الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
نظرية القوة البحرية (ماهان)
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 210 ـ 216
2025-10-13
54
ان تصاعد دور الولايات المتحدة في السياسات الدولية منذ نهاية القرن التاسع عشر كان عاملاً محفزاً لظهور بعض الدراسات الجيوبولتيكية التي جاء بها بعض الباحثين ويعد مفهوم القوة البحرية الذي طوره (ماهان) (Alfred Mahan) الذي عاش من (1840-1914) في مقدمة الفرضيات التي ظهرت في مجال السياسات الجغرافية الأمريكية البارزة. ويقول أحد الكتاب (تصعب الكتابة بشأن موضوع القوة البحرية من دون الاعتراف بما تدين به لرجال مثل الفرد ماهان) الذي كان أول من طرح نظريات حول القوة البحرية ، وقبل ذلك كتبت الباحثة الأمريكية ماركريت (ت. سبراوت) عن ماهان ما يأتي :
(لم يؤثر أي شخص آخر تأثيراً عميقاً ومباشراً على نظرية القوة البحرية والاستراتيجية البحرية مثلما فعل الفرد ما هان).
حياة ما هان وأعماله :
ولد الفرد ما هان في مدينة وست بوينت (West Point) في نيويورك عام (1840-1914) ، وكان والده أستاذاً للهندسة العسكرية في الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة ، وقد اختار ما هان مهنته في البحرية ، وتقلد منصب أستاذ محاضر في التاريخ البحري والاستراتيجي في الكلية البحرية الحربية، إذ أصبح في عام 1885 رئيساً لها ، وقد ارتقى إلى مرتبة ادميرال وتقاعد في عام 1908 ، وقد ألف مجموعة من الكتب التي تبحث في مجال القوة البحرية من أبرزها تأثير القوة البحرية على التاريخ بين سنة (1660-1783) ثم نشر هذا الكتاب عام 1890 ( The Influence of Sea power upon History) تثير القوة البحرية على التاريخ أما كتابه الآخر فقد نشره في عام 1892 بعنوان تأثير القوة البحرية على الثورة والإمبراطورية الفرنسية بين عامي (1660-1793) (The Influence of sea power upon the French revolution and Empire)
ثم ألف كتابه الثالث عام 1812 بعنوان القوة البحرية وعلاقتها مع لكن ما يجب الإشارة إليه ان نظريات وملاحظات ماهان غير منتظمة أو متماسكة كعمل واحد ، ولكنها مبعثرة في عشرات الكتب وعشرات المقالات ويمثل ذلك مشكلة خطيرة بالنسبة للمحلل ، فضلاً عن ان كتاباته إرشادية توجيهية ووصفية أي يقول ما يجب أن تفعله الدول والأساطيل البحرية.
ومن المهم كذلك الإشارة إلى ان (ماهان) قام بتمييز دقيق بين الاستراتيجية البحرية المبنية على أسس عريضة وباقية إلى حد ما غير قابلة للتغيير والتكتيكات البحرية أي العمليات القتالية وعلم استخدام الأسلحة التي قد تتغير مع تطور أسلحة جديدة.
لقد عاصر بريطانيا عندما كانت اقوى دولة بحرية ، وفي وقت كانت تسيطر فيه على جميع الممرات المائية الاستراتيجية ، وكان لذلك تأثيراً على أفكاره الجيوبولتيكية ، فاستنتج من خبرته البحرية ان الدول ذات المواقع البحرية هي التي تمتلك القوة وتتحكم بمصير العالم ، ثم أكد أن البحار والمحيطات تكون وحدة متكاملة تحيط بجميع القارات ، وتطوق الجزر وأن السفن اكبر طاقة من العربات البرية واكثر كفاءة سواء كان ذلك من حيث كلفة النقل أو الطاقة المحركة ، واعتبر ماهان حرمان الدول من الوصول إلى البحار والاتصال بالعالم الخارجي من الصعوبات التي لا تطيق الشعوب المعدومة مقاومتها ، ولذلك فليس من قبيل الصدفة ان يعتقد بأن أول متطلبات اكتساب القوة العالمية هي السيطرة على الطرق المائية والبحار وادرك ست عوامل رئيسة تؤثر على إقامة القوة البحرية وهذه العوامل هي بمثابة فروض لنظرية ماهان
فرضيات نظرية ماهان :
1- الموقع الجغرافي للدولة : فيما إذا كانت تطل على أكثر من بحر وفيما اذا كانت تلك البحار متصلة مع بعضها ومع سيطرة الدولة على الطرق التجارية المائية الرئيسة.
