1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

أخرى

علوم اللغة العربية : أخرى :

فروع اللسانيات

المؤلف:  محمد محمد يونس علي

المصدر:  مدخل إلى اللسانيات

الجزء والصفحة:  ص:14-24

2025-02-09

427

فروع اللسانيات: يدرس اللسانيون اللغة من جوانب مختلفة وفقا لأغراضهم المتنوعة، واهتماماتهم المختلفة، وقد نتج عن ذلك نشأة فروع مختلفة للسانيات منها :

 1.1.1 - اللسانيات العامة واللسانيات الوصفية:

يفرق اللسانيون بين ما يعرف عندهم باللسانيات العامة general linguistic ، واللسانيات الوصفية descriptive linguistics . ويُعنى الأول بدراسة اللغة من حيث هي بوصفها ظاهرة بشرية تميز الإنسان عن الحيوان، ونظاما يتميز عن الأنظمة الإبلاغية الأخرى، في حين يتناول الثاني وصف لغة ما كالعربية أو غيرها وكما هو واضح فإن هذا التفريق يتصل اتصالا وثيقا بالتفريق بين اللغة بوصفها ظاهرة عامة، واللغة المعينة. ويستفيد كلا الفرعين من النتائج التي يصل إليها الآخر. فاللسانيات تقدم المفاهيم، والمقولات categories التي تحلل بها اللغات المعينة، في حين تقدم اللسانيات الوصفية المادة التي تؤيد، أو تدحض القضايا، والنظريات التي تتناولها اللسانيات العامة. وعلى سبيل المثال، فقد يفترض المتخصص في اللسانيات العامة أن كل اللغات تحتوي على أسماء، وأفعال، فيقوم المتخصص في اللسانيات الوصفية بدحض ذلك بدليل عملي empirical مفاده أن ثمة لغة واحدة على الأقل لا يمكن أن يثبت وصفها التمييز بين أسماء، وأفعال ولكن لكي يؤيد أو يدحض اللساني الوصفي هذا الافتراض، عليه أن يتعامل مع مفهومي الاسم والفعل اللذين زوده بهما المتخصص في اللسانيات العامة (1) . .. وهكذا فإن الدراسات الوصفية للغات بعينها تؤول إلى صوغ الخصائص العامة التي تشترك فيها جميع اللغات. ويجدر بالذكر هنا أن نشير إلى تداخل بين اهتمامات اللسانيات

 

14_______________________مدخل إلى اللسانيات

الوصفية، واهتمامات فقه اللغة philology غير أن أبرز ما يميزهما الاختلاف في المنهج حيث يتبع المهتمون بالمجال الأول منهجا وصفيا تزامنيا يدرس اللغة في مرحلة معينة دون نظر إلى تطوراتها التاريخية في حين يتناول فقهاء اللغة اللغات المدروسة من الجانبين التاريخي، والآني.

2.1.1 ـ اللسانيات التاريخية:

لقد اتسم البحث اللغوي في القرن التاسع عشر بالطابع التاريخي الذي يتناول تطور اللغة عبر العصور، وقد شاع بين اللغويين آنذاك النظر إلى اللغة على أنها كائن حي كالنباتات والحيوانات متأثرين في. ذلك بنظرية التطور في علم الأحياء التي صاغها داروين في كتابه أصل الأنواع (the Origin of Species)(2). وكان هناك خلط منهجي في البحث اللغوي بين دراسة اللغة دراسة تاريخية ودراستها دراسة آنية. وكان للساني فرديناند دو سوسور Ferdinand de Saussure فضل في التمييز بين المنهجين، فقد فرق بين الدراسات التعاقبية diachronic والدراسات التزامنية syncronic، ودعا إلى عدم الخلط بين المنهجين؛ لأن تاريخ اللغة وتطور الكلمات، والتراكيب ليس له صلة بوصفها في فترة معينة من الزمن ومنذ ذلك الحين غلب الاهتمام بالمنهج التزامني على نظيره التعاقبي وانحسرت العناية بالدراسات التاريخية عدد قليل من اللسانيين. ومن المهم هنا أن نوضح أنه في اللسانيات التاريخية historic linguistics  كما في غيره يمكن للمرء أن يدرس لغة بعينها أو يدرس اللغة من حيث هي (3)

