشمّه الرفع... 3/ 95
هـ_ وقال: وسمعنا من العرب من يقول: إني أنا لُبَّتُها. 3/ 128.
و_ وقال: وسمعت رجلاً من العرب ينشد هذا البيت... 3/ 144.
ز_ وقال: وسألنا العرب فوجدناهم يوافقونه ويجعلونه... 3/ 290.
ح_ وقال: وسألنا العلويين والتميميين فرأيناهم يقولون... 3/ 291.
بل إن هناك من الأعراب في القرن الرابع من كان يتكلم العربية، وقد افتخر كثير من الأئمة بمشافهتهم كالأزهري, وأبي زيد القرشي، وابن جني، وكانوا يعملون لهم بعض الامتحانات؛ ليتأكدوا من مدى فصاحتهم.
بل إن ابن خلدون ذكر أنه وجد في زمانه من يتكلم العربية.
فعلماء هذا شأنهم؛ دقةً ، واحتياطاً، وإخلاصاً لا يعقل أن يتواطئوا جميعاً على هذا الإفك المبين.
ويحسن أن يختم هذا الحديث ببعض الأقوال التي ترد تلك الفرية العظيمة، قال د. علي عبدالواحد وافي رحمه الله: (وإذا أمكن أن نتصور أن علماء القواعد تواطؤا جميعاً على اختلاف الإعراب فإنه لا يمكن أن نتصور أنه تواطأ معهم
ص438
عليه جميع العلماء من معاصريهم، فأجمعوا كلمتهم ألا يذكر أحد منهم شيئاً ما عن هذا الاختراع العجيب.
ولا يعقل أن يقبل معاصروهم هذه القواعد على أنها ممثلة لقواعد لغتهم، ويحتذوها في كتاباتهم اللهم إلا إذا كان علماء البصرة والكوفة قد سحروا عقول الناس واسترهبوهم، وأنسوهم معارفهم عن لغتهم وتاريخهم، فجعلوهم يعتقدون أن ما جاؤوا به من الإفك ممثل لفصيح هذه اللغة)(9).
وقال: (فنظام الإعراب عنصر أساسي من عناصر اللغة العربية، وليس من إلهام عبقري، ولا من اختراع عالم.
وإنما تكون في صورة تلقائية في أحقاب طويلة كما يتكون اللؤلؤ في جوف الأصداف، وكما تتكون الأحجار الكريمة من فلذات(10) الأرض الطيبة، وقد اشتملت عليه هذه اللغة منذ أقدم عهودها.
وكل ما عمله علماء القواعد حياله هو أنه استخلصوا مناهجه استخلاصاً من القرآن والحديث وكلام الفصحاء العرب، ورتبوها وصاغوها في صورة قواعد وقوانين)(11).
وقال د. محمد محمد حسين رحمه الله في معرض حديث له عن دعاوى إبراهيم أنيس: (وإني لأتساءل: أيهما أدنى إلى الروح العلمية التي تضبط اللغة
ص439
وتصونها، وتضمن الثبات والاستقرار؟
قواعد النحاة التي اجتمع عليها الناس، أم هذه الأوهام التي تحتكم إلى الانسجام، ونظام المقاطع، وطبيعة الصوت، وغيرها من الكلمات الغامضة الدلالة التي ليس لها مفهوم عام يلتقي عنده كل الناس؟
ثم إني أتساءل: ما الذي يهدف إليه المؤلف بدعاواه ومزاعمه؟
هل يريد إلغاء الإعراب جملة؟ وإذا تم له ذلك فهل نسمي ذلك تجديداً أم هدماً؟ وهل نقرأ القرآن بعد ذلك بحركات الإعراب أم بدونها؟)(12).
