الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
ايطاليا الجنوبية الميزوغيورنو The Mezzogiorno
المؤلف:
د. حسن عبد العزيز أحمد
المصدر:
جغرافية أوربا دراسة موضوعية
الجزء والصفحة:
ص 481 ـ 483
2025-09-14
33
تشكل الميزوغيورنو أكبر مناطق المعاناة داخل السوق المشتركة من حيث المساحة ودرجة التخلف إذ تشغل خمس مساحة إيطاليا وبها من السكان 18٫5 مليون نسمة. وينبثق بعض مشاكل الجنوب الإيطالي من بيئة طبيعية فقيرة إذ تشكل الأرض الصالحة للزراعة ثمن مساحته وتنحصر الأراضى الزراعية في سهول متفاوتة الأحجام حول نابولى وساليرنو وفوجيا وفى هضاب منخفضة في أبوليا وفي أحواض وأودية متناثرة بين الجبال الداخلية التي تغطى نصف مساحة الجنوب ، ويزيد الجفاف الشديد الذي يصيب أجزاء عديدة من الجنوب من أهمية الرى في الزراعة المكثفة.
ازدهر الجنوب الإيطالي كمصدر رئيسى للحبوب أيام الإغريق والرومان ولكنه فقد ذلك الوضع إثر احتلال روما لمنطقة شمال أفريقيا واستجلاب الحبوب منها بتكاليف أرخص كما أن شمال إيطاليا احرز تقدما أكبر في مجال الزراعة وترك الجنوب مهملا نهيا للملاريا ، وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية تعرض الشمال لغزو واستقرار قبائل عديدة ساعدت في إحداث تغييرات أدت إلى تطور المنطقة وأصبح الجنوب جزءا من الإمبراطورية البيزنطية ، وفي العام الثامن بعد الميلاد سيطر العرب على الجنوب وأدخلوا فيه الزراعة ، وفي القرن الثاني عشر أدخل النورمان نظام الإقطاع وشهد الجنوب بعده غزوات مدمرة جعلت منه منطقة قاحلة كما أن سوء الإدارة والاستغلال الجائر لموارده في فترة الحكم الأسباني قضى على ما تبقى من تقدم ودخل الجنوب فترة ركود وانحطاط نتيجة هذه الأحداث وكذلك لبعدها من مراكز التجارة الجديدة التي نشأت على شاطى المحيط الأطلسي وكذلك للمشاكل والصعوبات الناجمة من مناخ جاف وتربات فقيرة ونظام إقطاعي مجحف وفى عهد نابليون تفاقم الوضع أكثر من ذي قبل لاستغلال القوات الفرنسية الجائر لموارد المنطقة الزراعية والغابية وما ترتب على ذلك من الانجراف شديد للتربة من على منحدرات الجبال العارية من الأشجار.
بعد توحيد إيطاليا سياسيا في عام 1861 ظلت الفجوة الاقتصادية بين الجنوب والشمال باقية رغم جهود الحكومات المتعاقبة واهتمامها بتطوير الجنوب وشهدت أواخر القرن الماضى تقصيا حكوميا لمشاكل المنطقة وعمل توصيات عليه ولكن دون احراز تقدم .يذكر ثم انخرطت إيطاليا بعد ذلك في أحداث دامية كما في حربها مع تركيا (1911 - 12) ثم في الحرب العالمية الأولى وظهور الفاشية التي أغفلت عن الجنوب تماما ثم في أفريقيا والحرب الأهلية الأسبانية وأخيرا في الحرب العالمية الثانية ، وحالت كل حادثة ، من اتخاذ التدابير اللازمة لتطوير الجنوب. وخلال الحرب الأخيرة خضع الجنوب لسيطرة الحلفاء بينما سيطر الألمان على شمال القطر وقد أدى ذلك إلى تدعيم وتعميق التباين بين الإقليمين. يمكن حصر المشاكل التى تعانى منها الميزوغيورنو في الآتي : -
(1) الفقر: يكاد الفقر ان يكون أهم سمات هذا الإقليم ففي خلال الخمسينات وصل الدخل الفردى نصف المتوسط القومي وخمس المتوسط إقليم الشمالي وفي الحقيقة أبعدت شقة الدخل بين الشمال والجنوب في هذه الفترة إذ أصبح الشمال أكثر ثراء وتصنيعا من ذي قبل بينما سادت الزراعة على كل القطاعات الأخرى في الجنوب وبقيت نسبة العطالة مرتفعة ، وقد دلت التحريات الأخيرة أن الفجوة ما زالت تتوسع والتباين يشتد.
(2) ندرة العمال المهرة : على الرغم من ارتفاع عدد السكان يعاني الجنوب من ندرة شديدة في العمال المهرة فالجهل ما زال منفشيا بين أفراد الشعب رغم برامج التعليم المكثفة وما أحرزته من تقدم كما أن هناك تقارير عديدة تحكى عن الفقر المدقع والتخلف الشديد في الجنوب .
(3) الهجرة : ترجع الزيادة السكانية التى حدثت في الشمال جزئيا إلى الهجرة المتواصلة من إقليم الميزوغيورنو للعاطلين من أبنائها بحثا عن العمل ، وكانت الهجرات الخارجية مخرجا للزيادة السكانية في المنطقة إذ اتجهت أعداد كبيرة من الإيطاليين إلى أمريكا الشمالية والأرجنتين حتى فرضت القيودات على عدد النازحين في الفترة ما بين الحربين العالميتين بواسطة النظام الفائي كما أن اتباع نظام الكوتا للنازحين بواسطة الولايات المتحدة والدول الأخرى المضيفة ساعدت في تقييد الهجرة.
(4) سيادة الزراعة على القطاعات الاقتصادية الأخرى : في عام 1931 كان الجنوب يحتوى على خمسي سكان إيطاليا الزراعيين في مساحة مماثلة من الدولة. وقد ازداد نصيب الجنوب من المزارعين منذ ذلك الوقت إلى النصف إثر التقدم الصناعى الذى تم فى الشمال واستيعاب العمال في المصانع ، وقد ظل الجنوب في هذا الوضع المتخلف حتى وقت قريب فما زال ما يقرب من خمسي السكان فى محافظات أبوليا ولو كانيا وكلابريا يعملون في الأرض بالمقارنة مع الخمس للقطر كله.
الاكثر قراءة في معلومات جغرافية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