اللسانيات__________________________15

3.1.1 - اللسانيات النظرية واللسانيات التطبيقية :

ترمي اللسانيات النظرية إلى صوغ نظرية لبنية اللغة، ووظائفها بغض النظر عن التطبيقات العملية التي قد يتضمنها البحث في اللغات. أما اللسانيات التطبيقية فتهتم بتطبيق مفاهيم اللسانيات ونتائجها على عدد من المهام العملية، ولاسيما تدريس اللغة (4) . .. ومن الاهتمامات الأخرى التي تدخل في مجال اللسانيات التطبيقية التخطيط اللغوي language planing ، وتعلم اللغة بالحاسوب computer-assistcd language learning وعلاقة اللغة بالتربية والترجمة والترجمة الآلية machine-aided translation، واللسانيات الحاسوبية computational linguistics ، والذكاء الاصطناعي artificial intelligence ونحو ذلك، وكثيرا ما تنصرف أذهان الكثيرين عند إطلاق مصطلح اللسانيات التطبيقية إلى تعليم اللغات الأجنبية، وتعلمها. وهكذا فإن طرائق اكتساب اللغات، ولاسيما الأجنبية منها، من أهم أشغولات المهتمين باللسانيات التطبيقية وخلافا لبعض مدارس اللسانيات النظرية يحرص اللسانيون التطبيقيون على الكفاية التخاطبية للمتكلمين التي تتحسن بقدر إقحام المتكلم نفسه في المواقف التخاطبية الفعلية للغة المتعلمة.

1.3.1.1 - فروع اللسانيات النظرية :

 تشمل اللسانيات النظرية فروعا مختلفة تتناول مستويات متباينة (وقد تكون متداخلة من التحليل اللغوي، وأهم هذه الفروع:

1 - علم الأصوات phonetics يدرس الأصوات الكلامية، وتصنيفاتها من النواحي الآتية : إحداث الصوت من حيث نطقه والاستعدادات والقدرات الجينية الوراثية التي تؤهّل الإنسان لنطق أصوات الكلام، ويتناول

16_____________________مدخل إلى اللسانيات

هذا الجانب علم الأصوات النطقي articulatory phonetics . ب - بنية الأصوات وهي في طريقها إلى أذن السامع، والجوانب السمعية المتعلقة بذلك، ويتناول هذا الجانب علم الأصوات السمعي acoustic phonetics . ج - العمليات النفسية العصبية التي لها صلة بإدراك الأصوات، ويدرس هذا المجال علم الأصوات العصبي neurological.phonetics 2 - علم الصياتة phonology يهتم هذا العلم بالأصوات الكلامية ذات الصلة بالدلالة، تلك المسماة بالصيتات phonemes وتنوعاتها الصوتية allophones في لغة ما ،وخصائصها وأنظمتها، والقواعد الصياتية التي تحكمها. وبينما يتناول علم الأصوات الجوانب المادية للأصوات الممكنة في كل اللغات يتناول علم الصيانة النظام الصوتي في لغة بعينها، وإن كانت المقارنة مع نظام صوتي في لغة  أخرى ممكنة على أية حال. 3- علم التصريف morphology : هو المجال الذي يتناول البنية القواعدية للكلمات(5) ونظم المصرفات morphemes لبناء الكلمات (6) والقواعد التي تحكم هذه المصرفات. 4- علم النحو (أو علم التراكيب) :syntax ويتناول بنية الجمل اللغوية، وأنماطها، والعلاقات بين الكلمات ،وآثارها، والقواعد التي تحكم تلك العلاقات ونظرا إلى كون التصريف يتناول قواعد بنية الكلمة والنحو يتناول قواعد بنية الجملة فقد يطلق على المجال الذي يجمع بين مباحث العلمين علم القواعد grammar ويتم أحيانا التمييز بين

 

