باب نظائر الثلاثي الصحيح من المعتل
المؤلف:
ابن السّراج النحوي
المصدر:
الأصول في النحو
الجزء والصفحة:
ج3، ص: 106-108
2025-07-17
334
باب نظائر الثلاثي الصحيح من المعتل
وهو ينقسم ثلاثة أقسام، معتل اللام والعين، والفاء : الأول: وهو ما اعتلت لامه وذلك نحو: رميتهُ ،رَميّاً، ومراه (1) يمريهِ مَرْياً وَهُوَ مَارٍ، وَغَزَاهُ يغزوه، غَزْواً وَهُوَ غاز، هذه الأصول وقالوا : لقيتُه لِقَاء واللقى، وقليته فأنا أقليه قِلَى (2)، وهديتهُ هُدَى، وفِعَل أُختُ فُعَلْ، لأنه ليس بينهما إلا الضم والكسرُ وكُل واحدة تدخل على صاحبتها، وَعَتا(3) عُتُواً، وثَوَى يثَوِى نُوِيّاً، ومَضَى مُضِيَّاً، وعَاتٍ وثاو، وماض ، ونَمَى يَنْمَى نَمَاء، وبَدَا يبدو، وقَضَى يَقْضِي قَضَاءً، ونَثَا (4) يَنْثو نَثَاءً، وقالوا : بَدَا بَداً، ونَنَا نَتَا، وزَنَى زِنَا، وسَرَى يَسْرِي سُرَى ، والتَّقى(5) هذا ما كان ماضيه على «فَعَلَ» وأما «فعل» فقالوا : بَهُو يَبْهُو بَهَاءً ، وهو بَهِي، وسَرُو يَسْرُو سَرُوا وَسَرِي، وبَذُو يَبْذُو بَذَاء و [ هُوَ (6) بَذِي ، وبَدَى (7) مثلُ : سَقُم في تصرفه (8) ، وَدَهُوتُ وَهُوَ دَهِي، وبعضُ العرب يقولُ: بَزِيْتُ كَشَقِيْتُ، وَأَمَّا فَعِلَ» فنحو: خَشِي، يَخْشَى خَشْيَةٌ وخَشَيَاً وهوَ خَشْيَانُ، وخاش ، وشَقِي، يَشْقَى، شَقَاوِةٌ وشقاء، وقَوِيَ قُوَةٌ ، وخَزِيَ يَخْزَى، خَزَايَةً، فهوَ خَزْيَانُ، إِذَا استحى (9). قال الأصمعي : خَشِي، الرجلُ يَخْشَى خَشْياً، وَهُوَ خَشْيَانُ، وَخَشَ إِذَا أخذه الربو والنّفس، وهذا معَ ما قبله يدخل في باب الأدواء وهذا لم يذكره سيبويه وكان هذا موضعه في فَعَلَ فيما مضى، وعَرِيَ الرجلُ إِذَا خَرجَ مِنْ ثيابه يَعْرَى عُرْياً، فهو عُريَانٌ، وامرأةٌ عُرْيَانَةٌ، ونَشِي الرجل الخبر إذا تخبره (10) ونظر مِن أينَ جَاءَ يَنْشَا نِشْوَةً فهوَ نَشْيان. نظير ذلك مما اعتلت عينه، كلته، كيلاً، والاسمُ ،كَائِلٌ وقِلْته قَوْلاً، والاسمُ قَائِلٌ، وزرتهُ زِيَارَةً، وخفته خوفاً، وهبتهُ أَهَابهُ ،هيبة، ونلته أَنالُهُ نَيْلاً، وذمته أذيمهُ ذَاماً، وقته قوتاً. وقال بعضهم: رجُلٌ خَافٍ فجاؤوا به على «فَعِل» مثلُ فَرِقٍ وقزع (11) وعِفْتُه أَعَافَهُ، عِيَافةً، وغُرتُ(12)، أَعُورُ غُووراً وغياراً، وغبتُ غيوباً، وقام، قياماً، ونحتُ نياحة، وغابت الشمسُ غِياباً، ودَامَ يَدومُ دَوَاماً، وَلِعْتَ (13)، تلاعُ، لاعاً، وَرَجلٌ لاع، ولايع، إلا أن قولهم : لاع أكثر.
نظير ذلك مما اعتلت فاؤه : وعدتهُ، أَعِده، وعداً، ولا يجيءُ في هَذا البابِ «يَفْعُلُ» يحذف الواو في «يَعُدُ» لوقوعها بين ياء وكسرة، وتجري باقي حروف المضارعة عليها. وقال بعضهم: وجَدَ، يَجُدُ، كأَنهم حذفوها مِنْ يُوجُدُ، وقالوا : وَرَدَ وُروداً، وَوَجِلَ يَوْجَلُ، وَهُوَ وَجِلٌ، وَوَهُوَ يُوْضُو فأتموا ما كان على، فعل(14) وقالوا : وَرِمَ يَرِمُ وَرَماً، وَهُوَ شَاذْ عَنِ القياس وَوَرِعَ يَوْرَعُ لغة، وَوَجدَ، يَجِدُ وَجْداً، وَوَغِرَ يَغِرُ ويُوْغَرُ وَوَحِرَ (15)، يَحِرُ ويُوحَرُ، ويُوحَرُ أَكثر، ولا يجوز يَوْرَمُ، وَوَلى، يلي ، وأَصله فَعِلَ، يَفْعَلُ فَنُقل إلى «يَفْعِلُ»(16) ليحذفوها طلباً للخفة، وأما ما كانَ مِنَ الياء فإنه لا يحذف منه، وذلك قولهم : يَئِسَ، ييس، ويَمَنَ وَيَيْمَنُ ، وبعضهم يقولُ: (يَيْسَ» يحذف الياءَ مِنْ يَفْعِلُ» فَأَمَا وطيء يَطَأُ فإنما فتحوا العينَ (17) للهمزة، وهذا جاءَ على «فَعِلَ، يَفْعِلُ، مثلُ : حَسِبَ، يَحْسِبُ .
_____________
(1) مراه مری
(2) في الأصل «قلا».
(3) في الأصل «عتى».
(4) نثا : فرق وأشاع .
(5) انظر: الكتاب 230/2 .
(6) زيادة من (ب).
(7) بلى ساقط من «ب».
(8) في الكتاب 2/231 وقالوا : بذو يبذو بذاء، وهو بذي، كما قالوا: سقم سقاما وهو سقيم، وخبث، وهو خبيث وقالوا البذاء، كما قالوا: الشقاء.
(9) في الأصل: «استحيا».
(10) تخبره أنظر من أين جاء وعلمه.
(11) قزع : قزوعاً : أبطا، والظبي: خف في عدوه هارباً.
(12) غرت : قالوا : غرت في الشيء غروراً وغياراً إذا دخلت فيه.
(13) لاع: لوعة : احترق قلبه وتألم من حب أو هم أو مرض، ولاعه الحب أمرضه.
(14) انظر الكتاب 2/233 وقالوا: وضؤ يوضؤ ووضعَ يوضع فأتموا ما كان على
فعل.
(15) وحر أكل ما دبت عليه الوحرة الحشرة دويبة مثل أبي بريص.
(16) انظر: الكتاب 2/233.
(17) أنظر الكتاب 2/233
الاكثر قراءة في موضوعات أخرى
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة