النانوتكنلوجي في الثمانينات قبل وبعد صدور كتاب إريك دريكسلر محركات الخلق
المؤلف:
منير نايفة
المصدر:
ص53
الجزء والصفحة:
النانوتكنولوجي- عالم صغير ومستقبل كبير- صفات سلامة
2025-10-23
29
يؤكد النقاد والبحاثة على أن فترة الثمانينات، وبخاصة قبل وبعد نشر در يكسلر" لكتابه محركات الخلق عام 1986 هي الفترة التي بدأ فيها الخيال العلمي يتناول بالتحليل والدراسة موضوعات تتعلق بفوائد و مخاطر تقنية النانو، فمثلا تعتبر قصة "موسيقى الدم Blood Music عام 1983 للكاتب الأميركي جريج بير Greg Bear والتي طورها إلى رواية بنفس الاسم عام 1985 أول عمل خيال علمي يعالج وبشكل صريح قضايا تتعلق بتقنيات النانو الحيوية (النانوبيوتكنولوجي Nanobiotechnology ( وتقدم القصة سيناريو درامياً لخلايا وكائنات میکروبية تم هندستها بيولوجيا لاستخدامها في مجال أنظمة الكمبيوتر وقد اكتسبت القدرة على الإحساس الذكي فبطل القصة "فرجيل أو لم"، الذي يجسد شخصية العالم، والذي تم استقصائه من شركة جينترون Genetron Corp التي كان يعمل بها، والتي تعني بصناعة شرائح حيوية يمكن استخدامها في مجال الطب يطلق عليها مابس Medically Applicable Biochips (MABS) تمكن من غرس بعض الخلايا الميكروبية الحساسة في مستعمرة من جزيئات الحامض النووي، وأنتج بذلك سلسلة من الكمبيوترات الميكروسكوبية الحيوية، ثم قام بعد ذلك بحقن هذه الآلات النانو بيوتكنولوجية في أوعيته الدموية، الأمر الذي ساعد على تكاثرها بشكل سريع جدا،ً إذ يقول فرجيل "لقد تم إعادة تركيب وبناء جسدي من الداخل للخارج، وقد أخبر "فرجيل" صديقه "إدوارد"، راوي القصة، والذي عجز عن إيقاف ومنع فرجيل"، بأن هذه الشرائح الحيوية biochips يمكنها ليس فقط منع و علاج بعض الأمراض مثل سرطان الجلد، بل أيضاً تحويل جسم الإنسان، ولكن في النهاية لم يستطع فرجيل" الاستمرار في السيطرة والتحكم في هذه الآلات الجزيئية، وبالتالي انتشرت هذه الأنواع الذكية من الحياه إلى بقية الناس والتهمتهم. وكذلك تناول الكاتب الأميركي بول بروس Paul Preuss نفس الموضوع في رواية له بعنوان "الخطأ البشري" Human Error عام 1985، حيث يؤكد كلاً من "بير وبروس" على المخاطر والتهديدات التي قد تنجم بسبب هروب بعض الآلات الجزيئية القادرة على التطور والتجمع في أنظمة ذكية وخروجها عن سيطرة الإنسان، وطرحا تساؤلاً عن كيفية التحكم في تقنية النانو وكيف يمكن لها أن تتطور بتدخل من البشر أو بدونهم.
أما عن تأثير كتاب در يكسلر "محركات الخلق"، فقد بدا واضحاً في العديد من أعمال الخيال العلمي، حيث بدأ كتاب الخيال العلمي يستخدمون مظاهر تشير بشكل مباشر لتكنولوجيا النانو، فمثلاً في رواية للكاتب الأميركي "جيفري كارفر" Jeffrey Carver عام 1988 بعنوان من نجم متغير " From a Changeling Star تلعب النانوتكنولوجيا دوراً رئيسياً في تطور أحداث القصة، حتى إن الشخصية الأساسية تدعى "إريك داكستر، في اعتراف من كارفر" في إهدائه للرواية بتأثره الشديد بكتاب "محركات الخلق ومؤلفه "إريك در يكسلر"، وبخاصة بالنسبة إلى مفهوم ناجز" NAGS وهو اختصار لـ "عوامل نانوية" ،nanoagents والتي أصابت جسم "داكستر". وتتميز الرواية بما تحتوي عليه من كائنات نانوية ذكية يمكنها أن تعيد بناء الجسم البشري بشكل ميكانيكي أكثر مما حدث في كل من رواية بير وبروس"، ولكن ما يؤخذ على هذه الرواية هو أن النانوتكنولوجيا لم تؤثر على المجتمع الذي وصفه کارفر بشكل عام وذلك بسبب امتلاك فئة قليلة من المجتمع للتقنية.
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة