المعرف بـ(ال)
المؤلف:
ابن هشام الانصاري
المصدر:
شرح قطر الندى وبل الصدى
الجزء والصفحة:
ص112- 115
17-10-2014
1903
النوع الخامس من أنواع المعارف ذو الأداة نحو الفرس والغلام والمشهور بين النحويين أن المعرف أل عند الخليل واللام وحدها عند سيبويه ونقل ابن عصفور الأول عن ابن كيسان والثاني عن بقية النحويين ونقله بعضهم عن الأخفش وزعم ابن مالك أنه لا خلاف بين سيبويه والخليل في أن المعرف أل وقال وإنما الخلاف بينهما في الهمزة أزائدة هي أم أصلية واستدل على ذلك بمواضع أوردها من كلام سيبويه وتلخيص الكلام أن في المسألة ثلاث مذاهب أحدها أن المعرف أل والألف أصل الثاني أن المعرف أل والألف زائدة الثالث أن المعرف اللام وحدها والاحتجاج لهذه المذاهب يستدعي تطويلا لا يليق بهذا الإملاء وتنقسم أل المعرفه إلى ثلاثة أقسام وذلك أنها إما لتعريف العهد أو لتعريف الجنس أو للاستغراق فأما التي لتعريف العهد فتنقسم قسمين لأن العهد إما ذكرى وإما ذهني
ص112
فالأول كقولك إشتريت فرسا ثم بعت الفرس أي بعت الفرس المذكور ولو قلت ثم بعت فرسا لكان غير الفرس الأول قال الله تعالى مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى والثاني كقولك جاء القاضي إذا كان بينك وبين مخاطبك عهد في قاض خاص وأما التي لتعريف الجنس فكقولك الرجل أفضل من المرأة إذ لم ترد به رجلا بعينه ولا امرأة بعينها وإنما أردت أن هذا الجنس من حيث هو أفضل من هذا الجنس من حيث هو ولا يصح ان يراد بهذا أن كل واحد من الرجال أفضل من كل واحدة من النساء لأن الواقع بخلافه وكذلك قولك أهلك الناس الدينار والدرهم وقوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي وأل هذه هي التي يعبر عنها بالجنسية ويعبر عنها أيضا بالتي لبيان الماهية وبالتي لبيان الحقيقة وأما التي للاستغراق فعلى قسمين لأن الاستغراق إما أن يكون باعتبار حقيقة الأفراد أو باعتبار صفات الأفراد فالأول نحو وخلق الإنسان ضعيفا أي كل واحد من جنس الانسان ضعيف والثاني نحو قولك أنت الرجل أي الجامع لصفات الرجال المحمودة وضابط الأولى أن يصح حلول كل محلها على جهة الحقيقة فإنه لو قيل وخلق كل إنسان ضعيفا لصح ذلك على جهة الحقيقة وضابط الثانية أن يصح حلول كل محلها على جهة المجاز فإنه لو قيل أنت كل الرجل لصح ذلك على جهة المبالغة كما قال عليه الصلاة و السلام كل الصيد في جوف الفرا وقول الشاعر
ص113
ليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد ص وإبدال اللام ميما لغة حميرية ش لغة حمير إبدال لام أل ميما وقد تكلم النبي صلى الله الله عليه وسلم بلغته إذ قال ليس من أمبر أمصيام في أمسفر وعليه قول الشاعر ذاك خليلى وذو يواصلني يرمي ورائي بأمسهم وأمسلمه
ص114
والمضاف إلى واحد مما ذكر وهو بحسب ما يضاف إليه إلا المضاف إلى الضمير فكالعلم
ص115
الاكثر قراءة في المعرف بـ (ال)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة