الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
اراء وانتقادات لنظرية القلب
المؤلف:
د. عدنان عبد الله حمادي الجميلي
المصدر:
الجغرافية السياسية والجيوبولتيك مع بعض التطبيقات
الجزء والصفحة:
ص 213 ـ 234
2025-10-13
50
لقد وجهت آراء وانتقادات عدة لنظرية ما كندر ، منها أغفاله للاعتبارات التقنية والتكنولوجية ، لقد وضعت هذه النظرية في وقت لم يكن فيه التطور العلمي والتكنولوجي قد وصل مراحل متطورة ، فقد كان اكتشاف كاسحات الجليد إنجاز كبير قلل من عزلة إقليم المحيط المنجمد الشمالي ، وكذلك الغواصات التي تسير تحت الماء ، وتحت الغطاء الجليدي ، إضافة إلى اكتشاف الأسلحة المتطورة والصواريخ عابرة للقارات قلل من منعة منطقة القلب الأرضي، فضلاً عن التطور العقائدي الذي قلل من أبعاد الصورة التي رسمها ما كندر على الرغم من ان بعض حوادث الحربين العالميتين أظهرت جوانب صحة في استنتاج ما كندر ، فعندما تعرضت روسيا إلى هجومين من قبل الجيوش الألمانية ، لكن لم يكن بإمكان تلك الجيوش أن تتوغل إلى مسافة بعيدة داخل القلب الروسي.
بينما استطاعت روسيا ان تخوض حرب الشرق الأقصى بين عامي (1904-1905) آلاف الأميال من إقليمها الصناعي الرئيس ، كما يشير تاريخ الأحداث الدولية إلى رغبة روسيا التوجه من هذا القلب نحو الخارج والوصول إلى البحار المجاورة سواء من جهة الشرق الأوسط عن طريق البحر الأسود والخليج العربي أو من جهة بحر البلطيق ، كما بذلت المحاولات نفسها للوصول إلى مياه الشرق في آسيا ، أما شعور روسيا بأهمية ألمانيا وشرق أوروبا من الناحية الاستراتيجية الضرورية لأمن المنطقة فقد اصبح الآن حقيقة واقعة بعد أن تحولت أقطار المنطقة إلى دول اشتراكية حليفة للاتحاد السوفيتي حالياً ، كما يجب الإشارة إلى أن الاتحاد السوفيتي قد اصبح بعد الثورة البلشفية عام 1917 المنافس الوحيد في ميدان القوة للولايات المتحدة لكن ما كندر لم يعط أهمية تذكر للولايات المتحدة الأمريكية إلا بعد تعديله الذي أجراه عام 1943 وذلك بعد أن وجدها قد حددت مصير العالم في الحربين العالميتين ، وأصبحت القوى التقليدية في غرب أوروبا شبه تابع لها ، ومما قاله في هذا الصدد ان الولايات المتحدة الأمريكية هي إلى الدولة الوحيدة التي يمكنها ان تصبح قوة منافسة لقلب الأرض استناداً . إمكانياتها الكبيرة ومؤهلاتها الدولية ، لأن تاريخ العالم ما هو إلا صراع بين القوى البرية والبحرية، ولكنه يميل إلى انتصار الدول البرية باعتبار ان عهد الدول البحرية قد ولى وادبر منذ انتهاء الكشوف الجغرافية.
ولم تنهار معظم فروضات نظرية ما كندر إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية عام 1990 ، وتفتته والذي كان يحتل كل القلب الأرضي تقريباً وإن كان انهياره ليس بالوسائل التي كان يتصورها بعض نقاد ما كندر ، إذ إن كثيراً من الآراء تعرضت لما كندر على ان القلب الأرض (Heart Land) ليس مؤهلاً لحكم العالم تأهيلاً تاماً ، فإلى جانب مزايا قلب الأرض والحركة نجد ان توسط هذا القلب يجعله عرضة لائتلاف الهوامش ويركز الضرب عليه كهدف محدد بواسطة الأسلحة الجوية الحديثة، اي ان توسط قلب الأرض له مزاياه وعيوبه ، ولعل اهم ما يمكن ان نفسره من تغيرات آراء ما كندر في عام 1943 عن ما قاله عام 1904 - 1919 وهو انه نقل الأهمية الجيوبولتيكية لقلب الأرض من مجرد الاعتماد على الموقع والتكتل الأرضي وسهولة الحركة للقوى القارية إلى الاعتماد على الناس والعمران والموارد والخطوط الخلفية للحركة.
ومن العيوب الأخرى في نظرية ما كندر انه حاول ان يشرح الوضع الاستراتيجي في العالم بناءً على خريطة مرسومة بمسقط مركيتور والتي يعاب عليها النقص في الأطراف ، وهذا النوع من الخرائط يشوه الحقيقة فعلی اهم خريطة بهذا المسقط يتم إهمال وعدم إظهار مساحات واسعة غير محددة من الجليد الدائم شمال قلب الأرض والحقيقة ان الساحل القطبي لقلب الأرض يواجه ساحل أمريكا الشمالية وهذه حقيقة يجب عدم إهمالها في الدراسات الجيوبوليتيكية لمثل النظرية البرية أو قلب الأرض. كما أهملت نظرية ما كندر الاعتبارات والتطورات الأيديولوجية أيضاً ، إذ ان قيام بعض الثورات الشيوعية في دول الهلال الداخلي بشكل خاص مثل الصين عام 1949 وكوريا الشمالية عام 1951 وفيتنام عام 1954 وكوبا عام 1960 في الهلال (الخارجي) وهذه الدول جميعها تدعم القلب الأرضي ، ولكن ليس بالغزو العسكري كما اعتقد ما كندر ، بل بما يطلق عليه حالياً بالقوة اللينة (الناعمة) Soft Power أي الأفكار الأيديولوجية وأكثر الانتقادات موضوعية وتفصيل هو انتقاد ميننغ (Meining) عام 1956 حول تحددي قلب الأرض والهلال الداخلي والعلاقة بينهما ويرى انه من الأفضل تحديد هذا الإقليم الجغرافي على أساس حضاري أو وظيفي بوصفه أكثر استقراراً ووظيفياً من أساس الموقع الجغرافي بالنسبة للماء واليابس ، وفي ضوء هذا المعيار الحضاري فإن ميننغ يحدد قلب الأرض بالمنطقة الاستبسية من قارتي آسيا وأوروبا المحيطة بالأقاليم الصحراوية ، وقد حددها من الغرب بنهر الفولغا وبحر قزوين ، ومن الشمال بالحافات الجنوبية للغابات الصنوبرية، ومن الشرق بسلاسل الجبال الداخلية لإقليم الحضارة الصينية، ومن الجنوب بالمرتفعات الجبلية الممتدة من سينكيان إلى الهملايا إلى جبال هندوكس حتى بحر قزوين ويعتقد مننغ بأن هذه المنطقة المحددة تمتاز بالتشابه في الظروف الحضارية والطبيعية ، كما في موقع متوسط بالنسبة للأراضي المحيطة بها، وهي تسيطر على كل الطرق التاريخية التي تربط مناطق عدة من الهلال الداخلي ، مثل الصين والهند والشرق الأوسط وأوروبا ، وعليه فإن هذا القلب الأرضي هو أصغر من الذي حدده ما كندر.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