اللسانيات____________________________17

الجوانب والوحدات القواعدية من ناحية والجوانب والوحدات المعجمية في اللغة من ناحية أخرى. ويدرج كثير من اللسانيين المعاصرين علمي الصياتة والدلالة في علم القواعد، وهو أمر قد يؤدي إلى لبس(7) 5- علم الدلالة semantics وضع هذا المصطلح بريال Breal للمجال الذي يعنى بتحليل المعنى الحرفي للألفاظ اللغوية، ووصفها. ولا تقتصر اهتماماته على الجوانب المعجمية من المعنى فقط بل تشمل أيضا الجوانب القواعدية وكذا فإن مباحثه لا تقتصر على معاني الكلمات فقط، بل تشمل أيضا معاني الجمل، وإن كان اللسانيون يميلون في فترة ما قبل الثمانينيات إلى الاقتصار على معالجة المعاني المعجمية للمفردات فقط دون أن يتطرقوا تطرقا كافيا للعناصر القواعدية، وبنى الجمل، وكان لتطور النحو التوليدي أثر بارز في توسيع مفهوم علم الدلالة البنيوي المعجمي ليشمل مباحث تتصل بعلم دلالة الجملة

. sentence semantics وهكذا فإن من الموضوعات التي يتناولها هذا العلم:

أ - البنية الدلالية للمفردات اللغوية.

ب - العلاقة الدلالية بين المفردات كالترادف، والتضاد

ج - المعنى الكامل للجملة والعلاقات القواعدية بينها. علاقة الألفاظ اللغوية بالحقائق الخارجية التي تشير إليها، وهو ما يدرس في علم الدلالة الإشاري (8) ومن المباحث التقليدية السائدة في الغرب ما يعرف بعلم الدلالة التاريخي الذي يدرس الكلمات المفردة وتاريخها، وتطور معانيها عبر

 

18______________________مدخل إلى اللسانيات

العصور تحث مبحثين يطلق عليهما التأثيل etymology، والتغير الدلالي

. semantic changeوقد تعددت اهتمامات الباحثين في علم الدلالة من تخصصات مختلفة إلى الحد الذي أصبح فيه الحديث عن علوم الدلالة ممكنا. وهكذا نجد اللغوي جون لاينز مثلا يميز بين علم الدلالة اللغوي، وعلم الدلالة الفلسفي، وعلم الدلالة الإناسي anthropological semantics، وعلم الدلالة النفسي، وعلم الدلالة الأدبي، وهلم جرا (9) . . غير أنه عندما يطلق علم الدلالة دون قيد أو وصف فإن الذهن يتصرف إلى علم الدلالة اللغوي 6 - علم التخاطب :pragmatics يعرف هذا العلم بأنه "دراسة كيف يكون للقولات معان في المقامات التخاطبية (10) . لقد تطور هذا العلم كثيرا بفضل الجهود التي قام بها لسانيون، وفلاسفة لغة أمريكيون مثل أوستين Austin وسيرل Searle وقرايس Grice. وقد كان بعض اللسانيين حتى عهد قريب يبعدون المعنى عن موضوع دراساتهم بسبب طبيعته المعقدة التي تتداخل فيها مجالات بحثية مختلفة كالفلسفة والمنطق، وعلم النفس، وعلم الاجتماع وغيرها. وحتى أولئك الذين دعوا إلى دراسة المعنى بحجة عدم إمكان الفصل بين النحو والمعنى كاللغوي لاكوف Lakoff لم يدخلوا المشاركين والعناصر التخاطبية الخارجة عن البنية اللغوية كالمخاطب، والمخاطب، والسياق الخارجي في نطاق اهتماماتهم. وقد سبق لموريس في تمييزه الثلاثي المشهور بين حقول علم العلامات (النحو، والدلالة، والتخاطب) أن ذكر أن علم النحو يدرس العلاقات بين العلامات اللغوية و علم الدلالة يدرس علاقاتها بالأشياء، والتخاطب يدرس