وقال رحمه الله: (ويعرف كل من ألمَّ باليونانية واللاتينية وبعض اللغات الأوربية الحديثة كالألمانية أن هذه الحالات التي تعتري الكلمات، وتقتضي زيادة بعض الأحرف في نهاياتها تبلغ ست حالات في حالة الإفراد وستاً مثلها في حالة الجمع، وأنها أكثر تعقيداً فيها منها في العربية؛ لأن هذه الحالات يُعبَّر عنها بحرفين أو ثلاثة، وهي في العربية حركة واحدة؛ ولأن هذه الزيادات غير موحدة، فالكلمات في هذه اللغات تتشعب إلى مجموعات أو أُسر متعددة _declensions_
وكذلك الفعل في الفرنسية المعاصرة، ولكل أسرة منها علامات للإعراب تختلف عنها في الأسر الأخرى، وإذا جاز ذلك وصحَّ عند دعاة التغريب في لغات هذه الأمم، فلماذا يستنكرونه ويستبعدونه في العربية؟ لماذا يُسلِّمون بوجود هذه الظاهرة التي تربط المعنى بالشكل الذي تتخذه نهايات الكلمات في هذه اللغات،
ص440
ولا ينسبونها إلى الانسجام، وطبيعة الصوت، ونظام المقاطع، ويرفضون نظيرها في اللغة العربية؟!
ولماذا كان نحاة العرب دون غيرهم هم المتهمين بالتحريف، والاختلاق، والتزوير، والطغيان؟)(13).
وقال: (ومن الطبيعي في كل اللغات أن يكون وضع قواعد اللغة ومعاجمها هو المرحلة الأخيرة في نضجها التي تثبت معها أساليبها في بناء الكلمات والتعبير عن المعاني، ولا يُسمح بعدها بمخالفتها، أو الانحراف عنها، ولا يجري التطور إلا في حدودها.
وقواعد اللغة أو ما يسميه العرب نحواً وصرفاً قد استُنبطت من واقعها ومن طريقتها التي هديت إليها في التعبير على مقتضى سنن الله في اختلاف الألوان والألسنة [وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ] الروم: 30.
فإذا استُنبطت هذه القواعد من واقعها، وبُوبت أصبح لها قوة القانون في المجتمع، لا يسمح لأحدٍ بالخروج عليه مع أنه هو نفسه من صنع المجتمع.
وما ترويه كتب النحو من الشعر المخالف لهذه القواعد في عصور الاستشهاد مما تسميه شاذاً ليس إلا صورة لفقدان الانضباط الكامل في اللغة الذي كان يسمح لبعض الناس بالخروج على العرْف الغالب المألوف إن سها، أو دعته لذلك ضرورة أو غلَبَتْ عليه لهجته المحلية التي تخطَّتها لغة الأدب التي اجتمع عليها
ص441
العرب قبيل الإسلام.
وهذا الذي يسمونه قبل وضع النحو شاذاً هو نفسه ما يصفونه بعد وضع النحو بأنه خطأ)(14).
ص442
_______________
(1) انظر فقه اللغة د وافي ص161_165، وفصول في فقه العربية ص338_351، ومقالات في الأدب واللغة د. محمد محمد حسين ص87_93، وفقه اللغة د. إميل يعقوب ص129_143 ومحاضرات أ.د. علي البواب على طلاب كلية اللغة العربية.
(2) فقه اللغة ص163.
(3) مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي ص6، ونور القبس المختصر من المقتبس للمرزباني ص3.
(4) مراتب النحويين ص8، وأخبار النحويين للسيرافي ص12.
(5) أخبار النحويين البصريين ص14.
(6) نور القبس المختصر للمرزباني ص3
(7) معجم الأدباء1/ 68
(8) فقه اللغة د. وافي ص164.
(9) فقه اللغة د. علي عبدالواحد وافي ص208، وانظر فصول في فقه العربية ص347_348.
(11) لعلها: فِلِزَّات.
(12) فقه اللغة ص164_165.
(13) مقالات في الأدب واللغة ص89.
(14) مقالات في الأدب واللغة ص90
(15) مقالات في اللغة والأدب ص91.