2- التضاريس الأرضية : ونعني بها طول السواحل والتعاريج ، كما انه وجد طول السواحل أقل أهمية من التعاريج لأنها تساعد الدولة في بناء الموانئ الضرورية.
3- مساحة الدولة : لاسيما اذا كانت الدولة ذات طابع بحري ، كانت مساحة الدولة واسعة وتشرف على عدد من البحار ، كلما زاد طول سواحلها على أن سعة مساحة الدولة يرافقه تنوع في الموارد الطبيعية والبشرية للدولة.
4- عدد السكان : وهذا العنصر مهم من وجهة نظر ماهان لأنه يعكس قدرة الدولة على بناء الأساطيل البحرية وإمكانية استعمالها وصيانتها.
5- خاصية السكان : ومدى ميلهم لارتياد البحر، وشغفهم بالتجارة لأن القوة البحرية تعتمد على الاستقرار الداخلي والتجارة الواسعة الضرورية لتجميع الثروة .
6- وجهة نظر السلطة الحاكمة : يعتقد ماهان ان قدرة السيطرة على البحار تعتمد على شعب يملك ارض منتجة مأهولة بالسكان يسهل الدفاع عنها ولها قواعد استراتيجية وان اهم المواقع الأرضية هو الموقع الذي يقترب من طريق بحري ضيق يستعمل للمرور بدرجة عالية كالقناة الإنكليزية أو مضيق جبل طارق.
وقد طبق ماهان هذه المقاييس والفرضيات على الولايات المتحدة ، فوجد أنها القطر الوحيد الذي ممكن أن يرث بريطانيا في السيطرة على البحار، إذ إنها تتصف بجميع الإمكانات المطلوبة لاسيما فيما يتعلق بموقعها الجغرافي البحري وامتداد سواحلها الطولية المتعرجة على المحيط الأطلسي والمحيط الهندي ، فضلاً عن امتلاكها موارد طبيعية هائلة ، كما اعتبرها جزيرة قارية ، وقد استنتج ان الولايات المتحدة الأمريكية ، إذا امتلكت أسطولاً بحرياً عظيماً فإنها ستصبح قوة بحرية عالمية، يمكنها الدفاع القومي ضد أي حصار بحري يوجه ضدها ويصبح بمقدورها التوسع إلى ما وراء البحار.
نصائح ماهان البحرية :
لقد نصح ماهان على وفق ما استنتجه من دراساته عن البحار والمحيطات والدور الجيوسياسي الذي يمكن ان تؤديه في موازين القوى العالمية ، نصح الولايات المتحدة الأمريكية ان تسيطر على جزر هواوي ، وذلك بسبب موقعها الستراتيجية البحري ولكونها قاعدة عسكرية امامية يمكن استعمالها لصد الهجمات الآسيوية كما ورد عنه انه نصح إلى الحاجة إلى فتح قناة عبر أمريكا الوسطى تصل المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي ، وقد تحقق هذان الاقتراحان فعلاً.