اللسانيات____________________________19

علاقة العلامات بمفسريها. ويعود هذا التصنيف الثلاثي إلى بيرس Peirce وإن كان موريس هو أول من رسمه بوضوح، وأيده كارناب Camap (11) .ومن التفريقات المقترحة بين علم الدلالة، وعلم التخاطب أن الأول يدرس المعنى، والثاني يدرس الاستعمال (12) . وهو تفريق شبيه بتفريق علماء أصول الفقه المسلمين بين علم الوضع والاستعمال فكل من الوضع والدلالة يدرس المعنى بمعزل عن السياق، وكل من الاستعمال، والتخاطب يدرس اللغة في سياقاتها الفعلية غير أن الفرق بين دراسات الغربيين، وعلماء التراث هو أن الدلالة والتخاطب أصبحا علمين متميزين في اللسانيات الحديثة في حين أن الوضع فقط هو الذي استقل علما من العلوم اللغوية في التراث العربي، والإسلامي، أما الاستعمال فلم يأخذ طابع العلم المستقل حتى الآن (13) ، وإن كانت هناك محاولة لصوغ أصوله، ونظرياته، ومناهجه في كتاب : Medieval Islamic Pragmatics .ويتصل الفرق بين علم الدلالة، وعلم التخاطب بالفرق بين الجملة، والقولة، وهو فرق ناشئ عن التمييز بین اللغة، والكلام، فبينما تنتمي الجملة كيانات لغوية مجردة إلى اللغة تنتمي القولات التي هي  (التي هي تجليات فعلية، وتحققات وتجسدات عملية للجمل) إلى الكلام. ولعل من نافلة القول هنا أن نشير إلى أن معاني الجمل هي موضوع علم الدلالة في حين أن معاني القولات هي موضوع علم التخاطب ثم إن الفرق بين المعاني اللغوية، ومقاصد المتكلمين (أو مراداتهم)

 

20_______________________مدخل إلى اللسانيات

وثيق الصلة بالفرق بين علم الدلالة، وعلم التخاطب، فالمعاني اللغوية (التي هي معان وضعية تفهم من مفردات اللغة وتراكيبها تنضوي في إطار اهتمامات علم الدلالة؛ لأن استنباطها لا يحتاج إلى عناصر خارج البنى اللغوية. أما مقاصد المتكلمين فلا يمكن التوصل إليها إلا بمعرفة السياقات التي قيل فيها الكلام، ومعرفة المخاطب، والمخاطب، وإعمال القدرات الاستنتاجية التي يمتلكها المخاطب عند التعامل مع الكلام. وظل اللسانيون بفعل التطورات السابق ذكرها يرفضون الاقتصار على دراسة الجمل اللغوية على نحو تجريدي بمعزل عن السياقات التي تستخدم فيها، رافضين فكرة تشومسكي بشأن المخاطب السليقي المثالي idcal native

'speaker/hearerوفي المراحل الأولى من السبعينيات قصر البحث في علم التخاطب على ما يعرف بنظرية أفعال الكلام spooch act theory، ثم بدأ الاهتمام يتمحور بالدرجة الأولى على الدراسات العملية empirical في تحليل المحادثة التي قام بها قرايس في سنة 1975م في ما يسميه بأصول المحادثة maxims of conversation. وبسبب الإدراك المتنامي للتفاعل المتقارب بين المعنى، والاستعمال، كان هناك ميل في المدة الأخيرة إلى معاملة المبحثين السابقين إطار علم دلالة أوسع، ولاسيما في أعمال صورية formal مثل علم دلالة المقام ..(14) والمنطق الخطابي illocutionary logic (15) ونتيجة للاهتمام بالجوانب التخاطبية في التعامل مع المعنى، فقد ساد المنهج البلاغي في دراسة هذا العلم(16)

 

اللسانيات____________________________21

4.1.1 - اللسانيات المضيقة واللسانيات الموسعة :

