الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الموحدون
المؤلف:
شوقي ضيف
المصدر:
عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة:
ص42
4-7-2016
2409
الموحدون(1) :
أنشأ هذه الدولة ابن تومرت، و هو مصلح ديني مغربي زار المشرق و تتلمذ على أساتذته من الأشعرية و غيرهم، و عاد إلى المغرب فنظم فيه ثورة واسعة ضد المرابطين و فقهائهم المالكية الذين كانوا يهتمون في دراسة الفقه بالفروع دون الأصول، و تبعه خلق كثيرون و جعلهم طبقات: الطبقة الأولى سماها الجماعة، و سمى الطبقة الثانية باسم الموحدين و ألف منهم جيشا ضخما واقع به المرابطين سنة 5٢4. و توفى سريعا فخلفه عبد المؤمن بن علي حتى وفاته سنة 55٨ للهجرة، و هو يعد المؤسس الحقيقي للدولة، إذ استطاع القضاء نهائيا على دولة المرابطين، و تبعه المغرب من طرابلس إلى المحيط، و تمّ له ملك أكثر الأندلس منذ سنة 54٠. و كان ابن الرّنك صاحب قلمرية شمالي نهر تاجه بالقرب من المحيط قد استولى على أشبونة و شنترين و قصر أبي دانس، و هو يعد أول ملوك البرتغال بينما استولى ابن مردنيش على شرقي الأندلس و ولى صهره إبراهيم بن همشك على جيان، فنازلهما الموحدون و قضوا عليهما في الستينيات، و كان النصارى قد استولوا على المرية من يد ابن الرميمي فاستعادوها. و توفى عبد المؤمن فخلفه ابنه يوسف، و كان مثقفا ثقافة واسعة أتيحت له في أثناء ولايته لأبيه على الأندلس و اتخاذه إشبيلية عاصمة له، و كان مثل أبيه و إمامه ابن تومرت ثائرا على كتب المذاهب الفقهية و ما بها من كثرة الفروع و العلل و الأقيسة و معتنقا لمذهب أهل الظاهر، و عبر إلى الأندلس في سنة 566 لجهاد النصارى، و أعاد عليهم الكرة في سنة 5٨٠ و هي سنة وفاته و خلفه ابنه يعقوب، و كان متعصبا للمذهب الظاهري تعصبا شديدا، و في السنة الثانية من حكمه توفى ابن الرنك ملك البرتغال و استولى ابنه شانجه على مدينة شلب، و استردها يعقوب في السنة التالية و معها قصر أبي دانس في الجنوب الشرقي لأشبونة. و عبر إلى الأندلس سنة 5٩١ في جيش جرار، و علم به ألفونس الثامن ملك قشتالة فجمع له جموعا كثيرة تزيد على مائتي ألف راجل و خمسة و عشرين ألف فارس، و التقيا عند حصن الأرك في وسط الطريق بين قرطبة و طليطلة، و منى ألفونس و جيشه بهزيمة ما حقة و تنادوا الفرار الفرار، و فر ألفونس ناجيا بنفسه. و عاد يعقوب إلى إشبيلية مبتهجا بكثرة الأسلاب و الغنائم، و أصلح مسجدها و بنى مأذنته التي عرفت باسم الخير الدا، و كان حريّا أن يتبع ألفونس إلى طليطلة و يستولي عليها حتى يفيد الفائدة المرجوة من هذا النصر العظيم، غير أنه اكتفى بعقد معاهدة بينه و بين ألفونس بعدم الاعتداء لمدة عشر سنوات. و توفى سنة 5٩5 و خلفه ابنه الناصر و كان ضعيفا و شغلته ثورات مختلفة في المغرب كما شغله استيلاؤه على جزائر البليار من يد بني غانية، بينما كان ألفونس يعد العدة لمعركة فاصلة بينه و بين الموحدين و أعان ملوك النصارى في الشمال و البابا و الأساقفة في جنوبي فرنسا واعدين مساعديه بالغفران و جاءه عبّاد الصليب من كل فجّ، و التقى سنة 6٠٩ بالناصر و جيش الموحدين في حصن العقاب إلى الجنوب الشرقي من حصن الأرك، و هزم الناصر و جيشه هزيمة مرة، و لم تدر السنة حتى توفى و خلفه ابنه المستنصر حتى سنة 6٢٠ و أخوه المأمون حتى سنة 6٢٩ و في أيامه أعلن استقلاله ابن أبي حفص واليه على تونس، و ولى بعده ابنه الرشيد حتى سنة 64٠ و في عهده استقل بنو زيان بتلمسان (المغرب الأوسط) و خلفه ابنه السعيد و في أيامه عظم شأن بني مرين في المغرب الأقصى و استولوا على فاس و مكناس و أيضا على و سلا و الرباط على شاطئ المحيط و دخلوا مراكش سنة 664 و بذلك انتهى عهد الموحدين.
و منذ زمن المأمون الموحدي أخذ بعض الثائرين في الأندلس يعلنون استقلالهم، و في مقدمتهم ابن هود الملقب بالمتوكل الثائر بمرسيه سنة 6٢5 و ملك قرطبة و إشبيلية و غرناطة فضلا عن مالقة و المرية، و لقيه النصارى في ماردة شرقي بطليوس سنة 6٢6 فهزموه و أخذوها، و استولى صاحب برشلونة على جزائر البليار سنة 6٢٧، و لم يلبث ملك قشتالة أن استولى على قرطبة جوهرة الأندلس الكبرى سنة 6٣٣ و قتل ابن هود وزيره ابن الرميمي غيلة في المرية، و ثار زيان بن يوسف بن مردنيش ببلنسية سنة 6٢6 و أخذها منه ملك أراجون سنة 6٣5 و سقطت جزيرة شقر سنة 6٣٩ و دانية سنة 64١ و شاطبة سنة 644 و استولى فرناند الثالث ملك قشتالة على إشبيلية عروس الأندلس سنة646.
و آلت مرسية لعم المتوكل بن هود بفريضة للنصارى و خدمة، و ثار عليه عزيز بن خطاب سنة 6٣5 و هزم في وقعة مع النصارى فاستدعى أهل مرسية زيان بن يوسف بن مردنيش فدخلها و قتله سنة 6٣6 و عاد أهل مرسية فثاروا على ابن مردنيش و أخرجوه من بلدتهم، فعادت لبني هود، و ما زال فرناند الثالث ملك قشتالة يغاورها و يحاصرها حتى استولى عليها سنة 664 للهجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر في الموحدين بالأندلس الجزء الثاني و الثالث من البيان المغرب (طبع باريس) و نفح الطيب و تاريخ ابن خلدون 4/١65 و المعجب للمراكشي (طبع القاهرة) و كتاب المن بالإمامة على المستضعفين بأن جعلهم اللّه أئمة و جعلهم الوارثين لابن صاحب الصلاة و تاريخ الدولتين الموحدية و الحفصية للزركشي (طبع تونس) و الجزأين الثاني و الثالث من الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى للناصري و أعمال الأعلام لابن الخطيب (طبع بيروت و المغرب) و عصر المرابطين و الموحدين لمحمد عبد اللّه عنان و التاريخ الأندلسي لعبد الرحمن الحجي و معالم تاريخ المغرب و الأندلس لحسين مؤنس و الإسلام في المغرب و الأندلس لبروقنسال بمراجعة د. لطفى عبد البديع.