الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
التلالسي في مدح تلمسان
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 129-130
2025-08-10
92
التلالسي في مدح تلمسان
وممن مدح تلمسان الحاج الطبيب أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة الشهير بالتلالسي رحمه الله تعالى، إذ قال (1):
سقى الله من صوب الحيا هاطلا وبلا ... ربوع تلمسان التي قدرها استعلى
ربوع بها كان الشباب مصاحبي ... جررت إلى اللذات في دارها الذيلا
فكم نلت فيها من أمان قصية ... وكم منح الدهر الضنين (2) بها النيلا
وكم غازلتني الغيد فيها تلاعبا ... وكم من عذول لا أطيع له قولا
وكم ليلة بتنا بصف صيفها الذي ... تسامى على الأنهار إذ عدم المثلا
وكدية عشاق لها الحسن ينتهي ... يعود المسن الشيخ من حسنها طفلا
نعم، وغدير الجوزة السالب الحجى ... نعمت بها طفلا وهمت بها كهلا
ومنه ومن عين أم يحيى شرابنا ... لأنهما في الطيب كالنيل بل أحلى
وعبادها ما القلب ناس ذمامه ... به روضة للخير قد جعلت حلا
به شيخنا المذكور في الأرض ذكره ... أبو مدين أهلا به دائما أهلا
لها بهجة تزري على كل بلدة ... بتاج عليها كالعروس إذا تجلى
فيا جنة الدنيا التي راق حسنها ... فحازت على كل البلاد به الفضلا
ولا عجب أن كنت في الحسن هكذا ... وموسى الإمام المرتضى فيك قد حلا
ولاحت لدينا فيك منه محاسن ... كأن سناها حاجب الشمس إذ جلى
مطاع شجاع في الوغى ذو مهابة ... حسام على الباغين في الأرض قد سلا
كريم حليم حاتمي نواله ... سعيد حميد يصدق القول والفعلا
له راحة كالغيث ينهل ودقها ... وصارم نصر مرهف الحد لا فلا
هو الملك الأرقى هو الملك الرضي ... هو الملك الأسنى هو الملك الأعلى
ومن هذه الأوصاف فيه تجمعت ... حقيقا على كل المعالي قد استولى
إمام حباه الله ملكا مؤزرا ... فلا ملك إلا لعزته ذلا
من الزاب وافانا عزيزا مظفرا ... يجر من النصر المنوط به ذيلا
بدت إليك الغرب شدة بأسه ... وإنعامه للمعتفين وما أولى
فبادره بالصلح خوف فواته ... وسالمه إذ كان ذاك به أولى
فكان بحمد الله صلحا مهنأ ... به طابت الدنيا وجزنا به السبلا
له في المعالي رتبة لا ينالها ... سواه وكتب في فضائله تتلى
لطاعته كل الأنام تبادرت ... فيا سعد من وافى ويا ويح من ولى
أحساده موتوا فإن قلوبكم ... بدمر الغضا مما بها أبدا تصلى
لقد جبر الله البلاد بملكه ... به ملئت أمنا، به ملئت عدلا
فلا زال هذا الملك فيه مخلدا ... وصارمه الأمضى وخادمه الأعلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أورد له صاحب بغية الرواد عددا من القصائد والموشحات في الجزء الثاني؛ وهذه القصيدة في الجزء الأول ص: 17.
(2) البغية: المنيف.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