عندما يقصر اللغوي اهتماماته البحثية على بنية اللغة، وأنظمتها دون أن يتطرق إلى الأبعاد النفسية أو الاجتماعية أو العرقية، أو الأدبية فإنه يبحث في اللسانيات المضيقة microlinguistics. أما إذا اختلط البحث ببعض الأبعاد، والجوانب السابقة فسيندرج اللسانيات الموسعة التي تشمل :1 - اللسانيات الاجتماعية social linguistics يعرف لاينز هذا العلم بأنه دراسة اللغة من حيث علاقتها بالمجتمع(17) ، وهو فرع نشأ عن المعنى التعاون بين اللسانيات وعلم الاجتماع الذي يبحث في الاجتماعي لنظام اللغة واستخدامها وزمرة الشروط المشتركة بين البنية اللغوية، والاجتماعية (18)2 - اللسانيات العرقية أو الثقافية ethnolinguistics : وقد عرفها لاينز بأنها دراسة اللغة من حيث علاقتها بالثقافة  ولما كانت الثقافة تقتضي مجتمعا، وكان المجتمع خاضعا للثقافة فإن مباحث اللسانيات الاجتماعية واللسانيات العرقية بمفهومهما الواسع تتداخل إلى حد كبير(19) 3- اللسانيات النفسية psycholinguistics يتركب المصطلح الأجنبي من كلمتين هما الكلمة الإغريقية psyche بمعنى العقل، أو الذهن، والكلمة اللاتينية lingua التي تعني اللغة، ويعرف اصطلاحا بأنه دراسة اللغة والعقل(20). وكما لا يخفى فإن العلاقة بين المعنيين اللغوي، والاصطلاحي وثيقة جدا ومن الموضوعات التي يدرسها هذا العلم كيفية اكتساب اللغة وإحداثها language production، وفهمها. ويسعى

22________________________مدخل إلى اللسانيات

اللسانيون النفسيون إلى التعرف على طبيعة محتوى المكونات الشخصية للقدرة اللغوية البشرية، واكتشاف الطرائق التي تربط بها المعرفة اللغوية بالاستخدام الفعلي للغة. ومن القضايا التي تبحثها اللسانيات النفسية وتشكل تحديا للمهتمين به التحديد الدقيق للجوانب الوراثية في اللغة. ومن الآراء المغالية في هذا الشأن ما ذهب إليه تشومسكي من أن كل البنى النحوية والمفهومية التي تجسد المعرفة اللغوية للبالغين موجودة في الأذهان منذ الولادة. غير أن النظرية الأكثر اعتدالا التي يقول بها كثير من الباحثين تكتفي بالقول بأن لدينا نزعة فطرية لفهم اللغة. وهذا ما يفسر كيف أن تعامل الطفل مع التعقيدات اللغوية الفائقة أسهل من تعلمه العمليات الحسابية البسيطة كالضرب والقسمة (21) .وقد ناقش القضايا الأساسية للسانيات النفسية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ستينثال Steinthal، وولدت Wundt وبوهلر Buhler . ووضعت التسمية والتصميم والمفهوم، والبرنامج لهذا العلم في صيف 1953م في حلقة نقاش في معهد اللسانيات بجامعة إنديانا شارك فيها اللسانيون واللسانيون النفسيون الأمريكيون. وقرروا أن البنيات اللغوية التي يكتشفها اللسانيون يمكن دراستها باستخدام مناهج علم النفس، ونظرياته (22). 4 - علم الأسلوبية stylistics : هو فرع من اللسانيات الموسعة يدرس التنوع الأسلوبي في اللغات، والطريقة التي يستثمر بها مستخدموها هذا التنوع " . وكثيرا ما يستخدم في معنى أضيق بحيث يقتصر على "دراسة لغة النصوص الأدبية(23) . ويذكر لاينز أن هناك خلافا في السنوات الأخيرة بين الدراسات اللسانية والأدبية ناشئا عن سوء الفهم، والأحكام المسبقة من جهة، ودعاوى قسم من اللسانيين، ونقاد الأدب