أما فيما يتعلق برأيه في فرنسا فإنه توقع لها ان تجمع بين القوة البرية والسيطرة البحرية لأنها تشرف على المحيط الأطلسي والبحر المتوسط في وقت واحد ، وعند تحليله لوضع روسيا ، نجد أنه اكد على أهمية سعة مساحتها من الناحية الاستراتيجية وموقعها الذي يسيطر على أواسط آسيا ، وبذلك فإنه يسبق ما كندر الذي طور مفهوم القلب الأرضي كما سنرى وبعد الكشوفات الجغرافية واكتمالها تمكن الأوربيون من الهيمنة والاستيلاء على المستعمرات وذاقوا طعم الثروات ، وقد شهدت هذه الفترة اعنف أشكال الصراع والتنافس على تقسيم العالم بين الدول الأوربية ، بعد أن مكنت التحسينات التكنولوجية في صناعة السفن والقدرة على الإبحار في العديد من الدول الأوربية للمغامرة بحثاً عن فرص جديدة لتكوين الثروة كما أن رأس المال التجاري قد سيطر في هذه المرحلة واصبح التجار يؤازرهم الملوك والأمراء والحكومات يؤدون دوراً بارزاً في الحياة الاقتصادية والسياسية ، إذ أصبحت بين التجارة والسياسة علاقة متشابكة فأصبح التجار ينادون بمقولة :
ـ ان من يحكم المحيط يحكم تجارة العالم.
ـ ان من يحكم تجارة العالم يحكم ثروة العالم.
ـ ان من يحكم ثروة العالم يحكم العالم كله.
وكان هذا هو الدافع وراء قيام الفرد (ماهان) بطرح نظريته حول القوة البحرية ومقومات هذه القوة والتي حددها سابقاً بالموقع الجغرافي ومساحة الدول وظهيرها من حيث الغنى والفقر والذي يساعد على المتاجرة وطبيعة الساحل ، فضلاً عن طبيعة الشعب والحكومة وتوجهها نحو البحار.
لقد اتخذ ماهان من بريطانيا نموذجاً لاختبار فرضياته ليس لصدارتها للقوة البحرية عقب الكشوفات الجغرافية واستمرار سيادتها العالمية بعدها بقرون طويلة ، بل بوصف أيضاً ما ورثته منها وما جسدته في بنيتها من خصائصها وهو يضمن آراءه في كتاباته عنها بما يشكل في مجموعة إطاراً فكرياً وتطبيقياً معاً عن جيوستراتيجية قوة البحر.
وبالنسبة لنموذجه (بريطانيا) فقد توصل إلى أن بريطانيا قد أمسكت بخطوط التجارة العالمية الرئيسة سواء كانت المنتهية إلى أوروبا أو المبتدئة منها إلى العالم الجديد لاسيما بعد انتقال خطوط التجارة من المتوسط إلى الأطلسي ، وكان هذا بعد نتائج الكشوفات الجغرافية وتغير الأهمية الجغرافية لمواقع العالم ، وتغيرت مدن بريطانيا من مدن هامشية إلى مدن مركزية ، مما يعني ان للموقع الجغرافي إقتصادياته الكافية التي تنتظر الكشف عن استثمارها أما بالنسبة للجزرية التي تتميز بها بريطانيا والتي بقيت قرون طويلة معزولة عن العالم وهامشية، لكنها بعد ذلك وجدت نفسها في مركز العالم مع اتساع أبعاده، وأنها تعمدت اتباع سياسة يتراوح إيقاعها بين العزلة والاتصال بحيث تكون قريبة وبعيدة معاً ، واستثمرت البحر على بعديه الفعل والوصل تبعاً لمصالحها المتغيرة ، وقد قدمت بريطانيا السواحل والجهات المائية رصيداً دفاعياً ضمن حسابات القوة الشاملة مدعوم وعالجت مشكلة المسافة بينها وبين مستعمراتها بأسطول دفاعي هجومي بتأسيس عدد من القواعد في مواقع مختارة بعناية فائقة (جبل طارق - مالطة - السويس - عدن) وغيرها.
أما من حيث السواحل فإن العلاقة بين الاستقامة والتعرج تعد أهم خصائصه الجيوستراتيجية ، لاسيما ما يتصل منها بصلاحية تعرجاته لظهور الموانئ ، إذ تتميز أوروبا بشكل عام لاسيما الجزء الغربي منها وبريطانيا بشكل خاص بسواحلها المتعرجة التي تحتضن العديد من الموانئ.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
