الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
بنو الأحمر في غرناطة
المؤلف:
شوقي ضيف
المصدر:
عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة:
ص44-45
24-3-2016
3037
و خلفه ابنه محمد الملقب بالفقيه، و سرعان ما هاجمه ألفونس العاشر ملك ليون فاستنجد بالمنصور عبد الحق سلطان المرينيين بالمغرب فأرسل إليه قوة كبيرة، و التقى الجمعان عند إستجة جنوبي قرطبة سنة 6٧4 و انتصر المسلمون انتصارا عظيما. و اتفق محمد الفقيه سلطان غرناطة و سلطان بنى مرين على أن تقيم في مملكة غرناطة قوة مرينية يرأسها قائد مريني يسمى شيخ الغزاة يدخل في عداد كبار الشخصيات بغرناطة، و اتّفق على أن تكون مالقة قاعدة للقوات المرينية، و عبر المنصور المريني مرارا و ظل يشتبك مع القشتاليين حتى أذعنوا لمسالمة محمد الفقيه، و توفى سنة ٧٠١ و خلفه ابنه محمد المخلوع سنة ٧٠٨ و ولى بعده أخوه نصر حتى سنة ٧١٣ إذ تنازل لابن عمه إسماعيل، و التقى بالقشتاليين سنة ٧١٨ و دارت عليهم الدوائر، و له فضل في إقامة بعض منشئات قصر الحمراء و اغتيل سنة ٧٢5و خلفه ابنه أبو الحجاج يوسف الأول، و في أيامه استولى القشتاليون على طريف المشرفة على جبل طارق، و حدث و باء كبير سنة ٧4٩ و لابن خاتمة الشاعر رسالة في وصفه. و اغتيل أبو الحجاج يوسف الأول سنة ٧55 و خلفه ابنه محمد الخامس الغني باللّه و له القسط الأوفر من منشئات قصور الحمراء، و توفى سنة ٧٩٣ و كانت علاقته حسنة بملك القشتاليين و بالمثل علاقات ابنه يوسف و حفيديه محمد و يوسف المتوفى سنة ٨٢٠ و تلا يوسف أمراء ضعاف دب الخلاف بينهم و بين أبناء عمومتهم، و لم يلبث القشتاليون أن استولوا على جبل طارق سنة ٨6٧ و بذلك أصبحت إمارة غرناطة محاصرة بالقوات النصرانية، بالإضافة إلى ما نشب من حروب بين أبناء الأسرة الحاكمة كانوا يستعينون فيها بملوك قشتالة. و أخذ ذلك ينذر بنهاية إمارة غرناطة و عجّل بها زواج فرناند ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، فتعاونا على القضاء على الإمارة، و قدما بقوات ضخمة استوليا بها على بعض المدن الصغرى، ثم حاصرا غرناطة آخر معقل للإسلام في الأندلس، و استسلم أبو عبد اللّه الصغير و سلم مفاتيح الحمراء لفرناند سنة ٨٩٧ للهجرة و نصت معاهدة التسليم على أن يحتفظ المسلمون في غرناطة و الأندلس بكامل حقوقهم و بمساجدهم و إقامة شعائرهم الدينية، و لكن الاسبان ضربوا بكل ذلك عرض الحائط و مضوا يضطهدون المسلمين المتبقين أسوأ اضطهاد و سموهم المدجنين، بينما سموا من تنصر منهم ظاهرا الموريسكيين و عقدوا لهم محاكم التفتيش المشهورة إلى أن أصدر الملك فيليب الرابع سنة ١١١٧ ه/١6٠٩ م أمرا بخروجهم من إسبانيا. و من الغريب أن هذا التعصب الديني المقيت الذى أخرج المسلمين من الأندلس هو الذي أتاح لأوربا استكشاف أمريكا و طريق رأس الرجاء الصالح إلى الهند فإن فردناند الذي ساعد أرستوف كولمب على اكتشاف أمريكا كان متأثرا-بعد استيلائه على غرناطة-بفكرة حصر الإسلام و المسلمين بين نارين، و تأثر بنفس الفكرة البرتغاليون في اكتشافهم لطريق الهند.
ـــــــــــــــــــــــــــ
1-انظر في بني الأحمر بغرناطة أو بني نصر كتاب اللمحة البدرية في الدولة النصرية و الإحاطة في أخبار غرناطة (في تراجم أمرائهم) و أعمال الأعلام للسان الدين بن الخطيب و نبذة العصر في أخبار ملوك بني نصر لمجهول (طبع المغرب) و المغرب لابن سعيد (طبع دار المعارف)٢/١٠٩ و الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية لابن أبي زرع (طبع الرباط) و تاريخ ابن خلدون: الجزء الرابع و نفح الطيب للمقري (انظر الفهرس) و يوسف الأول سلطان غرناطة لمحمد كمال شبانة (طبع القاهرة) و نهاية الأندلس و تاريخ العرب المنتصرين لمحمد عبد اللّه عنان (طبع القاهرة) و التاريخ الأندلسي لعبد الرحمن الحجي و معالم تاريخ المغرب و الأندلس لحسين مؤنس.