اللسانيات___________________________23

بشأن أهداف تخصص كل منهم، وإنجازاتهم. ويشير إلى أن سوء الفهم، والأحكام المسبقة تقلصت: فاللسانيون لم يعودوا معتزين بالقدر الذي كانوا عليه سابقا فيما يتصل بالمكانة العلمية لتخصصهم، كما أنهم أكثر حذرا في صوغهم لمبدأ أولوية اللغة المنطوقة (على المكتوبة)، وفي نقدهم للتحيز الأدبي، والمعياري للنحو التقليدي. كما أن بعض نقاد الأدب على الأقل يدركون أن إصرار اللغوي على فكرة أن استخدام اللغة في الأدب ليس هو الاستخدام الوحيد، أو حتى الأساسي للغة يطرد مع رأيهم في أن الوظائف الأدبية للغة جديرة بالدراسة على وجه الخصوص. وفضلا عن ذلك، ثمة الكثير من اللسانيين الذين يعملون الآن في حقل الأسلوبية الأدبية يجمعون في اهتماماتهم بين اللغة والأدب معا ومن موضوعات الأسلوبية العدول (أو الانزياح الأسلوبي stylistic incongruity أي الخروج عن الأساليب المألوفة المتوقعة)، واللبس المقصود deliberate ambiguity، والجرأة في استخدام المجاز the bold use of metaphor والتكرار alliteration ، والجناس assonance، والعروض metre والقافية rhythm، ونحو ذلك (24) وهكذا تتشابه اهتمامات الأسلوبيين، واهتمامات علماء البلاغة العربية إلى حد ما، وإن كانت المناهج المتبعة مختلفة. وبينما يهتم النحو بالبنية القواعدية للجملة تهتم الأسلوبية بدراسة النص، والاستخدامات الجمالية للغة والاستجابات الجمالية للمتلقي. ويبدو أن الأسلوبيين بدؤوا يميلون الآن إلى دراسة النصوص غير الأدبية كصوغ الدليل الإرشادي، وكتابة الرسائل، إضافة إلى اهتماماتهم التقليدية بالرواية، والشعر وتمتد مجالات البحث في الأساليب لتشمل - علاوة على اللغة المكتوبة - الإعلانات المسموعة، والنصوص المنطوقة كإعلانات الإذاعة المسموعة، والخطابات، وحتى المحادثة العادية.

24________________________مدخل اللسانيات

وعلى وجه العموم ثمة اعتقاد شائع لدى الاسلوبيين أن الاستجابة الجمالية تحدث عندما تستخدم البنى اللغوية على نحو بديع فمتعة المفاجأة الناشئة عن النظم الفريد وغير المتوقع يؤدي الى العناية باللغة في حد ذاتها بدلا من الرسالة التي تعبر عنها تلك اللغة (25).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

John Lyons, Language and Linguistics: An  (1) Introduction,   (Cambridge: Cambridge University Press 1981), p. 34.

(2) - جفري سامسون، مدارس اللسانيات : التسابق والتطور، ترجمة محمد زياد كبة الرياض : جامعة الملك سعود، 1996)، ص 4

Sec Lyons 1981: 35- (3)

(4) Lyons 1981:35

(5) R.H. Robins, General Linguistics: An Introductory Survey, 2nd edn (London: Longman, 1978), p. 181.

(6) E. A. Nida, Morphology, 2nd edn (Michigan: The University of Michigan Press, 1962), p. 1.

Lyons, 1981:100.(7)

See Bussmann, 1996:423,(8)

John Lyons, Linguistic Semantics: An Introduction (Cambridge: (9)   Cambridge University Press, 1995), p. xii. Geoffrey Leech, Principles of Pragmatics (New York: Longman, 1983), p. x.(10)

(11) John Lyons, Semantics (Cambridge: Cambridge University Press, 1977), 1:) 115.  Lyons, 1977:1:114.

(12) S. C. Levinson, Pragmatics (Cambridge: University Press, 1983) p. 5. Mohamed M. Yunis Ali, Medieval Islamic Pragmatics: Sunni Legal

(13) Theorists Models of Textual Communication (London: Curzon Press, 2000), p. 9.

(14) J. M. Gawron, and Stanley Peters, Anaphora and Quantification in Situation Semantics (Stanford: CSLI, 1990).

(15) See Bussmann, 1996:374.

(16) Leech, 1983:xi.

Lyons, 1981:267.(17)

Bossmann, 1996:439(18)

Lyons, 1981:267.(19)

Lyons, 1981:268.(20)

See McLeish, 1993: 6006-7 (21)

  (22)                                             See Bussmann, 1996:390     

. Lyons, 1981: 295 296   (23)

 (Lyons, 1981:295-7) (24)

(25) SceMcLeish 1993 :718

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي