أهميـة التنميـة السيـاحيـة
المؤلف:
د . مصطفى يوسف كافي
المصدر:
فلسفة اقتصاد السياحة والسفر
الجزء والصفحة:
ص335 - 338
2025-06-23
443
ثانياً: أهمية التنمية السياحية
على صعيد الاقتصادي الدولي أصبح النشاط السياحي من أكثر الأنشطة الخدمية إدراراً للدخل وتوليداً لفرص العمل، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غيـر مباشر وذلك لارتباطه وتأثيره في عدد كبير من الأنشطة، ووفقا لتقديرات المجلس العالمي للسياحة والسفر ((WWTTC ساهمت صناعة السياحة والسفر في عام 1999 بنحو 11% من إجمالي الناتج العالمي، كما يبلغ عدد العاملين بالأنشطة المرتبطة بها نحو 200 مليون عامل بما يمثل نحو 8% من إجمالي العمالة الدولية. وفضلاً عن ذلك فإن من المنتظر أن تسهم تلك الصناعة في توفير نحو 5.50 مليون فرصة عمل جديدة سنوياً حتى عام 2010م (1).
وترجع أهمية التنمية السياحية لأسباب عديدة أهمها:
(1) الأسباب الاقتصادية:
وهي من أهم الأسباب حيث تسهم التنمية السياحية في:
أ- تحقيق الانتعاش الاقتصادي لدولة المقصد السياحي عن طريق تنمية حصيلة العملات الأجنبية مما يسهم في تغطية احتياجات التنمية الاقتصادية للبلد من المكونات الإنتاجية اللازمة للنشاط الإنتاجي الحديث في جميع القطاعات.
ب- تنمية وتنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى التي يرتبط بها القطاع السياحي في الداخل (القطاع الصناعي والزراعي وقطاع الخدمات) ويلاحظ أنه كلما كان القطاع السياحي كبيراً وكلما زادت درجة الارتباط بين القطاع السياحي والقطاعات الأخرى كلما أدى نمو هذا القطاع إلى تنمية بقية القطاعات الأخرى بمعدلات مرتفعة.
ت ـ توسيع قاعدة التوظف وذلك عن طريق خلق فرص جديدة للعمل في القطاع السياحي والقطاع المرتبطة به.
ث ـ المساهمة في التنمية المحلية والعمرانية وذلك عن طريق تنمية مناطق جديدة للجذب السياحي في محليات مختلفة ويسهم هذا في تحقيق نمو متوازن على مستوى الاقتصاد الكلي وفي تحقيق العدالة وفي توزيع الدخل القومي بين الأقاليم السياحية المختلفة.
ويلاحظ أن صناعة السياحة في مصر ترتبط بنحو 70 صناعة وخدمة مغذية ومكملة للنشاط السياحي ولعبت دوراً في تحقيق تنمية اقتصادية وعمرانية للأقاليم السياحية الأخرى داخل مصر.
والحقيقة إنه لا يمكن إغفال الدور الذي لعبته السياحة، ولا تزال، في تعمير عدد من المناطق غير المأهولة التي يمكن تحويلها إلى مراكز جذب سياحي (إذ أضافت التنمية السياحية إلى الرقعة العمرانية في مصر مساحة تعادل 1.2% من المساحة الكلية لمصر)، وما يرتبط بها من إنشاء وتطوير المطارات ومد شبكات من الطرق، وهي بلا شك بنية أساسية يمتد تأثيرها إلى تحفيز إقامة مجتمعات عمرانية جديدة ومشروعات زراعة وصناعية تضاف منتجاتها إلى الناتج القومي.
(2) الأسباب الاجتماعية والثقافية
تؤدي تنمية السياحة الداخلية إلى زيادة درجة الترابط الاجتماعي والثقافي بين السكان وزيادة المعرفة، بينما تعمل تنمية السياحة الدولية على تشجيع التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب، ذلك لأن النشاط السياحي الدولي يؤدي بشكل طبيعي إلى تعرف السائحين من البلدان المختلفة على ثقافيات وحضارات الشعوب التي تستقبلهم وتستضيفهم. كما أن أبناء هذه الشعوب المضيفة يتعرفون على عادات وسلوكيات الزائرين ولذلك تتقارب المسافات الاجتماعية بينهم، وهذا مما يعمل على دعم التراث الإنساني واتساع الحلقة الحضارية على مستوى العالم.
(3) الأسباب البيئة:
ازداد الاهتمام العالمي منذ السبعينيات من القرن 20 بسلامة البيئة الطبيعية وضرورة والحفاظ عليها وتنميتها خاصة بعد مؤتمر استكهولم بالسويد عام 1992، ولا شك أن التنمية السياحية تظهر أهمية البيئة وبيان كيفية الحفاظ على مكوناتها والارتقاء بها ومنع تدهورها أو تلوثها، لأن البيئة النظيفة والجميلة هي المادة الأولية للنشاط السياحي أو هي عامل رئيسي في قيام النشاط السياحي عموماً.
وتمثل الأسباب السابقة للتنمية السياحية المحور الأساسي الذي يمكن الاستناد عليه عند وضع الإطار العام لأهداف التنمية السياحية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تقرير البنك الأهلي المصري، النشر الاقتصادية، العدد الرابع 53، سنة 2000م.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في علم الاقتصاد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة